22

441 59 96
                                    


' Frenchman's broken glass '

' حطَام زجَاجُ رَجلٍ فَرنسِي '.

'دعَنِي  أيهَا الوغد، أعِد لِي إبنتي!! مَالذي تفعله ؟؟..إلهي'

يَتخبَط الرَّجلُ فَوقَ مَرقَدِه بِملامِح مضطربة في حين جسَدَه يتعرقُ بِشكل كَبير، ذلكَ الكابوس لَم يتركه منذ أن رأى تلكَ الفتاة في منزل التاجر، تأتيه أحلامًا سَوداوية حولَ أمه و رضِيع مجهول الملامح ، يحاولُ عدّة رجَال أخذه منها ، حينمَا خرجَ مَع إينَاس أخذهَا إلَى شقته بجانب عائلتها ثم عاد إلَى القصر مع إنتهاء الحفل، لم يغفو لَه جفنََا و مكثَ يفكرُ بمَا رآه في ذلكَ المكَان الشبه مهجور ، حينما غفَى بدأت تلكَ الكوابيس باخترَاق عقله، تداهمه ليلََا لتزيدَه سوءََا توقضه من النوم ليبقى مستيقظا بعدها طوَال الوقت.

ثم في اليوم التالي إستقامَ ليأخذَ حمامََا دافئََا بعدهَا إرتدَى ملابسه، يحمل رداء المحكمة بيده و حقيبته بكفه الثانية، بسيارته الفخمة توجه إلَى إينَاس التي كانت تنتظرَه أمامَ بَاب الشقة و لأولِ مرة منذ معرفتها له لم يفتح لها الباب، بل لم يتحرَك أصلا من مكانه، ظنت المرأة بأنه فَقَط نسيَ ذلك لكن مَع مرور الوقت  و في طريقهما أدرَكت بأنَ الرجل به خطبََا ما، و حتى حينمَا سألته هو لم يَرُد بَل عكسَ ذلك قَد قابلَها بالصمت ، قابلها ببرود كَبير لم ينظُر لها ولم يعطيها إنتباهه كذلك، بَل كأنها غيرُ موجودة.

حينمَا رَكنَ سيَارته أمام الرصيف  خطَى خطواته نحوَ المحكمَة ، لم يمكث ثابتََا ينتظرها بَل رحَلَ تاركََا إياهَا خلفه و هي مباشرة صفعت بابَ العربَة ثم لحقَت به بملامح شبه منزعجة ،لم تحزن بل إنزعجَت وَ غضَبت، فهي حينما يحدثُ معها شيء مَا، ستَرتمي في أحضانه تروي له مَا يجتاحها لكنه هو لَم يخاطبها بل تَغافل عنهَا.

دخَلَ الغرفَة لتَلحقَ به هي ثم جلسَ كليهما خلفَ ذلكَ المكتب، حينهَا دخَلَ القاضي ليسقتيمَا باحترام لَه و بالنسبة للسيد سيمون هو لم يظهر  مع محاميه في الجلسة لهذا قَد تمَ إستئنَافها إلى أجل غير مسمى،  إستَشاطَ الرّجل غضبََا لعدَم مجيء التاجر للمحكمة و بخطوات سريعة  مشَى يعود أدراجه نحوَ سيَارته لتلحَق به المرأة تمسكُ ذرَاعه ، فتصنمَ مكَانه مديرََا رأسه لهَا وَ بِنَبرَة جامدَة هو أمرهَا - "  أبعدِي يَدِك يَا إينَاس!"
العشرينية هَزت رأسَها ترفضُ ذلك وَ بِنبرَة بَاردة هي الأخرَى ردّت عليه - " و إن لَم أفعَل ؟"  حينها رفَعَت رايَة التّحدِي أمامه ليحركَ ذراعه بقوة يبعدها عنه ثم تحدّث هو الآخر - " سأفعلهَا بنَفسي"
إلتفت ذاهبََا في طريقه لكنه مرة أخرَى توقّف حينمَا إينَاس صَرَخت به - " أيهَا الوغد، ماذا دهاك؟ إن حدَثَ مَعك شيء يمكنكَ إخبَاري فأنا لستُ دميَة  تستعملها فَقط من أجل إفراغ حبّك المكبوت، فَرَنسيّ حقير" ضرَبت بقَدمهَا أرضََا ثم تقَدمت نحوه بملامح عَابسَة تشَابكُ كَفّه بخَاصتها لِتحَملقَ بنَظَرَاتها الشّرسَة بعدَ ذلك - " مَن الذي أحزنَك ؟ أعدكَ بأنني سأحطمُ رأسه! "
إبتسَامَة جَانبية قَد شَقَّت وَجهَ الرّجُل حينمَا شَابَكت  المرأة كَفه لتباشرَ بتحسس بَشرته ، تُخرجُ كَلماتها الحلوَة تلك من ثَغرها، أعجبَ بطريقة عدَم ذهابهَا حينمَا صَدَّها عَنه بَل هي ألحَت عليه من أجل إخبَارهَا بمَا بحدُث مَعه و الرجل حينهَا جرها خلفه يفتح لها باب السيارة يدفعها برقَة كبيرة ثم ذهَبَ بهَا إلَى الشاطئ.

صَبْوَة 1962 / [ مُكتملة ]Dove le storie prendono vita. Scoprilo ora