الفصل السابع عشر

44 6 11
                                    

توقف عن الصراخ في أُذني اسمعك فأنا جوارك .
صاحت آفاق بنفاذ صبر على آدم الذي يتحرك بأعين مغلقة وتسيل الدموع منه صارخاً بدرامية :
النجدة لينقذني أحد لا استطع فتح عيني البصل يجعلها تبكي !
أثناء تحركه اصطدم في آفاق فسقط من يدها صحن وتهشم فصرخت بحنق :
لا كده كتير كان يوم أسود لما قولت نطبخ سوى .
لم يُجيبها آدم فأخيراً قد وصل لصنبور المياه وظل يغسل وجهه وعينه حتى استطاع فتحها قليلاً والتفت لآفاق مردداً بحماس :
ما الخطوة التالية حبيبتي ؟
أشارت لخارج المطبخ وردتّ ببساطة :
تذهب وتجلس مع بقية الشباب وتترك إعداد الطعام ليّ وللفتيات .
ماذا لا سنطبخ سوياً .
صاح بحنق فهي تصر أن تطبخ مع بقية الفتيات بعدما منعهم من دخول المطبخ ووافقوا بصدر رحب .
أردفت الأخرى بحنق :
ولكنك تكره رائحة التوابل القوية وعيناك تتحسس من البصل والطعام المصري ملئ بالأثنين لذلك اذهب واجلس مع البقية .
قاطعهم دخول ماضي وناده آدم :
هيا يا صغيري حان موعد الطبيب .
ردّ باعتراض :
ولكن موعد الفطور اقترب .
أردف الآخر بهدوء :
سنعود قبل الموعد لا تقلق .
ترك الصحن من يده ورددّ بتذمر :
اطبخي مع رفقاتك أيتها القصيرة لن اطلب منكِ قضاء وقت ممتع في المطبخ مرة أخرى .
هزت رأسها بموافقة وضحكاتها تعلو على ضيقه فأشار لها الآخر بتحذير بأنه يراقبها ثم خرج رفقة ماضي .
وقع نظره على يامن الجالس رفقة صغاره يلاعبهم وملاك ذهبت للمطبخ لتساعد آفاق فرفع كفه يشير له بالسلام ثم التفت على ثائر الجالس أمام أمه بلحية نابته والحزن يسيطر على ملامحه ويسمع اعتراضها على أن تكون الخُطبة سنتين وتطلب أن يتم عقد قرانهم بعد عيد الفطر .
صرخ بغضب بأنه ملّ من تحكمها في حياته وتركها ورحل متجاهلاً نداء خاله بأن ينتظر ، استدار راضي صارخاً عليها :
أنتِ إيه مش كفاية اللي وصله مش شايفة شكله بقى عامل ازاي !
تجاهلته وصعدت لغرفتها والقلق ينهش قلبها فثائر بدأ في الاعتراض على قراراتها ، هتف آدم بضيق وهو يصعد لسيارة ماضي :
تلك المرأة مزعجة لا أحبها .
التفت على صوت الصغير آدم وهو يلعب في الحديقة مع كنان وبقية الأطفال فتساءل آدم :
ألم تصالح ماسال بعد ؟
ردّ ماضي بضيق :
لا تريد الحديث معي ولا تُجيب على اتصالاتي حتى أنها لم ترى آدم منذ عودتنا من إيطاليا .
سأله بتعجب :
ألم تحاول الذهاب لشقتها ومصالحتها يا رجل !
أجاب بضيق :
حاولت كثيراً ولكنها ترفض رؤيتي وأخبرتها أن بإمكاننا العودة لشقتنا ولكنها ترفض فكرة العودة بسبب عمتي .
رددّ آدم بهدوء :
هي محقة فعمتك شمطاء لم أحبها تشبه ابنها قليلاً ولكن ثائر جيد قليلاً عنها .
صمت كلاهما لوهلة ثم تحدث ماضي يتساءل وبسمة صغيرة ترتسم على ثغره :
ماذا عنك أنت وآفاق كيف تسير علاقتكم ؟
ابتسم الآخر تلقائياً وأردف بهيام :
لقد تم أثري من قِبل تلك القصيرة المشعوذة يا أخي ..
أطلق تنهيدة مطولة ثم أكمل :
فور انتهائي من كل المشاكل سأختطفها ونزور إيطاليا وأي دولة أخرى تريد الذهاب لها .
تذكر حامد وغسان وملك الظلام المختل فهمس بتوعد بداخله :
انتهي من ذلك المختل صاحب جماعة البرق واتفرغ لحامد وغسان .
فبالرغم من تهديده مازال يشعر بالقلق من صمته كذلك حامد الذي لم يقُم بأي ردة فعل بالرغم من وجوده وسط عائلته متجاهلاً تهديده .

كل الآفاق تؤدي إليكحيث تعيش القصص. اكتشف الآن