الفصل الثاني والعشرين

70 7 6
                                    

الهدوء يسود الغرفة كبقية القصر فالوقت ما زال باكراً والجميع نائم ، نهضت ماسال من جوار صغيرها بعدما رمقت الساعة ووجدتها السابعة صباحاً، اقتربت من إحدى الأدراج وفتحته ثم التقطت منه مسدس كانت تحتفظ به بين أغراضها.
نظرت على صغيرها تتأكد من أنه نائم ثم تحركت لخارج غرفتها متجهة لغرفة عدو زوجها، وقفت أمام الباب فدارت بعيناها تتأكد من نوم الجميع ثم مدت كفها تفتح الباب ودخلت وأغلقت الباب خلفها بسرعة وعند استدارتها اتسعت عيناها بصدمة.
فأمامها حامد يجلس على كرسيه المتحرك والخوف يظهر عليه وأمامه تقف نادية وتمسك بتحفة معدنية وتبكي ثم انخفضت بنظرها على القابعة على الأرضية وحجابها ملطخ بالدماء!
ماسال اسمعي..
رفعت ماسال المسدس في وجه نادية تمنعها من الاقتراب وبيدها الأخرى رفعت هاتفها على أذنها تتصل على أحد وبعد عدة ثواني صدع صوتها:
في جريمة حصلت في بيت مخلص بشار احتمال تكون جريمة قتل!

قبل عدة ساعات :
هرولت آفاق من المشفى وخلفها ماضي يحاول منعها فهي تُصر على السفر لإيطاليا، صرخت بجنون دافعة ماضي بعيداً عنها ليتوقف عن اللحاق بها:
سبني أبعد عني مستحيل اسيبه هيقتلوه مش هتخلي عنه لا..
قاطعها ماضي وهو يتراجع للخلف لتكُف عن دفعه مردداً بنبرة مرتفعة:
أهدي تروحي فين وأنتِ هنا مُهددة بالخطر ده مش لعب عيال!
مش ههدى ده جوزي فاهم يعني إيه جوزي!
صرخت بجنون فصرخ الآخر بانفعال:
كل مشكلة وليها حل وأنا مستحيل اتخلى عن أخويا.
صرخت باندفاع وجنون:
ده مش مشكلة عشان نلاقي ليها حل ده واحد سلم نفسه للموت!
هتف ماضي بجدية:
وسفرك مش هيفيد آدم في حاجة بالعكس ده هيضره ده غير إن أختك محتاجة ليكي.
زفرت بضيق فكلامه صحيح ثم تحركت عائدة للمشفى وهي تزيل دموعها بكفها تاركة ماضي خلفها يُجيب على هاتفه.
تحركت في الممر بخطوات سريعة متجاهلة نظرات الأطباء لها حتى وصلت لغرفة ماركوس وفتحتها وأغلقت الباب خلفها بسرعة.
ماركوس أريد معرفة ماذا حدث ليسافر آدم لإيطاليا ؟
فتح ماركوس عيناه عند سماعه لسؤال آفاق بالإنجليزية فلاحظ الإصرار بعيناها فأصدر صوته بصعوبة يسألها:
من أخبرك أنه في إيطاليا ؟
أجابت ببديهية:
أعلم أن له عدو في إيطاليا الذي أرسل الفيديو ليّ.
ارتفعت أنفاسه بذعر وقد استطاع الربط بين ما حدث له وذهاب آدم:
ولكن ليس صاحب جماعة البرق من اختطفني حامد من فعلها لقد سمعت الرجال يتحدثون معه عبر الهاتف.
اعتدل محاولاً النهوض وهو يتنفس بعنف:
يجب.. يجب أن أذهب لأخي يجب أن يعلم ماضي .. تباً لقد فرطوا بأخي!
ضمتّ كفها بقوة واستدارت مغادرة الغرفة بل المشفى كلها والغضب يتأجج بداخلها كالنيران.
نيران أقسمت على أن تحرق الأخضر واليابس حتى تقضي على حامد بشار!

في قصر مخلص بشار:
تحركت رنا حاملة صغيرها لتفتح الباب ثم هللت بسعادة بمجرد رؤيتها لآفاق:
آفاق وحشتيني يا حبيبتي.
عانقتها فبادلتها الأخرى العناق وعيناها مثبتة على حامد الجالس رفقة الصغار ويلاعبهم، اقترب مخلص منها وصافحها ثم اطمئن على حالة مرام.
حسيت إني لوحدي وتائهة ملقتش مكان تاني أروحه غير هنا.
هتفت آفاق بنبرة خافتة حزينة للغاية فرحب بها مخلص بحرارة ففي النهاية لم يرى منها إلا الخير:
أطلعي استريحي في اوضتك يا بنتي ولو مش عايزة تقعدي فيها دقايق وأجهز أي أوضة تانية ليكي.
ابتسمت بامتنان وأخبرته عن حاجتها للنوم الليلة في غرفتها وسترحل في الصباح ثم تحركت للأعلى صوب غرفتها .
هتف حامد بضيق:
بعد كل اللي جوزها عمله فيا بتقعدها في البيت يا بابا!
ردّ مخلص بهدوء:
البنت مشوفتش منها حاجة وحشة وأكيد مش هطردها وهي محتاجة ليا ده غير إنها يتيمة.
زفر الآخر بضيق وطلب من زياد ليساعده في الصعود لغرفته لينام وفي الحقيقة كان ليطمئن على آخر أخبار آدم.
أغلقت الباب خلفها بالمفتاح استدارت تنظر لأساس الغرفة بشوق تتذكر ذكرياتها رفقة آدم.

كل الآفاق تؤدي إليكWhere stories live. Discover now