البارت الثالث والعشرين

97.4K 2.6K 321
                                    

طلعوا وهو يحسّ بالخطر يحاوطه ، اكبر مخاوفه يترك اهل الدنيا وهو م انتقم وعلمها شلون تقّلب عليه ، ابتسم من غباءها شلون تتحداه !! ، شدوّا الرجال وصفوا ورا حضرة الفريق " رعَد بِن محمّد بِن قاضَي " او " آل قاضّي " والفريق " عقّاب بِن عَايض بِن مسّاعد آل مقّبل "
رعد ابتسم بحدة وقال : الرجال سلطته علي الحين ؟!
منصور : رعد فكنا يرحم والديك ! هو الاساسي فالمهمة ذي واكيد بيكون له سلطة علي وعليك وكلنا فريق حتى راضي فريق وعقاب فوقنا كلنا
رعد مسح وجهه وشنبه وقال : ينزل لي اذا وصلنا قتال بدون اسلحة ونشوف !
منصور بهمس وهو يصّر ع اسنانه : رععد !! اهجد ماني ناقصك تنطرد وتصير سوالف اوامره نقول لها سمّ وابشر وتحت امرك
وصلوا ورعد متوعّد عقاب بنزال ايادي ، نزلوا وارتفع صوت عقاب وهو يقول : اصطفاااف ي عسسكري !
تمثلّوا لأمره وصفوا صف وراه صف ، رعد من بينهم واولهم ، لف لعقاب وقال : حضرة الفريق
عقاب بدون م يلف للرعد : سمّ ؟
رعد بتحدي : دام الفجر طلع تنزليّ ؟
عقاب ابتسم وقال : بتنهّان يالرعد !
رعد بحدة : خسّيت ! ولا نستبق الاحداث
نزل عقاب ع الميدان ومثل م تعودّوا بعد النزال اللي صار بين حازم وعقاب ، جلسوا كلهم ينتظرون ، هالمرة غيير وجدًا رعد ضد عقاب ، ممكن تصير حادثة والكل يدعّون تنتهي سليمة !
منصور ضحك بسخرية وقال : تبي الا وتسوي الي براسك يبو ايهم !
رعد ابتسم وقال : اكيييد وانا بكر محمد !
منصور شّد ع كتفه وقال : والله اللي وسبعة انعاام ! علييك به اكله اكلل !!!
رعد : لا توصي حرييص !
مشى رعد اول م شاف عقاب متقدم ، ابتسم وقال : جاهز ي فريق ؟
عقاب وهو مثبتّ يده ع اصابته ، يخشّى ان الرعد يستهدفها ، بيطيح وبينجح الرعد ويستلم المهمة كاملة بداله ، بعدين وش بينقال عنه ، عقاب اللي اندعس خشمه من الفريق رعد وانطرد من المهمة ورجع للرياض ، ابتسم وهو يتمنى يخسّر يبي يواجهها ، هي اضعف بنّيه منه لكنها اقوى من ثمانين الف عسكري عليه ، حكّ راسه وقال : بدينا !
رعد انطلق ورفع عقاب من الارض ، وبحركة سريعة من عقاب ، لف سيقانه ع راس الرعد وطرحه علطول ، رعد والاهانة العظيمة اللي يحسّ فيها ، كيف راسي بين رجول عقاب وطارحني قدام عشر الاف عسكري ، بيده علطول مسك اصابة عقاب وفز له واعتلاه ، رعد بضحك مرعب : هااااه تحتتتيي ي حضضرة الفريييق اهاااااانه ع اصووولها !!!
عقاب وهو مصرّوع آلم ، رفع ظهره بكل قوته ، انفتح جرحه ، كان مهلُوك حرفيًا ، بس ابن عايض م عمره رضى الاهانة ، قلّب الرعد وحط ذراعه ع نحر رعد ، ابتسم بهدوء وهو يتصّبب عرق وقال : هاه يبو ايهم تستسلم ؟
مقطّوع منه التنفس ، يحاول بشّت الطرق يبعد عقاب بس م قدر ، ضرب الارض طالب التنفس ، ابتسم وقام وقال : ذيّباان
رعد وهو يقوم بمساعدة عقاب ابتسم وقال : معليك زوود يالأميير !
عقاب مشى يعرجّ ، تمسك بضيدان علطول وقال : جرحي !
ضيدان بحدة : تستاهل يالله جعله م يسلم !! احد ينازل وهو مصاب ! قلنا جدار بس م قلنا م تحس !!!
عقاب ابتسم وتكى ع كتف ضيدان ، اللي حاوط بذراعه كتف عقاب ومشى فيه للمكتب ، كل من فالسلك يتقنون الخياطة والجروح احسن من بعض الاطباء ، هذا مجرد واجب عليهم لأجسادهم اللي تصُاب ..
" الساعة الثانية فجرًا "
الجود بتعب دخلت للقصور ، حسين بشبه حدة : معالي سيدي م سمح تجلسون برا للوقت ذا !
هلال وهو يترنح ويضحك : يبوي دز بس !
الجود بحدة وبهمس : خال !! عيب عليك كبر ابوك !!
هلال ضحك بسخرية وقال : امشي داخل بس
الجود ابتسمت وكأن حسين يشوف وجهها وقالت : امسحها بوجهي ي حسين
حسين فز وقال : محشومة والله يكرمك ويعزّك !
دخلت ودفعت هلال ع الكنب ، نام علطول ومشت لغرفتها ، دخلت وسكرت الباب وراها وهي تحسّ انها مخنوقة ، مشت ونزلت عبايتها ، كانت لابسة جمّبسوت باللون الاسود ، فتحة ظهر واسعة ع شكل مُعين ، بكعبّ اسود يحفه اللون الذهبي ، فكّت شعرها ، طاح وكان اقصر من اللي عهَده ، فز من كرسيه بآلم وقال : قصيييتي !!
كان يراقبها ، شافها تطيح ع الارض تبكي ، وتحضن نفسها ، ركضت للحمام واستفرغت عشاها كله ، طلعت وهي ترجف كان يشوف كل شيء ، لفت بعيونها تبي تصيّد الكام ، صارت تلبس بالحمام لجّل م يشوفها ، هي حلاله وابسط حقه انه يشوفها ، وشافها قبل كذا م يغطيها الا لحّاف السرير ، وقت طلب الوصل والقرب ، شّد بقبضته اول م لمحت الكاميرا ، توجهت لها وطلعت جوالها ، الواضح انها تكتب شيء ، كبرت الكتابة ولفته عليه ، كانت كاتبة " انا تعبانة مرره ي عقاب " ، ابتسم بخفه ورفع جواله واتصل عليها ، ردت وقالت بصوت متغّيير عليه دليل تعبها : شفت ؟
عقاب : تعبانة ؟ وانا منهلك ومصاب !
الجود جلست بتعب وقالت : شفيك ؟
عقاب : م يهم شفيتس انتي ؟ تعبانة اجي ؟
الجود هزت راسها بنفي وقالت : لا شدعوة تجي باخذ لي حبوب واصحصح
عقاب : تبيني اجي ؟ جيت والله
الجود وهي تمسح طرف خشمها تمنع نفسها تبكي نطقت وقالت : ايه
عقاب ابتسم وقال : اجي ؟
شهقت ونزلت دموعها وقالت : ايه تعال
عقاب ابتسم وقال : اطلب خروج اضطراري الحين م بطول عندتس بس بجي واشوفتس
الجود ببكي : تمام
سكر عقاب ، ابتسم وقال : والله م هي شينة ان جوالها يكون معها
طلع ودق ع مهُاب ووصله صوته وهو يقول : ارحب ؟
عقاب : سلمه
مهُاب : بغيت شيء حضرة الفريق ؟
عقاب بجدية : حَرمي تعبانة وبطلع اضطراري يوم واجي
مهُاب : فيه احد يمسك بدالك جاء الرعد ؟
عقاب هز راسه بنعم وكأن الفريق أول يشوفه وقال : ايه نعم طال عمرك موجود
مهُاب وهو يعرف الرعد حق المعرفة قال : اجل تم خلاص معك يوم ترجع بكره الساعة ثنتين الليل سامع ؟
عقاب : تحت امرك
سكر مهُاب ومشى عقاب وفتح باب مكتب رعد ، فز ذيب ودق تحية لعقاب وقال : حييّه فريقنا !
عقاب ابتسم بخفه وقال : هلا هلا وين رعد ؟
ذيب تقدم ومّد يده يسّلم وقال : معك المقدم ذيب بن عبدالله بن قايد
عقاب وهو يصافحه بقوة : ارحب سعادة المقدم وين رعد ؟
ذيب ابتسم وقال : طولت عليك شكلي والله ولد الخال اختفى شوي ويجي
عقاب ابتسم وقال : ولد خالك ؟ ماشاءالله
دخل منصور ورعد مع بعضهم ، ذيب : هاه شوفهم جاو
رعد دق تحية هو ومنصور لعقاب اللي يعتبر اعلى منهم درجة ، دق تحية بخفه وقال : عندي خروج يوم كامل اضطراري امسك المعسّكر بدالي وانت يالرعد رجالٍ كفو نحط العسكر كلهم تحت امرك ونرتاح
رعد ابتسم وقال : ابد ازهله وخذ راحتك توصل بالسلامة
منصور ابتسم وقال : توصل بالسلامة ان شاءالله
عقاب : الله يسلمكم وبعد المهمة لنا لقاء ي آل قاضّي !
ذيب ورعد بصوت واحد قالوا : احتزم !
عقاب ابتسم وطلع ، ركب سيارته بعد م بلغ ضيدان ان اسر جاي الصباح ولازم يستقبله ، اول مهمة بحياة اسر ، جديد ع الساحات والميادين ، شهّم من نسِل الفريق أول مساعد ، من رجال آل مقّبل ، اكيد بيظهر ويبرز نفسه علطول !
" الساعة السابعة صباحاً فالرياض "
وصلوا للقصور ونزلوا ، حسين بأبتسامة عريضة : ارحب يبن عايض !
اسر ابتسم وقال : البقى ي مرحب !! وين الاهل ؟
حسين : كلهم داخل
الميلا مشت وقالت : بترتاح ولا بتمشي ؟
اسر : بتغدا معكم وامشي
الميلا : تمام
دخلت داخل ، صرخت وقالت : هلاااااالي !!!!
هلال ضحك وقال : ميييلووو !!!
ركضت بكل سرعتها ، حضنته وهي تبوس كتفه وتضحك ، هلال بحنّية مُفرطة وهو يعشق الميلا : يالبييييه ي مييلو
اسر دخل وتوسعت عيونه من المنظر ، صرخ وقال : اوووباااا !! مييين ؟
هلال ضحك وقال : حبيبها !
الميلا انفجرت تضحك وقالت : خالي خالي !!
اسر دخل وقال : ارحب ي رجال !
هلال ابتسم وقال : البقى ي رجال
اسر وهو يسّلم عليه ، قرصه وقال : اييه هذي عشان تحترم نفسك شوي وبعدين كأنك صغير ؟
هلال : وين صغير عمري خمسة وثلاثين !!
الميلا ضحكت بسخرية وقالت : تسعة وعشرين وتقول خمسة وثلاثين انت حتى تركي اكبر منك !
هلال عضّ كتفها بهدوء وقال : حييوانه !
اسر سحبها ودفعه بكل قوته وقال : لا تلمسها !! اقلّها قدامي استح ع وجهك !
هلال : خير احترم نفسك تراني اكبر !
اسر بسخرية : اي شهر ؟
هلال بخوف : اتثنعش
اسر ابتسم وقال : اي سنة ؟
هلال : تحقيق هو ؟ المهم سنة ١٤١٥
اسر انفجر يضحك وقال : اكبر منك بأحدعشر شهر
هلال ضرب الارض برجله وقال : اصلاً من الهيئة اسحب نفسي
لفوا ع صوت عقاب وهو يقول : يووولدد به حد ولا ادخل ؟
اسر ابتسم وقال : اقلططط يالعضيييد !
هلال فز برعب من الصوت وقال : بسم الله من ذا !!؟
الميلا بهمس : عقاب
دخل وهو ببدلته ، لكن جاكيته ع كتفه ، تيشيرته الاسود مرتفع ، بارز لهم الشاش اللي فوق عظم الحوض ، مليان دم ، بيده باقة ورد محد تدخل وسأله ابدًا ، دخل وقال : اوووه الخال هنا ؟!
هلال طار قلبه وقال : ييييمه !! ذا رجَل الجودي !؟
الميلا انفجرت تضحك وقالت بهمس : هلال !!
عقاب ابتسم وتقدم وحطه تحت ذراعه وقال : ايييه رَجلها
هلال بهمس : تبي الصدق الله يكون بعونها !! هي صغيرة علي انا اجل انت يويل قلبي عليها !
عقاب خبّط كتفه بكل هدوء ، اهتزّ منها هلال ، نطق عقاب وقال : لا معلييك متفاهمين وجدًا اطلع منها بس
تقدم وسلمّ ع اسر وقال : متى ماشي ؟
اسر وهو يشوف الميلا تطلع لجناح عقاب ، ابتسم وقال : والله عصّيير مغرب هاه هاه مدري
عقاب : لا لاتمشي عصر ابدًا ولا يطري لك
اسر : ليه ؟
عقاب : باقي م طلبوك امش معي الساعة عشر الليل
اسر بحدة : تستهبل صح ؟ بترجع ؟!
عقاب هز راسه بنعم وقال : جيت اشوف جود وارجع
اسر : خلاص تم وبعدين تعال
عقاب وهو يمشي ويجلس بالصالة ، جلس اسر وقال : تصاوبت يالكلب !!
عقاب : ع قوله غريب القوّي دايم محارب !
اسر : اخص ي غريب ويقول امثله بعد !! م عرفته عقيدنا
عقاب ابتسم وقال : ايه بطلع ابدل ونمشي للحوش نتقهوى وين نويصر ؟
اسر رفع كتوفه بعدم معرفة وقال : مدري توو جيت اصلاً
عقاب رفع حاجبة وقال : بالله ؟
اسر ابتسم وقال : اي بالله
عقاب قام وقال : اجل بّدل وتعال بقولك كل شيء تحتاجه الليلة وتراني ع راسك يعني انا اللي ماسكك
اسر انفجر يضحك وقال : ااااه يقلع ام الحالة يعقيب ناشب فيني حتى فالمعسّكر !!
عقاب بنرجسية : بس اطلق ناشب صح ؟
اسر وهو يرمي زبيريته ع عقاب : تقلعع بس !!
ضحك بصوت عالي ومشى ، الميلا بهمس : اف شكله جاء !
الجود : ايه ايه جاء
الميلا ابتسمت وقالت : نكمل بعد شوي
طلعت ، وخر من الباب بمسافة سامح للميلا تطلع ، دخل وسكر الباب وراه ، مشى وقال : جود ؟
الجود وقفت وابتسمت وهي تبعد شعرها ورا اذنها ، فتح ذراعيه لها وترك باقة الورد ع جنب ، ركضت وحضنته نفس حضنها لهلال ، محاوطه بسيقانها خصره ، مسك خصرها وشّدها عليه ، وجهه مدفون بنحرها ، م ابتعد الا ثلاث ايام ، بس بيرجع يبتعد شهر ونص ، م ينسمح له الا بأضطراري واحد ، وحالة وفاة وحدة ، تعرف انها لازم تعوض نفسها وتعوضه معها ، ابتسمت وهو ينزلها وقالت : نيو لوك !؟
عقاب ابتسم وقال : نيو لوك ؟ وشو ذا بعد
الجود ضحكت بخجل وقالت : شعراتي
عقاب شّد شعرها بهدوء وقال : وسخة تعرفيني عشقي الشعر الطويل وتقصينه بس وش يفرق انتي الجود فاتنة بكل حالاتك !
ابتسمت بخجل واضح وقالت : م قصيت كثير كان اسفل ظهري وصار تحت كتفي بكثير المهم مستنكرة هدوءك ! غريب م هاوشت ؟
عقاب : ايه ذا اللي تبينه !
الجود بصدمة : هاه ! لا والله م ابيه !
ابتسم وقال : بطلع اصلاً للمعسّكر اول بنتقهوى فالحوش مع اخواني ونعرف قصة خالكم ذا اللي مشكوك في امره بعدها ع العصر بجي انام وتصحيني المغرب بعدها بجلس فالجناح معتس للساعة عشر الليل وثم نطلبتس الوداع
الجود مسكته وقالت : والمستشفى
عقاب حكّ اسفل لحيته وقال : اييه الظهرية ان شاءالله
الجود بهمس وبخجل : اشك اني حامل
عقاب ابتسم وباس راسها بقوة وقال : الله يجيب الخير يبنتي
الجود ابتسمت وقالت : كويس انك مروق وبعدين وش اللي ببطنك ذا ؟
عقاب بهدوء وهو ينزع تيشيرته : اصابتي
شهقت وصدّت وقالت : عقاااب !!
ضحك اول م شاف ملامحها كساها اللون الاحمر ، تقدم وحاوطها وقال : محظوظة ! محد حق له حضني الا انتي !
الجود : كذاب ! هذاك انت تحضن اخوانك وخواتك واللي يقربون لك
عقاب همس بخبث قريب من اذنها ، انفاسه تضّرب نحرها : وانا شبه عاري ؟
طارت عيونها بصدمة وقالت : عقاااااب !!! وقح وقح
باس نحرها بكل قوته ، ابتسم وقال : اه مُغرية ! جيت معصب وبحرق الدنيا ع راستس وبس بكلام وشكل نسيت كل شيء !! وش سويتي بعقاب انتي وش سويتي يالنتفه !!
ابتسمت بهدوء ولفت عليه ، حضنته يحسّ بأظافرها واناملها تتحسّس الاثار اللي بظهره ، شّد عليها وقال : كنسلت القهوة
الجود ضحكت وقالت : لا والله ان تطلع اخوانك لهم حق عليك ! وهذا الورد لي ؟
عقاب ابتسم وابعد عنها وقال قصّيد بالفصحى ، م عهدت تسمعه لكن ادمنته علطول :
وأكثر ما يزيد الوَردُ حُسنًا
بأن يُهدى أيا قمري إليك
كأن الوردَ قبل لُقياك غصنٌ
فيزهِرُ حين تلمسهُ يديك
نزل ع ركبه ، مسك الباقة بين يدينه وسمعها تقول : صح لسانك ي بطلي
ابتسم وقال : صح بدنتس ي بطلتي !
الجود : عندي ابيات بقولها طيب ؟
عقاب وهو يحاوط خصرها ويشّدها عليه ، بين حضنهم الورد ، هي منه وفيه ، بس هو م ينتمي للورد ، ينتمي للرصاص والدم والسواد ، وهي قُطنه مثل النسيم ، بريحة المسك والياسمين ، ورد وهو شّوكها ، ابتسم بخفه وقال : اسمعتس
الجود بأبتسامة عريضة :
اللي شبيه الورد يعقاب لا يهدي الورد
يكفي تهدي على وجه المساء ابتسامه !
فز وقبّلها بكل حب ، بادلته بهدوء وخفه ، ابعد وقال : م اني شبيه الورد ولا اقرب له اهدي للي يستحق ويزيين بحضرتها ومقامها الورد !
بدّل بسرعة وطلع لأخوانه ، وراه تشوفه فاتن ولها لحالها ، عرفت ان حظها كبير بعقاب ، معروف انه شّديد البأس ، ارق من الورد معها ، ضحكت وهي مغرمة وجدًا فيه ..
" ع اذان الظهر "
راجعين من الجامع اللي قدام القصور بشوي ، عقاب : بطلع للمستشفى
ناصر : عشان اصابتك ؟
عقاب هز راسه بنعم وقال : ايه
ناصر بتمعّن : اجي معك ؟
اسر ضحك وقال : ليه ورع عشان تجي معه ؟
ناصر ضحك بصوت عالي وقال : يمكن يحتاجني اقصد
عقاب وهو يضرب اسر : ابد سلامتك ينويصر
هلال وهو يمشي وراهم : وش قلة الادب ذي انت وياه خال حَرمكم وتخلوني وراكم ؟!
اسر ابتسم وسحبه جنبه وقال بحدة وبأبتسامة مرعبة : محد عضّ اصبعك !!
عقاب : يبيني اخلخل عظامه ذا ؟
ناصر ابتسم وقال : مدرب كيف للحين صاملين وم كفختوه
هلال بحدة : شف الحقير !!
عقاب واسر بصوت واحد : تررا عاده اخونا !!
هلال ركض وقال : محد ينصفني الا بناتي !
مشوا وراه ودخلوا للقصور ..
" داخل القصر الرئيسي فالصالة "
الجود وهي تصّب قهوة لغزيل ، ابتسمت وقالت : بنات اشك والله اعلم اني..
قاطعها صوته وهو يقول : يوولدد !
غزيل ضحكت وقالت : خلونا نتهنى ! لا حول ولا قوة الا بالله
الميلا وهي تتغطى : م معتس حبيبتي
الجود ابتسمت بهدوء وقالت : ادخلوا
دخلوا الاربعة ، كل واحد جنب حَرمه ، بين الميلا والجود هلال مستقّر ، يسولف ويلعب معهم ، لفت بأنظارها ، كان ع جواله ومشغول ، اتصالات ورسايل م توقف ابدًا ، صدت بهدوء وهي تشرب قهوتها ابتسمت وقالت : قهوتك لا تبرد !
عقاب : جدديها
مقصده انه اذا بردت تجددها له ، هي قالت كذا عشان يحسّ انه معهم ، قربت منه وقالت : بطلع البس وبنروح للمستشفى
عقاب هز راسه بمعنى " فهمت " مشت وهي غاضبة ، شلون كذا بارد ومتجاهلها تمامًا ، يشتغل ع اوراق عنده فجواله ، اسر بصوت عالي : عقااااب !
فز برعب وقال : وجعاااااه !!
اسر بحدة : وجع لك يخوي ! جايين نسولف تجلس ع الجوال !!!
ناصر : وهو صادز !!
ابتسم بهدوء ونزل جواله وقال : تخيلوا اخيرًا شرفونا عيال قاضي
اسر قطب وقال : منهم ذول ؟
عقاب : رعد بن محمد بن قاضي تعرفه ؟
اسر هز راسه بنفي وقال : لا والله م اعرفه
ناصر حكّ راسه وقال : بن قاضي ؟؟ ايييه عرفتهم به دكتور ودكتورة معنا بنفس الاسم
عقاب : م اعرف الصراحة اذا عندهم اطباء بس اغلبهم فالسلك
اسر : وانا جديد فيه ليه تسألني !
ناصر : اصبروا اسأل تركي
دق عليه علطول ووصله صوته الثقييل اثر النوم وهو يقول : هااه ؟
ناصر بضحك : اوف اوف يالصوت ! وصلتني الريحة الله يخسك قم !!
تركي بقرف : علتبن يرجال توو صاحي وش تتوقع !
اسر ميت ضحك وعقاب مبتسم ابتسامة عريضة ، ضحك ناصر وقال : بن قاضي تعرفهم ؟
تركي وهو يحاول يصحصح : ايش ! وش بن قاضي ذا !
ناصر : مدري والله عن الاسماء بس شيء وبعده قاضي
تركي ابتسم وقال : اييه فارس بن نادر بن قاضي ؟
ناصر فز وقال : ايييييه فاااارس ! ابو ليما
تركي : ولين بنت محمد بن قاضي بعد عندنا فالمستشفى العام م هي فالقسم حقنا
ناصر : ايه ادري بها خلاص ازعجناك
تركي : كلتبن
سكر وضحك ناصر وقال : اصغر مني ويتواقح !
عقاب بهدوء : لانك خيخة ! سامح له
اسر بحدة : هيه وقفوا عادي ولد عمنا يمون ع رقابنا !!
ناصر قام وضرب عقاب بكل قوته وقال : اخوك الكبير يالعاقب !!
عقاب ابتسم وهو يفرّك المكان بآلم وقال : نحّول ع هلال ؟
الميلا فزت اول م حضنها هلال وهو يستفزع فيها ، ضحكت وقالت : والله م تجونه بوجهي !
اسر : تم !
عقاب : اعقب صدز !
مشى اول م شافها طالعه ، اتجهة لسيارته ومشت وراه ، طلعوا للمستشفى ..
" فالديرة "
ضحى تطبخ مفطح ، بيجون ضيوف بس م تدري مين ، المهم ان العشاء لتركي وتالين اللي خطبوا وكتّبوا كتاب ، صارت زوجته وتحقق حلمه ، قدر يجيبها ويسّعد حظه ، صرخت وقالت : نوووني وييين اللحم !!؟
البندري وثامر مشوا وهم شايلينه ، مثّل البكي وقال : كنت معزّز مكرم فالقصر الله حسيب عقاب واسر !!
ضحى ضربته بالملعقة الخشبية وقالت : تحترم نفسك ولا اعيّد تأهيلك !! عمانك اعنبوك استح ع وجهك !
ثامر وهو يتحسّس الضربة : الله حسيبتس !!
مشى وهي ترمي عليه الصخور ، بحكم انها تطبخ فالحوش ، البندري وهي تساعدها قالت : تالين وتركي اخيرًا
ضحى بحدة وعصبية : ولعنه صدز !! وضحى اللي تطبخ لهم
البندري ضحكت وقالت : الشكوى لله !!
ضحى بصوت عالي : متى يجي فارس الاحلام وينقذني من الجحيم ذا !!
ضحك سهم وهو يسمعها ، كان مار ع الديرة وشاف فهد وعزمّه للعشاء وم رفض لأن جدوله فاضي هاليومين ، مشى وقال بصوت عالي سمعته ضحى فيه : صقر وين الرجال ؟
صقر ابتسم وقال : ارحب يبو سلطان فالعزبّة بوصلك تعال
سهم كان يتمنى يشوفها ، م عمره لمحها ابدًا ، بس عيونها دايم متلثمة م تفك لثامها ، تجذَب محاجرها الناعسة ، رموشها المصفّوفة قال عنها سهم جنود السّرية ، حواجبها الكثيفة اللي لمحها عند باب بيت ابو فلاح ، بس من سوء حظه م عمره شاف ضحى كاملة ، مشى مع صقر للعزبّة ، م يعرف الا البعض ولا يمون الا ع اسر ..
" عند ضحى "
شهقت وهي تعرف صوته وتمييّزه عن عشرين الف صوت ، البندري قطبت وقالت : وش العلم ؟
ضحى بخجل وفشلة : ولا شيء !
البندري لفت بهدوء وشافت صقر واقف يشّد المجند عليه ، سهم معطيها ظهره ابتسمت وقالت : ذاك ذاك !
ضحى لفت وهي متلثمة ، ابتسمت عرفته من ظهره وقالت بهمس : سهم !
البندري بصدمة : واااو ! اسمه سهم ؟
سكتت لثواني معدودة وصرخت وقالت : كيييفف عررفتتي !!
ضحى بحدة : وجع انطمي ! اسر كان يسولف معه وعرفته !
البندري بخبث ولأول مرة غنّت وقالت :
هو اللي وحده بعيني أشوفه بينهم كامل
هو اللي ما أبي غيره ولاني مُجبره أجامل !!
ضحى طارت عيونها ورفستها برجلها وقالت : تهجدينن ؟!
البندري وهي ميته ضحك : اخيييرًا وقعتي يالجبل ! كنت متأملة فيتس انتي وعقاب وللأسف طاح عقاب وطحتي ي ضحى !
ضحى بأبتسامة سخرية : مين قالتس ان عقاب طاح ؟
البندري : واضحة يحبيبتي !!
ضحى : لسى م طاح لسى بدري اعرفه يوهم الجود وفجأة يختفي بمهمة ويرجع اسوء من اللي كان عليه
البندري جلست وضمّت رجولها وقالت : منجد الله يعينها اعرف عقاب كان قبل يروح للمهمات يدلعنا ويجيب لنا من الدكان ويطلعنا للعزبّة وبس يرجع يكون زفت اخلاق وخلق ! مره م كنت ادانيه اذا رجع الله يعينها
ضحى ضحكت وقالت : اذا تحبه بتتحمله بكل حالاته
مشوا داخل بعد م قصرّت النار ع المفطح ..
" فالمستشفى "
دخلوا الجود وعقاب جنبها ، همس بحدة وقال : بنت ! خليتس حوّلي
الجود بهمس : بسم الله م رحت طيب !!
مشى عقاب ووصل لقسم النساء والكشف والولادة ، ابتسم وقال : ادخلي مقدر اجي
الجود بتوتر هزت راسها بنعم ومشت ، لف وانطلق للطوارئ يبي يعقم ويخيّط جرحه عشان يرجع للمهمة فالليل ..
" عند الجود "
دخلت وابتسمت للممرضة اللي تقدمت لها ، دُنى : كيف اقدر اساعدك ؟
الجود : شاكه اني حامل وجيت اكشف
دُنى : تفضلي
مشت الجود وشالت عبايتها ، انسدحت بهدوء ، مشت بالسونار وكشفت عليها ، ضحكت وقالت : ايه حامل
الجود فزت وقلبها يدق برعب ، م توقعت انها تسمع هالكلمة وقريب ابدًا ، دُنى بأبتسامة عريضة : اول بيبي صح ؟
الجود ودموعها اخذت مجراها : ايه
دُنى تقدمت وحضنتها وقالت : ماشاءالله ماشاءالله الله يتمم لك يعيوني وليه تبكين ؟ لايكون الاب مو موجود !
لفوا ع دخول عقاب ، دُنى فزت وقالت : م تقدر تجي ميين انت !!
عقاب بهدوء وهو يأشر بأصبعه ع الجود : رَجلها !
دُنى : اوه اسفه تفضل
الجود زاد بكائها ، م كانت مستعدة تحمل ابدًا من عقاب ، تدري انه م هو قريب منها ، يقطع وشُغله اكبر تهديد لحياته ، بدأت تراودها فكرة " ولدي بيكبر بدون ابوه " كانت ضامه نفسها وترجف ، عقاب وقلبه يدق برعب ، م يدري هي ليه تبكي ، معقولة سقّط ! تكلم بحدة وقال : وش العلم ؟!
دُنى ضحكت وهي حاضنه الجود : مصدومة انها حامل !
عقاب ارتخت ملامحه واعتلت ابتسامة عريضة وجهه ، ابعدت دُنى اول م تقدم ، حضنها وحسّت فيه يأكد المشاعر اللي قبل شوي ، حضنه قاعد يقولها ، اذا رحت يبقى ولدي ، يبقى قطعة مني فيك ، يكبر وتسندين عمرك عليه ، انهارت تبكي وهو مستغرب بكاءها المرعب ، ضحك بخفه وقال : تشرحين لي ؟ ليه تبكين يبنتي ليه ؟!
الجود مسحت دموعها بعشوائية وقالت : نرجع البيت ؟
عقاب م حّبذ انه يضغط عليها اكتفى بالقول : مشينا !
طلع وطلعت وراه ، من لحظة خروجهم بدأت المسؤولية ع الطرفين ، عقاب مسؤولية فوق مسؤوليته ع الجود ، ابن او ابنة في بطنها ، صغيرة ع الحمل ، مستحيل تتحمل انه يكبر او تكبر بدون ابوهم ، لازم يتمسّك بالحياة ، كان يروح ويرمي نفسه للموت ، الحين وراه سببين للرجعة ، ووجب عليه يفكر فيهم ويزيد الحمّل ع عاتقه ، وبالنسبة للجود ، كانت ميته رعب وصدمة ، شلون حامل وهي بتصير خمسة وعشرين قريب ؟ صح مو صغيرة لكن صغيرة ع الحمّل اللي بتتحمله ، عقاب متهور وهي تدري به يرمي نفسه للموت ، يمكن بلحظة غضب ينهي حياته وهو فالحّد ، مستحيل يفكر فيها ابدًا ، م تقدر تفاتحه فالموضوع ، فوق الحزن كانت تفكر فيه م تبيه يحزن ويفكر فيها ويقلق ، تمردت يدها وتسللت ليده ، ابتسم بهدوء وشّدت ع اناملها بين انامله ، وااه يالشعور اكتفت فيه كمواساة لها وزود ، تعشقه وتهيم فيه ، بس بالنسبة له ، يحترمها ويقدرها كزوجة ، م بدأ يحب ابدًا ، الحب ضعف وابن عايض م يرضى الضعف ، م يبي يحبها قاعد يخوض معارك مع قلبه ينكر الشعور وحركاته وافعاله تفضحه ، مشوا للبيت بهدوء وبدون م يضغط عليها بيعرف ليه هي بكت وانهارت وهذا المهم ..
" فالقصور "
طلعت غزيل وقالت بهمس : بسسّ بنت وين العيال ؟
الميلا وهي تاكل اناناس بصحن كبير : هاه ؟ طلعوا
غزيل نزلت مع الدرج وهي تلعب بشعرها الكيرلي ، ابتسمت وقالت : اناناس ؟ عطيني
الميلا مدت لها الصحن وصار بينهم ، ابتسمت وقالت : وشفيتس ضايقة ؟
الميلا بضيق : جودي
غزيل بخوف : يمه ! وشفيها ؟!
الميلا : م لاحظتي عليها ؟ تغيرت مرره من ليلة زواجي الله اعلم وش صار بينها وبين عقاب
غزيل ضحكت بخبث وقالت : سهلة ! فجرها ولد الخال
الميلا انفجرت تضحك وقالت : ادري بس ليه تغيرت !؟
غزيل : هممم بحلل الموقف تسمحين ؟
الميلا وهي تضحك تكت وقالت : اسلمي يبنت عبدالملك
غزيل : بسيطة جدًا لأنهم انجبروا ع بعض وبيجي بينهم طفل يحمل اسم عقاب ومن جسد الجود وهم للحين م تبينت علاقتهم لبعض هي تعشقه وذا الواضح والتيس يكابر جعله يموت ! استغفر الله
الميلا شهقت وضربت الطاولة وقالت : استغفر الله !!!
غزيل بضحك : استغفر الله بس والله هذا اللي عندي
الميلا بحزن تنهدت وقالت : اف عيال عمي عايض مدري ع ايش مستعجلين وربي اسر لولا الله ثم قوتي ذاك اليوم كان سواها !!
غزيل باست يدها وجه وقفى وقالت : حمدلله نويصر عاقل
الميلا انفجرت تضحك بسخرية وقالت : هاهاهي !! حبيبي الدور جايتس انتظري اذا م سواها الشهر ذا م اكون بنت راشد !!
غزيل ضربتها بالملعقة وقالت : يتبن انطمي !!!!
الميلا انفجرت تضحك وقالت : الله العظيم ! ناس مدري شلون
قامت وقامت غزيل وراها وهي ميته خجل ، وقفوا عند الشباك الكبير وفتحوا الستار بخفه ، شافت رجالهم وخالها جالسين ، لمحت عقاب جاي والجود وراه ، شافتها منحنّية وتصّد وتمشي لهم ، ركضوا للباب ، فتحوه ودخلت الجود وقالت : اوه بنات صاحيين ؟
الميلا : اكيد مين ينام الظهر ؟ اييه بشري ؟
الجود ابتسمت وقالت : حامل
صرخوا غزيل والميلا بفرحة شابهت العيد ، رفعوا من الارض وهو يدورون فيها ويصارخون ، الميلا بدموع الفرح : جوودي ! بتصييريين ام ي امّي انتي !!
الجود بدموع اختلطت بالحزن ع حالها والفرح من فرحة البنات : يعيوني انتي !
غزيل ضحكت وقالت : حّيي عينها بنت راشد سبقتنا كلنا !!
الجود طارت عيونها وقالت : خير ! البركة بعقاب مالي شغل انا
غزيل : يووه اصلاً اغسل يدي منه !!
عقاب ابتسم وهو يسمع حكَاهم عنه ، تذكر لوهلة كلام الجود عنه واول مره يسمع صوتها فيه ، فالعزبّة قبل ست اشهر تقريبًا ، كانت تحذر الميلا منه وبنفس الوقت نفسها ، كانت خايفة وزود منه ...، نرجع للحدث قبل ست اشهر
عقاب مشى يبي يرجع للرجال بس استوقفه صوت غير صوت الميلا وكانت الجود تهاوشها وتقول : وشش تسوويين ياااارب انهبلتتيي ؟
الميلا بحدة : ااف جوود انطمميي اختتس الكبييرة واعرف وش اسوي
الجود توسعت عيونها وقالت : انتي مريضة ولا ايش بعدين شكلتس نسيتي ان ذا عقاب اكيد م بيتألم وربي انه وحش وجثة م تحس ولا عندها قلب ولا اي شعور ؟
ابتسم عقاب بغضب وهو عرف ان جود هي اللي تكلمت ومشى للرجال وهو م حب يطول وهو يسمع سوالف حريم ومليون خط تحت حريم !
الميلا سدت منطوق الجود وقالت : جوود يغبيية يسمعتس !!!
الجود شهقت برعب وقالت : وييينه !!؟
لفت الميلا وم حصلت احد وزفرت براحة وقالت : لا لا راح
الجود مسكت يد اختها وسحبتها داخل الخيام..
-
ابتسم ومسح وجهه وشنبه وقال : يولد ادخل ؟
غزيل فزت وقالت : لا لا انتظر
ركضوا الميلا وغزيل ، ابتسمت وقالت : تعال
دخل وهو يشوفها طالعة مع الدرج ، مشى وراها وهو يخلخل اصابعه بين شعره ، عاقد حواجبه معصب شوي ، ويبي يعرف وشفيها ، دخل وسكر الباب وراه بكل قوته ، زفر بعصبية وقال : ليه تبكين ؟ م تبين تحملّين طفل مني ؟
الجود لفت له بصدمة وقالت : كذا فكرت فالموضوع !؟
عقاب ابتسم وقال : غيري تفكيري اجل !
الجود لفت له وبكل حسّرة فيها وقهر ، مدت يدها وقربتها من وجه عقاب ناوية تصفقه ، عقاب مسك رسغها بقوة وقال : تعقّبين !!
الجود ودموعها اخذت مجراها : حيووان ! كييف تفكر فيني كذا وانا كنت ابكي لأني م ابي اخسرك وانا حامل بولدك حبيتك والله يلعن قلبٍ حبك ي الحقير !! ااه الله يبرد قلبي فييك جعلك تحس بالنيران اللي احس فييها واسوء واردى ! شلوون تفكر فيني كذا وانت توو م كملت حتى اسبوع من نمت معي ؟!
عقاب حاوط خصرها وشّدها عليه وقال : بس يبنتي ! بس ماله داعي ذا كله سوء فهم وانتهينا كنت خايف انتس م تبيني من البداية ومن دموعتس وانهيارتس اختلفت موازيني !!
الجود مسكت ثوبه وشّدت عليه وقالت : قولها يعقاب وريح ضميري قولها وريح قلبك !!
عقاب رفع حاجبة وقال : اقول وش ؟
الجود وسط شهقاتها وبصوت متقطع : انك تحب..تحبني !
عقاب ابتسم ، حاوطها بيدينه ، استقرت بحضنه وسمعته يقول : الله يخليتس لي ولا يحرمني وجودتس انتي الاولى والاخيرة وانتي ستّ الدار..
قاطعه صوت بكائها اللي زاد ، انهارت وحسّ فيها تخف بين يدينه ، طاحت وطاح عقاب معها وهو يمسكها ، رفع وجهها له ، ملامحها كساها اللون الاحمر ، دموعها تسابق بعضها ، عقاب بخوف : جودي ؟
الجود ابتسمت بكسّر خاطر وقالت : وصل جرحك حضرة الفريق ! صعبة عليك الكلمة وصعبة ع مقامك ؟ شلون تحب اصلاً
عقاب ابتسم وقال : الحب ضعف ! وانا والضعف خطين متوازيين م بيكتب لنا القدر لقاء ابد ! لا تصعبينها علي وعليتس انتي غالية وعزيزة ع قلبي ومفروض انه يكفي..
ارتفعت براسها وهي تقّبله بكل شعور فيها ، ولعّت نيران داخل عقاب ، له فترة يخمّد فيها ، حط يده ورا خصرها ورفعها له ، كان يبادلها بعنفّ ، عاشق للحظة ذي ، هزّت كيانه وتمكنت منه بحركة بسيطة وبدون مجهود حتى ، ابعد وهو ياخذ نفسه وقال : اهييم يالجود م احب واعشق يالجود وم اعُجب !
الجود ابتسمت بخجل وقالت : تحبني ؟ قلبك يقوله وعيونك بالمثل ! عقلك م رضى الضعف اللي سيطر عليك !! خلاص انهّ المعاناة ذي واعترف ! عقيب انت تحبني !؟
عقاب ابتسم وباس كتفها وقال : يعين عقيب والله اني اهيمتس !
حضنها بكل قوته ، انسدح ونام علطول قلبه مرتاح من الحمّل وانزاح ، واعتقّ عقله من التفكير الزايد في اخر خمس اشهر ..
" فالديرة "
وهي تحضّر الاكل ، جلست البندري وقالت : بخاطري اعترف لتس بشيء
ضحى لفت لها وقالت : اسلمي ؟
البندري : صقر شافني مرتين
طاحت الملاعق من يدها ، نطقت بصدمة : صقرر !!
البندري ضحكت بخجل وقالت : اييه هو ولد عمي سالم
ضحى انفجرت تضحك وقالت : واااو م توقعت ابدًا ! اييه وش غيرره ؟
البندري : ابد يقول اني شاريتس ومن ذا الحتسي بس مدري عنه
ضحى : بعد !! يحيوانه وساكته
البندري : ييب !
ضحى ضحكت بفرحة وقالت : يارب اذا هو خير لتس تتم !
البندري ابتسمت وقالت : امين
ضحى : سولفنا كثير تعالي نخلص التحضيير
البندري وهي تحضر باقي الصحون ، لفت لضحى وقالت : انتي وذاك سهم بينكم شيء ؟
ضحى هزت راسها بنفي وقالت : سلامتتس م بيننا شيء ومستحيل يكون حتى ! ولد مدينة وش ابي فيه !
البندري : بس انتي رفضتي فلاح وكل اهل الديرة تقولين ابي اطلع منكم ؟
ضحى : فلاح سالفته سالفة ! وبعدين قلت ببعد بس م بروح للمدينة
البندري ابتسمت وقالت : طيب يالله مشينا اصواتهم وصلت
وفعلاً اصوات الرجال تعالت دليل وصولهم ، تغيّرت الخطة وطلب ابو فهد العشاء في بيته سبب الغبار ع العزبّة ، مشت وهي مستعجلة تبي تلحق البندري ، صدمت بسهم و..
::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::
انتهى البارت ادعموني بنجمة وكومنت عشان اتحفز اكملكم ❤️
( يحباااااني عُدنا ببارت جديد ، عطوه حقه بالكومنت والنجوووم غرقووه تقديرًا لتعبي ، قاطعين فترة عنكم وعن حقين الانستا ودعناكم الله وموفقين ببداية الدراسة✨ )

ليّت اللِذي خَلق العُيون السُود ... خَلق القُلوب الخَافقات حَديد حيث تعيش القصص. اكتشف الآن