الفصل الثامن و التسعون_الجزء الثاني (نهاية القصة)

87.8K 5.5K 2.2K
                                    

"الفصل الثامن و التسعون"
"رواية تَعَافَيْتُ بِكَ_الجزء الثاني"
_________________________

"قد يجمع الله الشتيتين بعدما يظنان كل الظن ألا تلاقيا ".

_قيس بن الملوح
_________________________

و مالي كُلما وددت الابتعاد سرت نحو خطاهُ و كلما وددت مَسكنًا نظرت إلى عيناه، أنا الشتيت المُلقىٰ في هوامش الحياة، و هي لي كما طوق النجاة، قد تكون انقطعت بيننا سُبل الوصال و قد يكون البُعد طال، لكن اللقاء أتيًا بين قلوبنا لا محال.

_ما أشبه اليوم بالأمس، حيث انتهت الليلة بفرحتهم جميعًا و غنائهم و مرحهم وسط بعضهم جميعًا و رقص الشباب و مرح الفتيات و إطلاقهن للزغاريد.

بدأ اليوم التالي و هو يوم اجتماع الشتيتين كما قال "عمار"، حتى و إن كانت زوجته لكن اليوم له مذاقٌ خاص، فاليوم ستصبح له بصفةٍ دائمة.

في شقة "ميمي" صباحًا وصل "عمار" و معه "عبدالرحمن" سويًا و قد سبقهما بقية الشباب مع بعضهم إلى هناك و فور دخول الأخرين، رفع "عامر" صوته يرحب بأخيه بمرحٍ كعادته:

"العريس أهو.....العريس أهو"

اقترب منه "عمار" يحتضنه و يقبل كتفه فيما احتضنه الأخر مُربتًا على ظهره بحماسٍ ثم قال بتأثرٍ:

"عمال تكبر و تكبرني معاك، فرحك بجد يا عمار ؟! دا أنا لسه كنت شايلك على ضهري من مفيش، ربنا يفرحك يا حبيب أخوك"

ابتسم له "عمار" ثم زفر بقوةٍ و قال بنبرةٍ هادئة:
"أنتَ حبيبي و أبويا قبل ما تكون أخويا، ربنا يفرحك بولادك زي ما فرحت بيا"

تدخل "ياسر" يقول مسرعًا:
"طب يلا بسرعة ألبس علشان تلحقوا الصور بالنهار في القاعة"

حرك رأسه موافقًا فقال "عبدالرحمن" بلهفةٍ يمازحهم:
" شباب معلش هو في فرحي هتكونوا معايا كدا و لا بتستغلوني لحد ما عمار يتجوز"

رد عليه "خالد" بثباتٍ يتنافى مع هزل كلماته:
"عيب يا عبدالرحمن متقولش كدا، بنستغلك طبعًا لحد فرح عمار"

ضحكوا جيمعهم، فيما اقترب "عمار" من "ميمي" يجلس أمامها على ركبتيه يقول بنبرةٍ هادئة:
"حاسس إنك زعلانة، بس متخافيش أنا مش ممكن أنساكِ أبدًا، أنتِ مقامك كبير في قلبي"

ردت عليه هي بودها و حنانها المعتاد الذي أغدقهم جميعًا:
"أنتَ اللي مقامك عندي كبير اوي ، أنتَ جيتلي صغير أوي عنهم ربيتك على أيدي و كنت بحسك حفيدي اكتر منهم علشان هما أنا اعتبرتهم ولادي و اعز الولد ولد الولد يا عمار، ربنا يفرح قلبك"

اقترب منها يقبل رأسها و يحاول جاهدًا كتم دموعه التي أوشكت على النزول و فضح أمره، فيما ربتت هي على ظهره و هي تقول بصوتٍ باكٍ:
"اللهم اني استودعتك ابني و قلبه و فرحته فاحفظه بحفظك يا ذا الجلال و المن"

تَعَافَيْتُ بِكَحيث تعيش القصص. اكتشف الآن