جاري
ما انتظرته طوال الأربع سنوات دفعته خلفي بهدوء ثم أغلقت ذلك الباب ، أردت أن أبدأ حياة جديدة بعيدة عن الماضي و عن كل تلك القصص الزائفة التي تحاوط معصمي و تمنعني من رؤية الحياة بشكل جيد ، وعلى الرغم من أني عثرت على ما اريده إلا أني لم أعد أرغب به
هذا ما كان يقوله لي المنطق و ليس ما يقوله قلبي
و بعد مرور أربعة أشهر من اتصال كاي و إخباري بشأن عثوره على جونغكوك لازلت أشعر بالندم لرفضي سماع أي شيء يتعلق به ، كنت أمضي إلى الأمام و أشعر بشيء يربطني من الخلف ، شيء يجعلني أشعر بالفراغ ، كما لو أن في داخل قلبي فجوة
" جيمين لا نملك الكثير من الوقت "
صرخ يونغي من الطابق السفلي ، نظرت نظرة أخيرة إلى الغرفة التي كبرت بها و تنهدت ، تقدمت حتى النافذة لأضع يدي على زجاجها و أبتلع بصعوبة ، كنت أشعر بشيء يحرق قلبي
" لما خذلتيني ؟ لماذا لم تأتي به ؟ كنت أنتظره طويلا أمامك و أتمنى رؤيته ، لما لم تدعيني آراه لآخر مرة ؟ "
" جيمين سنتأخر "
" قادم "
سحبت حقيبتي الصغيرة و وضعتها على كتفي ثم أخذت الأخرى بيدي و اتجهت إلى الباب ، استوقفتني قصاصة صغيرة وُضعت على الدرج بجانب الباب لأتأملها طويلا قبل أن أزفر الهواء و أخرج بلامبالاة
إن كان هذا ما يقوله المنطق ، لما أشعر كما لو أني أرتكب خطأ ؟
" أخيرا ! تبقى ساعة على الطائرة علينا الوصول إلى هناك سريعا "
قال يونغي الذي أمر خادمه أن يحمل أمتعتي بدلا عني ، نظرت للأعلى لآخر مرة و شعرت بالأفكار تعصف في داخلي ، لماذا يراودني هذا الشعور الآن ؟ لماذا أشعر كما لو أني نسيت شيئا مهما للغاية ؟
" .. هناك أيضا فتيات جميلات " قال يونغي بمرح و نظرت إليه لوهلة قبل أن أقول " ماذا ؟ "
" هل كنت تستمع إلي حتى ؟ " بضجر زفر يونغي الهواء من بين شفتيه لألمح خلفه والدي الذي يبدو أنه متعب ، و رغم وجهه الشاحب استطاع أن يبتسم لي و يفتح يداه لأتقدم و أحتضنه بقوة ، أخبرني والدي أن أعتني بنفسي و ألا أثق بأي شخص و أن أعود إليه سريعا بعد أن أنهي الدراسة
و حالما انتهيت من توديعه خرجت من المنزل برفقة يونغي الذي كان يتحدث عن الحياة الجامعية ، قلبت عيناي بضجر ليس من يونغي بل من ذلك الشعور اللعين الذي أشعر به لأقول قبل أن أصعد " نسيت أمرا مهما ، امهلني دقيقة "
و قبل أن يتحدث شققت طريقي إلى غرفتي و التقطت تلك القصاصة لأنظر إلى وجه الفتى الموجود بها ، تحدثت مع الصورة كامجانين و أنا أقول " بحق الإله جونغكوك أنا أكرهك ، لعين "
YOU ARE READING
BLACK COAT ∣ JIKOOK
Fanfiction- يبدو أنك لا تزال تنتظر ذلك الفتى ، هو لم يأتي مجددا إلى هنا ، لقد مضى شهر بالفعل - أعلم - لا أريد أن أكون قاسيا و لكن ألا تعتقد أنه ربما أصابه مكروه ؟ ربما هو بالفعل مات بعد ذلك الحادث - لا هو على قيد الحياة - و ما الذي يجعلك متأكدا ؟ - أنا...
