الفصل السادس عشر

44 7 11
                                    

صباح الخير يا حلوين أتمنى البارت يعجبكم وبعتذر عن التأخير وإن شاء الله الاسبوع الجاي الفصول هتنزل في ميعادها ♥️

***********

أنا قاتل !
تمتم آدم بصوت يشبه الهمس وهو يستند على حائط الممر ويمسك الوسادة وقبل أن يكمل طريقه لخارج المبنى وجد طبيب يدفعه على الأرض ويكبل يديه منادياً على زملائه بصوت مرتفع :
وجدته أحضروا الشرطة .
صرخ آدم وصوت بكائه يرتفع يستنجد وهو يحاول التملص منه قبل أن يرى الطبيب يبتعد عنه أثر جذب الممرضة له التي كانت تساعد آدم على البقاء في المشفى دون أن يراه أحد فلا يمتلك مأوى آخر .
ذلك طفل صغير من المستحيل أن يقتلها !
صاح الطبيب على الممرضة بغضب :
رأيته بعيني وهو يقتلها أيتها الحمقاء .
نهض آدم أثناء جدالهم وركض سريعاً على السلالم وكاد أن يتوجه للطابق الأول فتراجع وهو يرى رجال الشرطة يصعدون فأكمل ركضه للأعلى وخلفه الطبيب الذي دفع الممرضة ليلحق بآدم .
حتى وصل لطابق تحت الإنشاء يحتوي على غرفة للمخزن فدخلها آدم بسرعة يبحث عن مكان يختبئ فيه ولم يجد فقرر البحث عن شيء يدافع به ، فوقع نظره على جهاز لحام الأكسجين جوار الباب فاقترب منه وظل يعبث فيه وقبل أن يكمل بحثه عن مخرج أو شيء يحمي نفسه به سمع صوت الطبيب يقترب منه
أين أنت أيها الشيطان !
ارتجف بخوف شديد وهو يستمع لصوت الطبيب الغاضب والمتوتر ، وأثناء فتحه للباب ووقوع عينه على آدم ركض اتجاهه فأشعل آدم جهاز لحام الأكسجين وخرجت النار منه فحركه آدم بعشوائية وبأيدي مرتجفة :
أبتعد عني ..
ولكن من سوء حظ الطبيب تعثر أثناء اقترابه من آدم فأُصيب وجهه من النار وسقط مع سقوط الأداة من يدّ آدم والنيران مازالت مشتعلة وركض للخارج بسرعة تاركاً الطبيب يصرخ بتألم ولم يلاحظ أن النيران اشتغلت في الغرفة بأكملها .
ظل يركض حتى خرج مستغلاً حالة الفوضى في المشفى حتى أبتعد بمسافة كبيرة وشعر بنفسه يرتفع عن الأرض بين يديّ شرطي يرددّ بعملية :
نحن شرطة حماية الأطفال المُشردين توقف عن التحرك يا صغير .
صرخ آدم بخوف شديد :
اتركني لا أريد الذهاب ..
عض يدّ الضابط بقوة فتركه الآخر صارخاً بتألم بسبب أسنانه الحادة فاستغل الفرصة وركض بعيداً عنهم ، جلس أمام البحر يبكي بشدة على موت أمه فتذكر الورقة الذي وجدها بين كفها قبل أن يخرج من غرفتها .
أخرجها من جيبه يقرأ محتواها " أنا لا أحبك ولا أهتم لأمر حملك تخلصي منه وابحثي عن أحد آخر يعيش معك قصص الحب خاصتك فأنا لم ولن أحبك عزيزتي فيليا . "
ضم قبضته الصغيرة بغضب شديد فذلك الحقير هو السبب في حزن أمه وعذابها ومرضها وموتها :
وعد لن أتركه يتمتع في حياته يا أمي .
رفع نظره على صوت صراخ رجل :
سارق .. سارق ..

العودة للحاضر :
لسه شايف إن سفرك معانا لإيطاليا خطر عليك .
تحدث ماضي بحنق من إصرار ثائر على السفر معهم لإيطاليا التي قد وصلوا لأرضها للتو ، فأردف ثائر بملل :
وأنا قولت لازم أساعد آدم لأنه هنا بسبب حوار لورا .
وأنا جعان ..
التفت الإثنين على صوت يامن وهو يتثاءب ويفرك عينه بكسل ، فأكمل بتوتر من نظراتهم الحانقة :
دي حاجة خارجة عن إرادتي لاوم أكل عشان أفوق للشغل معروفة !
تجاهله ماضي وأخرج هاتفه يتصل على توبا التي لم تجيب أثناء وقوفها بالسيارة أمامهم فصعدوا ثم انطلقت سريعاً وهي تردد بجدية متجاهلة وجود ثائر في الخلف :
المبنى اللي ظهر من بعيد من الشباك في الفيديو موجود في شارع فيا فراتينا معنى كده إن المكان اللي آدم محبوس فيه قريب من الشارع .
رددّ ماضي بهدوء وهو يراقب الطريق :
عارف إن الوقت مش مناسب بس ماسال مضايقة من سفرك المسافر بليل حتى مستنتيش النهار يطلع ممكن تكلميها لأنها مصممة تيجي إيطاليا .
حاضر هكلمها ..
تمتمت باقتضاب فرددّ يامن بضيق مصطنع :
لازم نلاقي آدم ونرجع بسرعة قبل ما فلافيو يعرف إن ماسال لوحدها ويعملها حاجة .
تساءلت توبا بقلق :
هي مرجعتش القصر ؟
ردّ ماضي بحنق :
أنت نسيتي إننا متخانقين ورافضة ترجع القصر !
زفرت بضيق فبعد خروجها من فرح ثائر رفقة غياث ذهبت مباشرةً لشقتها وجمعت أغراضها ثم حجزت تذكرة سفر لإيطاليا ورحلت في المساء بعدما حاول غياث معها كثيراً بألا ترحل ولكنها أصرت .
هتفت تغير مجرى الحديث :
حد سمع الفيديو وعرف هو قال إيه ؟
حرك يامن الجالس بالخلف جوار ثائر رأسه بلا :
آفاق رافضة أننا نسمع هو قال إيه.. دي بعتت صور للفيديو بس .
رددتّ بهدوء :
لما كلمتها قالت إن لحظات ضعفه تخصه لوحده مفيش حد ليه حق يشوفها .
تحدثت وهي تصف سيارتها جانباً :
وصلنا ..
ترجل الأربعة أمام المبنى الظاهر في الفيديو فالتفتت توبا تتمعن النظر في المباني المحاطة فهتف ماضي مقترحاً :
الأحسن نتفرق أنا ويامن هندور على المبنى ..
قاطعه ثائر وهو ينظر في الصورة على هاتفه :
دي أوضة في مستشفى شايف شكلها وشكل السرير .
رددّ يامن بتأييد وهو يُعيد النظر في الصورة :
أيوه دي مستشفى .
أردف ماضي بهدوء :
تمام أنا ويامن ندور مع بعض وأنت وتوبا مع بعض يلا مفيش وقت .
كادت توبا أن تعترض ولكن ماضي ويامن تركوهم وذهبوا فاضطرت على التحرك معه من أجل آدم فقط .
عمرك ما هتتغيري دايما متسرعة ..
تمتم ثائر أثناء سيرهم بضيق من سفرها لإيطاليا بتلك السرعة فتوقفت صارخة في وجهه :
أنت فقدت حقك في الكلام يا ثائر فاهم بعد أسلوب أمك معايا وسكوتك كأن الشتيمة مش موجهه لشخص مهم في حياتك كأني من الشارع !
استدارت متجاهلة صدمته من اندفاعها وتمتمت بجمود :
أصلا لولا آدم مكنتش شوفت وشك تاني .
هتف بضيق من اتهامها له
دي أمي يا توبا وأنا عاتبتها كتير ما بينا مش لازم أتكلم قدامك عشان تتأكدي إني دافعت عنك وبعدين متنسيش إن أنتِ اللي طلبتي مني أخطبها .
استدارت مرة أخرى رافعة سبابتها في وجهه وأكملت صراخها :
بعد ما أمك سدتْ كل الطرق في وشي .. بعد ما قررنا ننسى اللي فات وكنا خلاص هنرجع وأمك رفضت وخيرتك ما بينا كنت عايز إيه أقولك اختارني وسيبك من أمك !
صمتت تتنفس بعنف وأكملت :
بس أنا ما صدقت وجريت تسمع كلام أمك اللي هي السبب في المشاكل ما بين ماضي وماسال .
أكملت سيرها دون أن تسمع رده فتقدم الآخر منها صائحاً بغضب :
فتجري بسرعة ترتبطي بواحد تاني وتيجي ترقصي معاه بالشكل ده عشان تبيني إنك قوية ومش فارق معاكي صح وعلى كده بتحبيه زي ما حبتيني يا توبا !
رددتّ بغضب :
صح يا ثائر وبلاش تحط نفسك في مقارنة معاه لأنه هيكسب أبسط حاجة أنه رغم رفضي ليه مُصر يحاول معايا .
أكملت تحركها وهو جوارها كاتماً غضبه بصعوبة ملتزمين الصمت فانخفضت ببصرها ترى الحلقة المعدنية تزين إصبعه فعادت بتركيزها للطريق ، حتى وصلوا أمام المشفى عند وصول ماضي ويامن الذي هتف بتساؤل :
وبعدين ؟
نظر كلاهما على القفل الموجود على الباب فاقترب ثائر يحرر القفل بأدواته الدقيقة فمن الصعب استخدام أسلحتهم وهم ليسوا في عمل رسمي بعدها رفض القائد السماح لهم بالذهاب في مهمة متعللاً بأن آدم لا يفرق معه فقرر ماضي الذهاب وإيجاد شقيقه حتى لو كلفه الأمر ترك عمله إن قتل أحد .
فُتح الباب فأخرج ثلاثتهم أسلحتهم ما عدا ثائر الذي لا يملُك واحد ولم يستخدمه منذ مدة ثم دخلوا بخطوات بطيئة فأشار ماضي لهم بأن يتفرقوا فتحركت توبا للطابق الثالث ويامن للثاني وماضي بالأول وثائر معه .
تحدث يامن عبر السماعة :
دي مصحة مش مستشفى .
خدت بالي .
تمتم ماضي بغضب فقد فهم للتو أن الذي وضع آدم في ذلك المكان يعلم بماضي والدته في المصحة وقرر إيذاءه نفسياً .
استمعوا لصوت توبا :
المكان أمان .
ظل يامن يفتح كل غرفة تقابله فيجدها فارغة فيذهب للتالية حتى وصل لغرفة "177 " وفتحها فضيق عيناه بقلق هاتفاً بسرعة :
لقيته تعالى بسرعة يا ماضي .
ركض ماضي والبقية للطابق الثاني بسرعة فأشار يامن له على الغرفة فدخل ماضي بسرعة وسيطر الحزن على عيناه وهو يرى شقيقه يجلس في ركن بالغرفة يضم ساقيه لصدره ويدفن رأسه بينهم  .
اقترب منه ببطء ورددّ بصوت هادئ :
صغيري .. آدم هذا أنا ماضي .
رفع رأسه ببطء مع لمس يد ماضي لكتفه فظهرت عيناه الحمراء المرهقة وبقايا الدموع تلطخ وجهه وتحدث بلا وعي :
أنا قاتل لا تقترب مني .
وإيه الجديد !
تمتم يامن بتعجب فلكزته توبا وعادت بنظره لماضي تسمع صوته القلِق :
صغيري أنت معي وبخير فقط أهدأ ..
ارتفع صوت بكائه متحدثاً بصعوبة :
لا استحق أي شيء جيد في حياتي فأنا قاتل .. لقد ..
بكى بقوة وهو يدفع رأسه للحائط وأمامه يتكرر مشهد قتله لأمه فاحتضنه ماضي بقوة ودموعه تشيل على وجنتيه حزناً على ما وصل له أخيه :
لا يا صغيري لا تبكي أرجوك أنت تستحق كل شيء جيد في الحياة فأنت ذو قلب نقي .
سأبقى هنا للأبد حتى أذهب مثلها .. أخرج من هنا .
همس آدم بلا وعي وعيناه تنغلق من شدة التعب فنهض ماضي يحاول حمله ومعه يامن 
هروح أجهز العربية .
تحدثت توبا أثناء خروجها وركضت بسرعة للطابق الأسفل ثم توقفت فجأة رافعة سلاحها في وجه هؤلاء الأشخاص المرتديين نفس الملابس السوداء وشارة ميزان يدل على العدالة مُعلقة على سترتهم .
رفع الرجال أسلحتهم في وجهها فتمتمت بقلق فستُقتل لامحالة :
هذا ليس جيد !
تمتم سُفيان باقتضاب وقد ظن أنها من اختطفت آدم وأكمل تحركه للسلم :
تخلصوا منها ..
بعد انتهائه مرّ من جوار توبا التي رفعت سلاحها في وجهه صائحة بغضب :
أنا من سيُخلص عليك يا حقير .
كادت أن تطلق عليه ولكنه أدار يدها الحاملة للسلاح بسرعة ودفعها في الحائط فسقط المسدس ، فركلته توبا في معدته وقبل أن تلكمه سيطر على يدها ولكنها بعنف لكنه تلو الأخرى فترنحت للخلف واستندت على ركبتيها ورأسها مرفوعة تنظر له بغضب ثم ركضت جهته وصراخها يعلو وقد نوتْ أن تركله في وجهه ، فأمسك سُفيان بقدمها قبل أن تلمس وجهه وأطاح بها للجهة الأخرى بقوة فاصطدمت توبا بالحائط وقد ارتفع جسدها كله في الهواء واصطدمت في الجدار فجأة وكل جسدها يأنّ من شدة الألم .
الآن تخلصوا عليها بسهولة ..
رددّ بنبرة هادئة وعيناه على توبا قبل أن يرفع رأسه على صوت تعمير مسدس تلاه صوت ماضي :
كيف تتجرأ على أذية شرطية يا رجل ألا تخاف من القانون !
اقترب ثائر من توبا يساعدها بعدما ترك آدم ليامن يسنده هو وماضي ، فتحدث سُفيان باستهزاء :
وماذا يفعل ابن كامل مع الشرطة أتتعاونون مع أمثالهم تلك الفترة !
أشار على آدم ورددّ بصرامة :
يخُصني ..
ردّ ماضي بجمود :
لن تقترب من أخي .
تجعد ما بين حاجبيّ سُفياه بعدم فهم وأتت الإجابة على هيئة رجل يستند على عكاز بسبب قدمه المصابة صارخاً بفزع :
سيد سُفيان لا تقتله هذا ماضي شقيق آدم ..
شقيقه !
حرك رأسه بنعم يؤكد على تعجب سُفيان الذي أشار على ثائر وتوبا :
إذن سأقتلهم وأترك شقيقه ..
صاح ماركوس بفزع وهو يقترب من توبا الجالسة على الأرض وثائر جوارها تدفعه بحنق بعيداً عنها :
لا تقتلهم ثائر ابن عمته وتوبا رفيقته .
أخرج سلاحه في وجه يامن الذي صاح بحنق :
إيه يا عم أنت عايز تقتل أي حد وخلاص !
ابتسم ماركوس بتوتر :
ذلك زوج شقيقته وابن عمه .
يجب أن نذهب للمشفى الآن .
تحدث ماضي بجدية وهو يضع سلاحه في خصره ليستطيع حمل آدم فأشار سُفيان لرجاله بأن ينزلوا أسلحتهم وأردف برفض :
لا يمكن الذهاب للمشفى ستحضره لمقري وهناك يوجد طبيب سيهتم به .
كاد ماضي أن يرفض فقاطعه ماركوس بهمس :
السيد سُفيان الأب الروحي لآدم لن يؤذيه من الأفضل أن نذهب للمقر .
هز رأسه بموافقة وتحرك رفقة يامن يحمل آدم معه ورجال سُفيان معهم ولم يتبقى غير ماركوس وثائر وتوبا التي صاحت بغضب :
أبعد أيدك عني هقوم لوحدي .
استندت على الحائط وتحركت للخارج فقدمها لم تتأذى ثم اقتربت من ماضي الذي وضع آدم في سيارة الإسعاف الذي أحضرها سُفيان .
خلي بالك من نفسك ومن آدم كده دوري خلص .
تمتمت توبا بهدوء فأردف ماضي برجاء :
ارجعي يا توبا ماسال محتجاكِ ومصر أمان ليكي عن إيطاليا .
تمتمت بجدية :
أنا هنا عشان أبعد عنكم الخطر يا ماضي ومتأكدة إنك هتقدر تحمي ماسال من جورج .
كاد أن يتحدث فقاطعه صوت أحد رجال سُفيان يطلب منه الصعود للسيارة فأكملت توبا وهي تربط على ذراعه :
أنا مش ناسية موضوع جورج وهخلص منه قريب .. خلي بالك من نفسك ومن آدم .
ابتسم الآخر وودعها ثم صعد للسيارة واقترب يامن منها وودعها وأكد عليها بأن تأتي يوم ميلاد صغيرته رفيف مثل كل سنة ثم صعد للسيارة ، أدارت رأسها على ثائر الواقف جوار سيارة الإسعاف يتردد من الاقتراب منها أم يبتعد فأولته ظهرها متجهه نحو سيارتها وصعدتها وعيناها مازالت مثبتة عليه .
ارتسمت بسمة صغيرة متوترة على ثغره يودعها بها فلا يحق له الاقتراب منها أو إجبارها على العودة معه لمصر ، انطلقت بسيارتها بعيداً عنهم عائدة لشقتها التي اشترتها هذا الصباح .

كل الآفاق تؤدي إليكWo Geschichten leben. Entdecke jetzt