في الصباح..
عاد جواد المنزل بعد تأكده من شقيقته بوجود والده، كان في حالة يرثى لها، عروقه بارزة، جسده متشنج والغضب يبدو بوضوح عليه، وقف أمام والده هادرًا بعصبية تفوق وصفها وغضب عارم يعميه
:- من حقي أفهم بقى إيه اللي عملته امبارح دة؟
تجاهله تمامًا مفضلًا عدم الرد عليه وجه بصره نحو زوجته قائلًا لها ببرود وهدوء أعصاب يستفز مَن أمامه به
:- جليلة شوفي ابنك عاوز إيه، عشان بتزعلوا لما بتكلم.
طالعته بعدم رضا من طريقته مع ابنه تطلعت نحو جواد مردفة بهدوء وتوتر
:- ا... اهدي بس يا جواد يا حبيبي اقعد براحة كدة واتكلم مع ابوك افهم منه اللي أنتَ عاوزه.
رد عليها بعصبية مفرطة طغت عليه فغضبه من والده الآن اعماه تمامًا وفقد تحكمه في ذاته لأول مرة
:- امي لو سمحت متدخليش في الموضوع دة بالذات، أنتِ امبارح كنتِ سمعاه وهو بيقول للكل وساكتة انهاردة كمان اسكتي لأن أنا مش هعديها زي كل مرة.
تحدث صائحًا بغضب عارم وضيق
:- دة بيخطبلي من غير ما أوافق اسكت ازاي ولا اهدا ازاي.
تعلم أنه محق وأن تدخلها بينهما تلك المرة لن يفيد بشئ جواد لن يصمت تلك المرة مثلما يفعل دومًا؛ لذا فضلت الصمت داعية ربها أن يمر الأمر بسلام.
وجه بصره نحوه بأعين حادة كالصقر، وأردف بحدة وعصبية
:- أنتَ إيه اللي عملته امبارح دة، فاكر أن أنا كدة هوافق واقولك ماشي وموافق اتجوز ليه عيل قدامك دة أنا جواد الهواري بيتهزله رجالة قد كدة هخطب غصب عني..
قال جملته الأخير بتهكم ساخرًا يملؤه الغيظ والضيق من أفعال والده التي لم يراها من قبل، لم يرى من قبل أن أب يفعل ذلك مع ابنه، هو بعيد تمامًا عن كلمة أب، هو يتعامل معه بأنه فاروق الهواري الآمر الناهي في كل ما يريده، يريد أن يلغي شخصيته ورأيه المخالف له تمامًا، لم يتذكر مرة واحدة تم نقاش هادئ بينهما.
ترك هاتفه ورد عليه ببرود تام جعله يستشاط غضبًا أكثر من السابق
:- إيه اللي عملته؟! أنا عملت الصح اللي أنتَ مش فاهمه، أنا بقى فاهم كويس واللي عملته دة لمصلحتك.
صاح به بغضب وعصبية حادة متخلي عن جميع محاولاته في تهدئة ذاته بسبب طريقة والده المتعالية وكأنه هو وحده مَن يفكر ويتخذ قرارات صواب
:- لا مش الصح، أنت عمرك ما عملت الصح خالص، أنت بس بتعمل اللي يعجبك واللي على مزاجك مش اللي يخدم مصلحتي، أنتَ اكتر واحد واقف قدام مصلحتي وسعادتي بقرارتك اللي عمرها ما فادتني في حاجة.
نهض فاروق واقفًا قبالته بحدة وعصبية متخلي عن بروده نهائي، وصاح مردفًا بعصبية غاضبة ولهجة مشددة حازمة ساخرًا منه ومما يريده

أنت تقرأ
لهيب الروح "هدير دودو"
Romanceالألم يفني روحها وحياتها بأكملها، لا قد أفناها منذُ دهر، التي تعيشها الآن ليست حياة بل أذى ووجع يخالط روحها التي ستنتهي، عندما آتت إليها الفرصة الذهبية للتخلص من كل الذي تعيشه، دمرت عشق جديد وُلد بين ثناياها جعلته يجبر قلبه للأبتعاد عنها، فتقيد عشقه...