07

760 87 101
                                    

' blackness'

' إسودَاد '

.

مكَثت العشرينيّة صامتة بعْدما سمَعت ما قاله، فعقلها لم يستوعب حرفا من ذلك، ليست قصة استيعاب بل قصة أنها لم تستقبل أذنيها مثل هذه الكلمات من قبل، لم يتقدَم أحد إلَيها بدافع الدفاع عنها بل كل مَن اقتربَ منها كان يريدُ شيءََ من الإثنين قلبَها أم جسدها وهي في كلتا الحالتين رافضة رفضا قاطعََا لكل ذلك.

شَعَرَت في كلماته نوعا منَ الصّدق لم تشعر به مَع أحد غيره وَ الفَرنسي كان صادقا حقيقة ذو نوَايا طيبة وَ هذا واضح من عيناه حينما يتحدث، من ملامح وجهه التي ترق حينما ينظرُ إليها، لم يتلبسْ الخبثَ أبدا بَل كان صَافيَ القلب.

انحنت المرأَة مباشرة إلَيه بِزاوية تسعينَ درجة وَ بنبرة جدُ مُبتهجة هي تحدثت تحاول إخفاء ابتسامتها الخجولة تحتَ لحاف الجديّة - " شكرَا لك يا سيدّي، إنني أقدرُ ما تفعله حقا وَ قلتُ لَك بأنني سأرد إليكَ هذا المعروف"

اقتربَ الرّجل بخطواته نحوَها يقلص تلكَ المسافة الصغيرة التي كانت بينهما ثم بهدوء وَضَع كفيه علَى أذرعها ليرفعَ جسدها نحوَ الأعلى مجيبا إياها بكل رقة، ينظرُ نحوَها بهيَام واضحٍ فبؤبؤ عينيه لم يتحركَ من شدَة افتتانه بها -" لا بأسَ بذلك يا إيناس إنني في الخدمة "

بَعدمَا جلَسَ كلاهما فَوَقَ تلكَ الكنبة الجلدية التي أمام المكتب هوَ أردفَ يُخرج كلماته بعفوية يشرح لها ما سيفعلانه من الآن فصاعدا - " إذا يا سيدتي أولا سنذهب لزيارة التاجر سيمون من أجل التحدث معه لآخر مرة و تحذيره بأننا سنرفع ضده شكوَى في المحكمة وَ إن لم يوافق سنفعل ذلكَ حقَا، لا بأسَ معك بأن تصلَ هذه القضية إلى المحكمة صحيح؟"

حركت إيناس رأسها موافقة على ما قاله الرجل لها ثم فتحت حقيبتها تأخذ ذلكَ الظرف لتضعه أمامه فوقَ المنضدة وَ بلكنَة فَرنسية هي تكلمَت، تُحدقُ في عينيه بينَ الحين وَ الآخَر -" هذه الدفعة الأولى و سأحاول دفع الثانية في أقرب وقت، أعتذر لم أحضِر الكثيرَ لكَ اليوم فهذه هي تقريبا كل مدّخراتنا، آسفة جدََا يا فرانسوا"

نسيَ الفَرنسي كلّ شيء بداية من النقود نهاية بسيمون وَ كل ما إستطاع إلتقاطه هو إسمه الذي خرجَ من ثغرها - فرانسوا- إلهي كم هو حلوٌ من شفتيها و حسنا الرّجل من دون شعور منه فكرَ بصخَب -" ماذا عَن أن أسمَع دينور منك؟ "

رفعت إيناس حاجبها تنظرُ إليه متعحبة مما قاله وَ لكنها هَمسَت لَه بَعدَ مدة قليلة حينما وسَّع هو عيناه يستوعب أن كلماته التي فكرَ بها قَد انطَلقَت من فَمه كصياد أطلقَ سَهمه نحوَ فريسته - " فرانسوا دينور"

صَبْوَة 1962 / [ مُكتملة ]Where stories live. Discover now