ليلة باردة ∕ مشاعر باردة
بقي واقفا خلف ذلك الجدار يترقب ، فتى في الثامنة عشر من عمره ، المكان بارد ، لم يرتدي اليوم شيئا ثقيلا ولكنه لم يشعر بالبرد كذلك ، هو لم ينتبه أنها بدأت تثلج حتى اندفع بعض رذاذ الثلج على أنفه ، أبعد ذلك الثلج عن أنفه بانزعاج ثم أدرك ذلك لينظر إلى السماء و وجدها بالفعل تثلج ، مضى وقت طويل منذ آخر مرة رأى بها الثلج ، منذ متى ؟ خمس سنوات ؟ لا يتذكر
أخرج الهواء بين شفتيه النحيلة بهدوء و أعاد بصره إلى تلك المرأة مجددا ، ثوبها الأحمر القصير بدأ يضايقه ، ضحكاتها العالية تشعره بالتقزز ، أولئك الرجال الملتفين حولها أشعروه بالغضب ، خليط من المشاعر تجتاح صدره في هذه اللحظة
كره ، خزي ، عار ، غضب ، خذلان !
هو حتى لا يعرف لما قد يشعر بالعار ، عليها هي أن تشعر بذلك ، ليس هو من يجمع الأموال من مضاجعة الرجال أليس هذا صحيحا ؟
أغلق عينيه و رفع رأسه للسماء ليشعر بذلك الثلج على وجهه ، كان باردا ، تماما كبرودة أعصاب تلك المرأة ، زفر الهواء مجددا بضيق و سحب قدماه من خلف الجدار ، عبر الرواق الضيق و سار بعيدا عن المكان
لم يأخذ طريق العودة سوا عشرون دقيقة سيرا ، يداه في جيب بنطاله الأسود ، شعره الكستنائي ينسدل على جبينه بطريقة مثالية ، و ضوء الطريق يعكس بريقه في عينيه البنية المشبعة ، كان جميلا بحق
ربما أشبه بنجوم مبعثرة في سماء سوداء
دفع باب المنزل ، جميع الأعين نظرت نحوه تبحث عن إجابة ، ارتفعت زاوية فمه بابتسامة ساخرة و تقدم خطوة للداخل ، حرك شعره بغرور و أبعد الثلج عنه ، رفع رأسه و قابلت عيناه تلك الأعين العسلية ليصدر بلسانه صوت "تسك" و يتجاهل الجميع ثم يصعد الدرج
" جونغكوك ماذا حدث ؟ " صرخ الفتى ذو الشعر الأسود بغضب ، كان يقف أسفل الدرج ، توقف جونغكوك في المنتصف ، أدار رأسه للخلف ليظهر نصف وجهه و عينه المظلمة ، كانت هناك ابتسامة ضئيلة على فمه
أدار رأسه للأمام و قهقه بخفة قبل أن يقول " لا يحتاج الأمر أن أقول شيئا ، كل شيء واضح ، هي عاهرة "
اتسعت أعين الجميع عدا تلك الطفلة التي تمسك بدميتها الصغيرة ، هي لم تفهم معنى كلمة عاهرة ، انها في الرابعة فحسب
" توقف عن قول تلك الكلمات القذرة " صرخ الفتى من أسفل الدرج مجددا " أنا أعلم أنك تقول ذلك من أجل الهرب من هذا المكان فحسب "
" لا يهم إن قمت بتصديقي أو لا ، أنا سأخرج من هنا على أية حال ، ابقى أنت و اترك تلك المرأة تنفق عليك من مال مضاجعتها " قال جونغكوك وهو يأخذ خطواته على الدرج دون اهتمام ، ذلك الفتى المتعجرف ، لم يكن يهتم حقا بتلك المرأة التي ضحت بنفسها من أجل ألا ينام و هو جائع
YOU ARE READING
BLACK COAT ∣ JIKOOK
Fanfiction- يبدو أنك لا تزال تنتظر ذلك الفتى ، هو لم يأتي مجددا إلى هنا ، لقد مضى شهر بالفعل - أعلم - لا أريد أن أكون قاسيا و لكن ألا تعتقد أنه ربما أصابه مكروه ؟ ربما هو بالفعل مات بعد ذلك الحادث - لا هو على قيد الحياة - و ما الذي يجعلك متأكدا ؟ - أنا...