الخامس والعشرين

1.8K 50 1
                                    

إن سُلّط عليك ضميرك فأنت هالك لا محالة ولكن لو إتبعتة وإستجبت لندائة فإعلم أنك فى طريقك إلى الخلاص وبنهاية الدرب ستكون الرابح بلا منازع .. كان بين شطرى رحى مشتت وحائر أيختار الخلاص من عذابة ويبوح بما يقلق مضجعة أم يستمر فى سكوتة ويعانى فى صمت.
= يا الله.
قالها "عماد" وهو يناجى ربة ربّ سبع سموات  هل يفضح شقيقتة ويضع كلمة النهاية لها؟؟ فقد كان على وشك إخبار "شعيب" بكل شيئ كاد أن يخبرة أن "نورا" هى من دبرت لمقتل "زهرة" ولكن فى اللحظة الأخيرة تراجع وشعر بالخوف .. لم يكُ خوفاً على نفسة بل عليها فبمجرد أن يبوح بهذا السر ستحترق عائلتة ويتحول كل شيء إلى دمار.
همس لنفسة بعذاب/ هتعمل إية يا "عماد" وكأن خسارتك لرجليك كانت البداية وجة وراها ضميرك .. ضميرك إللى خرّستة كتير وجة الوقت إللى ربنا يسلطة عليك فلا بقيت عارف تنام ولا تاكل ولا حابب تشوف حد ومعندكش القوة تعترف .. أصل هتعترف على مين؟؟ على أختك إللى من لحمك ودمك؟؟ طب لو أعترفت ماهى هتتسجن وتتعدم بس "مالك" لما يكبر هيعيش إزاى ومع مين؟؟ هيتوصم بعار أمة وهيتشاف دايماً على إنة إبن الست إللى قتلت .. الكل غصب عنة هيكرهة وهيفضل وحيد تاية مشتت أعمل إية يارب؟؟ يارب إرشدنى للطريق الصحيح زى ماهديتنى ألهمنى الصواب.
صمت لثوانى قبل أن يدعو بإبتهال/ اللهم أخَتر لى ولا تخيرنى فإنى لا أحسن الأختيار، اللهم إنى أستخيرك فى أمورى كلها فـيارب إختر لى ما تراة خير لى...
♡♤♡♤♡♤♡
♡♤♡♤♡♤♡
لم يغمض لها جفن وكذلك هو، كان يراقب كل إنفعالتها ويشعر بكل إنتفاضة تصدر من جسدها والغصة المسننة تكبر وتخنقة، الغضب فى صدرة يزداد قوة وشراسة حتى كاد أن يقتلة.
إنتبة لصوت "لتين" المرتجف/ أنا عايزة أروح للدكتورة "غادة" .. أنا أنا محتجاها.
= بما إن الوقت إتأخر وأكيد العيادة إتقفلت ممكن تتكلمى معايا أنا .. أنا سامعك ومعاكى.
هزت رأسها بعصبيّة/ لا أنت بالذات لا متنفعش أبداً.
رغم إستغرابة من رفضها ولكنّة أجاب بهدوء مرح/ شكراً على ثقتك الغالية.
لم تبتسم بل زادت حركت قدميها إنفعالاً فإقترب منها وجلس خلفها ثم إحتضنها بتملّك قائلاً/ مش هحكم عليكى هسمعك وكأنك بتحكى مع نفسك جربينى مش يمكن أنفع؟؟
= هتكرهنى.
قالتها بإرتجاف فشددّ من إحتضانة لها قائلاً بنفى قاطع وعاطفة جياشة/ مستحيل أقدر أكرهك مستحيل، أنتِ أتولدتى عشان تتحبى وبس .. إتولدتى من ضلعى عشان تكونى حضن وسكن ليا وأكون ليكى سند وإحتواء وأمان ودرع يحميكى من أى حد يحاول يإذيكى .. أنا بحبك يا "لتين" بحبك بعدد سنين عمرى.
= مش حقيقى أنت مش بتحبنى.
= لية رافضة تصدقى حبى ليكى؟؟
= عشان .. عشان حاجات كتير.
= بلاش ألغاز وإتكلمى بصراحة يمكن فى أخر كلامنا نلاقى الراحة، الراحة إللى أنتِ محتجاها.
إبتعدت عنة بإنفعال وأخذت تدور داخل الغرفة لعدة دقائق قبل أن ترمقة بعيون ضيقّة قائلة بإتهام وقد أوشكت على الإنهيار/ أنت كداب لو أنت فعلا بتحبنى لية أتجوزت "زهرة"؟؟ لية مرفضتش أمر جدى ووقفت ضدة؟؟ ليه بعتلى والدتك تطلب منى أبعد عنك وأبطل حركات البنات الـ×××؟؟
هتف بحاجبين معقودين بشدة/ إية إللى أنتِ بتقولية ده؟؟ أنا مش فاهم حاجة؟؟
= بطل كذب لو سمحت، بس بطل أكيد أنت عارف طنط "حنان" قالتلى إية من كام سنة من لما قررت تتقدم ل "زهرة" .. لسة كلامها بيرن فى ودانى لسة فاكرة نبرة صوتها فاكرة إتهاماتها فاكرة كل كلمة قالتها ليّا بقى دلوقتى بتقول إنك بتحبنى؟؟ لية مصر تحسسنى بالذنب والدونية؟؟ أنا عارفة إنك بتتعامل معايا كويس عشان أنت كشخص كويس جداً يا "شعيب" بتتقى ربنا فى أى حد بس أرجوك بلاش تمثل الحب عليا بلاش.
صرختها بإنهيار فاقترب منها قائلاً بأمر/ دلوقتى حالًا يا "لتين" عايز أعرف أمى قالتلك إية بالظبط؟؟ كل كلمة قالتهالك سمعيهالى.
×××فلاش باك×××
بعد رؤيتها لفلذة كبدها بهذا الإنهيار إحترقت أحشائها من أجلة وتلوى قلبها بين ضلوعها شفقةً علية وتعاطفاً معة ولكن ماذا تفعل؟؟ عشقة ل "لتين" لن يأتى سوى بالهلاك لعائلتهم وبالتأكيد بعد رفض الجد لتلك الزيجة إذاً الموضوع منهى ولا سبيل أخر سوى وضع كلمة النهاية لقصة حب لن تكتمل أبداً.
لذا وبكل تعقّل ذهبت لرؤية "لتين" تلك المراهقة المدللة حصرتها داخل غرفتها وظلت ترمقها بنظرات واجمة أرعبت الأخيرة قبل أن تقول بصرامة/ أنتِ عايزة إية من "شعيب"؟؟
تلقائياً أحمرّت وجنتيها من مجرد ذكر إسمة أمامها ولكن أجابتها بإرتباك وعدم فهم/ مش عايزة حاجة أنا مطلبتش منة أى حاجة!!
= بت يا "لتين" مرقعة مش عايزة إللى بتعملية دة حرام وعيب ربنا هيحاسبك على إللى أنتِ بتحاولى تعملية دة.
= أنا مش فاهمة حاجة يامرات عمى؟؟
همستها بإرتجاف فتنفست "حنان" بعمق قبل أن تسحبها من رسغها وتجعلها تجلس مقابلاً لها قائلة/ "شعيب" إشتكى منك يا "لتين" عشان مراقبتك لية طول الوقت وقربك منّة ودة مينفعش ياحبيبتى دة هيبقى جوز أختك يعنى فى مقام أخوكى الكبير مينفعش خالص يكون غير كدة.
هتفت "لتين" بتهور/ بس أنا بحبة.
إتسعت عيناها بذهول من إعتراف "لتين" الصادم لها فقد إعتقدت أنة مجرد إعجاب فتاة مراهقة لا أكثر ولكن "حب" كيف لطفلة صغيرة كـ "لتين" أن تتفوّة بهذه الكلمة؟؟
قالت "حنان" بصرامة بثّت الرعب داخل قلبها الصغير/ الحب دة يكون لجوزك لما تكبرى إن شاء الله إنما "شعيب" كبير وواعى وبيحب "زهرة" إللى هتكون مراتة بعد كام شهر .. هو أنتِ عايزة تخربى البيت كلة بكلامك دة؟؟ عايزة "زهرة" تكرهك؟؟ طب هتقدرى تستحملى ذنب مشاعرك؟؟ هتقدرى تبوظى فرحة أختك وفرحة إبنى؟؟ هتستحملى نظرات اللوم والعتاب من الكل؟؟ أنتِ عارفة لو حد شمّ خبر بالكلام إللى بتقولية دة هيقولوا عنك إية؟؟ هيوصفوكى بإية؟؟
نشجت "لتين ببكاء حار خائف فقالت "حنان" بتعاطف/ بكرة تكبرى وتتجوزى "عماد" إبن عمك هو بيحبك عشان هتكونى مراتة ومشاعرك المفروض تكون لية وبس وإلا هتكونى خاينة والخيانة ذنب ربنا هيحاسبك علية.
كانت تقصد إرهابها وبثّ الخوف بين طيات قلبها حتى تخرج من عالمها الوردى وتسقط على أرض الواقع وتحميها وتحمى الجميع ولكن لم تكن تعلم حجم المعاناة التى عاشتها تلك الصغيرة المدللة فأضحت إنسانة محملّة بذنب الخيانة وعذاب الضمير على ذنب لم ترتكبة قط.
×××عودة×××
إنتهت "لتين" من سرد ماحدث تحت نظرات "شعيب" الجاحظة الذاهلة.
همس بصوت هارب/ أنا مش فاهم حاجة؟؟
= إية إللى أنت مش فاهمة؟؟ وكأنك مكونتش عارف كل الكلام دة من الأول؟؟
قالتها بعصبية نابعة من إضطراب مشاعرها وحيرتها من ذهولة الواضح فلم ترغب نهائيا فى ذكر ماحدث بالماضى فذلك الحوار مع زوجة عمها مازال يجلدها ويشعرها بأنها خائنة بل تكاد أن تكون ذات خطيئة لقد تعدت على ممتلكات شقيقتها وحاولت سرقة "شعيب" منها.
أحاط "شعيب"وجهة بين كفية يرمقها بذهول لم يستطع التخلص منة هل ماسمعة صحيح؟؟ هل كانت تحبة؟؟ .. رباااااة ضربات قلبة تخطت الحد المعقول ولهاثة أصبح مسموع وكأنة كان فى سباق لوقت طويل يجرى فى صحراء قاحلة فجائت هى بإعترافها كبحيرة ماء عذبة غرق فيها وشرب حتى إرتوى.
هتف "شعيب" بصوت أجشّ إثر مشاعرة الجياشة/ "لتين" أنتِ بتحبينى؟؟
= "شعيب" لو سمحت.
= ششششش أنتِ بتحبينى؟؟ بتحبينى أنا؟؟
أجابتة بحدة تدارى خجلها/ "شعيب" أنا بكلمك فى إية وأنت بتقول إية؟؟ ركز لو سمحت.
= أنا مركز جداً خالص أوى بالصلاة على النبى عايزك أنتِ تركزى معايا، أنتِ فعلاً كنتى بتحبينى؟؟
أجابتة بتهور/ أنا أصلاً لسة بحبك.
قضمت شفتاها بخجل على إعترافها المتهور
رن صمت مهيب وكأنّ الكون خجل من مقاطعة تلك اللحظة الفارقة فى حياتهما معاً قبل أن يقطعة "شعيب"قائلًا/
متى ستعرف كم أهواك يا أملاً
أبيع من أجلة الدنيا وما فيها
لو تطلّب البحر فى عينيك أسكبة
أو تطلّب الشمس فى كفيك أرميها
أنا أحبك فوق الغيم أكتبها
وللعصافير والأشجار أحكيها
أنا أحبّك فوق الماء أنقشها
وللعقاقير والأقداح أسقيها
أنا أحبك حاول أن تساعدنى
فإن من بدأ المأساة ينهيها
وإن من فتح الأبواب يغلقها
وإن من أشعل النيران يطفيها.
ختم كلماتة وإنقضّ عليها يشبعها عناقاً ودلالاً وبين الثانية والأخرى يعترف لها بمشاعرة يبوح لها عما بداخلة عن مكانتها لدية لعلها تصدقة لعلها تبادلة الإعترفات ولكنها كانت خجلة مرتبكة ضعيفة مقابل طوفان مشاعرة .. غرقت "لتين" بين طيات عاطفتة، كلماتة كانت كالدواء سريع المفعول على جراحها ورغم حالة التية التى شملتها إلا أنها أستوعبت معلومة غابت عنها لسنوات أو ربما قصدت عدم الإنتباة لها.
"شعيب" يحبها "شعيب سالم مهران" عاشق لها كما ستظل عاشقة لة "شعيب"، ذلك الحلم المستبعد حدوثة أصبح زوجها وحبيبها.
إبتعد عنها وهو يلهث بإنفعال قائلًا/ يامجنونة إزاى مش عارفة إنى بحبك وإنى بموت من نظرة من عيونك إنى متيم بيك؟؟ .. آه لو كنت شاعر كنت كتبت فى حبك قصائد وأشعار ولعنيكى أغانى وموال آه ياحبة القلب آه ياوجعى ولوعتى ونصى التانى .. قولى إنك بتحبينى قوليها خلينى أصدق إنى صاحى مش بحلم قوليها ياحبيبتى.
هتفت بإرادة مسلوبة/ أنا بحبك يا "شعيب" بحبك وحبك ذنب عذنبى طول حياتى ورغم عنى مقدرتش أتوب عنة.
طبع عدة قُبلات على وجهها ورقبتها قبل أن يقول بإفتتان/ ذنب!! ذنب إية يامجنونة؟؟ مشاعرك مش بإيدك أنا مش عارف لية حاسة إنة ذنب؟؟ إزاى يكون ذنب وهى مشاعر ربنا زرعها جواكى هبة من عند الرحمن مشاعر مقصدتيش تحسيها كان هيبقى ذنب لو تخطيتى حدود ربنا .. كان هيبقى ذنب لو عملتى أى شيئ مشين يلوث طهارة المشاعر دى لكن حبك كان نقى مشاعر حسيتى بيها جواكى فإحتفظتى بيها لنفسك وقفلتى عليها قلبك يبقى فين الذنب دة؟؟
= "زهرة" كانت بتحبك أنت كنت من نصيبها هى؟؟
قالتها بحشرجة وقد سقطت دمعتان على وجنتيها فمسحها الأخير بإبهامة قبل أن يقول بصرامة/ كنت من نصيبها لحد ما ربنا إسترد أمانتة والله العظيم إتقيت ربنا فيها لية بقى أنتِ شايلة ذنبها؟؟ قوليلى أنتِ حاولتى بأى شكل من الأشكال تبعدينى عنها؟؟ حاولتى تشدينى ليكى؟؟
هتفت مسرعة تنفى تلك الجريمة/ لا والله أبداً أنا بعدت عنك على شانها، بعدت عن أى مكان أنت تكون فية خوفت أعمل حاجة تزعلها "زهرة" مش أخت" وبس لا دى كانت صاحبتى الوحيدة وأمى التانية .. دة أنا حتى وافقت أتجوز "عماد" عشان أحميها من مشاعرى.
همس بعذاب/ وياريتك ما وافقتى، رميتى نفسك فى النار ياريتنا ما إتربينا فى عادات قديمة كتبت علينا الفراق .. "شعيب" ل "زهرة"و "لتين" ل "عماد" بأى منطق وأى عقل الكلام دة؟؟ فى أي شرع الكلام دة؟؟ كل دة علشان جدى و...
قاطعتة بهدوء/ أنا مش ندمانة أنا أنقذت عيلتنا كلها تخيّل يا "شعيب" لو كنت عرفت بمشاعرك ناحيتى وأنت كمان عرفت بمشاعرى، كان إية إللى هيحصل؟؟ أبسط حاجة كنا هنواجة الكل ونرفض "عماد" و "زهرة" أو كنا هربنا وسبنا الجمل بما حمل ما إحنا كنا مراهقين متسرعين بقى .. لما بفكر فى كل حاجة وأشوف كل الزوايا بحمد ربنا الحمد لله يمكن إللى شوفتة مع "عماد" كان إبتلاء من رب العالمين وفى أخر الإبتلاء دة لقيتك أنت!! عوضى وسندى عوض مش مستعدة أخسرة ولا هقبل تكون لى غير عوض لو جرحتنى مش هستحمل .. الوجع بيكون على قد المحبة وأنا بحبك جداً جداً جداً.
= يالله.
قالها وهو يحتضنها بقوة يريد زرعها بين ضلوعة بجوار قلبة
= النهاردة يوم لازم ينكتب فى التاريخ، النهاردة يوم إنتصر فية قلبنا النهاردة يومنا يامالكة القلب والوجدان.
= "شعيب".
هتف بحرارة/ واحدة كمان من "شعيب" بتاعتك دى و "شعيب" مش هيكون مسؤول عن إللى هيحصل.
شاكستة بدلال/ "شعيب".
ضيق عينية ورُسمت إبتسامة خبيثة على وجهة جعلتها ترتبك قبل أن تشهق بذهول و "شعيب" يحملها بين ذراعية قبل أن يلقيها على الفراش ويقفز بجوارها يحيطها بتملك ويغرقا معاً فى حديث طال إنتظارة.
♡♤♡♤♡♤♡
♡♤♡♤♡♤♡
في صباح اليوم التالى...
وكأن رأسها على وشك الإنفجار وكأن بداخلة مصانع للحدادة صداع كاد أن يفقدها بصرها من شدتّة.
صرخت "نورا" بألم وهى تقبض على رأسها بقوّة فى محاولة بائسة لتقليل الألم ولكن دون جدوى .. تحتاج لذلك المسحوق الأبيض وبقوة فـأثناء لملمة أشيائها لم تنتبة لة وتركتة هناك فى شقة والدها.
تقدمت بخطوات مبعثرة بإتجاة هاتفها قبل أن تحملة وتطلب رقم معين تحفظة عن ظهر قلب ثوانى وأجابها الطرف الآخر فقالت مسرعة/ عايزة طلب كل مرة بس المرة دى بكمية أكبر عايزة تلات أضعاف.
صمتت تستمع للطرف الآخر قبل أن تصرخ بغضب أعمى/ أيوة معايا فلوسهم هات الحاجة أنت بس العنوان.
قالت لة العنوان بالتفصيل قبل أن تغلق الهاتف بإرتجاف وأخذت تحك جسدها كالمصابة بالجرب وعقلها يخطط ويدبر فى شر لو أطلقتة لأحرق الأخضر واليابس.
♡♤♡♤♡♤♡
♡♤♡♤♡♤♡
عيناها منتفختان من كثرة البكاء وعقلها يسأل دون إنقطاع متى أخطأت ومتى سهت عن أولادها؟؟ فيما أخطأت؟؟ هل أذنبت ذنب كبير فإبتلاها الله فى أولادها؟؟ لماذا؟؟ فقط لماذا أولادها دوناً عن أولاد الجميع؟؟ كانت تعرف علّة "عماد" تعلم أنة يغار من "شعيب" ولكنّة لم يكُ مؤذياً كانت على يقين أنة لن يؤذى أحد لتتفاجئ بعد ذلك بأفعالة المشينة مع "لتين" فدعت ربها أن يهدية ويرشدة الطريق الصحيح، رغم إصابة قدمية ووجعها علية ولكنها صبرت وإحتسبت ولكن تأتى الضربة الثانية من "نورا"!!
كيف ستتحمل؟؟ كيف سترفع رأسها أمام الجميع؟؟ كيف ستتخلص من العار الذى وصمت بة وبزوجها؟؟
= يارب أنت العالم بكل شيئ .. يارب أنا مقصرتش أنا فنيت حياتى عليهم عملت كل حاجة عشان أربيهم صح كلهم أتربوا نفس التربية لية "نورا" و "عماد" يبقوا كدة؟؟ والساعة يارب ألطف بينا يارب أنا مش هقدر أستحمل لو حد فيهم حصل لة حاجة مش هقدر يارب .. يارب إهديهم وأغفر لهم، يارب عديّها بكرمك يارب.
شهقت ببكاء عنيف تشعر بالقهر بالألم بالخسارة هى أم على وشك خسارة أبنائها هى أم لم تبخل عليهم بشيئ هى أم كتب عليها أن تحيا خذلان الأبناء وتسقى من مرارة أفعالهم.
وضعت يديها على موضع قلبها تشعر بألم لاسع لم تكُ تتحملة حاولت الصراخ ولكن سحبتها تلك الغيمة السوداء فسقطت فاقدة الوعى فى أرضية المطبخ.
وبالخـــارج...
إنتبة "مازن" لصوت منبعث من المطبخ صوت لشيئ يسقط وبقوّة فأسرع بإتجاهة يطمئن على والدتة التى أصرّت على إعداد وجبة الإفطار .. إندفع داخل المطبخ بقلق قبل أن يتمسمر مكانة وهو يرى والدتة تفترش الأرض ووجهها كصفحة بيضاء خالية من ألوان الحياة فصرخ بفزع قائلًا/ أمى!!
ثم جلس جوارها يتفحص نبضها ولكن لم يكُ موجوداً!! ضغط على صدرها عدّة مرات فى محاولة لإعادة النبض ولكن لا شيء ولكنة لم ييأس بل إقترب منها يحاول إنعاشها بالتنفس الصناعى عدة مرات ولكن نفس النتيجة والدتة فقدت النبض فقدتة إلى الأبد والدته فارقت الحياة والدتة.
= ماتت؟!!
قالها بعدم وعى كما بكت عيناة دون وعى منة وهمس بإرتجاف/ ماما .. أمى يافوفا ردى عليا .. أنا خايف .. ماما .. ماماااا .. يا أمـــــى.
إنهار يصرخ ويصرخ حتى آلمتة أحبالة الصوتية ولكنة لم يصمت فكان الألم بقلبة أشد قسوة وأكثر وجعا .. أتى "توفيق" على صراخ "مازن" فأصابة لذهول هو يرى ولدة المنهار وزوجتة الساكنة سكون الموتى.
تسائَل توفيق بتية/ فى إية؟؟
أجابة "مازن" ببكاء/ خليها ترد هى دايما بترد عليك أول ماتسمع صوتك أنا مش عارف هي لية ساكتة؟؟ أنا مش فاهم إية إللى حصل؟؟ هى .. هى كانت بتعمل الفطار أنا قولتلها تستريح بس هى رفضت قالت أبوك لازم يفطر عشان ياخد الدواء بس هى دلوقتى ساكتة ومش بترد عليا وهى عارفة .. عارفة إنى مبحبش كدة فخليها ترد خليها ترد ياحاج.
إستند "توفيق" بضعف على إطار الباب وقد خارت قواة وأخذ يتمتم برتابة/ إن لله وإنَّ إلية راجعون إن لله وإن إليه راجعون.
رمقة "مازن" بعينين جاحظتين قبل أن يحتضن والدتة بقوة ويشهق ببكاء عنيف كطفل رضيع تاة من والدتة وقلب رجل كبير يستوعب معنى الموت ويدرك ألم الفراق.
♡♤♡♤♡♤♡
♡♤♡♤♡♤♡
أنتشر خبر وفاة "وفاء" بسرعة رهيبة داخل بيت "آل مهران" حتى وصل الخبر ل "عماد" الذى إنهار بشكل أوجع الجميع فساد حزن كئيب على البيت وساكنية .. وبنفس السرعة أخرجوا لها تصريح الدفن وتم الإتفاق على دفنها بعد صلاة المغرب وقد كان فبعد إقامة الصلاة وتأدية صلاة الجنازة تم تشيع جثمان المغفور لها وسط إنهيار ولديها "مازن" و "عماد" وغياب وحيدتها "نورا" التى لم تعلم من الأساس بوفاة والدتها.
♡♤♡♤♡♤♡
♡♤♡♤♡♤♡
بعد مرور أسبوعين...
أربعة عشر يوم حدث بهم الكثير فقد تحطمت بعض القلوب وقلوب أخرى وجدت السكينة والأمان.
بعد وفاة "وفاء" تحطم "مازن" و "عماد" بشكل مأسوى ولكنهم مازالوا يعافرون صابرين راضيين بما كتبة الرحمن و "نورا" مازالت لاهية غير واعية معظم الوقت بسبب تلك المواد المخدرة التى تتناولها بشكل جنونى وأصبحت حبيسة القصر تخطط لخطواتها التالية لا تتواصل مع أحد سوى فتى توصيل "المدمرات" التى تتعطاها وللأن لم تعلم بوفاة والدتها ولم تقلق على فلذة كبدها أى أم هذه؟؟ بل أى إنسانة هى؟؟
♡♤♡♤♡♤♡
♡♤♡♤♡♤♡
لقد إحتلت مطبخ جدتها "صباح" اليوم تأكل بلهفة من تلك الـ
= يابنتى كفاية أكل فى "المورتة".
[ المورتة هى عبارة عن البقايا التى تفضل فى قاع الإناء بعد تسيح كمية كبيرة من السمن أو الزبدة الفلاحى وتتمع المورتة بطعم مالح ولذيذ ]
أجابتها "لتين" وهى تغمس قطعة من الخبز الطازج في طبق "المورتة"/ طعمها يجنن ياتيتة حلوة أووى صدقينى صحيت من النوم وأنا شامة ريحيتها من على بعد فعرفت إن أكيد الريحة القمر دى من عندك.
= ما النهاردة وصلت الحاجة من عند الحاجة"كاملة" أنتِ عارفة كل شهر بخليها تبعت لنا المش والمورتة والجبنة القديمة والعسل الأسود والسمن البلدى.
= تسلم إيديهم حاجتهم تحففة.
هتفت "صباح" بصرامة وهى تنتشل "المورتة" من أمامها/ طب كفاية كدة بقى هيجيلك أملاح.
رمقتها "لتين" ببؤس طفولى كاد أن يؤثر بالجدة ولكنها هتفت بحزم/ الوش دة ياكل مع ننوس عين أمة "شعيب" إنما أنا لا يالا يابت على بيت جوزك.
صمتت "صباح" فجأة قبل أن تتسع عينيها بإدراك صائحة/ بت يا "لتين" لتكونى حامل وبتتوحمى؟؟

شعيب (نبضات بين الوجدان)Where stories live. Discover now