الفصل الثامن عشر

52 4 0
                                    

يا شيخ أنا قلبي مات وفقدت مشاعري تجاه أي شيء في الدنيا حتى الصلاة والذكر وسماع الدروس والقرآن.. أعمل ايه؟

ج / الحمد لله وحده.

القلب بين يدي الله، وليس لنا إلا الكريم، نسجد له وندعو ونتذلل، ونقول: يا رب، لن نترك عبادتك والسجود بين يديك، فلا تحرمنا لذة قربك.

يا رب، اعف عنا هذه المرة واغفر لنا، وامحُ عنا أثر ذنوبنا وجنايتنا.

ليس في أيدينا شيء إلا أن نطرح قلوبنا على باب الكريم الوهاب، تائبين متذللين.. حتى يأذن ويرضى.

الشيخ خالد بهاء الدين
اللهم صلي وسلم وبارك علي سيدنا محمد وجمعنا بيه اللهم امين
***************************
مر علي ذلك اليوم اسبوع ...وتبقي علي عرض الازياء ثلاثه اسابيع كانوا الجميع مجتمع في غرفه كبيره من اللون الاسود وبها بعض النقوش من اللون الفضي.. كانوا ملتفين حاول طاوله كبيره زجاجيه شفافه وكانت في منتصف الغرفه وكان متناثر عليها اوراق واقلام من مختلف الالوان والانواع وكل واحد منهم في يده ورقه وعليها افكارهم يجلسون بجوار بعضهم ماعداها كانت تجلس بمفرها في نهايه الطاوله منغمسه فيما تنقشه علي الورق الذي كلن امامها كٱنها تخيط مستقبلها وهي بالفعل تعمل علي ذالك حاولت بأقصي جهدها كانت الغرفه معظم الوقت تعم بالهدوء الا من صوت تحرك الاقلام علي الورق ومن حين الي اخر كانت منقشاتهم وهي في بعض الاحيان تتشارك ومعم والبعض الاخر تظل صامته وكان من حولهم بعض المواظفين السؤلين عن التصميم ..نظرت غدي لتسنيم مستغربه ضمتها فتجهت اليها وقالت تسألها عن سبب صمتها :مالك يا تسنيم من الصبح وانتى سرحانه كدا و واخده جمب ما تقعدى معانا
اجابتها تسنيم بتنهيدة: انا كويسة الحمد لله بس انتى مش شايفه الوضع إلى فى فلسطين الوضع من سئ لاسوء منظرهم مش طالع من دماغى عايزة اعملهم اى حاجه مش عارفه
اجابتها غدى بتفهم: اه والله معاكى حق بس فى ايدينا ايه نعمله مافيش غير الدعاء
ردت تسنيم بضيق: انا معاكى ان الدعاء بيغير القدر بس برضو حاسه اننا ممكن نعمل اكتر من كدا انتى مش شوفتى كل الدول سوا كانت عربية أو اجنبية عملت وقفات علشان الضرب دا يوقف ومش بس الشعوب دا كمان طلبه الجامعات فى مصر كلها عملوا وقفات علشان يعرفوا العالم انهم مش راضيين المذبحة الى بتحصل دى وأكملت بقهر دى إبادة يا غدى إبادة أطفال شايلين أشلاء اخواتهم ويشوفوا موت اهاليهم وبيوت بتتهد باصحابها والباقى مستنين دورهم طب وبعدين
اجابتها غدى : ما مصر بعتت شاحنات دعم بعد ما المعبر اخيرا اتفتح
ردت تسنيم بغضب: اتفتح بعد ايه بعد ما إسرائيل خلصت على نصهم وامريكا الكلب مش وافقت غير على الاكل بس ومش وافقت على دخول الوقود كلاب مكتفين الكل
سالتها غدى : طب انتى عايزة ايه او بتفكرى فى ايه؟
اجابتها تسنيم بأمل: نوصل صوتنا احنا كمان انتى ماشوفتيش المقاطعه عملت ايه نتائجها مبهرة اكيد احنا كمان لينا دول دى شركه كبيرة وصوتنا اكيد هيفرق
غدى وهى تلفت نظرها : بس فعلا البيدج الرسمى للشركه نزل ان الشركه بتدعم القضيه الفلسطينية
ردت تسنيم : ماشى بس اكيد نقدر نعمل اكتر انا فى دماغى فكره ياريت تظبط
سألتها غدى بفضول :ايه يا ترى؟
ردت تسنيم وهى تتجه الى منتصف الغرفه: هتعرفى دلوقتى ورفعت صوتها لتجذب انتباه الجميع : لو سمحتوا ممكن دقايق من وقتكم ؟
اجتمع الجميع حولها لمعرفة سبب ندائها انتظرت تسنيم تجمع اكبر عدد ممكن وبدأت حديثها: اكيد حضراتكم متابعين الى بيحصل لاخونا فى فلسطين من إبادة ومذبحه جماعيه بشكل أوضح يعنى فانا حابه ان صوتنا يوصل بشكل اكبر باعتبار اننا شركه كبيرة وليها وضعها
سأل احد الموظفين: حضرتك عايزة ايه بالظبط وضحى اكتر ؟
إجابته بتسرع: نلبس علم فلسطين
سالها الموظف بصدمه :افندم بتقولى ايه؟
ردت مسرعه توضح مقصدها: اقصد يعنى الكوفيه الفلسطينينة أو تيشرتات عليها علم فلسطين
سألها أحدهم باستخفاف: وانتى كدا بتدعم القضية ولا بتدعم مصنع التيشرتات فين الدعم دا يا أنسة
إجابته بغضب من الاستهوان بموضوع هام كهذا: حضرتك بتتريق دا الى فكرت فيه لو حد عنده اقتراح يقول بس انا على الأقل فكرت مش بتسخف بالوضع
كاد الموظف ان يجادلها مره اخرى حتى قاطعه صوت وليد متسائلا: ايه الاهمال دا سايبين الشغل ومتجمعين حد يفهمنى ايه سبب التجمع دا حالا ختم جملته بصوت مرتفع غاضب فبرر نفس الموظف المجادل لتسنيم: الانسه تسنيم هى سبب التجمع دا يا فندم
وجه وليد بصره نحوها بضيق فكادت ان تبرر له سببها ولكنه اوقفها قائلا : ورايا على المكتب واكمل موجها حديثه لباقى الموظفين : كل واحد على شغله فورا.
انفض الجمع فى ثوان فيما اكمل هو طريقه نحو مكتبه ومن خلفه تسنيم حتى دلفا الى المكتب التفت اليها متسائلا بصوت جامد: عايز توضيح للتسيب الى حصل بره دا
إجابته تسنيم بتوتر: يا فندم حضرتك فاهم غلط انا كنت عايزة بس اخد اقتراحات زملائي فى حاجه مهمة مش اكتر
سالها : حاجه ايه الى تعطلى الموظفين من أداء شغلهم علشانها؟
إجابته بعزه:ارض فلسطين ودم اخواتنا هناك
صمت قليلا يستوعب كلمتها فهو متألم للغايه لما يحدث فى الاراضى المقدسة خاصه بعدما استشهد صديق له من غزه فاحدى غارات القصف
سالها مستفسرا : كنتى عايزة اقتراحات ايه
أجابت مسرعه: كنت عايزة اقتراحات علشان صوتنا يوصل حضرتك دى شركه كبيرة وليها وضعها فى السوق سوا المحلى أو الدولى البوست على بيدج الرسمى مش كفايه اكيد فى حلول اكتر فعالية وتأثير
نظر لها مفكراً هى محقه ولكن كيف يحدث هذا التأثير سالها : وانتى اقترحتى ايه؟
أجابت بخيبة : قولتلهم نلبس تيشرتات عليها العلم أو كوفيات بس استهونوا بالموضوع وحد قال انى كدا بدعم مصنع الهدوم مش بدعم القضية
ضحك بغلب على هذا التعليق ونظر لها محدثا : بس الكلام دا ماينفعش علشان مش هنقدر نجبر موظف يلبس ايه دا حقه وهو حر
نظرت له تسنيم بحزن : انا اسفه ماكنش قصدى بس كنت عايزة نعمل اى خطوة زى ما الشعب كله اتحرك عايزة اتخلص من احساس العجز
كلماتها لامست وتر الحزن على صديقه والوجع المخفى داخله فحدثها: اتفضلى على شغلك وياريت التجمعات دى ماتحصلش تانى وانا هتصرف ان شاءالله
اومأت بايجاب وانصرفت وتركته يفكر فيما قالت وكيف ياخذ خطوة ذات تأثير مستخدما مجاله

هِي(متوقفه حاليا )حيث تعيش القصص. اكتشف الآن