الفصل السادس

51 8 4
                                    

صلوا على الحبيب المصطفى وسلموا تسليماً كثيراً .♥️

************

الصرخات وحمله من على الأرض ووضعه بداخل السيارة ، حتى صوت الإشارة وصراخ عمرو على المارة ليتحركوا سريعاً شعر بكل هذا ، حاول الانفصال عن العالم والاستسلام للموت من شدة الألم .
سمع صراخ آفاق من مكان قريب ففتح عينه بصعوبة وابصرها فوق رأسه حيث تستقر رأسه على وسادة موضوعة على فخذيها ، همس بصعوبة وبنصف وعي :
الوضع سيء ؟
ردتّ من بين شهقاتها فكانت تناديه ولا يُجيب :
الإصابة في كتفك ليست عميقة ، أوقفت النزيف ولكن يجب الاطمئنان أن الإصابة لم تؤذيك .
تمتم بهيام وبنصف وعي وصوته يشبه الهمس فانخفضت لتسمعه :
حاولت كثيراً إبعاد نظري عنك يا ذات الجدائل وفي كل مرة هزمني سحر عيناكِ ..
سألته بعدم بفهم فهو يتحدث بالإيطالية وهي لا تفهمها ، سمعت بقية همسه قبل أن يقف عمرو ويترجل بسرعة ليحملوا :
كيف أسرتني عيناكِ وأنا أقل الناظرين إليها آفاق !
نطق اسمها بتلك الطريقة اللطيفة والغريبة والبحة المميزة فهمست بعدم فهم وبالإنجليزية :
ماذا تقول لا أفهم ؟!
دخلوا المشفى بسرعة وخلفهم ثائر يحمل توبا المستسلمة للموت وبقية العائلة معهم حتى رقية التي انصدمت مما رأته ، ركضت آفاق جوار الأطباء وهم يتجهوا بتوبا وآدم لغرفة الفحص تخبرهم عن حالة إصابة كلاهما ثم اختفوا بداخل الغرفة .
حصل إيه !
صدع صوت ماضي الراكض وخلفه ماسال بعدما اتصل مراد عليه وأخبره بما حدث ، هتفت ماسال بخوف شديد :
توبا مالها !
نظر الجميع لبعضهم بريبة قبل أن تصرخ ماسال بغضب :
حد يرد توبا حصلها إيه !
هتفت رنا توضح ما حدث :
ضربت نفسها بالنار كانت منهارة ..
قاطعها ثائر بجمود وغضب ينهش قلبه :
الطلقة في أيدها مش في دماغها في حد تاني ضرب عليها ..
صمت لوهلة ثم أكمل بغموض :
حد عايز يمنعها من قتل نفسها .
أردف ماضي بقلق :
وآدم ؟
ردّ ثائر بعدم استيعاب لما حدث لآدم وفي نفس اللحظة :
مش عارف مرة واحدة اتصاب ..
ماذا حدث لأخي ؟
التفتوا على صوت ذلك فوجدوا ذلك الإيطالي صديق آدم ، أكمل ماركوس بغضب :
من الحقير الذي سولت له نفسه وأذى أخي !
ردّ ماضي بضيق شديد :
لم نعرف بعد ولكن لا تقلق سأهتم بالأمر ..
صرخ ماركوس بغضب :
لا هذا الأمر عندي أنا من سأعرف الفاعل ..
صمت يتنفس بعنف ثم أكمل :
أقسم إن كان ذلك الحقير لأقتله واضرب بأوامر الوغد آدم الحائط !
استندت ماسال على الحائط بتعب وخوف شديد والدموع تتلألأ في عيناها فسندها ماضي حتى جلست على المقعد وجلس على الأرض أمامها ممسكاً بيدها يقبل باطنها بحب .

صباحاً قبل عدة ساعات :
بعدما فقدت ماسال وعيها حاول ماضي بكل الطرق إيفاقها وفشل فاتصل على طبيبة العائلة وأخبرها بما حدث وبعد مدة أتت الطبيبة وبدأت الكشف عليها .
رددتّ الطبيبة بعدما عاد لماسال وعيها :
الحمد لله الضغط كويس وكل المؤشرات بس ..
قاطعها همس ماسال بصعوبة وخوف :
توبا يا ماضي توبا أتخطفت الحقها ..
ارتفعت ضحكات ماضي بسعادة وعدم تصديق فأخيراً استعادت ذاكرتها ، سألته بتعجب :
بتضحك على إيه !
أردفت الطبيبة ببسمة هادئة :
حمد لله على السلامة يا مدام ماسال بعد أذنكم .
شكرها ماضي ثم اتجه لماسال وحملها ووضعها على الفراش مقبلاً رأسها بشوق شديد ، حاولت النهوض فمنعها وتسطح جوارها وسحبها باتجاهه لتضع رأسها على قلبه .
هتفت بحنق وخوف :
يا ماضي بقولك توبا أتخطفت مش وقت نوم !
رددّ بنبرة ناعسة طابعاً قبلة على خصلاتها الحبيبة :
توبا قاعدة مع آدم متقلقيش .. سيبيني أشبع منك .
ضمته مبتسمة بحب زافرة براحة مغمضة عيناها بعدما قررت الانفصال عن العالم قليلاً وترك الحديث لقلبيهما .

كل الآفاق تؤدي إليكWhere stories live. Discover now