وصل فاروق المنزل الخاص بشقيقه ليلًا وجد مديحة بالفعل جالسة في انتظاره والجمود يبدو فوق ملامح وجهها، قطب جبينه في تعجب ودهشة لا يعلم ما الذي حدث لتجلس في انتظاره هكذا، توجه جالسًا بجانبها بشموخ، غمغم متسائلًا بجدية وضيق
:- في إيه يا مديحة؟ إيه اللي حاصل عشان تجيبيني بليل كدة وقاعدة مستنياني كدة ليه؟
مصمصت شفتيها بضيق هي الأخرى، وردت عليه بغضب وحدة
:- يعني مش عارف يا فاروق شوف المحروس ابنك عمل ايه ولا مش عارف؟
استمع إلى حديثه بدهشة مضيق عينيه وأردف متسائلًا مرة أخرى بعدم فهم وتعجب
:- ابني!! قصدك جواد ماله عمل إيه؟!!
تمتمت تخبره بتهكم ساخرًا وعدم رضا
:- ايوة يا اخويا هو جواد هو فيه غيره مثلًا، شوف الاستاذ اللي هيتجوز بنتي
كادت تتحدث وتواصل حديثها لتخبره عما فعله، لكنه قطعها صائحًا بغضب وحدة
:- أنتِ اكيد مش مقعداني القعدة دي وجايباني بليل عشان تتكلمي عن جواد وكل دة موداش بنتك الحفلة والهبل دة، تبقي اتجننتي فعلًا يا مديحة.
رفعت شفتها إلى الأعلى وردت عليه مردفة بجدية ومكر شيطاني
:- لأ يافاروق مش عشان كدة بس الغندور ابنك ماله ومال رنيم، ابنك عينه منها ولا تكونش مش عارف تلاقيه هو والسنيورة مراتك مخبيين عليك، انا ملاحظة بقالي فترة وعارفة وساكتة بس زودها أوي انهاردة، فاروق جواد لـ أروى ومفيش غير كدة أنتَ سامعني، غير كدة هقلب الدنيا كلها وأنتَ عارف اني اعملها عادي واقدر اوي كمـان مجرد ما اقول بــ.
هدر باسمها بعنف وغضب يمنعها من مواصلة حديثها الذي ليس له داعي
:- مــديــحـــة..
وقف بغضب شديد شاعرًا بالدماء تغلي بداخل عروقه مما استمع إليه ومن تهديدها له أيضًا، غمغم متحدثًا بغضب صارم ولهجة مشددة
:- اعرفي أنتِ بتقولي ايه ولمين أنا فاروق الهواري محدش يقدر يقف قدامي واللي يقف بدوسه مهما كان، مش أنتِ اللي هتهدديني خالص اوعي عقلك يخونك بحاجة غير كدة، اما ابني فأنا هعرف واتصرف اذا كان الكلام الفارغ دة صح.
انكمشت على ذاتها بخوف من تحوله المباغت لكنها حاولت ألا تظهر رهبتها منه فتحدثت بتحدي ومكر
:- لأ مش هسكت يا فاروق أنا مغلطتش بقولك إيه ابنك هو اللي غلطان وباصص لحاجة مستحيلة من سابع المستحيلات كمان وشوف جليلة مراتك تلاقيها هي اللي مشجعاه روح اتصرف معاهم هما مش أنا.
هدر بها بعنف غاضب وقد برزت عروقه والدماء يغلي بداخلهم مما يشعر به
:- خـلاص خـلاص يا مـديـحة بقول مش عاوز اسمع كلمة كمان احسنلك.

YOU ARE READING
لهيب الروح "هدير دودو"
Romanceالألم يفني روحها وحياتها بأكملها، لا قد أفناها منذُ دهر، التي تعيشها الآن ليست حياة بل أذى ووجع يخالط روحها التي ستنتهي، عندما آتت إليها الفرصة الذهبية للتخلص من كل الذي تعيشه، دمرت عشق جديد وُلد بين ثناياها جعلته يجبر قلبه للأبتعاد عنها، فتقيد عشقه...