05

958 104 115
                                    


' Tranquility '

' طمَأنِينة '

.

.

أنتِ كاَنت مجرد كلمة من ثلاث حروف إلَى أن تَفوَه بها ذَلك الرّجل الثلاثيني الذي يعقدُ ذرَاعيه مَعََا مُنتظرََا إجابَة من الشَّابة التي تقفُ أمامَه.

أصابع كفّها ملتفّة حَول مقبَض البَاب في حين جسَدها ثابت في مكانه، نَظرَات مبَعثرَة قَد ألقتها على إبن العميد لتُقهقهَ بعدها بمُحاولة منهَا لتلطيفِ الجو الذي قَد توتّرَ بالفِعل .
الضغطُ يَطغو حولَ هذَا المكان و حَتَى الصمت كان طرفًا ثالثا بينهما يصعب إبعاده.

لَم تتكلم بأي حَديث كَان بَل مُبَاشرة حرَكت رأسها تومئ لَه ثم هَمَسَت بـ "شكرا علَى مُساعدَتك" وَ هَمت ذاهبة من المبنى.
سارعَت بالمَشي تنظر حوَل المكان لربما سَيراها أحد مَا بـ تبعثرها هذا وَ حينما نجَحت في الخروج ، هي فَقَط ركَضت نحوَ ذَلك الزقاق الضّيق، ترمي بجسدها علَى جداره المنقوش في حين تَضَع كَفيها علَى رُكبتيها مطلقَة أنفاسََا حاَرة من ثغرها.

شُعورٌ غَريب قَد إنتابها حينما وَاجَهَها بإجابته تلك وَ نَعَم لَطَالما فَعلَ جوزيف نفسَ الشيء معها، لكنها لم تُجرب هذه الأحَاسيس من قَبل معه، ليسَ مَع غَير الفَرنسيِ الذي تشتمه أسفَل لُهاثها.

حينما استقامت من إنحنائها حَمَلت كَفها نَحوَ وَجهها تمرّر أناملها عَلَى مَلامحهَا لتَستقرَ بعدها فوق شَفتيها و بهَمس هي أردَفَت لنفسها محاولة إخفاء نبرتها الخجولة - " إلهِي ! ما الذي يحدثُ معك يا إيناس؟"

أَخَذت طريقها نحوَ المحل بعدما مشت لمدة دقائق قليلة فَقَط لتصل وَ كعادتها ستفتحه ثم تبدأ بتنظيمه لتضع تلكَ الكسرة التي تعجنها والدتها فوقَ المنضدة بمحاولة منها لبيعها.

زبون يَليه آخر يتقدمُون نحو المحل من أجل اقتناء ما يريدونه وَ رغم وُجُود بعض من محلات البقالة في هذا الشارع إلا أن معظمَ الناس يأتون لهذا المكان بالذات، فهم يحبون لباقة إيناس، يحبون كيف تقابلهم بوجهها البشوش في كل مرة تخطوا أقدامهم المحل، يحبون أيضا كيفَ أنها ستهم لمساعدة أحدهم من دون مقابل، فهي شابة بقَلب أم حنون.

.

.

أيام قد مرَت على آخر لقاء كان بين إيناس و فرانسوا، لم يتواصل أحد منهما مع الآخر، الثّلاثِيني يُشغِل بالها كثيرا، و هِي لن تنكر هذه الحقيقة ، ستتقبّلُها ! فالحقيقة تُقَال وَ تُؤخذ بعين الإعتبار.

صَبْوَة 1962 / [ مُكتملة ]Where stories live. Discover now