الفصل السابع و الخمسون_الجزء الثاني (طريقة خاصة)

68.5K 3.4K 1.3K
                                    

"الفصل السابع و الخمسون"
"رواية تَعَافَيْتُ بِكَ_الجزء الثاني"
_________________________

تملك عينين أشبه بأعين الريم...
يصبح المرء بنظرةٍ منهما أمنًا و من جروحه سليم
_________________________

لِما كُتبَ عليَّ حالة الحرب و أنا أبحث عن السلام؟! و لما فُرضَ عليَّ الصمت و أنا أملك الكلام؟! هل هذه هي دنيتي ؟! تجبرني على الوجع و على معايشة الآلام؟ أم أنني منحوسًا من الأصل و بِتُ ضحية الأوهام؟!

مثلها كمثل قُنبلةٍ موقوتة انفجرت في الصباح لتؤرق نوم مدينةً بالكامل، هكذا كان حديث «هدير» لشقيقة زوجها التي وقفت تطالعها بثباتٍ حتى ابتسمت بسخريةٍ و هي تقول:

"و الله ؟! طب روحي يا سكر اندهي حسن، قوليله المدام حنان أختك جت"

قالت حديثها بتعالٍ دون أن تلاحظ ذلك الواقف في الخلف و هو يفكر في الآتي، و قبل أن تتحدث «هدير» بكلمةٍ واحدة أعلن العصيان على جسده و تقدم منهما بثباتٍ و هو يقول بصوتٍ رخيمٍ:

"نورتي بيت أخوكي يا حنان، وحشتيني"
اقترب منها يحتضنها بحرارةٍ ظنًا منه أنها ستبادله العناق بنفس اللهفة، لكنها ضربت بمخيلته عرض الحائط حينما وجد عناقها جافًا يخلو من أي شوقٍ أو حنينٍ، فقط رفعت ذراعيها تربت على ظهره و هي تقول بصوتٍ جافٍ من الاشتياق:
"ازيك يا حسن؟ طمني عليك يا حبيبي عامل إيه؟! كويس ؟"

ابتعد عنها يحرك رأسه موافقًا بعدما أجبر شفتيه على الابتسام، بينما هي وزعت نظراتها بينه و بين «هدير» التي وقفت بثباتٍ تُحسد عليه ، و كأنها بذلك تبدأ صد المناواشات النظرية المنبثقة من الأخرى، فحمحم هو بقوةٍ يُجلي حنجرته ثم تحدث بصوتٍ أجش:
"هنفضل واقفين كدا كتير ؟! اتفضلي ادخلي، يلا يا هدير اقفلي الباب"

حركت رأسها موافقةً ثم اقتربت من الباب تغلقه و الأخرى ترمقها بنظراتٍ لو كانت تقتل، لوقعت «هدير» ميتةً نتيجة تلك النظرات، لكنها آثرت التجاهل ثم اقتربت منها تقول مُرحبةً بها بخبثٍ:

"نورتي بيتنا يا طنط، حقيقي كان نفسي اتعرف عليكي من بدري، على ما أظن أني محظوظة انني شوفتك"

ابتسمت لها الأخرى و هي تقول بتصنعٍ:
"البيت منور بأهله و باخويا يا آنسة ؟! إسمك إيه؟!"

ابتسمت لها بقلة صبرٍ و هي تقول متكئةً على حروفها لترسل لها رسالةً مبطنة:
"مــدام....أنا المدام هدير الرشيد، مرات حسن المهدي"

اقترب «حسن» يقف مقابلًا لهما و هو يقول:
"اقعدوا يا جماعة مش هينفع نتكلم على الواقف كدا، تعالوا علشان نعرف نتكلم"

سار الثلاثة نحو الأريكة الخالية، فجلست عليها شقيقته و هي تقول بنبرةٍ جامدة:
"اديني قعدت أهو يا أستاذ حسن، اتفضل سمعني بقى،ازاي
دا حصل، و مين الاستاذة؟"

تَعَافَيْتُ بِكَحيث تعيش القصص. اكتشف الآن