35

300 47 159
                                    

' I'll Cry with you '

' سأبكي معك . '

ذلكَ العجُوز يكَادُ يموتُ عطَشََا، يكادُ يَموتُ جَوعََا فوق ذلكَ الكرسي مَازال جَالسََا و لَم يتحرك ، بَل الأنسجة إلَى  هذه اللحظَة تربطُ جسَدَه ، بالرغمِ من مُرورِ أسبوع علَى إختطافِه، حَملَق العميدَ الذي خلَعَ عنه ذلكَ القماش من ثغره بِعيونِه الحادَة في حين يطلقُ أنفاسََا ثقيلة تدلُ علَى إرهَاقَه ، فجَسدَه بَاتَ مُخدَّرََا بِملامحِ وجهِِ بَاهتة و لكن الأخير لم يُلقِ أي إهتمَامََا لما يمرُ به ، بَل أمسكَ خصلات شَعره الشائبَة ثم سحب رأسَه إلَى الأعلى بِكل قوته لِينحنِي لَه مصَرّحََا بِعدَم صَبر - " لَدَيك خيَاران يَا سيمون إما تُخبرنِي بمَا تعرفه أو أعدكَ بأنّني سأركضُ خلفَ إبنتك مصطادََا إياهََا، فهَل تريدُ جلبَ الضَّرَ لصغيرَتكَ الوحيدَة ؟"
وسَّعَ التاجرُ عينَاه ثم حدَقَ بِجوناتاس يحملُ نظرَات الإشمئزاز ناحيته وَ بِصعوبَة نطَقَ كلمَاته تلك - " لَن تتجرَأ علَى فِعل ذلك فَأنتَ جَبانٌ يَا صَدِيقي ، لهذَا دعكَ من هذه الأسالِيب الظاهرَة "

أطلقَ المعنيُ بالأمر قهقهات متتالية عمَا قاله صديقه السابق هنا ثم رَصّ علَى أسنانه يضغطُ على شعر الرجل و يشد عليه - " ويلاه منكَ يَا سيمون شَابوِي أَوتختبرُ صَبرِي ؟" صمتَ لوقت قصير ثم خَطَى بخطواته يقفُ خلفَ الرجل و بِسرعة سحَبَ ذلكَ الحُنجر من خصرَه يُثبته علَى عُنقِه يكملُ حديثه بعدها هامسََا بأذنه - " فَلتتَظاهر بالقوّة و لكن في نهاية اليوم أدركُ جيدََا ستبكِي خوفََا منّي، إلهِي ليسَ و كأنّني لستُ أنَا من كَان يُنظفُ أفعالَك القذرَة ، فهَل تظنّني جبَانًا خائفا ؟ بَل سَأقتلُ إبنتك ثم سأقتلك و لن أكتفِيَ بكل هذَا ، سَأذبحُ كل شَخص تجرَأ وَ قامَ بإيذَاءِ عائلَتي "
بآخرِ كَلمَاته هوَ مَرّر ذلكَ السكين علَى جِلد المُرتَعب أمامه، يمرّره مُخلفََا وراءه أثرََا مستقيمََا يذرفُ منه دماءََ قُرمزيَة اللون وَ بِنبرَة أجشَة أكملَ دينور كلماته -" إنّني قَاتلٌ وَ أنتَ تعلمُ بِذَلك فهيَا قُل لِي ما حَدَث، أفصِح لي عمَا تعرفُه و أعدك بأنني سأفكرُ حينها بالمغفرة لك"

إبتلَعَ العجُوز ماء حِلقه ينظرُ بِطَرف عيونه نحوَ العميد الذي يقفُ خلفه، سيمون شابوي يشعرُ بالخوف فهو مُرتَعب و لكنه يُزيفُ قوته ، يفكرُ بِأعمَاق قَلبه بمَا الذي يجبُ عليه فعله ؟ لو أخبرَ الرجل هَنا بمَا يعرفُه سيُقتل من طَرف أنَاس آخرين و حتى إن يخبره سيقتله هو، فماَ العَمل؟

لايزَالُ الصمتُ كل مَا يُجيدُه مكثَ بذلك الشكل إلَى أن أطلقَ العجوز خلفَه شهيقََا ثم زفيرََا مُتعبََا منَ الإنتظَار ، لِيتقَدّمَ ناحيته يقفُ أمامه ثم إندفَع  يأخذُ عنقَه المُتضرّر بيَن يديه ليخنقَه بأصابعه ، ضِيق تنفّس التّاجر مختنقًا  ، ليفتحُ عيناه بوسَع يحاولُ إيقافه بعدما وضع كفّيه على خاصة الغاضب .

صَبْوَة 1962 / [ مُكتملة ]Where stories live. Discover now