14

496 93 83
                                    

' My Cupcake'

حُلوِي

تلكَ العيُون قَد سقَطت على الأخرى و باتَ كلاهما يتبَادل تلكَ النّظرَات، العشرينية مباشرة قَد سحَبت كفها من تحت يَد جوزيف، فورمَا استقَامت متقدمَة نحوَ الرجل الذي لا يزال ينظرُ إلَى رفيقها ثم بنَبرَة متوترة و ملامح مبعثرَة هي تفوهّت بكلمَاتها القليلة تلك - " مرحبَا.. يا فرانسوا.. تفَضل !"
شَعرَ الرّفيق هو الأخير بالتوتر من نظرَات الفَرنسي له و بالفعل مباشرة إستقام يأخذ طريقه نحوَ الباب و بسرعة قامَ بتوديع صديقته التي ابتسمت له ترد الوداع بتلوِيحة قصيرة منها ليذهب هو الآخر.

إلتفتَت إيناس بجَسدها نحوَ فرانسوا و بعيونها الضاحكَة هي نَظرَت له ثم نطَقَت مرة أخَرَى - " هل أَنتَ بخَير يا إبنَ العميد؟"
إستفَاق مباشرة من شروده يدور بجسده إليها ثم ثَبَّت نظراته العميقه عَليها و بهدوء هو تحدّث يَقتربُ بخطواته منها - " احزرِي يا إبنَة الجزائر؟"
خطوة أخذتها المرأة للخلف تحاول الهروبَ منه في حين تتهرب بعينَيها إلَى أي مكان غيرَ التحدِيق به أمَا هو فـَلم يتوقف عن التقدم إلى غاية محاصرتها ، ينحني نحوها في حين يضع كَفّه علَى ذلكَ الجدار و بهَمَس هو نطَقَ كلماته-" هل هو دائما ما يكون هنا يا حُلوَتي؟ "

إرتفَعت حرارة إيناس كارتفَاع درجة غلايّة الماء أما وجنتيها قَد توردّا من شِدّة خجلها و بصوتها الخَافت تحدّثت تُحرّك رأسها نفيًا - " ليسَ دائما بَل من مدة طويلة لم يأتِ ألَى هنا"
أصابعُ الفَرنسي أخَذَت طريقهَا نحوَ خصَلات شعر الشابة الأمامية ليبدأ بلمسهَا ، يُعدلهَا ثم أردَفَ بنفس وتيرة صوته السابقة يئن بداية مطلقًا أنفاسََا ضعيفة في آن واحد - "آه، إذا ذلكَ جيد يا عَزِيزتي فأنَا شخصٌ غيورٌ جدَّا! "

لَقَد اعترف بأنه يَغار عليها من دون عودة، من دون تفكير بل من دون سابق إنذار، فقَط أطلقَ كلماته مبتَعدا عنها تاركا إياها في فوضى مشاعر كبيرة، تحس بقلبها و كأنه سيَخرج من وكره لِشدَّة دقاته و حسنا هي زَفرَت الهواء الذي قد حبسته بداخل رئتيها بقوة ثم مشت خلفَ الرجل الذي خرجَ من أجل إستنشاق سيجارته تلك.

واحد يقف بجانب الآخر تحتَ سَقف المحَل يُحدّقَان بتساقُط الأمطَار في صَمت كبير، كل ما يرافقُهما هو أصوات تلكَ القطرات التي تقع من السماء بسرعةِ الضّوء.

مدّت إيناس كفها نحوَ الأماَم تتركها تُبتَل في حين ترفع رأسها إلَى تلكَ الغيوم التي تكاد تختلي مَع رمادها و بقَهقَهة جدّ خفيفة هي تحدّثت بنبرة فَرنسية كعادتها حينمَا تكون بجانب فرانسوا أو أخته- " حينمَا كنتُ صغيرة لم أكن أبكِي أمَامَ الجميع بَل سأجعل الأمطار تُخفي دموعي، حينمَا دموعي تحاول الوقوع ، سأخرج للشَارع و أجعل الأمطار تُبَلّلني، صرخَاتي لم تكن من أجل سعادتي بل كنتُ أَستنجد وَ بالرغم من تأكدي بأني سألتقط بردا لم أهتم و أعدت ذلك في كل مرة شعرت فيها بأنني لست بخير! "

صَبْوَة 1962 / [ مُكتملة ]Where stories live. Discover now