هل يمكنك سماعي
الشقة كانت هادئة جدا عدى من صوت ساعة الحائط في غرفة المعيشة ، و رغم أن جيمين في غرفته مستلقيا على سرسره إلا أنه كان يسمع عقارب الساعة بوضوح كما لو أنها تدق داخل رأسه
لما و الجحيم قبلني ؟
هذا ما كان يشغل رأس جيمين منذ أن عاد من السينما ، يونغي غط بالنوم فور وصوله ولكن جيمين أكمل الساعة دون أن يزوره النوم و يرحم عقله الصغير ، و أخيرا قرر أن يقف من على السرير إلى خارج الغرفة
فتح الثلاجة و أخرج الماء ليشرب دفعة واحدة دون أن يلتقط نفسا ، شعر بالضيق ، ألقى بعلبة المياه و راح يفتح علبة أخرى ، ثم أخرى ، شرب ما يقارب الخمس علب حتى أحس بأنه اختنق
جلس أمام الثلاجة المفتوحة و راح يشرب المياه بكثرة حتى نفذت العلب من الثلاجة ، شعر بالإيعاء ، كما لو أن معدته ستنفجر من كثرة المياه التي شربها ، غرقت عيناه بالدموع بسبب ألم معدته ليمسحها بذراعه بقوة قبل أن يسمح لها بالنزول
وقف بتعب ثم راح ناحية دورة المياه ، لا يزال يشعر بالإختناق ولم يكن هذا من كثرة شربه للماء بل هناك شيء ما عالق في حنجرته
فتح المياه على المغطس و جلس بجانبه ليتأمله وهو يمتلئ شيئا فشيئا ، وضع يده هناك و تحسس برودة المياه ليقشعر جسده ، ما إن امتلأ الحوض حتى أقفل الصنبور ثم دخل بملابسه دون أن يكترث لبرودة الماء
أغلق عيناه المحمرة و شعر بأن هناك خطب ما ، شيء خاطئ في هذا كله ، دفع برأسه داخل المغطس و شعر كما لو أن المياه تدفعه إلى عمقها أكثر و تعانق جسده الذي كان تحتها ، جسده الذي لم يعد يشعر به
مضت خمس ثواني حتى خرج من جديد ، التقط أنفاسه و عاد للغوص ولكن هذه المرة لم يخرج ، ترك المياه تدخل في فمه و أنفه دون أن يردعها ، كان يتذكر مل شيء مضى في حياته دفعة واحدة
حرمانه من والدته ، رحيلها دون أن يعلم ، تجاهل طلاب المدرسة له ، وحدته التي عاش بها ، كلبه الذي توفى اثر اصطدام سيارة ، ايتشو الذي تركه في مكان عام و تخلى عنه ، و أخيرا .. فتى بشعر بندقي و ابتسامة لطيفة
تساءل أين ذهب ذلك الفتى ؟ الفتى البشوش الذي يبقى بجانبه حتى وقت متأخر من الليل دون أن يكترث للبرد القارص ، الفتى الذي علمه كيف يشعر ، كيف يقول شكرا ، كيف يبتسم و كيف يتعامل مع الناس بلطف
لأن عقله الآن يرفض فكرة أن ذلك الشاب الذي تقع شقتُه أمام شقتِه هو نفس الفتى ، هذا لا يصدق
و عندما خارت قواه و شعر كما لو أن جسده يفقد الحياة سمع صوت ضجيج من حوله ، يد تحاوط خصره لتخرجه من المغطس ، ثم هناك المثير من الضوضاء حوله ، لحظات حتى شعر بأن هناك شيء يخرج من فمه ليسعل بقوة و تتدفق المياه من بين شفتيه
أنت تقرأ
BLACK COAT ∣ JIKOOK
Fanfiction- يبدو أنك لا تزال تنتظر ذلك الفتى ، هو لم يأتي مجددا إلى هنا ، لقد مضى شهر بالفعل - أعلم - لا أريد أن أكون قاسيا و لكن ألا تعتقد أنه ربما أصابه مكروه ؟ ربما هو بالفعل مات بعد ذلك الحادث - لا هو على قيد الحياة - و ما الذي يجعلك متأكدا ؟ - أنا...
