السابع والعشرين

1.8K 43 0
                                    

إنَّ لَبَعدَ الظُلمِ عَدلٌ .. عَدلٌ إلهيّ يَمحى آلامَك وكأنّها لمْ تَكُ وكأنّكَ لم تَحيَاها، ثم يكافِئكَ المَولى على صبرِك بـ "عوضٍ" يَجبرُ خاطركَ ويرمّم ندباتَ قَلبِك فَتحيا أحلاماً رأيتها مستحيلة .. ولَكن أيَصعبُ شيء على الرّحمنِ الرّحيم؟؟
{{{}}}{{{}}}
وأمام عينيها الجاحظتين مرّت حياتها كفيلم سينمائى كما يقولون .. رأت أفعالها المشينة رأت جميع مساوئها رأت ذنوبها سواء تحريض "عماد" على زوجتة "لتين" والصور المزيفة التى أمرت بصنعها مروراً بتحريض مجرم ما لقتل "زهرة" حتى وصلت لمحاولتها لقتل شقيقها .. شهقت تستنشق نفس متألم وكأن الهواء يجرح رئتيها وأخذ جسدها يرتعش من البرودة التى تشعر بها.
أغمضت "نورا" عينيها برعب وهى تشعر وكأنها على وشك فقدان روحها على وشك الموت!! إرتجف جسدها بعنف إرتجافة نابعة من وجدانها .. إرتجافة خوف وخشية من الرحمن فـماذا فعلت لتلقاة بة سوى الأذى والقتل والخراب؟؟ سقطت دموعها تكوى وجنتيها شديدة البرودة حاولت أن تقوم أن تهرب لعلها تستطيع النجاة ولكنها لم تستطع .. خانها جسدها ورفض أوامر عقلها، تذكرت "مالك" طفلها وولدها الوحيد وإعترفت أنها لم تستحقة أبداً.
همست بلسان ثقيل/ يارب.
قالتها بتذلل .. قالتها تلحظ ماتشعر بة من خوف ورعب وكأنها كانت مغيبة بغيمة سوداء أضاعت بوصَلَتَها لتجد ذاتها فى بئر عميق من الذنوب .. ذنوب جعلت الهلاك نصيبها .. ذنوب لم تعلم كم هى ثقيلة سوى وهى على شفيرة الموت.
إزداد إرتجاف جسدها بصورة غير طبيعية وأصبحت أنفاسها ثقيلة وبطيئة حتى سكنت تماما وإختفت أنفاسها وغادرت روحها جسدها الفانى تعلن نهاية "نورا"
نهاية قد تكون قاسية ولكنها عادلة لمن سوّلت لة نفسة أذيّة الغير بدون وجة حق، لمن إستباح "حرمات النساء" وهى "فعلت"، لمن قتل وحرّض على القتل "وهى قد فعلت"، لمن لم يهذّب نفسة ويحاول جاهداً للسيطرة على شخصة المظلم وهى لم تسيطر على غيرتها وحقدها وسلّمت نفسها لشيطانها فكان مصيرها هو الهلاك.
♡♤♡♤♡♤♡
♡♤♡♤♡♤♡
فى شقة "شعيب"...
هرولت "حنان" إلى الخارج وهى تبكى بإنهيار فـاقتربت "لتين" من "شعيب" تحتضنة بقوّة فهمس بغصّة/ أنا آسف ليكى نيابة عن الكل، أنا آسف ياروح الفؤاد.
ربتت على ظهرة بحنان جارف قبل أن تهمس بعتاب رقيق/ مكانش لية داعى تقولها الكلام دة وخصوصاً وأنا موجودة أينعم مكونتش قاعدة معاكم بس كنت سمعاكم كنت خلّى إللى فات يموت بكل مرّه وقسوتة وخلينا نبدأ من جديد .. نبدأ صفحة جديدة مع كل إللى حوالينا بلاش نشيل فى قلبنا من الناس إللى بنحبهم، لأننا هنتعب أكتر مما هما هيتعبوا هنتعب لتعبهم وهنتعب إن إحنا سبب تعبهم فعشان خاطرى إنسى كل إللى فات وإنزل صالح والدتك خليك حنين عليها زى ما أنت حنين على الكل.
أحاط وجهها بين كفية ثم لثم جبينها بحب قبل أن يقول بجدية/ يسلملى قلبك الطيب بس لازم تعرفى إنى مش قصدى أقسى عليها أنا عارف إن أمى بتحبنى أنا و "تقى" بتحبنا قوى كمان بس تصرفاتها بتأذينا يا "لتين" أنا عارف إن كل شيئ نصيب بس كان ممكن تحاول تقربنا من بعض زمان تقف جانبنا وتأخد موقف من عادات متخلفة وهى بدل ما تتعظ من إللى جرالى لأنها شافت قد إية إنكسرت فى بعدك عنى .. جاية دلوقتى تكرر نفس الشيئ بس لأسباب مختلفة ومع أشخاص مختلفين .. أنا مش هقدر أقف أتفرج على أختى وهى قلبها بينكسر أنا واثق فى "مازن" وعارف أنة مختلف وأنة بيحبها بجد وهى كمان فى جواها مشاعر خاصة لية فأنا مضطر أقف وأقول لا .. لا للأذى إللى أختى هتعيشة، لا لهواجس وخوف زايد عن حدّة لا لفراق ممكن يكسر قلبين.
دفنت وجهها داخل عنقة قائلة بعشق/ يابخت بناتنا بيك ويابختى أنا بيك، محظوظة وأمى دعيالى فى ليلة القدر عشان فى الآخر بقيت ليا وبقيت ليك وهبقى أم لولادك هبقى أم يا "شعيب"
قالتها بصوت مخنتق من شدة مشاعرها فشدد من إحتضانة لها قائلاً بعبث/ يابنت الحلال صدقينى هتتمرمطى، العيال هتبهدلك واحدة طريّة زيك هتقدر على 12 عيّل!!
إبتعدت عنة فى دلال وقد صدحت ضحكاتها بقوة قائلة/ 12!! مين الـ12 دول؟؟ مفيش غير "عائشة" و"ملك" و "مالك"...
وتحسست معدتها بحنان/ والطفل إللى جوة هنا يعنى أربعة.
أقترب منها وهو يرمقها بنظرات عابثة/ هو أنا مقولتلكيش؟؟ مش أنا ناوي أكملهم دستة!! أصل بصراحة لقيتك هتموتى على لقب "ماما" فقولت أكسب فيكى ثواب وأحققلك أحلامك وأشبع تعطشّك للأمومة غلطت فى حاجة أنا؟؟
إبتعدت قدر الإمكان عن مجال يدية قائلة بدلال/ لا الصراحة عداك العيب .. طيّب أنت قوى يا"شعيب".
أجابها بمسكنة/ طيب قوى قوى والله ومسكين وإبن  حلال ومحتاج إللى يعطف عليا.
هتفت "لتين بتأثر زائف/ ياحرام صعبت عليا يا مسكين.
إقترب منها على غفلة يحيطها بين ذراعية قائلاً/ أنا مسكين فعلاً فإعطفى وحنى عليّا.
♡♤♡♤♡♤♡
♡♤♡♤♡♤♡
دلفت "حنان" إلى غرفتها تبكى بحرقة وكلمات "شعيب" تتردد بداخلها فتزيد آلامها أضعافاً.
هتف "سالم" بإشفاق/ بتعيطى لية يا أم العيال؟؟
إزدادت دموعها إنهماراً فإحتضنها برفق وهو يربّت على ظهرها بخفّة قبل أن يقول بهدوء/ الواد "شعيب" زعلك ولا إية؟؟ أطلع أقرصلك ودانة؟؟
رمقتة بإستنكار فتابع بجديّة/ أوعى تفكرية كبر عليا طب والله أطلع أعملها.
ضحكت بخفوت قبل أن تقول ببؤس/ "شعيب" شايل منى أوى يا "سالم" دة قالى إنى دبحتة، أنا والله كنت خايفة علية وعلى العيلة كلها وعملت إللى شوفتة وقتها صح.
= أنتِ بنفسك قولتى {{اللي أنتِ شوفتيه صح}} بس هو مش شايف كدة هو شايف إنك كنتى سبب من الأسباب إللى حرمتو من الإنسانة إللى هو حبها من حقةيزعل؟؟ أة من حقة بس برضوا ملهوش حق يزعلك مهما حصل .. إديلو وقتة ومش بعيد نلاقية دلوقتى داخل علينا زى القدر المستعجل عشان يصالحك إبنى وأنا عارفة قلبة قلب خساية.
= احمممم احممممم.
نظرا لمصدر الصوت ليجدا "شعيب" واقفاً يستند على إيطار الباب ويرمقهما بحاجب مرفوع قبل أن يقول/ أبو قلب خساية وصل ياحاج كلم جدى بقى محتاجك ضرورى.
= أنت بتطردنى يالا؟؟
أجابة "شعيب" ببرائة/ وهو أنا أقدر برضو؟؟ أنا بس خايف تتأخر على جدى أصلة كان شكلة متعصب أوى وبلّغنى أنة عايزك فوراً.
رمقة "سالم" بتفكير قبل أن يستقيم واقفاً يهندم ملابسة بغرور قبل أن يندفع للخارج بإتجاة شقة "الجد مهران".
أقترب "شعيب" من والدتة وهو يكتم ضحكاتة قبل أن تقول "حنان" بهدوء/ كل ما تكون عايز تتكلم معايا من غير وجود أبوك تقول لة نفس الحجة وسبحان الله كل مرّة بيصدقها.
إنفجر "شعيب" ضاحكًا قائلًا من بين ضحكاتة/ أنا برضو بستغرب إنة بيصدقها!! بس جدي الله يكرمة بيلقطها وهى طايرة فبيشغلة بأى موضوع.
أبتسمت على ضحكاتة ووخزت الدموع عيناها فأقترب "شعيب" منها يلثم يديها بإحترام قائلاً/ دموعك غالية أوى وأنا مستاهلش إنها تنزل بسببى حقك عليا إنفعلت عليكى سامحينى.
= مين إللى يسامح مين ياحبيبى؟؟ سامحنى أنا يابنى سامح أمك يا "شعيب" أنت وأختك كل ما أملك بخاف عليكم أكتر من عيونى أنا كنت فاكرة إنى بحميكم طلعت بأذيكم!! سامحنى قبل ما أموت و...
ضمّها إلى صدرة بقوّة قائلاً/ طولة العمر ليكى ياست الكل إحنا من غيرك ولا نسوى حقك عليا أنا سامحينى لو قولت كلمة تزعلك حقك على راسى يا أمى حقك عليا ياغالية.
ربتت على صدرة بمحبّة خالصة فإبتعد عنها بهدوء وقبض على يديها برفق قائلاً/ عندي خبر مهم أنتِ رابع واحدة فى العالم كلة تعرفة بس دة سر مفيش أى حد هيعرفة دلوقتى.
رمقتة بفضول وهزت رأسها موافقة تحثة على الحديث فقال بسعادة/ "لتين" حامل، هتبقى جدة للمرّة التالتو الأحفاد هيكبروكى ياحنونة.
شهقت "حنان" بذهول وقد إتسعت عيناها بعدم تصديق فقال "شعيب" بتأكيد/ روحنا للدكتورة وأكدت لينا إن "لتين" حامل فى الشهر التالت و...
لم تتركة يكمل حديثة بل إندفعت تطلق عدّة زغاريد عالية تعبر بهم عن سعادتها.
هتف "شعيب" بذهول/ ششششش عندنا حالة وفاة يا أمي أنتِ نسيتى؟؟ بس الله يخليكى.
كممت فمها بحرج قبل أن تقول/ والله من فرحتى نسيت، ياما أنت كريم يارب ألف مبروك ياقلب أمك ومتقلقش سرك فى بير أنا مش هقول لحد لغاية ما "لتين" تولد بالسلامة.
أجابها بسخرية/ سر؟؟ وبير!! بعد الزعروطة إللى الحى كلة سمعها؟؟ مفتكرش.
وبالفعل إنتشر خبر حمل "لتين" بين أفراد العائلة ورغم الحزن الذى سكن قلب "توفيق" و "مازن" بسبب وفاة "وفاء" ولكنهم إستقبلوا الخبر برحابة وباركوا ل "شعيب" شعيب بمحبة.
××××××
××××××
وكما وصل خبر حمل "لتين" للجميع وصل لـ "عماد" هو الآخر .. للحظات تجمّد كل شيء حولة للحظات إنعزل عن العالم قبل أن تتساقط دمعة وحيدة من عينية وهمس بتحشرج/ الحمد لله ربنا عوّضها بإللى أحسن منى وراضاها بإللى تتمناة .. مش يمكن لما تعيش سعيدة تنسى مرارة أيامى وتقدر تسامحنى؟؟
صمت قليلًا قبل أن يقول بغصّة/ يارب توبت إليك يا أرحم الراحمين فأقبل توبتى وأهدينى وأغفر لى.
♡♤♡♤♡♤♡
♡♤♡♤♡♤♡
هتفت الجدة بإستنكار/ أنتِ بتعيطى لية دلوقتى يا "فوزية؟؟
= "لتين" حامل.
همستها من بين شهقاتها المرتفعة.
= آه الحمدلله ربنا عوّض صبرها خير، أنا بقى مش فاهمة أنتِ بتعيطى لية؟؟ دة بدل ما تقومى تصلّى ركعتين شكر لله قلبتيها عياط ونكد؟!!
تحكمت في بكائها قائلة/ أنا بس فرحانة .. فرحانة إن "لتين" أخيراً أخدت إللى تستحقة، بنتى إتعذبت قوى وأنا كنت سبب عذابها لما ضحيت بيها عشان بقيّة العيلة تخلّيت عنها وسيبتها تعيش مع واحد كنت فاكراة هيصونها بس طلع كلــب صعران نهش فيها.
= لا حول ولا قوّة إلا بالله .. إللى فات مات يابنتى وبدل ما أنتِ قاعدة تندبى حظّك قرّبى من بنتك حنّى عليها ساعديها في حياتها.
وأكملت بجدية/ بس مش معنى كدة إنك تتدخلى فى حياتها الخاصة مع جوزها أوعى خليكى قريبة حسسيها إنك موجودة وإنها تقدر تتسند عليكى فاهمانى يا "فوزية"؟؟
هزّت "فوزية" رأسها موافقة فقالت الجدة/ "حسان" كلمك على التليفون؟؟
أجابتها بتجهم/ أتصل بس مردتش عليه أنا مش عايزة أسمع صوتة ولا أشوف خلقتة.
= "فوزية" شغل العيال دة مش لايق عليكى وزى ماجوزك غلط أنتِ كمان غلطتى وزى ماهو قصّر فى حقّ بناتك فأنتى كمان قصرتى بسكوتك لو كنتى وقفتى لة من البداية وناقشتية كان ممكن كل حاجة تتحل كانت الحياة هتكون أبسط ومكانش هيحصل فجوة بين "لتين" وأبوها أو على الأقل ماكنتش هتكون بالحجم دة.
= يا أمى دة قال لـ "لتين" تطلب الطلاق من جوزها كان عايز يخرب بيتها دة غير قسوتة عليها مشيلها ذنب إختياراتها .. بدل مايقف جانبها بيقولها لا أنتِ السبب مش أنتِ إللى إخترتى "عماد" يبقى تستحملى تصرفاتة وأنا تعبت .. تعبت وخايفة أخسر البنت إللى حيلتى العيشة مع "حسان" بقت مستحيلة دة ماصدّق طلبت الطلاق فطلقنى فى ساعتها.
ضحكت الجدة قائلة بخبث/ قولى كدة بقى أنتِ زعلانة عشان طلقك أول ماطلبتى؟؟
هتفت "فوزية" بحرج/ أيوة زعلت طبعاً الطلاق مش سهل وهو باع العمر إللى مابينا بالساهل ولا كأنة كان مستنى إنى أطلب الطلاق فقال بركة ياجامع!!
ضحكت الجدة من جديد وهمست/ ربنا يهدي سركم ياولادى.
♡♤♡♤♡♤♡
♡♤♡♤♡♤♡
بعد مرور عدة أيام...
أستيقظت اليوم بقلب مقبوض فبرغم سعادتها الأيام الماضية إلا أن اليوم مختلف فقد رأت منام عكّر صفو مشاعرها وبعثر سعادتها.
= الهانم إللى سرحانة .. إية هنفطر بيض مفحم؟؟
أفاقت على صوت "شعيب" المازح ولكنها لم تكُ فى مزاج جيد لتشاركة المزاح فقالت بحاجبين معقودين/
قصدك إية؟؟ إن أكلى محروق؟؟ طبخي وحش يا "شعيب" وخلاص مبقاش يعجبك؟؟
= اممممممم.
همهم بإدراك وهمس بصوت لم يصلها/ شكل هرمونات الحمل إشتغلت إلبس يامعلم.
هتفت "لتين" بغيظ من غمغمتة/ أنتً بتقول إية؟؟
إتسعت إبتسامتة قائلاً/ بقول عندك حق ياحبيبتى أكلك فعلاً لا يعلى علية تسلم إيدك.
هدرت بتحفّز/  دة أنت بتتريق بقى؟!!
أجابها بهدوء/ أنتِ عايزة تتخانقى؟؟ لو عايزة أنا معنديش مشكلة إتفضلى إبدئى.
همست بعدم فهم/ أبدأ إية؟؟
= الخناقة ياروحى.
قالها ببرائة كادت أن تسبب لها ذبحة صدريّة فصرخت بإنفعال/ "شعيب" إحترمنى لو سمحت وبطل تعاملنى زى "عائشة" و "مالك" و "ملك"
هدر بحدّة وصوت عالى/ "لتيـــــن"
شهقت بإجفال من صوتة العالى وإرتعشت شفتيها وكأنها على وشك البكاء فهتف بهدوء جاد/ أنا كمان بعرف أعلّى صوتى على فكرة بس مش من الطبيعى إن فى أى خلاف بيننا صوتنا يعلى وأنا مش هسمحلك أبداً تعلى صوتك عليّا وأعتقد إنى لما بكلّمك حتى وإحنا مختلفين بيكون صوتى واطى صح ولا إية؟؟
لم تجبة وأكتفت بإطلاق صراح دموعها لتتساقط على وجنتيها ببؤس فنفخ بضيق قائلاً/ لا إله إلا الله الممنوعات إبتدت تظهر أهى.
رمقتة بعتاب ولم تعلّق ليهتف بهدوء وهو يقترب منها/ مالك يا "لتين؟؟ أنتِ زعلانة لية؟؟ فى حاجة قلقاكى ولا دى هرمونات وهتروح لحالها؟؟ فهمينى ياحبيبتى.
= أنا حلمت حلم.
عقد حاجبيه بـإستغراب/ ها كملى.
أكملت بقلب مقبوض/ حلمت أن نـ "نـورا" جايّة تاخد "مالك" مننا هى ماسكة فية من إيد وبتشدّة ناحيتها وأنا مسكاة من إيدة التانية وبشدّة ليا لحد ما لقيتة بيبكى من وجع دراعاتة فـ فسبتة.
همستها بحزن وقد تملّكها شعور بالذنب لتركها للصغير.
إحتضن وجهها بين كفية قائلاً:/ دة مجرد حلم مش واقع وإن كان على القذرة "نـورا" فهى سابت إبنها  بمزاجها ومفكّرتش للحظة واحدة تيجى تشوفة أو تطمّن علية .. هى جبانة وقت المواجهة هربت وأنا متأكد إنها مش هترجع هنا تانى بعد إللى سرقتة من بيت أهلها والفلوس إللى سحبتها من البنك معتقدش إنها غبيّة لدرجة إنها ترجع لقضاها لأن صدّقينى لو وقعت فى إيدى مش هرحمها.
همست برجاء/ يعني "مالك" هيفضل معانا مش كدة؟؟ مش هتتخلى عنة يا "شعيب" صح؟؟ دة يتيم وماحدّش هيقدر يراعية "مازن" وعندة شغلة وحياتة ومش هيعرف يهتم بية كويس وخالى "توفيق" كبر وصحتة على قدة .. أنا ههتم بية صدقنى مش هقصر معاك فى حاجة وهعاملة زى "ملك" و "عائشة" هم هيبقوا كلهم ولادى زى إبنى أو بنتى إللى أنا هخلفهــا ليهم نفس المعاملة والله ماهفرّق بينهم فأرجوك أ...
عانقها بإفتتان منبهر بها وبحنانها المتدفق .. هى أم بالفطرة أم قبل أن تنجب أم لبناتة من زوجتة الأولى وأم لإبن "نـورا" تلك التى تسببت لها بألم ستبقى ندبتة موجودة إلى الأبد .. ولكنها "لتين" منبع الحنان والأمومة، التسامح والرضى، "لتين" حبيبتة ومالكة قلبة "لتين" روح الفؤاد.
♡♤♡♤♡♤♡
♡♤♡♤♡♤♡
كفى بُعاداً لقد سئم الإشتياق فقد حان وقت المواجهة حان وقت المطالبة بها .. حان وقت رجوع "تقى" إلية لتنير عتمة أيّامة لتروى لوعة قلبة من شدّة إشتياقة لها.
طرق باب عمّة "سالم" بقوة ليُفاجئ بزوجة عمّة تفتح الباب وترمقة بعبوس فهتف بإندفاع/ أومال "تقى" فين؟؟
أجابتة بتجهم/ أفندم؟؟
= أقصد صباح الخير فين عمى؟؟ محتاجة فى موضوع حياة أو موت.
= طب إستنى هنا.
ثم أغلقت الباب بقوّة فى وجهة.
همس "مازن" بصدمة/ هى قفلت الباب فى وشى؟!! أكيد دة محصلش!!
وبالداخل هتفت "حنان" بصرامة ل "سالم" المتابع للموقف بتسلية/ "سالم"مهما الباب يخبّط متفتحش.
رفع حاجبة بإعتراض فأكملت برجاء/ لو سمحت يا "سالم" متفتحش الباب.
هز رأسة موافقاً برضا فإندفعت لغرفة إبنتها التى كانت تستعد للخروج قائلة بأمر/ "مازن" برة عارفة لو رجلك خطّت برة باب أوضتك إعتبرى الجوازة ملغيّة يا "تقى" وجدعة عاندينى أنا أصلاً بتلكك.
ختمت كلماتها وخرجت من الغرفة لتستقبل "مازن" أما "تقى" فهمست بإرتجاف/ هى تقصد إية؟؟ معقول وافقت على جوازى أنا و "مازن"؟؟ ولا أنا فهمت غلط؟؟
ثم هتفت بتضرّع/ اللهم إن كان خيراً فقدّرة لى ويسرّة لى ثم بارك لى فية وإن كان شراً فأصرفة عنى وأصرفنى عنة وقدّر لى ولة الخير حيث كان ثم راضينى بة.
وبالخـــارج وتحديداً فى غرفة الصالون...
جلس "مازن" بالمقعد المقابل لمقعد زوجة عمّة التى ترمقة بنظرات غامضة لم يستطع تفسيرها وعلى مسافة ليست بـبعيدة كان "سالم" جالساً يتابع بتسلية "مازن" المرتبك و "حنان" المتجهمة، رمقة "مازن" بإستعطاف يطلب منة العون ولكنة تجاهلة وهو يحاول بصعوبة كتم ضحكاتة حتى لا يثير غضب زوجتة المتحفّزة.
هتفت "حنان" بصرامة/ من غير لف ولا دوران جاى لية يا "مازن"؟؟
أجابها بتحدّى/ جاى أشوف خطيبتى.
إبتسم "سالم" فخوراً بثقتة قبل أن تنمحى إبتسامتة و "مازن" يكمل/ أصلها وحشتنى.
همس "سالم" بحنق/ الواد دة غبى؟؟ أيوة فعلاً غبى ماهو لو كانت "حنان" بس إللى معترضة على الجوازة دى فبعد بجاحتة "إبن توفيق" أنا كمان هكون معاها.
ثم صاح بصوت عالى/ ألفاظك ياحيوان إية وحشتينى دى؟؟
تنحنح "مازن" بحرج قائلاً/ لامؤاخذة ياعمى أنا...
هتف "سالم" وهو ينصرف من الصالون/ عمى الدبب جيل بجح بصحيح.
بعد خروج "سالم" هتفت "حنان"بتجهّم/ قولتلى جاى لية؟؟
وبعد مناقشات إستمرت لأكثر من نصف ساعة هتفت "حنان" بحنق/ خلاص أنت هتشحت؟؟ إتفق مع عمك على معاد الفرح وإللى فية الخير يقدّمة ربنا. وأكملت بتحذير شرس/ بس قسماً بالله العظيم لو أذيت شعرة من بنتى لآكلك بأسنانى وأنا مش بهدد.
إقترب منها "مازن" يلثم يديها بإمتنان وسعادة قائلاً/ "تقى" جوة عيونى يامرات عمى ربنا يبارك لنا فى عمرك ويخليكى لينا حضرتك فى مقام أمى الله يرحمها.
حاولت "حنان" إخفاء شفقتها بعد سماعها لرّنة الحزن والألم فى صوتة/ ويهديك يا "إبن توفيق" بقولك إية أنت فطرت؟؟ أجبلك تاكل؟؟
♡♤♡♤♡♤♡
♡♤♡♤♡♤♡
إن أخطأت فلا بأس فالإنسان بطبيعتة خطّاء ولكن إن لم تدرك أخطائك وتعمّدت بكل سفة تكرارها فأنت تستحق العقاب، تستحق ماسيحدث لك.
وما ينالة "حسان" الأن يستحقّة وبجدارة .. لقد لفظتة زوجتة خارج حياتها وبأنانيتة خسر إبنتة الثانية والوحيدة أن من الأولى بعد وفاة إبنتة الكبرى أن يكون أكثر حرصاً على الصغرى أن يراعيها ويهتم بها أن يكون سنداً لها قبل أن تكون سنداً لة فلقد عاش مرارة الفقد وكسرة القلب على فلذة كبدة ولكنّة لم يتّعظ بل تجبّر على "لتين" حتى خسرها ويالها من خسارة كبيرة يعانى مرارتها الأن .. ولكنّة لن يقف مكتوف الأيدى بل سيسعى حتى يستعيد مكانتة عند إبنتة وزوجتة.
♡♤♡♤♡♤♡
♡♤♡♤♡♤♡
وفى تلك المنطقة الشبة خالية..
كان أحد حارسى القصور يعبر من أمام قصر "نورا" وتفاجئ بباب القصر مفتوح فدفعة فضولة للدخول وإستكشاف سبب ترك الباب الرئيسى مفتوح بهذا الشكل المثير للريبة فهو يعمل بتلك المنطقة منذ سنوات لحراسة قصر من قصور رجل أعمال شهير ولكنة لم يرَ أحداً من قاطنين هذا القصر من قبل!!
تقدم بخطوات حذرة حتى وصل للباب الداخلى للقصر وضع عبائتة يغطى بها أنفة قائلاً بإشمئزاز/ إية الريحة النتنة دى؟؟ هو فى حيوان ميت جوّة ولا إية؟؟
أزاح الباب بخفّة ففُتح بسهولة فصاح بصوت عالى/ ياساتر حد هنا؟؟
وما قابلة هو الصمت ولكنة إنتبة لوجود شيئ ما فدلف للداخل يستكشف ماهو ويالهول ما رأى لقد كانت جثّة بنى آدم فى حالة وجد صعوبة فى شرحها فأخذ يصرخ بفزع/ لا إله إلا الله جثة .. جثة لا إله إلا الله.
ثم هرع خارج القصر بخطوات مسرعة وكاد أن يسقط أرضاً عدة مرات.
بمجرد أن وصل للشارع الرئيسى أخرج هاتفة قديم الطراز يطلب رقم ما قائلاً/ ألووو بوليس النجدة؟؟ إلحقونى يابية.

شعيب (نبضات بين الوجدان)Where stories live. Discover now