40

303 38 294
                                    

' you control me'

' أنتِ تُسيطرينَ علي '

كَانت بداية السنة الجديدة كبداية حياة مولود جديد قد خرجَ من بطن أمه قبل دقائق ليبدأ بعيش حياة مفعمة بالحب،خالية من الحزن و كل ما يفعله هو النوم والأكل، و بعدَ يومان فقط سيتمُ حفلُ زفاف جوليا دينور بخطيبها إليوت، لقد تم دعوة إيناس بالتأكيد و لكن لا يمكنها الحضور لسبب  فقدانها ، فهي لاتزال في حداد بعد موت والديها كون الأربعين يوم لم يمر بعد ، كما أنها لا تشعرُ بتلكَ الطاقة لتحضرَ أي مناسبة فقَررت الجلوس في المنزل مع أخيها نذير الذي سيؤنسُ وحدتها بالتأكيد.

بعدما عجنت الخبزَ و قامت بتحضير المحاجب ، نظمتهم في السلة المعتادة لتغلقَ عليها ثم راحت تُحضرُ نفسها ، فارتدت بنطالَ جينز واسع مَع قميص بلون أبيض بسيط لتضعَ فوقَ جسدها معطفها الشتوي كعادتها ، ثم إرتدَت قبعة على رأسها لتغطي رقبتها العارية بشَال يقيها من برد شتاء الموسم، حملت حقيبتها ثم طرقت على غرفة نذير تنبهُه على الخروج من أجل الرحيل و هو مباشرة إستجابَ لها يفتح الباب في حين يحملُ محفظته على ظهره ليلحقَ بشقيقته التي  سبقته كي ترتدي حذاءها الرياضي.

بعدمَا خرجَ الشقيقان من المنزل حَرَصت الشابة على إغلاق الباب بإحكام لتذهبَ بأخيها إلى المدرسة ثم حينما قامت بإيصاله ، هي ركَضَت ناحية الدكان تفتحُ أبوابه من أجل بداية يومها ومحاولة بيع رزقها لتكسبَ معاشها.
قبلَ أيام من الوقت الحالي  و بالذات حينمَا تقدَم دينور لها بالزواج، إيناس وافقت على ذلك لكن بشرط أن ينتظرَ لمرور أربعين يوم على جنازة والديها وفي ذلكَ الوقت يمكنه التقدم إلى منزلها من أجل خطبتها، لكن الرَجل قال بأنه يريدُ مباشرة الزواج و من دون أي مقدمات عليها ، فقط أن يتفقا على تاريخ جيد من أجل  ذلك، في كل الأحوال هي الأخرى وافقت على مطالبه ولم تشترط شيء إلا بقاء شقيقها معا، فرانسوا دينور لم يرفض مطَلبها ذلك بل أومأ لها بحب من دون أي رفض.


مكَثَت تنتظرُ قدومَ أول زبون ليشتري من عندها و بالطبع قد حضرَ زبائنها المعتادون الذين يحبون محاجب الشابة و الكسرة خاصتها، في كل مرة تبيع شيء ما كانت تُفكرُ بشرود ذهن في ذلكَ الرجل الذي لم يأتي إليها منذ أيام، هي لم تراه من مدة ليست بقصيرة و حسنا إنها تعترفُ بقرَارة نفسها كم إشتاقت ، لكن لَم تستطع التصرف إلا بانتظار زيارته، فقد وعدها بأنه سيأتي فورما ينتهي من عمله و يصبحُ فاضي الأشغال ، فحاليا هو مشغول بتنظيم حفل زفاف أخته و بالطبع يجب عليه المساعدة في ذلك.
أيامها قد باتت مملة من دونه و حقيقة هي تتوق لرؤيته ، تَتوقُ لمحادَثته و تأملِ ملامح وجهه الرجولية، تتوق لحنيّته عندمَا يُربِتُ على رأسها أو حينما يُطبطبُ على ظهرها، هي اعتادت على وجوده  و لم تعد باستطاعتها إبعاده عن تفكيرها أو إخراجه من حياتها.

صَبْوَة 1962 / [ مُكتملة ]Where stories live. Discover now