18

5 3 0
                                    

ضلام؟
لا مشكلة..

حاولت الصراخ لكن صوتها لم يخرج وكأنها خرساء،
تحاول الركض اليها بكل قوتها ولكن هناك من ختم حركتها، كانت مستلقية الى الارض وبزاوية يمكنها المشهد القاسي امامها.
ظ.. ظلام؟

فقط عيناها التي تنهمر دموعاً وعقلها الذي يدور فيه الافكار السوداء يعملان، اما في الجهة المقابلة الفتاة المسكينة تبكي بحرقة بسبب ألم قدمها وذراعها التي لم تعد في مكانهم ورجل ضخم يمسك يدها الاخرى لا تقوى على الوقوف.

وعلى بعد عشرة اقدام تقريباً هناك هو يقف المسؤول عن ذلك.. يراقب الوضع بهدوء ولم يتحرك له رمش، خرج صوت ستيلا واخيراً وهي لم تتوقف عن الصراخ، ارجوك! انا اسفة! سأفعل اي شيء فقط اتركها!
ابتسم ابتسامة شريرة شيطانية ليجيب بصوت مرعب اجش، ما كان سيحدث ان لم تخرجي عن القوانين.
اقترب واتسون منها وامسك بغرتها ليجعلها تشاهد المشهد بكل تفاصيله، اترين؟ انه بسببك.

تبخر الرجالان كلاهما وعاد لستيلا تحكمها بجسدها مجدداً، لم تضبع ستيلا ولا حتى ثانية من عودة حريتها لها، قفزت من مكانها متوجهة للفتاة لتحملها ولكن قد اغمي عليها مسبقاً، حدقت بوجهها وابعدت شعرها عن وجهها لترى تعابيرها قد ارتخت كثيراً كأنها بلا حياة ولكنها تتنفس بصعوبة.

سحبتها وعانقت وجهها والدموع تنهمر من عينيها بدون توقف، رفعتها وحملتها على ضهرها لتأخذها للمشفى، ولكن وهي تركض اصبح الطريق تحتها اسود كالضلام.

ظ.. ظلام؟
ل.. لا مشكلة..

حدقت به بخوف ولكنها لم تتوقف عن تحريك ساقيها بكل ما لديها من قوة، بدأ الظلام يبتلع المكان شيءً فشياً يشبه لحد كبير سحرها الذي من المفترض انها اعتادت عليه، لاحظت ان الضلام هذا مصدره حجرها يتساقط من فوق جسدها كأنه شلال.

لاول مرة لا تعرف التصرف داخل الضلام، اوقفها صوت همس من خلفها، توقفت الركض وهي تتنفس بصعوبة، س.. ببك....

ادارت وجهها الى صاحبة الصوت كانت ارياس التي على ضهرها ليرتفع صوتها ويتحول الى صراخ، انه بسببك!

تحجرت ستيلا وعينيها تنهمران دون توقف مرعبة من منظر الفتاة التي اصبحت عيناها حالكة السواد وقد اختفى ذلك اللون الأزرق اللامع خاصتها...
ظلام؟!

03:00 am
شهقت بقوة طالبة للهواء ونهضت بسرعة من سريرها وهي تتنفس بسرعة بعد ان رأت هذا الكابوس الشنيع في منامها، امسكت وجهها وهي تمسح عينيها من الدموع بقوة مع ارتجاف اصابعها، تتذكر ماذا حدث وتشد شعرها بقوة لكنها لم تصرخ ثم غطت وجهها بكفي يديها بأسى، ارياس...

حتى تعبت وهدأت نظرت حولها وهي بمفردها في الغرفة المظلمة والهالات السوداء تحت عينيها لم تتحسن مطلقاً، ما لم تنتبه عليه ستيلا لان الغرفة مظلمة منذ البداية، ان عينيها اصبحت سوداء كسواد عيني ارياس من الحلم للحظات وعادت مجدداً الى طبيعتها البنفسجية.

Garden of memories.Tempat cerita menjadi hidup. Temukan sekarang