الفصل الثالث

68 9 2
                                    

" يصعب علينا اختيار الطريق الذي نريده . "
ألقى آدم جملته في وجه ألكسندر وهو يرتشف مشروب الطاقة خاصته ثم أدار نظره على رجاله باستهزاء :
هل تحتمي في مجموعة البط خاصتك !
ثم رفع يده وخلع نظارته مردداً بغرور :
صحيح ليس الجميع آدم سُفيان ..
صرخ ألكسندر بتهديد وهو يقترب أكثر منه ورجاله متحفزين خلفه أمام آدم الواقف بمفرده :
لا تعبث معي أيها المبتدأ ولا ترتفع بأحلامك عالياً ففي النهاية أنت مجرد مبتدأ بإمكاني دهسه .
فتح ذراعيه وهو يقترب منه أكثر يرمقه بغموض قبل أن تتسع بسمته المختلة :
أنا أمامك ادهسني إذن !
رجاءً اهدأوا .
صاح فلافيو وهو يفصل بينهم حتى لا تتحول قاعة الاجتماعات لأرض معركة ثم أكمل حديثه لآدم بصرامة :
من القواعد أن تحترم الكبار أنت أخطأت بفعلتك في إخبار عائلة لوكا عن شحنة ألكسندر .
زفر آدم بملل ثم رددّ بنبرة باردة :
اخبرتك أنه يصعب علينا اختيار الطريق الذي نريده فمثلاً أنا هنا بين حفنة من الأوغاد يثرثرون بأشياء سخيفة كقواعدكم ، تباً للقواعد أنا لا أهتم سوى بقانون واحد ..
جلس ألكسندر وهو يردد باستخفاف :
وما هو ؟
أجاب ببسمة واثقة :
قانوني ..
نهض من مكانه ثم دار حول الطاولة التي يجلس أمامها فلافيو وألكسندر وجورج حتى يصلحوا بينهم ، توقف خلف فلافيو ورددّ بنبرة هادئة مثل هدوء ما قبل العاصفة :
سأعلمكم كيف تكونوا رجال صالحين للعمل في ذلك المستنقع ، القاعدة الأولى " لا تضع قواعد حمقاء . "
أكمل سيره بخطوات بطيئة ثم توقف خلف جورج وأكمل :
القاعدة الثانية " لا تستهين بالصغار فهم أكثر ذكاءً من المسنين مثلكم . "
تحرك باتجاه ألكسندر وهو يرتشف مشروبه قبل أن تنفذ الزجاجة وينخفض لمستواه هامساً بدهاء:
القاعدة الثالثة " لا تنفذ القواعد وأحدث الفوضى .. كتلك ! "
فور انتهائه كان صوت الرصاصات يعلو في المكان تزامناً مع صوت طقطقة تلاها وقوع ألكسندر فاقداً للحياة !
التفت لرجال ألكسندر المشغولين في الصراع مع رجال عائلة لوكا فاستدار لفلافيو ضامماً شفتيه بأسف مصطنع قبل أن يتركه وسط الفوضى وصدمته :
الشباب يحبون العراك ماذا نفعل دعهم يستمتعوا ثم أبلغ سلامي للوكا فهو قادم بعد انتهائهم وأخبره عن مدى إعجابي بعشاء أمس معه ..

العودة للحاضر :
آفاق ..
صرخ آدم بقوة وهو يزيد من سرعة السيارة حتى وصل للبيت فرأى تجمع من الناس يقفون ويضربون بكفوفهم ، دفعهم جانباً وقلبه يكاد يتوقف من الخوف قبل أن يرى جسد رجل غريب فصعد للأعلى بسرعة ودخل الشقة :
يا ذات الجدائل .
وجد رجلين يخرجوا من الغرفة وواحد منهم يهتف بفضول :
فين الدكتورة ومين اللي وقع ده ؟
دخل آدم الغرفة ثم للشرفة فوجد سورها الحديدي واقع أسفل الرجل فخرج من الشقة وهو يهاتفها فسمع صوت هاتفها من الأعلى ، صعد بسرعة هامساً يناديها :
يا ذات الجدائل أين أنتِ ؟
وصل للطابق الثالث ودخل شقة تحت الإنشاء ثم أضاء كشافه وبحث عنها حتى وجدها جالسة خلف الرمال تدفن رأسها بين قدميها وتبكي بصوت مكتوم أقترب منها ولاحظ ملابسها البيتية الكاشفة لذراعيها وشعرها فالتفت يعطيها ظهره مردداً بنبرة هادئة :
أتيت يا ذات الجدائل لا تبكي ..
رفعت عيناها ترمقه بأعين زائغة :
قتلته !
غضب من ارتجاف صوتها وعجزه عن التهوين عليها والنظر لها فحاول تهدئتها :
أنا معك لا تخافي .
ارتفعت شهقاتها أكثر بخوف :
سأعتقل بسببه ..
كور كفه بغضب شديد وردّ بنبرة حاول جعلها هادئة :
لن يصيبك شيء هل نسيتي أنني ضابط !
نظر حوله بعجز فالجميع متواجد في الشقة ولن يستطع إحضار ملابس لها فخلع قمصيه وأغلق ضوء هاتفه وأدار يده يعطيها إياه :
ارتديه واخلعي سترتك وضعيها على خصلاتك لن التفت لا تقلقي والظلام يعُم لا يظهر شيء .
التقطت القميص وارتدته ثم ربطت سترتها على خصلاتها جيداً فسألها :
التفت ؟
ردتّ بصوت مبحوح :
أجل .
التفت وأضاء ضوء الهاتف حتى يطمئن عليها فوجد وجهها ذابل وأعينها متورمة وجروح صغيرة على وجنتيها فتمتم يطمئنها :
لا تبكي أكثر يا ذات الجدائل العسلية لن أتركك .
سألته بخوف شديد :
كيف سنرحل دون أن يرانا أحد وأنت عاري الجذع وأنا بملابسي تلك ؟
ردّ بحرج :
ليس أمامنا سوى طريقة واحدة لن تروقك .
سألته بقلق :
وما هي ؟

كل الآفاق تؤدي إليكحيث تعيش القصص. اكتشف الآن