الفصل الثاني

54 6 0
                                    

كيف تقترب من الله؟الجواب في كلمتين 《واَسْجُدْ وَاقْتَرِب》
اذا انكسرت اسجد لله وقل يا جبار اجبرني
وان انظلمت اسجد بين يد الله وقل يا عادل انصرني
وان احترت اسجد لله وقل يا بصير ارشدني
واذا احتجت اشجد لله وقل يا مجيب اجبني
واذا اراد قلبك الحب لن تجد احد يرد به سوي الله
ان اردت حنانا لن تجد احن من حضن الارض وانت ساجد لله
وانت ضاقت بك الدنيا ولم تجد صاحبا فاعلم ان الله اقرب اليك مما تتخيل فقال الله تعالي (اني اقرب اليك من حبا الوريد)
السجود في الحقيقه هو ليس وصولا للارض انما هو وصول للسماء
اسجد لمن تشعر بين يديه ان في قمه نزولك ارتفاع
قال رسول الله صلي الله عليه وسلم{عليك بالسجود فإنك لن تسجد لله سجده والا رفعك الله بها درجه وحط عنك بها خطيئه}
اللهم صلي وسلم علي سيدنا وشفيعنا محمد صلي الله عليه وسلم
                   *************************
في صباح اليوم التالي استيقظت علي صوت اقتحام احدهم لغرفتها ومن غير الهمجي اخاها الكبير وهو يقول:قومي يا اختي اعمليلي لقمه اكلها
قالت له وهي تعدل من نومتها :في ايه مش انا قولت ميت مره قبل ما تدخل خبط علي الباب وهي زريبه وبعدين مفيش حد بيعمل اكل غيري فين امك
رد عليها بصوت عالي :ليه يا اختي دخلين عليكي الحمام واه مفيش حد  بيعمل اكل غيرك فزي قومي قامت قيامتك ...وترك الغرفه وخرج وهو يتمتم بسباب
تنهدت وقالت :حسبي الله ونعم الوكيل
نهضت من مكانها وضبت فراشها واعادته الي الخزانه ووضعت دفترها تحت ملابسها حتي لا يراه احد ..وخرجت توجهت الي الحمام لتتوضء وتؤدي صلاه الضحي وبعد ذلك اتجه الي المظبخ لكي تجهز لهم الافطار ..وبعد مده انتهت ووضعت الطعام علي الطاوله الصغيره ونادت الجميع ...اجتمع الجميع علي الطاوله وبدأو في الاكل وكانت سوف تجلس فقال لها والدها بصوت عالي :انت هتقعدي
ت

سنيم:اه يابا انا مش اكلت حاجه من امبارح
سمير:قومي يابت حطي الشاي علي النار وبعد كدا ابقي اطفحي او عنك ما كلتي قومي ..
نهضت واتجه الي المطبخ ووضعت وابريق الشاي علي المقود وساندت برأسها علي رخام المظبخ الخشبي ونزلت دموعها بحسره علي ما هي به.... حتي الطعام يستخسرونه بها تنهدت ومسحت دموعها واتجه الي البراد واخرجت رغيف خبز وقطعه جبنه بيضاء واكلتهم ووبعد ان انتهي الشاي وضعت الابريق علي صنيه وبجواره بعض الاكواب الزجازيه متوسطه الحجم وخرجت وضعته علي الطاوله ثم اتجهت الي غرفتها بدون كلمه واحد ...ابدلت ثيابها وخرجت من المنزل....
    **************************
في محل هلال كان جالس في مكانه يتحدث في الهاتف وفي ذالك الاثناء دخلت تسنيم والقت عليه السلام ولكن هو لم يبالي بها ولا هي ايضا  ردت له الا مبالاه بمثلها واتجهت الي عملها...  فهي فعلت ما قاله الرسول في القاء السلام واجرها عند الله ...
بعد ان انتهت من ترتب الملابس جلست علي احد الكراسي الموجوده واخرجت دفترها من حقبيتها وعلي غير العاده ظلت تخطوا بعض الكلامات وليس روسومات ..الي ان دخل نفس الشخص الذي كان موجود بالامس وتجاه لها مباشره دون الاهتمام بهلال
وقال لها بتكبر :انت يا اسمك ايه
تسنيم بهدوء:خير يا فندم احب اساعدك حضرتك في ايه
الرجل:عايز الاقميص اللي انا اخترته امبارح
تسنيم:للاسف اتباع يا فندم
الرجل:اكيد في تاني منه
تسنيم:خامه القميص دي خلصت يا افندم تحب اجبلك حاجه تانيه
الرجل بنظره خبيثه لها:لو كانت الحاجه دي انت انا مش عندي اي مانع
لم يصدر صوت في المكان بعد جملته هذه غير صوت صفعه التي دوت في المكان تحت صدمه هلال وغصب الرجل بعد ان تحركت رأسه لليمن قليل اثر الصفعه ..
قالت تسنيم بغضب:دي علشان كلامك.. انا حزرتك المره اللي فاتت بس انت مُصر.. استحمل بقا
الرجل بصوت عالي غاضب:انت متخلفه يابت انت عارفه انا مين
تسنيم:طظ فيك وفي كل اللي يتشددلك
الرجل بصوت عالي:فين اللي شغالك هنا
اتي له هلال قال بسرعه:اهدي يا فندم اكيد هي مش قاصده والغلط ده امسحوا فيا
الرجل:لتطردها يا هقفلك المحل اللي انت فرحان بيه ده
ارتعب هلال من طريقه كلامه وثقته فقال له مسرعا اكيد فأخرج من جيب بنطاله ورقتين  فئه المتين جنيه واعطاهم لتسنيم وقال لها : دا حسابك واتفضلي مش ليكي شغل عندي..
نظرت تسنيم للمال المجود بيد هلال والبسمه السمجه والشامته المجوده علي وجه الرجل البغيض من وجه نظرها  واخذت المال من هلال وجذبت حقيبتها بعد ان ادخلت دفترها بها ونظرت لهم نظره استحقار ثم رحلت .....
خرجت من المحل ولم تعمل الي اين تذهب وماذا سوق تخبر والديها بما حدث ففي الاخير سوف تكون هي المخطأه في وجه نظره مهما حدث معها ومهما تعرضت لمواقف قاسيه فكيف يتعاملون مع الموقف بتفهم وهي من تتلقي علي يدهم اسواء انواع القسوه وسوء الظن...
ظلت تجوب الطرقات وهي لا تعلم اين تتوجه الي ان تذكرت عصام واخرجت هاتفها لكي تطلب منه المساعده فهو الان غير موجود بالورشه لكي تذهب اليها وايضا سوف تكون محط الانظار من الجميع وهي لا تريد هذا ... فأسلم حل هو ان تهاتفه وبالفعلا اتصلت عليه.....
          ***************************
في منزل عصام الخاص به بعيد عن منزل العائله كان يجلس هو ومحمد في صاله المنزل الفسيحه الذى يختلف عن منزله العتيق فكانت على الطراز الحديث من حيث التنظيم والالوان والإضاءة والاجهزة حيث حرس على جعلها مريحه تسر الناظرين فكان الدهان السائد الرمادى  وفى الحائط علق التلفزيون وعلى جانبيه اضاءه ليد من منتصف السقف الى منصف حائط التلفزيون والكنب حديث يستطيع جعله سرير اذا ارد من اللون البيج فكان المنظر ككل مريح للعين والاستجمام.....
وكان كالعاده يحادث احدي فتياته ومحمد كان جالس ينتظره حتي يذهبوا الي عملهم وبعد عده دقائق انهي عصام المكالمه بعد العديد والعديد من كلمات الغزل التي يلقيها علي مسامعهن ..فقال موجه حديثه لمحمد
-يلا يا ابو حميد علشان ورانا شغل
سأله محمد فجاه:انت مش يتتعب من اللي انت بتعمله
نظره له عصام بعدما كان يجمع اغراضه للرحيل وقال:اتعب من ايه
تنهد محمد وقال:من كتر كلامك مع البنات يا بني مش تنسي ان في رقيب عليك
عصام : ومين دا ان شاء الله الرقيب
محمد:ربنا سبحانه وتعالي
عصام بضجر من حديث صديقه المستمر:بالله عليكي بلاش شويتين بتوع قال الله وقال الرسول دول
نظر له محمد بتمعن وقال له:والله انا تعبت من الكلام معاك كذا مره اقولك بلاش علشان كما تدين تودان
عصام:الحمد لله مش عندي خوات بنات
محمد:صح مش عندك اخوات بنات بس ربنا ممكن يجبها في مراتك ممكن بعد ما تتجوزها تطلع مش كويسه
عصام:لا يا عم انا هختار وحده لسه علي الزيرو اربيها انا
محمد:مين اللي قالك انها هتكون علي الزيرو
عصام:انا اللي هختارها
محمد:مش يمكن كانت بتكلم حد وترجع تعمل عليم دور الشريفه ل
او يمكن تتجوز وحده علي الزيرو بس بعد ما تتجوزها تعمل كدا وافرض يعم ان انت اتجوزت وحده علي الزيرو زي مانت بتقول ومش هتعمل حاجه بعد الجواز وتطلع وحده كويسه وانا اتمني صرحه ....يمكن بتنك هي اللي تعمل كدا
عصام بعصبيه:انا مش عايز بنات
محمد بهدوء:دا مش بأيدك ولا بأيدها دا بأيد ربنا
عصام:خلاص هقطع لها رقبتها
محمد :انت كدا متخلف وهمجي وانا بقولك اهو ان كل اللي بتعملو هيطلع عليك
نهض عصام بنرفزه قال :خلاص يا محمد مش كل شويه تقولي الكلمتين دول وبعدين انا بكلم اللي بتيجي سكه مش بروح اضربهم علي اديهم وقولهم والنبي كلموني
نظر له محمد لثواني ثم قال:طب وتسنيم
نظر له عصام: مالها تسنيم
محمد:تسنيم مش جريت وراك وقالت كلمني انت اللي فضلت وراها ودخلتلها من كذا طريق لغايه لما خلتها تحبك
نظر له عصام بتمعن ثم ابتسم بخبث:قول بقا الشويتين دول علشان خاطر تسنيم
محمد وهو يتجاهل الميحه الواضح وقال:حرام عليك البنت غلبانه مش قدك
عصام:هو ايه اللي كل لما تيجي سرتها حرام عليك حرام عليك انت وقعت ولا ايه
نظر له بتوتر وبدون رد فضحك عصام بعلو صوته قال
-علشان كدا انت محموق علشانها طب ماتقول يا صحبي وانا شوفلك سكا معاها وهو انا وانت مش واحد ونتسالا مع بعض
محمد بغضب:انت بتستهبل هو ايه ايه اللي نتسالي مع بعض هي لعبه
عصام:امال انت عايزه ايه اسبهالك
محمد:لا
عصام:امال ايه عايز ايه
محمد:تسابها ولا انا ولا انت خليها في حالها وربنا يسهلها
نظر له عصام بغير تصديقك قال له:انت لو بتحبها بجد مش كنت قولت الكلام ده وكنت هتحاول تخدها غصب عن عين الكل
محمد:انا علشان بحبها عايزها تبعد عن الارقف اللي انت دخلتها فيه دا
جاء ان يرد عليه و لكن قاطعه رنين هاتفه فنظر علي اسم المتصل وقال بضحك موجه الكلامه لمحمد:حبيبت القلب بتتصل
نظله له بضيق فضحك عصام واجاب علي الاتصال بعد ان فصل المره الاولي واعاده الكَره مره ثانيه
-الو ايه يا حببتي
نظر له محمد بغضب
فقال عصام مجيب عليها متجاهلا محمد:ايه ازاي يطردك انت فين
.................
عصام:تمام ثواني وانا جيلك مش تتحركي من مكان
.....................
عصام:تسنيم..صمت ثواني يستمع لها فقال هو محرك حاجبيه ليغيظ محمد:خلي بالك من نفسك لغايه لما اجيلك سلام يا قلبي...وانهي الاتصال وقال لمحمد
-اروح انا بقا اشوف حبيبت القلب محتاجه ايه يمكن محتاجه حضن يهون ..وضحك بصوت عالي
قال محمد بغضب:انت مش هتروح وانا اللي هروح قولي هي فين
عصام:مش ينفع يابيبي هي طلبتني انا
محمد:عصام مش تستهبل انا هاجي معاك
عصام وهو يلتقط اشياءه :تمام ياسبع البروميا يلا اتحرك نشوف ايه اللي حصل للسنيوريتا
          *****************************
عند نسنيم بعد ان هاتفت عصام جلست علي احد المقاعد الموجوده في الطريق في انتظار عصام وهي تفكر في ماذا سوف تفعله في الايام القادمه... ولماذا يحدث لها هذا وهي لا تأذي احد تنهدت ظلت تستغفر ربها وتحمده علي ماهي به سواء جيدا او سئ وهي تتذكر قول الله تعالي  ان اصابتكم مصيبه فقولوا إن لله وان اليه راجعون  وظلت ترددها في سرها...
بعد نصف ساعه رأت عصام وهو ينزل من سياره وبعدها نزل محمد استغربت وجود محمد ولكن رجحت انه كان معه اثناء مهاتفتها له ...اتجهوا لها واول من تحدث كان محمد وهو يقول بلهفه:انت كويسه ايه اللي حصل
نظرت له باستغراب ثم قالت بهدوء:انا كويسه الحمد لله يا استاذ محمد
تنهد محمد ثم جلس بجوارها مع ترك مسافه بينهم ..فتحدث عصام بعد ان جلس هو الاخر وقال:ايه اللي حصل يا تسنيم
نظرت له تسنيم ثم نظرت باتجاه محمد وقالت بهدوء لا يتناسب مع ما هي فيه :انا اتطرد من المحل اللي كنت شغاله فيه
عصام:وايه اللي حصل
حكت لهم ما حدث فتكلم محمد بعصبيه:الحيوان والله لو شفتوا هشرب من دمه
استغربت تسنيم موقفه وطريفه كلامه فقال عصام:اهدي يا محمد الحمد لله مش عمل حاجه وهي اتصرفت صح ثم نظر لها وقال:اللي انت عملتيه صح يا حببتي مش تسمحي لحد انه يقرب منك
تسنيم :المشكله دلوقتي هعمل ايه
عصام:عادي مانت شغاله عندي في الورشه
تسنيم:ماشي شغاله معاك بس الشغل التاني دا هعمل في ايه
محمد:دوري علي شغل تاني
نظرت له تسنيم ثم نظرت امامها لتمر عليهم دقائق في صمت الي ان رأت تسنيم شئ جعلها تنهض من مكانها بسرعه وقالت لهم:تمام روحوا انت شغلكم وانا هتصرف سلام..وتركتهم ورحلت تحت استغرابهم ولكن نهضوا واتجهوا الي سياره عصام وانطلقوا الي عملهم .....
       ***************
بعد ان تركتهم توجهت الي احد البنيه الموجود امامها وكان مكتوب علي احد اللوحات الاعلانيه الخاصه لطبيب متخصص في السمنه والنحافه مطلوب فتاه للعمل ..وجد حارس امام البنايه فسألت عن الدور الموجود به الطبيب وقال لها انه في الدور الثالث ..شكرته ثم صعدت الي الدور المنشود ووجدت لوحه اعلانيه اعلي الباب مكتوب علي الدكتور طارق
دخلت وكان العياده عباره عن صاله واسعه وبها بعض الكراسي واريكتين لونهم بيج ومكتب متوسط الحجم بني اللون امامها غرفه وكانت غرفه الطبيب ذهبت بتجاها وطرقت علي الباب فأذن لها الطبيب وكان في التسعه والثلاثون من العمر تقريبا وكان لديه جسد رياضي بعض الشئ
تسنيم:السلام عليكم
الطبيب: وعليكم السلام اسمك ايه
تسنيم: اسمي تسنيم
الطبيب وهو يدون ما تقوله في ورقه صغيره:تمام يا تسنيم عندك كام سنه
تسنيم:٢٠  سنه
الطبيب : دخلتي ايه
اجابته ببعض التوتر وخافت ان يرفضها اذا علم انها لم تكمل تعليمها ولكن هي تستطيع القرأه والكتابه فقالت بكذب:اه الثانويه العامه علشان ظروف علتي مش احسن حاجه علشان كدا نزلت اشتغل
الطبيب :تمام يا تسنيم انت هتبدأي شغل من النهارده ومواعيد شغلك هتكون من ١٠ الصبح لغايه  ٤ العصر تمام
قالت تسنيم له هي مبتسمه فهو يناسب مواعد عملها الاخر فلن تتأخر عليه :تمام بس معلشي المرتب كام
الطبيب:الف جنيه في الشهر في مشكله
قالت له ببعض الفرحه فهو اعلي مما كانت تأخذه في محل الملابس التي كانت تعمل به :لا مفيش اي مشكله خالص
الطبيب:تمام حلو جدا ....ثم اخذ يشرح لها ما هي طبيعه عملها والمواعيد وكل شئ الي ان انهي فقال لها :كدا تمام
اومأت له تسنيم فقال لها :تمام اتفضلي مكتبك هيكون اللي بره واي حد يجي هتعملي اللي قولت عليه
تسنيم:تمام شكرا لحضرتك ..ثم نهضت واغلقت الباب من خلفها وجلست علي المكتب الموجود بالخارج وظلت تتامل الموجود حولها فوجت غرفتين واحده مغلقه فاكتشقت انه حمام خارجي والغرفه الاخري المظبج وبها مقود صغير وموضوع علي رخامه مثبته في الحائط وحوض وبعض الاكواب موضوعه عليه وبعد ان انتهت من اكتشاف المكان اتجه نحو المكتب وجلست عليه بعد عده ساعات دخل شخص فأخذت اسمه والسنه واخذت منه ثمن الكشف ثم ادخلته الي الطبيب وذهبت لتجلس مكانها من جديد الي ان انتهي الشخص وخرج وهي دخلت لتعدل السرير الخاص بالكشف كما اخبرها الطبيب ثم خرجت ..وظلت هكذا الي ان انتهي دوام العمل ورحلت متجهه الي عملها الثاني في الورشه
          ************************
في مكتب عصام كان يجلس علي كرسيه امامه محمد فقال محمد:تتخيل تسنيم سبتنا ومشيت ليه
نظره له الاخر بعد اهتمام:مش عارفه سيبك منها المهم عملت ايه مع جلال جاب القماش في طلبيه لازم تخلص علي الاسبوع الجاي
محمد:اه قالي ان في عربيه هتيجي النهارده علي الساعه ٥ كدا ان شاء الله
عصام :تمام كويس جدا اول لما العربيه تيجي تفهم هيعملو ايه وتخلصوا الطلبيه دي خلال اسبوع تمام
محمد :تمام ...واثناء الحديث سمعوا طرقات علي الباب فأذن عصام للطارق بالدخول ...فدخل وكانت تسنيم فنهض محمد مسرعا قال:انت كويسه حصل حاجه وايه اللي خلاكي تقومي بسرعه وتمشي ...
نظرت له تسنيم ثم نظرت باتجاه عصام الذي كان من المفترض هو من يسأل هذه الاسأله فلاحظ هو نظراتها فنهض مسرعا يمثل دور القلق وهو يقول:انت كويسه يا قلبي حصل معاكي حاجه طول اليوم وانا هموت من الرعب عليكي تعالي اقعدي وقولي ايه اللي حصل
ذهب بتجاه الكرسي وجلست عليه وعصام جلس علي كرسيه ومحمد جلس علي الكرسي المقابل لها فتنهدت وقالت: وانا كانت قاعده لمحت اعلان للدكتور عايز حد يشتغل معاها فرحت واشتغلت معاه من النهارده
عصام:ازاي اشتغلتي معاه وانت مش متعلمه
نظرت له ولم ترد فلاحظ وهو كلامه وقال مسرعا :مش قصدي والله انت فهمتي غلط ...
قاطعه وهي تقول :لا عادي مش مهم مش هتيجي عليكي
محمد:المهم انت استريحتي للدكتور ده
اومأت له ثم نهضت وهي تقول :انا هروح ابدأ شغلي ..
اومأ لها عصام فخرجت وظل عصام ومحمد الذي شرد باتجاه خروجها وهو يفكر ماذا سوف يفعل لينقظها من بثائر هذا الثعلب المسمي عصام وكيف يفوز بقلبها تنهد فهو لا يعرف كيف يبعدها عن صديقه الذي ساعده كثير في حياته فهو رجل بسيط من عائله بسيطه ..فاق من شروده علي نداء عصام له فرد:نعم يا عصام بتقول ايه
عصام :بقولك فوق وروح شوف شغلك
اومأ له محمد وخرج متوجه نحو مكتبه وفي طريقه القا عليها نظره ووجدعها منغمسه في عملها فتنهد وكمل طريقه الي المكتب فكلما نظر لها يتوجع قلبه لما هي فيه ولكن سيحاول ان بيعدها من هنا ومهما كلفه الامر
       ***************************
عند تسنيم ذهبت باتجاه المكينه التي تعمل عليها فسمعت كلام زميلاتها وتدعي حنان وهي تقول للفتاه التي كانت تجلس امامها
-شوفتي يابت تسنيم اول لما جت جريت علي مكتب عصام بيه ازاي
الفتاه:اه يا اختي هي بتعمل الشويتين دول علشان تشد انتباه سي عصام اعملي زيها يا خيبه يمكن سي محمد يبصلك
تنهدت حنان وهي تقول:اعمل ايه بس يا فاطمه مش معبرني ولا حتي بيبصلي ..
تدخلت فتاه اخري في كلامهم وقالت:علشان انت خيبه مش عارفه هو حاطط عينه علي مين
نظر لها حنان وقالت مسرعه:مين يا بت يا روان
قالت روان وهي تشير برأسها اتجاه تسنيم:المحروسه يا اختي
فاطمه :يا لهوي عليها بتلعب علي وشين لو مش عصام بيقا محمد
انصدمت تسنيم من كلامهم واكتشف سر اهتمام محمد وأسئلته الكثيره اليوم فهي لم تفكر يوم به ولا لاحظت شئ غريب به لم تعر اهتمام لثلاث النظرات الحارقه الموجه اليها واكملت عملها ...... وبعد حوالي ساعه ونصف دخل عليهم محمد قال:في طلبيه جديده جت والقماش كمان جيه ولازم الطلبيه دي تتسلم الاسبوع الجاي فوروني همتكم معانا
كانت حنان تنظر له بهيام وقالت بصوت ناعم :والطلبيه المرادي ملايات ولا هدوم يا استاذ محمد ...
نظر لها محمد وقال:ملايات يا انسه حنان ...ثم نظر للجميه وهو يقول:يلا خلصو الشغل اللي معاكم بسرعه علشان الشغل ده هيبدأ من بكره ...ثم تركهم ورحل .
ظل الحديث يدور حول الطلبيه الجديد وكم العدد الذي سوف يعملون عليه وكلا من تشارك في الحديث يتجمين الا تسنيم ظلت تعمل ولا تشغل بالها بشئ....
بعد ان انتهي اتجهت الي مكتب عصام وقالت له انها انهت عملها وتريد ان ترحل لان اليوم كان صعب جدا عليها فأذن لها الرحيل ..وبعد ان خرجت من الورشه اتجهت نحو ملازها وهو عم بلال لتشكو له قسوه الدنيا عليها وما فعلته بها اليوم وبعد نصف ساعه من المشي وصلت الي وجهتها وقالت بهدوء:السلام عليكم يا عم بلال
بلال ببتسامه:وعليكم السلام واهلا بست الستات واميره الاميرات عامله ايه يابنتي
تسنيم بعد ان جلست امامه :الحمد لله يا عم بلال
بلال ببعض القلق من نبره صوتها:مالك يا بنتي في ايه
نتهدت تسنيم وقالت:انا اتطرد انهارده من المحل بتاع هلال
بلال:طب وايه اللي حصل
حكت له كل شئ من طردها و مهاتفه عصام وتفجأها بمحمد معه واعلان العمل عن الطبيب وحديث الفتيات وكل شئ الي ان وصلت الي اللحظه التي تجلس بها امامه
ققال بلال بحكمه:عسي ان تكرهوا شئ وهو خير لكم
نظرت له باستغراب ان الخير فيها حدث معها
فهم هو سؤالها من غير حدث فقال لها:طبعا خير وكام خير كمان الاول انتك اتخلصتي من هلال اللي كان مش بيشيل عينه من عليكي !صح؟
اومأت له فأكمل :وثانيا بقا انك لقيتي شغل عند واحد بيديكي مرتب اعلي حتي لو بمتين جنيه حلوين حوشيهم ليكي وادي ابوكي الفلوس الباقيه اللي انت كنتي بتخديها من هلال
وثالثا بقا المفروض انك تكتشفيه ودا اهم جاحه مين اللي بيحبك ومين اللي بيضحك عليكي ...
نظرت له لم ترد لانها بدأت ان تكشف بعض الحقائق من حولها ولكن تكابرفقالت:لا انا متأكده ان عصام بيحبني بس طبع عصام بارد شويه مش زي محمد متسرع
ضحك بلال وقال:انت مش وخده بالك بس برضو ركزي في اللي بيحص حوليكي وانا هسيبك تعرفي بنفسك لغايه لما تيجي تقوليلي انا اقتنعت يا عم بلال تمام
اومأت له ثم قالت له بمحبه:ربنا يخليكي ليا يا عم ايوب  انا لقيت فيك الاب في لحظه حسيت بيها باليتم مع اني ابويا عايش
نظر لها بلال بحب فهي بالنسبه له ابنه  لم يحظي بها فقال:انت بنتي اللي مش عرفت اطولها من الدنيا جيتي انت عوضتي عن الحرمان ده ربنا يخليكي ليا يارب
قبلت يده وهي تقول له :يارب يا عم بلال يلا بقا همشي انا علشان تعبانه من اللف طول اليوم ...اومأ لها فتجهت خارج المحل ثم توجهت الي منزلها وبعد دقائق دخلت الي منزلها فوجدت الجميع يرتدون احسن الثياب وكانوا في طريقهم للخروج فسألتم باستغراب: انت لبسين وريحين فين
ردت عليها والدتها :النهادره شبكه حسام
نظرت لهم باستغراب اكبر:شبكه ولا لسه رايحين تتعرفوا علي العروسه
نجوي:لا شبكه احنا روحنا اتعرفنا عليها من اسبوع
ردت تسنيم بوجع:وانا مش اعرف وهو انا مش من العيله واعتبر بنتك برضو ولا ايه
نجوي:يوه انت هتكلي راسى ولسه الليله طويله يلا يا عيال
قالت تسنيم مسرعه:طب استني هغير هدومي واجي
رد هذه المره سمير وهو يقول:لا انت مش هتيجي
نظرت له :ليه
سمير :علشان تخدي بالك من البيت وكمان ابن عمتك جاي دخليه لغايه لما نيجي
نطرت لهم طويل ولم ترد ثم اتجهت الي غرفتها وهم لم يهتموا بها وخرجوا وظلت هي في غرفتها تبكي ثم اخرجت دفترها لتشكوا له برسوماتها فرسمت فتاه مقسومه نصفين النصف الاول بالاسود والابيض وعينيها مليئه بدموع والنصف الثاني مليئه بالزهور ولاكن بعينين مليئه ايضا بدموع كتبت تحتها.
~عسي ان تكرهوا شئ وهو خير لكم~وكتبت ايضا في بجانب الجزء الابيض والاسود
*ليست هذه الليله وحسب بل جميع الليالي التي مضت حملت اتعابي معي دون ان يلاحظ احد* واتنهت كتهابتها مع نزول دموعها علي الورقه لتكون الشاهده علي اوجاعها واغلقت دفترها وهي تزيل الدموع التي لا ترديد التوقف ونفض احضرت مصحفها واخذت ترتل بعض ايات الذكر الحكيم وهي تتزكر كلام عم بلال لها في مره "والا بذكر الله تطمئن القلوب"
***********************************
وبكده فصل النهارده خلص
اشوفكم في فصل  جديد
في رعايه الله
#إسراء النادي
#هِي

هِيDonde viven las historias. Descúbrelo ahora