الثانى

1.6K 54 0
                                    

أرتفع رنين هاتف "شعيب" بشكل لحوح ليجد إتصال  من "زهرة" لينسحب إلى أحد الأركان هادراً بقوة/ "زهرة" إتأخرتى لية قلقتيني عليكى؟؟
أنتظر ردها بلهفة وقلق ولكن ماوصلة كان أبعد مما تخيلة .. شحبت ملامحه شاعرًا بقبضة تعتصر قلبة غير قادرًا على التنفس.
أنتبة "سالم" لحالة إبنة فإقترب منه قائلا بقلق/ "شعيب" أنت كويس؟؟ "شعيب"
"شعيب" بذهول/ "زهرة" .. "زهرة" عملت حادثة.
"فوزية" بصراخ/ بنتى.
××××××××
××××××××
بعد قليل...
كانت عائلة مهران فى المستشفى ماعدا "حنان" التى جلست مع أحفادها.
كان "شعيب" في وضع لا يحسد علية، يتحرك فى ممر المستشفى وقد بدأ يفقد صبرة يشعر بـ القلق والخوف وشعور موجع بالفراق!! يتمتم بكافة الأدعية التي يحفظها يرجوا الله أن يرأف بحالة وحال أسرتة وبناتة
الوقت يمر ببطيء مهلك للأعصاب وأخيرا خرج الطبيب من غرفة العمليات فإقترب الجميع منه وعلى رأسهم شعـيب متوتر الملامح.
صاح "شعيب" منفعلاً/ "زهرة" يادكتور أخبارها إية؟؟
الطبيب بـأسف/ البقاء لله.
تعالت الشهقات المصدومة مع صراخ "فوزية" الذى شق سكون المستشفى ثم سقطت فاقدة الوعى
أنقض "شعيب" على الطبيب قائلا بصوت مرعب وملامح قاتمة/ أنت بتقول إية؟؟ مراتى فين؟؟ مرااااتي فين إنطق؟؟
شحب وجه الطبيب برعب قائلا بخوف/ وحد الله يا أستاذ أمر ربنا وإحنا حاولنا على قد مانقدر ننقذها هى والجنين، لكن للأسف كانت جاية فى حالة حرجة جداً .. الشاحنة إللى ضربتها ضربتها ضربة شديدة.
أقترب "سالم من شعيب" يحاول تخليص الطبيب المذعور.
سـالم بحزن/ إن لله وإن إلية راجعون .. سيب الدكتور يا "شعيب" سيبه وسيطر على أعصابك بناتك محتاجينك.
كان شعيب في حالة من الذهول والإستنكار لا يعى مايحدث!! هل حقاً ماتت زهرة؟!! هي والجنين!!
إتسعت عيناة بشكل مرعب وكأنة أدرك أنها بالفعل قد ماتت والأقسى أنها كانت تحمل فى أحشائها قطعة منه .. ماتت ومات طفلة قبل أن يعرف بوجودة!!
صرخ بصوت مزق نياط قلبة/ "زهــــرة"
♧◇♧◇♧◇♧
♧◇♧◇♧◇♧
بعد مرور الوقت في منزل "آل مهران"
كانت "لتين" تلتحف بالسواد تسمع كلمات التعازى والمواساة، دموعها لاتجف وقلبها يحترق .. اليوم خسرت أختها وتؤام روحها تلك الأخت الحنونة العطوفة صاحبة أنقى وأطهر قلب .. ماتت فجأة دون مقدمات ماتت في حادث سير وتركت طفلتين فى عمر الزهور فقط ماتت "زهرة" إنهمرت دموعها وهى ترى والدتها تصرخ ولكن دون صوت، والدها يقف بـ ظهر منحنى وكأنة بموت إبنتة قد إنكسر.
نظرت لـ "شعيب" وإرتجفت داخليًا من مظهرة المرعب والمؤلم فى آن واحد .. تأملت بروز عروق رقبتة ووجهة الخالى من أى تعبير عدا عيناة التى تشتعل بعذاب الفراق والخسارة .. لطالما إعتادت جمودة مع الجميع، كانت ولازالت تخشى الحديث معة بل حتى النظر إلية .. كان صامت أغلب الوقت إلا مع "زهرة" وبناتة.
أبتسمت بمرارة وهى تقارن معاملة "شعيب" مع "زهرة" ومعاملة "عماد" معها!!
شتان بين التعاملين .. لطالما أخبرتها "زهرة" عن مدى روعة وروقى "شعيب" وإحتوائة لها وكم كان واضح عليها السعادة والراحة.
لا تنكر أنها كانت تحب "عماد" فقد تنازلت عن تعليمها فقط لتتفرغ له وتهتم به وكم ندمت على تلك الجريمة التى فعلتها بحق نفسها .. وتنازل تلاة أخر حتى أصبحت تضحياتها بلا معنى وكأنها حق مكتسب!!
♧◇♧◇♧◇♧
♧◇♧◇♧◇♧
أنتهت مراسم العزاء وتفرق الجميع...
الصمت المميت يعم المكان ووجع القلوب يشق السكون .. فى هذا الوقت كان "شعيب" فى الغرفة الخاصة به و بـ "زهرة" يتطلع لصورة زفافهم المعلقة على أحد الحوائط.
يتفحص ملامحها بـتمهل دون كلل، كم كانت سعيدة وكم كانت مبهرة في ذلك الفستان الأبيض كـ كقلبها نظراتها كانت مليئة بالحب الجارف والسعادة المطلقة
أقترب يتلمس صورتها بـألم قائلاً بتأثر وصوت متحشرج/ فرقتينى بدرى أووي يازهرتى، فى حاجات كتيرة معشنهاش مع بعض، أنا محتاجك وبناتنا محتاجينك.
صمت يبتلع غضة بكاء تخنقة/ تخيلى مش قادر أواجة بناتنا!! مش عارف هجاوب على أسئلتهم إزاى لما يقولولي مامى فين؟؟ هرد بإية وهعوض وجودك إللى مستحيل يتعوض إزاى؟؟
صمت قليلا ينظر لهاتفة يتابع مشهد الحادث المروع فقد كانت "زهرة" خارجة من أحدى العيادات النسائية تبدو سعيدة متألقة تخطوا أولى خطواتها لعبور الطريق للوصول إلى سيارتها وقبل أن تنتهى من العبور ظهر من العدم شاحنة نقل كبيرة إصتدمت بها بقسوة فسقطت "زهرة" وتناثرت أوراقها وغرقت فى دمائها وإختفت الشاحنة!!
أكمل بوعيد وعيون لامعة/ بس وحياتك عندى إللى كان السبب فى إننا نتحرم منك هجيبة ولو كانت أخر حاجة هعملها فى حياتى، هجيبة وهندمة على اليوم إللى أتولد فية.
إنتبة لصوت بكاء مكتوم في الخارج فتوقفت عضلة قلبة قلقاً وهرع يطمئن على بناتة فقد تركهم نائمين ولكنة صدم حين رأى إبنتة الكبرى "عائشة" تبكى بكاء مكتوم وجهها الملائكى غارق فى الدموع تضع يدها الصغيرة على فمها تحاول بألم كتم شهقاتها.
أبتلع غصة مسننة وعيناة تلسعها دموع مُلحة تفرض وجودها وأقترب ببطئ يتلمس شعرها الذهبى قائلا بحنان/ قلب بابى بتعيط لية؟؟
رفعت عيناها البريئتان وهمست ببكاء/ مامي ماتت يابابي ماتت ومش هشوفها تانى.
ثم إنهارت فى البكاء فأقترب بسرعة يغمرها بين أحضانة يشعرها بالأمان وبعض الدفئ قائلا بتحشرج/ مامى دلوقتى فى مكان أجمل وأحسن كتير من هنا، صحيح مش هنقدر نشوفها بس هي بتشوفنا وتسمعنا وأكيد هى زعلانة وهى شايفة حبات اللؤلؤ إللى نازلة من عيونك دى .. أنتِ عايزة مامى تبقى سعيدة ولا تزعل عشان أنتِ حزينة؟؟
أومأت برأسها نافية هاتفة بحزن/ عيزاها سعيدة بس مش قادرة أتخيل إنى مش هشوفها تانى، مامى طيبة أوى يابابى ليه تموت وتسبنا إحنا هنا بنحبها؟؟ أنا وأنت وملك وتيتا وجدو كلنا بنحبها كلناا ليه تموت يابابي ليية؟!!
أعتصر عيناة بعنف شاعرا برغبة مُلحة فى البكاء ولكنة قال بتأثر/ قضاء الله ياقلب بابي كلنا هيجي يوم ونروح عند ربنا وبإذن الله نكون فى الجنة، مش أنتِ عارفة قد إية الجنة حلوة وفيها كل حاجة بنحبها؟؟
"عائشة"/ أيوة مامى قالتلى قد إية الجنة حلوة وإن  إللى بيعمل خير ويصلى بيدخلها.
"شعيب" وهو يقبلها بحنان/ أهى مامى سبقتنا على هناك وهى أكيد حابة تشوفك مبسوطة ف أمسحى عيونك الحلوين دول وتعالى نصلى وندعى لمامى.
♧◇♧◇♧◇♧
♧◇♧◇♧◇♧
بعد مرور ثلاث أشهر...
هاهر الأيام تمضى والجروح تندمل فالوقت كفيل بكل شيء.
كعادتها مؤخرًا ولمدة ثلاث أشهر وقفت فى الصباح الباكر لإعداد وجبة الإفطار لـ "شعيب" وبناتة تريد الفوز به فقد زالت عقبتها وأصبحت الساحة لها وحدها.
زوجها وقد توفى وهاهى زوجتة قد لحقت بة فحانت اللحظة لكى تظفر بة .. أغمضت عينيها تتخيل بأنها أصبحت زوجتة ينظر إليها، يضمها داخل صدرة العضلى وتشتم رائحتة التى تدمنها يلمسها وتلمسة
همست إسمة وكأنها تتذوقة/ "شعيب".
= بتتلولى زى الحية كدة لية يامقصوفة الرقبة؟؟
شهقت "نورا" بفزع من صوت والدتها ونظرت لها بغضب/ فى حد يدخل كدة؟؟ خضتينى ياماما.
"وفاء" بسخرية/ سلامتك من الخضة ياقلب ماما
وأكملت بإستنكار/ مقولتليش كنتى بتتلوى كدة لية؟؟
"نورا" بإرتباك/ أصلى إتلسعت وأنا بحضر الفطار "لشعيب"
"وفاء" بوجوم/ "شعيب"!! وفطار!! مش ملاحظة إن إللى بتعملية دة مش طبيعى؟؟ "شعيب" وعندة أمة وأختة ربنا يباركلة فيهم ويقدروا يساعدوة فى كل حاجة أنتِ إية دخلك بية؟؟ تحضريلوا كل يوم الفطار بتاع إية؟؟ خلي بالك من وضعك ووضعة.
"نورا" بحنق/ مالوا وضعنا إن شاء الله؟؟
"وفاء" بغضب/ أنتوا الإتنين أرامل ياهانم ومينفعش كل يوم تطلعيلة فطارة الساعة 7 الصبح والكل نايم وإن كان عرق الحنية ناقح عليكى أوى كدة أكلى مالك إبنك إللى من وقت ما أتولد عمرك ما أكلتية، صحيح باب النجار مخلع
نظرت لـ والدتها ببرود متعمدة عدم الرد عليها وحملت الطعام متجهى إلى طابق "شعيب"
××××××××
××××××××
في ذات الوقت في طابق "شعيب"...
وقف فى حيرة من أمرة ينظر لشعر إبنتة بتركيز شديد قائلا بجدية/ "عيوش" شعرك دة فية حاجة مش طبيعية.
ردت "عائشة" بحيرة طفولية/ مالو يابابي ماهو حلو أهو؟؟
"شعيب" بتركيز/ حلو أة بس بيطول كل يوم!! هو دة معقول؟؟
شهقت بطفولية ضاحكة/ بجد!! يعنى شعرى زى شعر روبانزل؟؟
"شعيب" بإستنكار/ روبانزل مين؟؟ حد نعرفة؟؟
ضحكت "عائشة" ببرائة قائلة بتوضيح/ لا يابابى روبانزل دي فى الكرتون إللى بتفرج علية شعرها طويـــل وبيلمع زى الدهب عندها شعر سحرى .. بص لما أرجع من المدرسة هخليك تتفرج على فيلم روبانزل موافق؟؟
"شعيب" بحنان/ موافق طبعا فين بقى بوسة بابى؟؟
أقتربت تحيط عنقة تمطرة بقبلات سريعة على صدغة .. إنتبة لوجود ملك تقلب شفتيها بتذمر تنظر لة بغضب فقال/ لوكا تعالى ياحبيبتى واقفة بعيد لية؟؟
"ملك" بـ إتهام: أنت بتحب "عائسة(عائشة) أكتر منى.
أومئ بالنفى وهو يجلسها على قدمة/ لا طبعا أنا بحبك أنتِ وهى قد بعض.
"ملك" بفرح/ بجد؟؟
"شعيب" بتأكيد/ بجد طبعا وأكمل بهمس مسموع لـ "عائشة" بس بحبك أنتِ زيادة شوية أوعى تقولى "لعائشة" دى سر بينا إتفقنا؟؟
إتسعت عيناها ببرائة هاتفة بحماس/ إتفقنا
نظر "شعيب" لـ إبنتة الكبرى يغمز بأحد عينية فضحكت بمرح
إنتبة لجرس الباب فقام يفتحة بهدوء.
"نورا" بـ إبتسامة مشرقة/ صباح الخير "ياشعيب" حضرتلك فطارك أنت والبنات.
"شعيب" بهدوء/ صباح الخير "يانورا" تسلم إيدك تعبناكِ الفترة إللى فاتت بس من النهاردة هناكل مع والدتى فـ مفيش داعى تتعبى نفسك أكيد بتكونى مشغولة مع "مالك"
شحبت إبتسامتها وودت لو ترى زوجة عمها "حنان" فتفرغ بها غضبها وإحباطها فقد خسرت فرصة ذهبية للتقرب من "شعيب" لكنها قالت بـ إبتسامة زائفة/ أة طبعًا "مالك" واخد كل وقتى أنت عارف باباة مات والحمل كلة عليا.
"شعيب"/ ربنا معاكى هستأذن أنا لازم أوصل البنات للمدرسة.
××××××××
××××××××
جلد الذات...
هذا ما تفعلة لمده ثلاث أشهر تجلد ذاتها تعنفها وتحاسبها على ما إرتكبتة في حق ذاتها
منذ وفاة "زهرة" وهى حبيسة غرفتها ولكن تلك المرة حبس إختيارى، إنعزلت عن الجميع لا ترغب برؤية أحد حتى الطعام رفضتة تأكل فقط مايجعلها على قيد الحياة بضع لقيمات لا أكثر.
كانت تظن أن بطلاقها سينمحى عماد من حياتها ولكن كم كانت مخطئة فإن كانت لاتراة وجة لوجة ولا تسمع صوتة المقزز ولكن تقرأ كلماتة ورسائلة التي يرسلها لها.
ليست رسائل عشق وغرام ولا رسائل ندم وإشتياق ولكنها رسائل سب وتهديد وترهيب يتوعد لها بالكثير ويقسم بأنة سيسقيها العذاب كأس وراء كأس حتى يفنى جسدها وتصعد روحها لبَارِئها.
إنتبهت للصوت المنبعث من هاتفها بوصول رسالة على أحد مواقع التواصل الإجتماعى فأخذت تنظر لة بعيون باهتة متورمة من كثرة البكاء ومتحيرة بين قرأءة الرسالة أو تجاهلها؟؟
ولكن شعورها بالغضب من نفسها بأنها أحبت شخص كـ "عماد" جعلها تقبض على الهاتف تكتب كلمة السر وتفتح الرسالة وليتها لم تفعل!! ففى أقصى توقعاتها لم تتخيل أن يصل إلى هذا الحد من الوضاعة والقزارة!! .. فكانت الرسالة عبارة عن مقطع فيديو لة مع فتاة فى مشهد جعل معدتها تتلوى من الإشمئزاز!!
صرخت بنفور ترمى الهاتف بعنف فـ أصبح أشلاء صغيرة مثل قلبها!! .. على أثر تلك الصرخة إنتفضت "فوزية" تهرع لغرفتها تطمئن عليها فتخشبت من منظرها المزرى بداية من شعرها المبعثر فى كل إتجاة وجهها شديد الإصفرار وعينيها حمراء كالدم.
أقتربت تقول بفزع/  بسم الله الرحمن الرحيم مالك يابنتى حصلك إية؟؟
"لتين" بصراخ هستيرى/ محدش لية دعوة بيـــا سبونى لوحدى.
"فوزية" ببكاء/ إهدى "يالتين" إهدى ياحبيبتى متحرقيش قلبى عليكى كفاية وجعى على أختك.
"لتين" بغضب/ قولت برة سبينى لوحدى مش عايزة حد أنا بكرهكوا سامعة بكرهكوا.
أستيقظ "حسان نور الدين" على أصوات عالية بشكل مستفز فحاول التغلب على تلك الأصوات والعودة إلى النوم ولكن مع تزايد الأصوات حدة وإرتفاعها إستطاع تميز صوت إبنتة "لتين" فإنتفض بعنف يهرع إلى غرقتها يصيح منفعلاً/ إية إللى بيحصل هنا بالظبط؟؟
نظرت لة "لتين" بكرة شديد صائحة بغضب/ خد مراتك وأطلع برة.
"حسان"صارخاً بغضب/ "لتين" إحترمى نفسك أنتى بتتكلمى مع أبوكى أنتِ إزاى تتكلمى بالطريقة دى؟؟ لية حق "عماد" يضربك ويكسر عضمك طالما بتقلى أدبك بالشكل دة.
شهقت "فوزية" برعب وهى ترى تشنج جسد إبنتها بصورة غير طبيعية .. بينما تكلمت "لتين" بصوت غريب/ لية حق!!
تطلعت فى والدها بصدمة/ أنت شايف إنة لية حق يابابا؟؟
توتر "حسان" للحظات وزاغت عيناة ولكن بالأخير قال بثبات زائف/ أيوة لية الحق إذا كان بتتكلمى معايا أنا أبوكى بالشكل دة فـ بتتعاملى معاة إزاى؟؟ مش تحمدى ربنا أنة إستحملك كل السنين إللى فاتت من غير ماتخلفى؟؟ راجل غيرة كان رماكى ولا سأل عنك أو على الأقل يتجوز عليكى.
شهقت "لتين" وكأنها تختنق لا تستطيع التنفس وإرتعش فمها بقهر وقد طعنتها كلمات والدها بخنجر مسموم فهمست بصوت مخنوق ينبثق منه القهر والألم/ مش عدل إللى حصل فيا وإللى لسة بيحصل معايا مش عدل أبدًا، هو معندوش حق يعمل فيا كدة مفيش مخلوق لية الحق يعمل فيا كدة حتى أنت يابابا .. صحيح أنت عمرك ماضربتنى ولا قولتلى كلمة تزعلنى بس عملت حاجة عمرى ماهسامحك عليها .. أنت رجعتنى لية مرة بعد مرة بعد مرة لحد مابقى مش عامل ليك ولا ليا حساب ولا خاطر .. جدى مفكر إن "عماد" ضربنى مرة واحدة زمان والمرة دى التانية لأن محدش قالة على إللى بيتعمل فيا.
صمتت تنظر لعين والدها مباشرة قائلة بعذاب/ بس أنت كنت عارف، عارف وساكت ومش بس كدة كنت بتتحايل علية أنة يجى ياخدنى من عندك!!! لية يابابا ليييه؟؟ دة أنا كل مرة كنت بجيلك مضروبة والضرب باين على وشى وجسمى!! بجيلك أتحامى فيك بس كل مرة كنت بتخذلنى!! كل مرة كنت أدعى ربنا من كل قلبى إنك متكسرش بخاطرى وتجبلى حقى منة .. تصدق شعورى وأنت بتتخلى عنى كان أقسى وأوجع من ضربة وإهانتة ليا!!
ثم توجهت بأنظارها لـ فوزيـة المنهارة في البكاء على حاله أبنتها وأكملت بـ إتهام وخيبة أمل/ حتى أنتى تخليتى عنى دايما واقفة فى صف عماد!! مش مهم يعمل إية فيا المهم أنةميطلقنيش!! المهم أفضل على ذمتة!!  يضربنى بقى يخونى أو حتى يموتنى كل دة مش مهم المهم أفضل معاة ماهو صحيح مين هيرضى بواحدة "معيوبة" زيى؟؟ "أرض يور" على رأية عارفة المشكلة الأكبر إية؟؟ إن لما "زهرة" الله يرحمها كانت تزعل من "شعيب" لأى سبب مع إن دة نادر لما تزعل منه كنتى بتقومى بدور الحماة مظبوط وعلى أكمل وجة كنىِ دايما تدافعى عنها حتى لو هى إللى غلطانة!! .. ياريت كنت أنا إللى موت و"زهرة" عاشت على الأقل كانت بقت مع بناتها.
أخفضت عينيها تخفي دموع مُلحة للنزول هاتفة بصوت ميت/ لو سمحت عايزة أنام.
لم تنتظر ردهم بل إتجهت إلى فراشها تنام علية وتغطى كامل جسدها الذى يرتعش من كم البرودة التى تشعر بها .. لا تعلم أتلك برودة الجو أم برودة قلبها المجمد ألمًا وقهرًا؟!!
♧◇♧◇♧◇♧
♧◇♧◇♧◇♧
= يعنى إية مش لاقيين طقم الألماس؟؟ أنتوا بتستهبلوا!!!
زمجر "شعيب" بغضب ضاربًا المكتب بحدة قائلًا بوعيد/ قسمًا بالله طقم الألماس لو مظهرش لـ أوديكم فى ستين داهية.
أقترب حارس الأمن قائلا بتوتر/ "شعيب" باشا حقيقى إحنا مش فاهمين إية إللى حصل وإزاى الطقم أختفى؟!! حضرتك كل يوم بتأمن على المشغولات إللى في المحل وبتكون أخر حد طالع من الفرع.
"شعيب" بصوت خطير/ تقصد إية؟؟ إن أنا إللى سرقتة؟!!
إنتفض الحارس قائلا بنفى/ لا ياباشا لا سمح الله بس إحنا راجعنا الكاميرات ومفيش أى حاجة غريبة حصلت كل حاجة طبيعية!! حتى باب المحل مفيهوش أى أثار إن حد حاول يسرق المحل معنى كدة إن إللى سرق المحل حد معاة.
قاطعة "شعيب"/ حد معاة مفاتيح الفرع!! وكمان عارف بوجود الكاميرات.
أومئ الحارس/ بالظبط ياباشا.
"شعيب" بصرامة وصوت أرعب الجميع موجة حديثة لجميع العمال/ إللى حصل النهاردة مش عايز مخلوق يسمع بية وإللى إتجرأ وسرق "شعيب سالم مهران" نهايتة على إيدى كلة يشوف شغلة يالا.
هرول الجميع برعب وبقى "شعيب" يراودة الشك فى شخصاً واحد يتمنى ألا تكون ظنونة صحيحة.
♧◇♧◇♧◇♧
♧◇♧◇♧◇♧
= "ماااااااازن".
أغمض جفونة بإرهاق وهو يستمع لصوتها الرنان أثناء صعودة الدرج فقد قضى ليلتة فى المستشفى ويريد أن ينام وبشدة.
وقفت "تقى" أمامة مباشرًا قائلة بحنق/ ممكن أفهم مش بترد على تليفونك لية؟؟ من إمبارح وأنا بتصل بيك بس حضرتك منفضلى!!
"مازن" بهدوء/ أولًا وطى صوتك عندى صداع من قلة النوم.
تخصرت قائلة/ وثانيًا؟؟
قال وهو يكمل صعودة/ طول ما أنا فى الشغل مبردش عليكِ عشان بترغي كتييير.
هتفت بإستنكار/ أنا رغاية!!
أومأ موافقًا/ عيب يا "تقى" دة أنتِ إللى مخترعة الرغى أساسًا.
"تقى" بغضب/ "مااااازن".
"مازن" بتحذير/ نعااااام.
"تقى" بهدوء/ وثالثا؟؟
"مازن" بنفاذ صبر/ عايزة إية ياتقى على الصبح؟؟
تقوست شفتاها وكأنها على وشك البكاء/ مش عايزة منك حاجة.
وأسرعت في النزول ولكنة منعها قائلا/ شغل العيال دة مبحبوش، هتتكلمى زى العاقلين ولا هتكملى فى شغل الأطفال دة؟!!
"تقى" بعيون تلمع بالدموع/ على فكرة أنا مش طفلة.
"مازن" بسخرية/ فعلًا بأمارة الدموع إللى فى عنيكى دى.
"تقى" بنفى/ دى حاجة دخلت فى عينى على فكرة.
"مازن" بتأكيد/ طبعااا أومااال.
"تقى" بغضب/ يوووة أنا غلطانة إنى كلمتك من الأول.
"مازن"/ عندك حق أنتِ إللى غلطانة فعلا، لمهم كنتى بتتصلى بيا لية؟!
"تقى" بحرج/ كنت هقولك تجبلى حاجة حلوة وأنت جاى.
"مازن"/ أممممم حاجة حلوة!! متصلة عليا 47مرة عشان أجبلك حاجة حلوة!! تصدقى وتؤمنى بالله.
"تقى"/ لا أله إلا الله.
"مازن" بغضب/ أنا غلطان إنِى واقف أكلم عيلة زيك إمشى ياشاطرة من هنا إمشــى.
أزاحها بقرف يتمتم بالإستغفار صاعدًا إلى شقتة حيث سريرة المريح أما تقى فوقفت تتطلع فى ظهرة بتعجب هاتفة بحنق/ هو زعل ولا إية؟؟ فيها إية يعني لما يجبلى حاجة حلوة؟!!
♧◇♧◇♧◇♧
♧◇♧◇♧◇♧
في غرفة "لتين"...
كانت غارقة في النوم لا تدرى بما يحدث حولها ولا ترى ذلك الشخص الذى تسلسل إلى غرفتها ويقف بجوار فراشها يتطلع بها بنظرات مشتعلة ولكن إشتعال من نوع أخر، فقد كان إشتعال بالكرة والحقد إشتعال بالإنتقام والقتل!!

شعيب (نبضات بين الوجدان)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن