19

6 3 0
                                    

وصلا منزل ارياس تقريباً لتبدأ خطواتها تبطئ شيءً فشياً مترددة ولكن في نفس الوقت تريد رؤيتها بخير.
تناقض داخلي.

تقدمت بخطوات قليلة وتوقفت مرة اخرى تنهد ليون بتعب وامال رأسه سيبقون هكذا حتى الغد تقدم ورن الجرس دون تردد، لتعود للخلف خطوات بأرتباك بعد سماع خطوات تقترب ولكن ليون لم يسمح لها بالرحيل، فتح الباب ليضهر لهم رجل بملابس انيقة، سيد ليون، اهلاً بك..

اجاب ليون بطبيعية فهو يعرف هذا الرجل مسبقاً، مرحباً تومي! سمعنا ان ارياس عادت للمنزل؟ صمت الرجل قليلاً ثم اجاب، ادعى توم سيدي، نعم عادت الليلة الماضية بعد ان صرح الدكتور بتحسن حالتها.

تحرك توم رئيس الخدم لعائلة ارياس عن الباب لليون ليدخل، مد ليون ذراعه وسحب ستيلا معه لتتدخل ورأسها للاسفل، تفاجئ توم بوجودها وانحنى اليها ايضاً ودلهم على الطريق الى الحديقة الخلفية حيث كانت جالسة على مقعد طويل ابيض اللون وسط الزهور والعشب الاخضر تستنشق الهواء المنعش، المشفى كان خانقاً لها طول هذه الفترة في الغرفة المغلقة، حدقت بها ستيلا لتبتسم براحة وارخت اعصابها المتوترة.

"ارياس انها بخير وهي تبتسم..."

لاحظتهما ارياس متجهان اليها لتنهض بهدوء وتقترب بخطوات بطيئة بفستانها المريح ناصع البياض مع لون شعرها الفضي كأنها جنية وصلت لزيارة الارض..

قبل ان يتمكن ليون من تحيتها تجاوزته بهدوء دون قول كلمة له لتبقى يده معلقة بالهواء، لتقف امام ستيلا بصمت رفعت يديها ليقف ليون يحدق بصدمة لحركتها التالية، عندما امسكت اذن ستيلا من تحت شعرها وبدأت بجرها بقوة وكأنها والدة تعاقب ابنتها، لتمسك ستيلا يد صديقتها وهي تتألم بشدة حتى تركتها ارياس، تجمعت الدموع بعيني ستيلا من احمرار اذنها لتقول ارياس بغضب ولكن نبرة هادئة، اياكِ وحتى بالرغبة بالبكاء...اتعتقدين ان من الجيد لك البكاء وانا لا؟ فتحت ستيلا فمها لتدرف بكلمة واحدة ولكن بها افقدت اريس عقلها، اريس...

تجمعت الدموع عند عيني ارياس هذه المرة وبدأت بالهطول مباشراً، كيف تجرؤين....كيف تجرؤين على فعل هذا بي؟! تركتني دون رؤيتي كل هذه الفترة! رغم علمكِ انني لا استطيع النهوض والقدوم اليكِ بنفسي، وانتِ لم تعوضي هذا بمجيئكِ لرؤيتي ولا حتى مرة منذ شهران...والان تناديني بالاسم الذي لم تلفظيه بحياتكِ حتى الان...

لم تحتمل ستيلا الكلمات وغطت وجهها بيديها وصوت شهيقها يعلو، شعرت بأنانيتها واخيراً وكأنها ادركتها لتوها مقدار خطأها رغم الوقت الطويل الذي لديها للتفكير به، انا...انا اسفة...لم أستطع رؤيتكِ لم املك الشجاعة لفعلها، قالت ارياس بصعوبة لشهقاتها، هل اعتقدتِ انني سأسامحكِ فقط لانكِ كنت تأتين في اوقات نومي؟ او عندما تختبأين خلف الحائط عندما ابقى مستيقظة لانتظاركِ، الكعك الذي كنت تحظرينه...اردت تناوله معكِ...لم اعد احبه لان لا طعم له بعد الان.

Garden of memories.Where stories live. Discover now