20

9 3 0
                                    

11:00 am
في المدرسة....
جلسا على ركبهما على الارض القاسية مباشراً وايديهما مرفوعة لفوق، متوترين يخشيان ان ينظرا الى الاستاذ الذي امامهما وهو يذهب ويعود امامها ويطرق العصا الطويلة على كتفه، احدهما يبقى نائماً حتى العاشرة وكأن لا مدرسة او قوانين، والاخر يخرج من المدرسة كما يشاء وكأنها مدرسة والده، اجاب ليون بهمس ليجعل الامر اسوء، سيدي انها كذلك.. نجح استفزاز ليون ليغضب الاستاذ اكثر مما هو عليه، اخرس ايها الشاب! ستبقيان هنا ساعة اخرى واياكم، ولا تفكرا بأن تنزلا يديكما!

رحل الاستاذ دون كلمة وترك ليون وستيلا مرفوعين الايدي للاعلى في الرواق، تنهدت ستيلا بتعب وبدأت بتحريك رأسها يميناً ويساراً، نظرت الى ليون ايضاً يبدو متعباً بعد هذا اليوم الذي في بدايته، استدار برأسه اليها لتتقابل عينهما صدفة فقط برؤية بعضهما وهما في هذه الحالة انفجرا ضاحكين بنفس الوقت بدون توقف وبصوت عالي حتى عاد الاستاذ اليهم مجدداً لمزيد من التوبيخ لكنهم اكملو ضحكهم بصوت منخفض، حقاً....من هذا الذي يهرب من المدرسة فقط لان احد من زملائه قد تأخر، قد لا اذهب للمدرسة اساساً، ما هذا التهور! اجاب ليون بتفكير مزيف، بعد كل ما حدث..من الجيد انني تهربت منها اليوم لست نادماً ولا حتى قليلاً.

توقف للحظات ثم اكمل بخجل خفيف، وايضاً ليس وكأنني اذهب لمنزل كل اصدقائي.. اجابت ستيلا بطبيعية دون ان تستدير، حقاً؟ انا محظوظة اليوم اذن، امال رأسه بتنهد لحماقتها الفجائية هذه، تذكر كلام ارياس مما جعله ينزعج مجدداً.

"لست جدياً بشأنها؟ انا لم اكن جدياً بحياتي بشأن امراً كما انا معها"

ليقول بثقة، هذا لانكِ لست فقط زميلتي وانما صديقتي وشخص عزيز علي جداً، لذا لا تذكري فقط اننا زملاء فقد نسيتي البقية.

ابتسمت ستيلا بأشراق وراحة، شكراً ليون اشعر بنفس الطريقة تماماً، يعني لي الكثير بأخباري بما تشعر صباح اليوم انا حقاً سعيدة ومحظوظة انك بجانبي.. لا اعتقد انني سأستطيع مواجهة ارياس كما فعلت اليوم..

شعور الارتياح هذا بداخله عند رؤية ابتسامتها ما الذي يريده اكثر من هذا...ارتياحها هذا وشعورها بالاطمئنان حوله عند التفكير به بأمكان ابقائه سعيداً للابد...

عاد الاستاذ مجدداً ليصرخ عليهما لانهما قد انزلا ذراعيهما، رغم انهما لم يلحظا هذا لم يستطيعا فعل شيء سوى رفعهما مجدداً بأسى...
_
بعد عشر دقائق..

عودا الى فصلكما الان، ولا تنسيان ان تكتبا رسالة اعتذار من صفحتين وارسالها للمدير، قال الاستاذ وهو يلوح بعصاه بالهواء، اسفة استاذ.. اعتذرت ستيلا مباشراً بأسف، ولكن ليون لم يكن راضيا، لماذا علينا كتابة الرسالة؟ الم يكفيك بقائنا ساعة هنا!

Garden of memories.Where stories live. Discover now