الفصل الثالث و الخمسون_الجزء الثاني (عودة الحق)

77.2K 3.7K 1.6K
                                    

"الفصل الثالث و الخمسون"
"رواية تَعَافَيْتُ بِكَ_الجزء الثاني"
_________________________

أصابني من كل خزيٌ بالعالمِ داء..
و كانت وحدها نظرة عينيك الدواء.
_________________________

و كأنني أصبحتُ طيرًا يُحلق في الآفاق، و غدوت أتساءل هل امتلكت جناحين أم أن مدينتي احتوتني في عناق؟! فغدا قلبي آمنًا هادئًا؛ بعدما مزقه ألم الفراق و كأنني تزوقت جُرعةً من لوعة الاشتياق، الآن فقط هدأ قلبي و أنار دربي و كأن هدوء العالم بأجمعه وُجِدَ في سربي، الآن فقط حصلت على حُبي، فراح القلب يُهلل:
"ها قد حصلت على ما تمنيته، ها قد نِلتُ ما وددته، الآن أصبح ما أردته لي و أنا له"

خرج «وليد» و في يده «عبلة» بعدما سلمها له والدها و خلفه «طارق» و في يده «جميلة»، و البقية خلفهم نحو الحديقة الملاحقة بالقاعةِ حتى يتم التقاط الصور الخاصة بالعروسين ، و لكن المفاجأة التي أذهلت الجميع هو وجود «عامر» و بجانبه سيارتين غريبتين الأطوار، من يراهما من الوهلة الأولى يظن نفسه داخل حُلمًا جميلًا و بالأحرىٰ داخل أحد الأفلام الكرتونية الشهيرة، حيث كانت السيارة مُصممةً بنفس هيئة سيارة تلك القصة الشهيرة "سندريلا" و يرافقًا خيلٌ باللون الأبيض و مع بداية حلول الليل و الظلام من حولهم ظهرت الاضاءة الذهبية التي قام «عامر» بتزيين العربات بها.

وقف بين السيارتين بشموخٍ و ثقةٍ و هو يبتسم للجميع الذين طالعوه بدهشةٍ يَرافقها التعجب و الحيرةٍ، فتحدث هو مُفسرًا:
"دي عربية السندريلا، علشان أخواتي مش أي حد، لازم يكونوا زي الفارس اللي خد عروسته على الحصان الأبيض"

شقت البسمة أوجه الجميع بعد جملته و في ذلك الحين ركض إليه «وليد» يحتضنه بقوةٍ و هو يربت بذراعيه تزامنًا مع قوله الذي أظهر تأثره و عاطفته:
"ربنا يخليك ليا يا عامر، هتفضل أحسن أخ في الدنيا كلها"

حرك «عامر» كفيه على ظهره حركاتٍ رتيبةٍ و هو يقول بنبرة صوتٍ متحشرجة:
"و أنتَ حبيبي و ربنا، ربنا يتمم ليلتك على خير و يفرحك دايمًا"

ابتعد «وليد» عنه و التأثر بلغ مبلغه على وجهه و نظرة عينيه، فاقترب «طارق» منهما و احتضن «عامر» و هو يقول بامتنانٍ له:
"تسلم يا غالي، و شكرًا على تعبك و على كل حاجة بتعملها"

ابتسم له ثم قال بفخرٍ:
"و لسه يا واد، الليلة دي كلها مفاجأت صبركم عليا بس، يلا علشان تلحقوا تتصورا"

ابتعد عنه «طارق» و هو يبتسم له، بينما «ياسين» وقف بجانب زوجته و هو يبتسم، فحركت رأسها تطالعه بعينيها و حينما رأت البسمة على وجهه سألته بتعجبٍ:
"فيه إيه ؟! بتضحك كدا ليه؟!"

حرك رأسه حتى يتسنى له رؤيتها و هو يقول بنبرة صوتٍ هادئة:
"علشان عامر، دماغ رايقة و الله، بصي كدا العربيات مع الأجواء، تحسي إن الفرح معمول في ديزني لاند"

تَعَافَيْتُ بِكَحيث تعيش القصص. اكتشف الآن