|18|_ السـر

943 106 99
                                    

الفصـل الثامـن عشـر
°الســر°

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

_عن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها قالت:_
_سمعتُ النبي ﷺ يقول في بعضِ صلاتهِ:_
_اللهم حاسِبني حسابًا يسيرًا، فلما انصرف قلتُ: يا نبيَّ اللهِ ما الحسابُ اليسيرُ؟ قال: أنْ ينظرَ في كتابهِ فيتجاوزَ عنه، إنه من نوقِشَ الحسابَ يومئذٍ يا عائشةُ هلكَ!_

_اللهم حاسبنا حسابًا يسيرًا._

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

بصـق الطعام من فمـه سريعًا عِندما اقتحمت جـوري الغرفـة و لشعوره بالفزع الشديـد من اقتحامهـا المفاجئ لغُرفته بصق الطعام، وضع يديه على موضع القلب محاولًا السيطرة على دقات قلبُه الثائرة قبل أن يصيح بضيقٍ

_فيـه ايـه يخربيت شكلك قطعتيلي الخلـف، حد يدخل على حد كدة!!!؟

ظلت تُردد " الحمـد لله " بصوت مرتفع قليلًا بعدمـا بصق الطعام و من الواضح أنـه لم يتناول سوى هذه الملعقة، نزلت دموعها بصمت عاجـز لا تُصدق، كيف طاوعت شيطانها و وضعت السم لـه في الحساء!! كيف فعلتها لأجل من، لأجل حقيرا كفارس و لأجل نفسها!! تبًا له و لها هي من يجب أن تتحمل نتيجة أفعالها لا يجب أن تخاف من فارس الجبان من الآن فصاعدًا هي المخطئة المذنبة العاهرة اللعينة و لكنها أبدا أبدا لن تحصل على لقب "القاتلـة" و ياليتها تقتصر فقط على قتل سليم بل تُريد أن تجهض طفلها أيضًا، طفلها التي تُحارب لأجل أن يبقى حيًا أرادت أن تقتُله بنفسها!! لا و ألف لا لن تصمت من الآن ستتجرد من ثوب الخوف و الجبـن من الآن و ترتدي ثوب الشجاعة و القدرة على المواجهة أيًا كانت النتيجة، مسحت دموعهـا بأنمالها المرتجفة ثم اقتربت من غفران الذي يُتابعها و يُتابع دموعها بذهولٍ، حتى أنه شك أنه فعل لها شيء دون أن يقصد و لكن تذكر جملة سليم لـه، أخبره أنه قد انفصل عن جوري و تزوجـت من آخر ألا و هو كريم ابن عمـه و بالرغم من حيرة غفران الشديدة و فضوله لمعرفة ما حدث و لم قبل ابن عمه الزواج بمن كانت خطيبتـه و لكن لم يضغط عليه أكثر كي يتحدث لذا منذ عودته للقصر مرة آخرى بعدما طلب منه سليـم العودة للقصر مرة آخرى بسبب الأجواء الحزينـة التي تسيطر على القصـر بعد قتل منصور و الذي اكتشف أن سليـم لا يُحبـه مطلقًا، عاد للقصر و من ثم سافر إلى فرنسـا في رحلة عمل و لم يتعامل مع هذه الجوري مطلقًا إذا لِمَ تبكي الآن هل مثلا ندمت على تركها لسليـم و أتت لتعتذر لـه عن ما بدر منها!! إذا كان هذا صحيحًا فكيف سيتصـرف معها الآن و هو ليس بسليـم!! و يخشى أن يقـوم بفعل متهور لا يقصده يُسبب مشاكل لسليـم و هذا آخر ما يتمنـاه أن يُسبب مشاكـل لسليـم، اقتربت جـوري منه و مازالت الدموع تهبط على وجنتيها بقوة جسدها يرتجف بشدة و كأن أسدًا هجـم عليها و تمكنت من النجاة منهُ وقفت أمام غفران قائلةً بسرعة تعجب منها غفران و كلمات مبعثرة غير مرتبة و كأن لصًا يركض خلفها

الـشـبـيـه Donde viven las historias. Descúbrelo ahora