الفصل الاول

176 5 0
                                    

دعاء :اللَّهُمَّ اعْصِمْنِي مِنْ كُلِّ سُوءٍ، وَلَا تَاخِذْنِي
عَلَى غُرَّةٍ، وَلَا عَلَى غَفْلِهِ، وَلَا تُجْعَلْ عَوَاقِبُ أَمْرِي حَسْرَةً وَنَدَامَةً
.....................................
في احد الاحياء القاديمه والتي تعد احد المناطق العشوائيه في محافظه الشرقيه وفي احد المنازل المتهالكه التي علي وشك السقوط (متكون من ثلاث غرف متوسطين الحجم ومطبخ وحمام وصاله) كانت هناك فتاه متوسطه الطويل والقوام ذات الشعر الاسود الطويل وبه بعض الخصلات البنيه وعينين بنيتين في العشرين من عمرها نائمه علي فراش مفرود علي ارضيه المنزل ويظهر عليها التعب فهي لم تنام الا منذ ساعات قليله جدا تكاد لا تحسب من الاصل وفجأه شعرت بدلو ماء يسكب عليها واكثر صوت تبغضه في حياتها سمعتها وهي توقظها
_قومي يا اختي قومي يا معدله شوفي شغل البيت مش هتقضيه طول اليوم نايمه فزي يابت
الفتاه:ارحميني يا ما انا لسه نايمه من قيمه ساعه
الام : قومي يا اختي وايه اللي مش نيمك غير من ساعه
قالت الفتاه بعد ان اعتدلت من نومتها
_علشان لسه جايه من المصنع الهدوم من ساعه ياما خير عايزه ايه
الام:قومي روقي البيت واعملي لقمه لبوكي واخواتك يكلوها قبل لما تنزلي شغلك في المحل
الفتاه :ياما ارحميني ياما انا مهدود حيالي من الشغل ده لشغل ده انام بس ساعه كمان ساعه وحده
الام:فزي يابت بلاش دلع ماسخ بتاع البنات ده قومي اعملي الاكل يلا ..ثم قالت وهي ذاهبه باتجاه الباب ناويه الخروج من الغرفه: خلفه تغم قال يا مخلفه البنات ياللي شيله الهم للممات
تنهدت الفتاه واخذت تستغفر ربها لعله يزيح بعض الهم الذي يعتلي صدرها ثم قالت بتنهيده:يارب انت اللي عالم بحالي انا مش طالبه اكتر من انك تصبرني يارب انت اللطيف العاليم
نهضت وضبت فراشها التي تنام عليه ووضعته داخل الخزانه المتهالكه المكون من ضلفه واحد واخرجت ملابس الانها كانت سوف تنام بالملابس التي اتت بها من الخارج ..ارتدت ما اخرجته وكان عباره عن جلباب منزلي ليس بأحسن شئ وخرجت وتوجهت الي المطبخ ولكن سمعت كلام والدها الذي يلقيه علي مسامعاها كلما رأها لانها الفتاه الوحيد علي اربعه صبيان(حسام اخاها الكبير في السابعه والعشرون من العمر لديه 'ورشه تصليح السيارت' .. والثاني حاتم في الخامسه والعشرون من عمره 'عامل بناء' .. والثالث تامر وهو في الثالثه وعشرون من عمره وكان 'نقاش' وبعدهم هي ومن بعدها اخيها الصغير احمد كان في السابعه عشر من عمره ويساعد اخاه الكبير في الورشه الخاصه به وجميعهم لم يكملوا تعليهم واكتفوا بالاعداديه) :داهيه تاخدك خلفه تعر مش كانت تيجي ولد واخلص
ردت عليه والدتها نجوي :معلشي يا اخوي حقك عليا
تنهدت ونزلت دمعه واحده ولم ترد واكملت طريقها الي المطبخ لتعد شئ لهم ليأكلوه وكان المطبخ عباره عن جزء بسيط متكون من طاوله صغيره تعرف بالمطبخ الخشبي وكان موضوع بجواره مقود وكان ايضا صغير الحجم وبراد موضوع بالقرب من الباب.....
وبعد مده انتهت من اعداد الطعام مع تسبيحها واستغفارها ودعائها بالصبر لا اكثر... وضعت الطعام علي طالوله خشبيه قصير في صاله البيت التي يوجد بيها اريكتين وبجوارها كرسي ولكن متهالكين كحال المنزل ..
‏جلست العائله علي الطاوله وهمت الفتاه برحيل ولكن اوقفها نداء والدها
‏_بت ياتسنيم
‏تسنيم :نعم يابا
‏سمير:فين بابت الفلوس اللي طلعتلك من شغلك في المصنع
‏تسنيم :دخلت بيهم جمعيه يابا
‏سمير :جمعيه ربنا يخدك يا بعيده انا مش قيلك ان الفلوس دي بتعتي
‏تسنيم:يابا انا اللي شغاله
‏سمير: شغل في عينك يا بعيد انجري يابت من قدامي دهيه تاخدك ..
‏رحلت من امامهم وتوجهت الي غرفتها او بمعني ادق غرفه التخزين فهي بعد ان كبرت اصرت ان تستقل بغرفه منفرد بعيد ان اشقاءها وبعد الكثير من المناهدات والمذله وافقوا علي ان تنام في غرفه التخزين ..
‏بعد مده قصيره انهت من ارتداء الملابس المتكونه من جيبه سوداء ويعلوه بلوزه من اللون الاسود وطرحه مزيج من اللون الابيض والاسود مع جذاء قديم .. خرجت لهم وتوجهت الي باب المنزل وكانت علي وشك الرحيل ولكن سمعت والدها وهو يقول كاالمعتاد
‏_ريحه فين يا معدله مش تستأذني الاول ولا انا مش موجود
‏تسنيم:هكون رايحه فين يابا انا رايحه المحل وبعد كدا هطلع علي المصنع
‏سمير : في داهيه يا اختي...
‏تنهدت وتوجهت الي عملها وهو محل بسيط لبيع الملابس وكانت تعمل بأجر ابسط منه....كان صاحبه في الخمسين من عمره ولكن كان بغيض وثقيل الدم ويضع عينيه منها وهي تحاول تجنبهُ قدر المستطاع في لا تريد ان تخسر هذا العمل التي حصلت عليه بصعوبه كونها لم تكمل تعليمها وايضا فتاه ففي وجه نظر بعض الاشخاص عقيمه الفكر ان في عمل الفتيات عار ....
بعد مده طويله من السير علي القدمين وصلت تسنيم للمحل ووجد صاحب المحل يجلس علي كرسي امام وامامه مكتب صغير وعليه حاسوب يتم تسجيل عليه المبيعات اليوميه للمحل فقال :شرفتي يا ست الحسن
تسنيم:السلام عليكم
هلال:وعليكم السلام يا اختي اتأخرتي ليه
تسنيم بهدوء:معلشي علشان كان الطريق زحمه شويه وحضرتك عارف ان باجي مشي
هلال بخبث : انت بس لو تليني دماغ دي هخليكي ملكه
تسنيم :عن اذن حضرتك ورايا شغل ...ثم تركته وتحركت وهو اكمل كلامه بسُمهِ المعتاد
-خليكي كدا وش فقر ان ما خليتك تيجيلي ركعه مبقاش هلال وشنبي ده يبقي علي حرما
بدأت تسنيم عملها ولم تعيره اهتمام فهذا الكلام يُعاد عليها كل يوم وبعد مده انتهت من تنظيف المحل وترتيب الملابس ورصها في الارفف الخاصه بكل قطعه دخل علي المحل احد الزبائن فاتجهت له تسنيم وقال
_ نورتنا يا فندم احب اساعد حضرتك
نظر لها الرجل صاحب الاربيعين عام من اعلاها الي اسفل بنظره تعرفها جيدا وقال بغمزه بعد ان نظر في وجهها
_منور باللي موجوين فيه يا قمر
ردت عليه بجمود: تحب اساعد حضرتك في ايه
_ كنت عايز قميص حلو زيك كدا يا قمر
تسنيم :اولا احترم نفسك ثانيا مقاس كام
الرجل: medium
قالت له وهي تتجه ال احد الارفف :تمام لون ايه
الرجل علي زوقك يا قمر
تسنيم:اسود ان شاء الله
الرجل :ايه هو اللي اسود
قالت له بابتسامه بارده:القميص يا فندم هو الاسود شبه الايام واللي هيحصل فيها ان شاء الله
الرجل: تمام هاتي اسود
اجرت له قميص لونه اسود ونفس المقاس الذي اخبرها به
امسك الرجل القميص وتعمد لمس يدها فأزاحتها بقوه ونظرت له بقوه وفي عينيها تحدي بان يفعلها مجددا فنظر الي القميص المجود بين يديه ثم اعاد نظره اليها وبعد ثواني القاه في وجهها وقال بصوت عالي :ايه الاقرف اللي انت جيباه ده في صاحب المكان
آتي هلال بعد أن وجد الرجل يلقي القميص في وجه تسنيم فهو كان يراقب الوضع وقال:خير يا فندم في حاجه
قال الرجل وهو يشير الي تسنيم : هيجي الهير منين طول ما انتم مشغلين ناس بهايم زي دي
هلال:احنا اسفين يا فندم اتفضل وانا هسعدك بنفسي
الرجل :لا انت ولا غير هروح اشوف محل يكون محترم بلاش قرف
رحل الرجل ونظر هلال الي تسنيم التي كانت تتطلع امامها ببرود وقال بصوت عالي :انت متخلفه طيرتي الزبون يا وش الفقر انت
تسنيم :انا اتعملت معاه باحترام بعد اللي قالو وقول معلشي راجل كبير لكن توصل لمد الايد لا دا انا اقتلو فيها
نظر لها هلال بشر :لمي نفسك يا تسنيم والا وعزه جلال الله ما يكون ليكي شغل عندي
نظرت له تسنيم ولم ترد عليه وعادت طوي القميص الي كان بين يدها وارجعته في مكانه نظر لها هلال ورجع الي ماكنه ..هو يريد ان يتخلص منها ولكن اجبت بيها غريزته ولم ولن يتركها حني يحصل عليها سواء بإرادتها او حتي بالقوه لا يهمه .....
بعد مده انتهي ساعات العمل التي تبدأ من الساعه الحاديه عشر لساعه الخامسه مساءً وما ان دقت الساعه الخامسه استعدت تسنيم للرحيل وتوجهت الي عملها الثاني في ورشه لصنع الملابس وبعد مده وصلت الي المكان فكان في الدور الارضي من برج وكان مساحته كبيره وكانت هنالك طاولات كثير منتشره في البهو في صف طولي والجزي الثاني منها طاولات عليها ماكينات الخياطه ويجلس امام كل طاوله شخص ..وقصاصات من الاقمشه ملقاه علي ارضيه المكان مع الخيوط بجميع الالوان وكان شخص يقف لجمع الاقمشه الملقاه في الارض ...
نظرت تسنيم المكان وللحق انها تعشق هذا المكان بسبب عشقها لتفصيل الملابس وفي هوايتها ومع بعض الرسومات ..
توجهت تسنيم نحو غرفه تبديل الملابس ووضعت متعلقاتها الشخصيه في الخازنه الخاصه بها وثم اتجهت الي الماكينه التي تعمل عليها لتنهي عملها ....
بعد ما يقارب الساعتين اثناء عملها سمعت صوت من خلفها
-انسه تسنيم
نظرت الي مصدر الصوت وجدته صديق صاحب العمل وهو شاب في التاسعه العشرون من عمره ذو ملامح عاديه مهذب حنون في التعامل مع العمال خريج تجاره
ردت بهدوء: خير يا استاذ محمد
محمد:عصام عايزك في مكتبه...اومأت له بهدوء وتجهات نحو مكتب عصام
              ***********************
في المكتب كان يجلس عصام وهو شاب وسيم وفي نفس سن محمد فهم اصدقاء منذ الطفوله  يضع قدميه علي المكتب وكان يتحدث في الهاتف
-والله يا قلب عصام ما في غيرك في قلبي...
..........
-ابدا والله دا محمد بيرخم عليا
.............
-اخص عليكي تصديقه وتكدبي قلبي طبزانت لو فتحتي قلبي مش هتلقي حد غير متربع وبيقول دا بتاعي لوحدي....
وقبل ان يستمع لرد الطرف الاخي سمع طرق علي الباب فقال:معلشي يا قلبي هقفل دلوقتي علشان ورايا شغل وهرجع اكلمك تاني
.......
تمام ياروحي سلام
انهي المكالمه واذن لطارق بالدخول ولم يكن غير تسنيم..نهض من مكانه واتجه اليها وقال بشوق زئف اصبح يتقنه من كثر ما يفعله :وحشتيني اووووي
قالت تسنيم وهي تتجه الي الكرسي الموجود امام المكتب:عصام احنا اتكلمنا في ايه مفيش الكلام دا غير لما تيجي وتتقدم
اتجه لها عصام وهو يقول :انت عارفه الظروف
قالت وهي تنهض:خلاص لما الظروف تخلص نبقا نتكلم
امسك يدها ليقفها فسحبتها منه بعصبيه فقال بأسف ونبره جزينه:اسف والله بس انت بجد وحشتيني ومش بعرف اشوفك غير لما بتيجي وانت مش راضيه تردي علي مكلاماتي طب اعمل ايه
رجعت لمكانها وقالت بهدوء:انت عارف انت بنسبالي ايه بس اللي احنا بنعمله دا غلط وحرام
عصام :انا عارف انو غلط وحرام بس القلوب مش ليها سلطان ومش بأيدي اني حبيتك
ابتسمت له وقالت:انا عارفه بس احنا نحاول نعمل اللي علينا علشان ربنا يكرمنا ماشي
عصام:ماشي يا قلبي
نهضت تسنيم وقالت:انا بقا هروح اكمل شغلي علشان اروح بدي
نهض عصام وقال:ماشي ياقلبي
ابتسمت له وهمت بالرحيل وبعد ان خرجت دخل محمد ووجد عصام يجلس ويضع قدمه علي المكتب وينظر اتجه خروج تسنيم بنظرات خبيثه فقال محمد
-بلاش هي دي بنت غلبانه
عصام:والله ما حد غلبانك غيرك ها سيبك منها وقولي عملت ايه في القماش اللي ناقص
محمد :كلمت جلال وقالي هبيعتلي عربيه فيها كل الانواع
عصام:خليه يستنضف
محمد :عيب عليك دي مش محتاجه توصيه
عصام:تسلم يا ابو حميد
قال محمد وهو بينهض:هروح انا بقا اشوف الشغل ماشي ازاي
اومأ له عصام ومسك هاتفه  ليكمل غرامياته
تنهد محمد من افعال صديقه وخرج ليكمل اعماله
           ********************
عند تسنيم بعد ان خرجت من مكتب عصام اتجهه نحو الماكينه التي تعمل عليها ولكن سمعت همهمات من السيدات التي يعملن معها
-شوفتي قليله الحيا كل يوم لازم تروحله المكتب
-يا اختي بنات اخر زمن
-تلقيها طمعانه فيه اكمنهم مش لقين اللقمه وبتشتغل بدل الشغلانه اتنين
-ربنا يحفظ بنتنا
واثناء حديثهم سمعوا صوت عالي وهو يقول:ايه اللي بيحصل هنا
نظروا اتجاه الصوت وكان محمد فقالت سيده منهن :ولا حاجه يا استاذه محمد
محمد بصوت عالي:كل واحده علي شغلها وملهاش دعوه بحد يلا...ثم نظر الي تسنيم وجدها تحاول ان تحبس دموعها التي تهدد بنزول. " اكثر شعور يوجع ؟ لما تدمع عينك فجأة على شي مكتوم بداخلك وتمسح دموعك بسرعه على أساس انك قوي لما ترفع عينك فوق عشان مش تنزل دموعك وتحط يدك  على بؤك عشان محدش يسمع شهقتك هذا هو أصعب شعور "فقال لها بهدوء:اتفضلي كميلي شغلك يا أنسه تسنيم ...ورفع صوته مجددا وقال:اظن انتو هنا في شغل مش قعدين علي المصطبه تحكوا وتحاكوا كل وحده ترجع علي شغلها واها اظن ان انتو عرفين ان رمي المحصنات حرام صح وراعوا ان انتو عندكوا بنات فتقوا ربنا علشان ربنا يكرمكوا فيهم ....تركهم ورحل لمكتبه وجلست لكل منهم في مكانها والبعض اقتنع من حديثه واستغفر ربه وراعوا انهم يمتلكون بنات وكما تدين تدان والبعض الاخر ظل يتمتم ولم يتقبلوا كلامه وظلو يتحدثوا عن ماذا تفعل كل يوم في مكتب المدير وماذا وماذا ولم تنتهي الاسئله من ذهنهم .....
وانتهي اليوم واستعدت تسنيم للرحيل واتجه الي الخارج فقابلت عصام امام الباب فهو اخر من يخرج لكي يتأكد من اغلاق الابواب وفقال لها:تيجي اوصلك
نفت برأسها ولم تتحدث وتركته ورحلت وفق مكانه بستغراب من رد فعلها.اينعم انها معظم التوقات بارده ولكن معه تتحدث ببعض الود ..
قطع شروده صديقه وهو يناديه
-فيه ايه يابني بقالي ساعه بنديك
عصام:معلش ماخدش بالي ها كنت بتقول ايه
محمد:كنت بقول وافق كدا ليه وبتبص علي ايه
عصام:كنت بقفل فلقيت تسنيم معديه قولتلها تعالي اوصلك هزت راسها ب لا ومشيت من غير ولا كلمه وكان منظرها غريب
تنهد محمد وحكي لصديقه ما حدث بعد خروجها من مكتبه ثم قال له
-خف عليها شويه او تسبها في حلها دي مش من توبك ولا ليها في اللف والدوران وانت استاذ في اللف والدوران ..
نظر عصام امامه وقال :وهو ده اللي عاجبني انها مش ليها في اللف والدوران انا بقا هخليها استاذه فيه
محمد:يابني ابعد عنها وانت اللي بيجروا وراك كتير اشمعنا دي
عصام:علشان اتكبرت في الاول -ثم قال بضحك - وفي الاخر جت هي برجليها ....
تذكر اول يوم يراها به وكان اول يوم لها بلعمل منذ سته اشهر وحاول ان يتقرب منها بكل الطرق الوديه وهي كانت تمنعه في كل مره الي ان رسم عليها دور الحب وبإتقان وهي كاباقي الفتيات لها قلب وتشعر وقعت في فخه بسهول لعدم شعورها بالاهتمام والحب  من اهلها فحاولت البحث عنه في مكان اخر ولسوء حظها وقعت ما الشخص الخطأ .. بعد ان استطاع ان يوقع بها في حبه المزيف حاول ان يتقرب منها بطق مقظظه ولكن اخلاقها ودينها ومنعوا اينعم انها اخطأت بالحديث معه ولكن تحاول ان تصلح ما افستدته ولكن في كل مره يختلق حجه شكل وعذرً بشكلا اخر الي ان تستنفذت طاقتها وحاولت ان تبتعد الي ان قال لها انهو حدث اباه في موضوعهم وحاول ان يقنعه الي ان رضخ له اباه ولكن بشرط ان ينتظر ان يتزوج اخاه اولا وبطيبه قلبها صدقت هذه الكذبه بسهول فهو لن يهدء حتي يحصل عليها وهي بطيبه قلبها لم تعلم المكيده التي وقعت بها.....
فاق من شروده علي صوت محمد وهو يحثه علي التحرك للرحيل ..اومأ له وودعه واتجه الي سيارته وانطلق الي منزله اما محمد تنهد منه بيأس ودعي له بالهدايه وان ينجي هذه الفتاه من تحت يده الماكره ثم انطلق الي منزله...
         *************************
كانت تسير بعد عملها عائده الى منزلها هائمه فيما حولها تشعر بحمل الجبال فوق عاتقها ولا تعلم ماذا تفعل اخرجها من شرودها رنين الهاتف  اخرجته من حقيبتها ووجد ان الطارق والدتها فاجابت
-الو السلام عليكم
نجوي:معاكي فلوس
تسنيم :طب ردي السلام الاول يا ما
نجوي: ردي يا بت عليا معاكي فلوس
تنهدت تسنيم وقالت:اه يا ما معايا فلوس خير
نجوي:وانت جايه تعدي علي عمك بلال تجيبي منو بكو شاي وكيس سكر و وكيس مكرونه وعلبه جبنه
تسنيم :طب متخلي حازم ولا حسام ولا اي حد يجيب
نجوي:هما فضين يا اختي ربنا يحرسهم مش مبطلين شغل
ادمعت عينها وهي تقول في سرها"وانا كمان مش مبطله شغل وبدل الشغلانه اتنين حرام عليكم"وقالت بصوت مهزوز:حاضر يا ما .... وسمعت صوت صفاره انهاء المكالمه...
تنهدت واكملت طريقها الي بقاله عم بلال ذك الرجل الطيب  ما يزيح همها وهي كالمعتاد  تذهب له كل يوم قبل رجوعها الي منزلها او بمعني اصح الي سجنها ثم مقبرتها ....
بعد حوالي ربع ساعه صولت الي وجهتها قالت وهي تدخل عليه
-السلام عليكم يا رجل يا طبيت
قابلها ببتسامته التي تذيب الروح:وعليكم السلام بست البنات واميره الاميرات
ضحكت علي جملته المعتاده:تسلملي يا رجل يا طيب ..ثم اتجهت الي المعقد الذي امامه وقالت له:اخباؤك ايه يا عم بلال
بلال:الحمد لله يابنتي انت اللي عامله ايه واخبار شغلك
حاولت ان تبتسم:الحمد لله علي كل حال
ابتسم لها بلال وقال:بطلي تمثلي السعاده مش بقا تقيل القناع ده
ادمعت عينيها وقالت بحزن:تعبت والله يا عم بلال شغل المحل من ناحيه ونظرات هلال ليا ومصنع الهدوم ووجع قلبي من اللي عصام بيعملوا فيا ودا كوم وامي وابويا كوم تاني تعبت تعبت من كل حاجه حوليا
ابتسم لها بحزن علي حالها وقال لها :موضوع عصام دا انا نبهت عليكي في من الاول قولتلك دا مش من توبك ولا في يوم من الايام هيكون شبهك ..حاولت ان تتحدث ولكن هو اوقفها واكمل حديثه:انا مش قصدي في المستوي ومع ان دا مفروض يتحط عي القايمه وكمان علي رأسها بس انا بتكلم في الاخلاق انا شوفتوا مره وحده بس لما روحت معاكي هناك اول يوم وانا من يوميها مش مستريح له وانت اخلاقك غيرو خالص هو بتاع بنات وانت عارفه كدا كويس صح ...اخفضت رأسها فقال هو بقوه: صح ولا لا
تسنيم:صح بس اعمل ايه حبيتوا غصب عني
بلال بهدوء: دا مش حب ..الحب اللي في درا ده مش حب دا غلط
تنهدت لم ترد فهي تعلم ان كلامه صحيح
صمت بلال لعلمه ان كلامه وصل الي عقلها وتمني ان تستمع له ..بعد ثاوني اكمل كلامه وقال:انما بقا اهلك انا عارف ان تعملهم معاكي صعب بس دا وجبك انك تحترميهم زي ما قال ربنا.
قال الله تعالي بسم الله الرحمن الرحيم
﴿ وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا * وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُلْ رَبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا ﴾ صدق الله العظيم
ودي ايه من ايات كتير عن بر الوالدين  فستحملي وكلو عند ربك ..وهرجع اقولك زي كل مره اصبر( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ إِنَّ اللَّـهَ مَعَ الصَّابِرِينَ).
تنهدت براحه فحديث هذا الرجل دائما يتوغل باعماقها فقالت:تسلملي يارب يا عم بلال ديما كلام بلسم لروحي
بلال :دا مش كلامي دا كلام ربنا وزي ما قال الا بذكر الله تطمئن القلوب
تسنيم :ونعمه بالله يلا بقا ياراجل يا طيب هاتلي طلباتي علشان اروح مش ناقصه كلمتين في العظم هي
هز رأسه منها بيأس وقال هو يضحك :مفيش فايده فيكي...نهض لكي يحضر لها طلباتها التي املته عليه زبعد دقائق دفعت له الحساب وودعته ورحلت وكل كلمه قالها تتردد في اذنها عن علاقتها بعصام ووالديها ..وبعد عده دقائق وصلت الي المنزل ومع اول خطوه لها به سمعت صوت والدتها وهي تقول
-اتأخرتي ليه اختي
اتجه الي المطبخ لتضع الاشياء به وهي تقول:مش حاجه يا ما اتكلمت شويه مع عم بلال وجيت
نجوي:اه يا اختي مانت مش وراكي حاجه غير الرط(كثره الحديث)..
لم ترد عليها..وبعد ان انتهت كلامها اتجهت الي غرفتها تبدل ملابسها وبعد ثواني خرجت وهي ترتدي جلاباب منزلي واتجه الي المطبخ لتعد العشاء لهم ...وكلت بعض اللقيمات واتجهت الي غرفتها مجددا لا تريد ان تري او تتحدث مع احد فبعد ساعه سوف يحرض اخوتها جميع فتجنبت هي جدال كل يوم ودخلت غرفتها تتحدث مع صديقتها الوحيده وهو دفتر رسوماتها وفهي تنقل ما يحدث معها خلال اليوم عن طريق بعض الرسومات ..
فرش فراشها وجلست عليها ومسكت دفترها ورسمت عليها شخص برصاص وهو يمسك بيده قناع نفس الوجه ولكن مع ابتسامه وكتبت اسفلها ...
((هزمني حديث احدهم عندما قال لي:توقفي عن تمثيل السعاده الم يعد ثقيلا هذا القناع))
تنهدت واغلقت دفترها واتجه الي النوم ....
       **************************
وبكده الفصل الاول خلص  ..
اشوفكوا الفصل الجاي
في رعايه الله
#إسراء النادي
#روايه هِي

هِيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن