الفصل الخامس و الستون_الجزء الثاني (لا حول ولا قوة)

68.3K 3.6K 812
                                    

"الفصل الخامس و الستون"
"رواية تَعَافَيْتُ بِكَ_الجزء الثاني"
_________________________

"بكى القلب خشيةً من حُب لا يدوم، فيبات القلم مقهورًا و من الحزن ملكوم"
_________________________

"هل من الممكن أن يطير الطير بجناحٍ مكسور؟ هل يمكن لكفٍ وحيد أن يصفق بمفرده ؟! هل يمكن للمرء أن ينتصر على العالم دون أن يجد من يدعمه ؟! لطالما كان دائمًا و أبدًا جيش المرء عائلته، فهل يمكن لفردٍ دون جيشه أن يهزم جيشًا؟! إذن فلتبدأ الحرب حتى و إن خرج منها هو المهزوم، سيظل دومًا متذكرًا أنه كان بمفرده ذلك اليوم.

صدمةٌ تتجسد أمام عينيها بخيبة أملٍ حينما وجدت الفتاة أثناء ضحكاتها تسمك يده و قبل أن تحرك رأسها للجهةِ الأخرى وجدته يبعد يد الفتاةِ عنه ثم هب منتفضًا و هو يقول بلهجة صوتٍ حادة:
"لو سمحتي يا آنسة؟! حضرتك طلبتي مننا نشرحلك الحاجة اللي مش فهماها، و أنا ذوقيًا مني وافقت، لكن معلش فيه حدود مينفعش نتخطاها، ياريت نحافظ على الحدود اللي بينا"

أبتسم «عبدالرحمن» بفخرٍ و هو يطالع صديقه، فتحدثت الفتاةِ بتعجبٍ:
"فيه إيه يا عمار ؟! احنا زمايل و بنضحك و بعدين محصلش حاجة لكل دا"

رد عليها بجمودٍ:
"لأ فيه، فيه إنك بتضحكي بشكل ملفت للانتباه و كدا غلط، و فيه إن الحدود اللي بيننا كزمايل مينفعش نتخطاها، و افتكري دايمًا إذا رُفعت الكُلفة، حلت الألفة، و كدا مينفعش، عن اذنكم أنا مش هكمل"

وقف «عبدالرحمن» مُسرعًا حينما وجد الضيق يعتلي ملامح صديقه، فقال بنبرةٍ هادئة:
"طب علشان احنا مش فاضيين، أنا هسجل الشرح بصوتي و و هصور الحل و ابعته ليكم في الجروب للدفعة كلها"

نظرن الفتيات لبعضهن البعض ثم تحركن خلف بعضهن بين الملامح الساخرة و المتهكمة، و قبل أن يختفي أثرهن، رفع «عمار» صوته يوقفهن و هو يقول:
"استني يا آنسة من فضلك أنتِ و هي"

تلاشت بسمة «خلود» تلقائيًا بعدما اوقف الفتيات و قالت هامسةً بحنقٍ:
"ما أنتَ كنت ماشي حلو، هتعك ليه بقى ؟!"

اقترب هو من الفتيات و هو يقول بطريقةٍ اهدأ من السابق:
"أنا متأسف على طريقتي بس أنا محبش أعمل حاجة غلط تتحسبلي بذنب في رقبتي، حضراتكم زمايلي بس مينفعش الحدود اللي بيننا نتخطاها، و مش علشان الناس و لا علشان المنظر العام، بس علشان رب الناس، مينفعش الحدود اللي ربنا وضعها لينا نتخطاها، ربنا يوفقكم و أنا هجمع كل السكاشن و انزلها في الجروب و عبدالرحمن يسجل بصوته الشرح"

تحركت الفتيات بخزيٍ من الموقف و الذي أخذ يزداد بعد حديثه و طريقته و توضيحه للأمور، فعاد هو للطاولة يجلس عليها و هو يزفر بقوةٍ و يرمق «عبدالرحمن» بغيظٍ، فتحدث الأخر بتوترٍ:
"متبصليش كدا و أنتَ عارف إن نيتي كانت خير، هما اللي طريقتهم مش كويسة، لزمتها إيه البصة دي؟!"

تَعَافَيْتُ بِكَحيث تعيش القصص. اكتشف الآن