الفصل الخامس و السبعون_الجزء الثاني (الموت قادم)

61.5K 3.4K 689
                                    

"الفصل الخامس و السبعون"
"رواية تَعَافَيْتُ بِكَ_الجزء الثاني"
_________________________

"أجد في ضيق ذراعيكَ المتسع من دنياي"
_________________________

ربما لو اختلفت أوضاعنا لـ تفاجئنا بحقيقة الأمر من منظورٍ آخر، لربما اكتشفنا أن ما ظنناه يسير بكل يُسرٍ هو أكثر ما يعيقنا و يقف بكل عُسرٍ، قد تظن أن حقيقة الأمر مكشوفة و في الحقيقة أن حقيقة الأمر كانت مثل الصفعةِ المدوية.

حرب نظراتٍ نُشبت بينهما و الربح بها للطرف الأقوىٰ الذي استطاع قراءة من يحاربه بنظراته، حيث كان «وليد» يجلس بكل ثباتٍ أمامه رافعًا أحد حاجبيه مُمعنًا النظر به حتى قرأ من هو و كأن أحد الكتب التي تَعمقَ هو بقرائتها، فيما تحدث «هشام» بنبرةٍ جامدة يشوبها اهتزازٍ طفيف يدل على خوفه منهما:

"هو انتوا مين ؟! مش هتبطل جو البلطجة دا يا يوسف ؟! يا أخي اكبر بقى و احترم سنك و وظيفتك"

رفع «يوسف» حاجبه و هو يقول متهكمًا:
"شوف مين بيتكلم ؟! مش لما تحترم أنتَ الرجولة يا هشام ؟! يا أخي دا أنتَ عار على صنف الرجالة كله"

رفع صوته في وجهه و كأنه بذلك يثبت عدم اهتزازه بوجودهما:
"أنت لو ملميتش لسانك دا أنا هضيع الباقي من مستقبلك و على ما أظن كدا إنك مش فارق مع حد أصلًا، يعني محدش هيزعل و يدور عليك أصلًا"

كان الحديث مثل نصل السكين الحاد يمزق في روحه و هو يذكره بأنه في تلك الدنيا مثل من وجد بها لقيطًا، تدفقت الدماء إلى وجهه حتى انعدمت الرؤية أمامه و في لمح البصر انقض على «هشام» يمسك عنقه بيده و باليد الأخرى يُرجع ذراعه للخلف و هو يقول بـ هسيسٍ يشبه هسيس الأفعىٰ و الأخر يتلوى في يديه:

"عظيم بيمين أنا ممكن دلوقتي أضيع رجولتك و مستقبلك و أي حاجة تخليك تفكر تشوف نفسك في يوم عليا، و زي ما قولت مش فارق معايا حد، أنا واحد رامي نفسه في وش الموت، اتقي شري علشان نفسك"

ابتعد عنه و عاد لموضع جلوسه مرةً أخرى بجوار «وليد» فيما سعل «هشام» بشدة و هو يدلك عنقه بعدما ابتعد عنه «يوسف» حتى تحدث «هشام» بعنجهيةٍ:

"أنتَ عاوز إيه ؟! مش مكفيك إن ملفك فيه نقطة سودا لو روحت حتى لأصغر شركة مش هتقبل بيك ؟! نسيت إنك ضاربني و متهجم عليا في مكتبي ؟!"

غمز له بخبثٍ و رافق تلك الغمزة قوله الخبيث أيضًا:
"طب ما تقول ضربتك فين و ليه ؟! لو راجل فعلًا زي ما بتقول"

اقتدح الشر في نظرات الأخر حتى أضاف «يوسف» بثباتٍ و لامبالاةٍ:
"أقول أنا حتى علشان وليد يعرف هو كمان، البيه المحترم كان لسه واصل الشركة جديد و اتمنظر علينا و شاف نفسه قولنا مش مشكلة، كنت ساعتها واقف على درجة نائب المدير العام، البيه بقى كان بيطول في الشركة على قد ما يقدر دا مش علشان سواد عيون الشركة"

تَعَافَيْتُ بِكَحيث تعيش القصص. اكتشف الآن