الواحد والعشرين

1.6K 47 1
                                    

وصلت لقسم الشرطة منذ أكثر من عشر دقائق وهاهى تجلس قُبَالَتة يرمقها بنظرات متفحصة أقلقتها وكأنة على وشك الفتك بها ولا تعلم السبب!!
باغتها "شعيب" بسؤال قطع الصمت المحيط بِهما/ جاية لية يا "نورا"؟؟ إية الشيء الضرورى إللى يخليكى تجيلى فى وقت زى دة وفى مكان زى إللى إحنا فية؟؟ فى إية بالظبط؟؟
تفرّستة بنظراتها قبل أن تقول بثبات/ جيالك فى الخير أنا جاية ومعايا إللى هيطلعك من هنا زى الشعرة من العجين.
عقد حاجبية قائلاً بسخرية/ إية معاكى العصاية السحرية؟؟
إتسعت إبتسامتها قبل أن تضحك برقة مصطنعة/ بعيداً عن خفة دمك بس معايا إتفاق لو وافقت علية بكرة الصبح هتخرج من سرايا النيابة وتوصل لبيتك بالسلامة.
هتف "شعيب" دون تعبير/ وياترى إية العرض المميز دة؟؟ على حد علمى أنا معملتش حاجة أتحبس عشانها دة سوء تفاهم مش أكتر.
أجابتة بمكر إلتمع بعينيها وهى تقترب منة بجرأة/ سوء التفاهم فى ثانية ممكن يبقى أمر واقع لو "عماد" نفذ إللى فى دماغة.
إستقام واقفاً يدير لها ظهرة/ بلاش لف ودوران يا "نورا" وقولى إللى عندك.
وقفت خلفة مباشرة وأمالت وجهها نحوة تهتف داخل أذنة بصوت ناعم كالأفعى/ طلق "لتين" طلاق بيّن مالهوش رجوع.
إلتفت لها بسرعة البرق وقد نفرت عروقة بطريقة مقلقة وكأنة على وشك الإنفجار قبل أن يهدر بوحشية/ الكلام دة عند أمك .. "لتين" مين إللى أطلقها؟؟ أنتِ إتهبلتى على المسى؟؟
إرتدت عدة خطوات للخلف وأسرعت تقول بإرتباك/ أنا مجبتش الكلام دة من عندى أنا يدوبك مرسال ولولا خوفى عليك يا إبن عمى أنا مكونتش إدخلت فى الموضوع دة من الأول صدقنى أنا خايفة عليك.
هتف بقسوة/ مين إللى باعتك؟؟
همست بخوف أجادت صنعة "عماد" و "لتين".
قبض على رسغها بعنف جعلها تتأوة بألم حقيقى قائلاً بقسوة/ متجمعيش إسم مراتى مع الـ××× دة .. هى أطهر من إن إسمها يجى ورا إسم واحد بالوسـاخة دى .. مراتى ملهاش أى علاقة بالحيوان أخوكى وإن كانت دى خطتة عشان أبعد عنها فـلما يشوف قفاة.
إلتمع الغل داخل ملقتيها وإنتشلت رسغها من يدية بعنف فتركها بإشمئزاز واضح وكأنة ينفر من ملامستها.
أخرجت هاتفها من حقيبتها وأسرعت تعرض لة بعض الصور التى جعلت الدماء تتجمد داخل أوردتة وتشتعل نيران لم تخمد يوماً .. كانت "لتين" زوجتة تقف مقابل "عماد" بإحدى الغرف الخاصة بالمستشفيات.
إنتبة لصوت "نورا" وهى تقول بتشّفى/ تقدر تتأكد من الوقت والتاريخ موجود على الصورة مراتك يا "شعيب" كانت مع "عماد" أخويا فى المستشفى وهما الإتنين طلبوا مساعدتى وجيتلك هنا بناءً على طلبهم صدقنى أنا مليش أى مصلحة بالحوار دة.
رن الصمت لثوانى مرت كالساعات و "شعيب" يقف أمامها وكأنة تنين على وشك بخ نيرانة .. هتف أخيراً بتجلد/ "لتين" طلبت إية؟؟
تنفست بعمق قبل أن تقول بصوت جعلتة صادق على قدر الإمكان/ طالبة الطلاق لأنها لسة بتحب "عماد" وعايزة ترجعلة.
شهقت بذهول أثر الصفعة التى سقطت على وجهها .. كانت صفعة سريعة مؤلمة ألم حارق وعلى أثرها كادت تصاب بالإغماء ولكنها تماسكت بصورة تحسد عليها وهو يقترب منها قائلًا بقسوة جلدتها/ "لتين شعيب مهران" مش و××× زيك عشان تقول حاجة زى دى وقولي للنطع أخوكى بكرة أخرج بالسلامة وأرجع لمكانى الطبيعى حضن مراتى .. وساعتها يقول على نفسة يارحمن يارحيم وأنتِ معاة.
ثم أبتعد عنها بعنف قائلًا بإختصار/ المقابلة إنتهت .. بــرة.
وكأنة يملك المكان ليطردها ذلك الـ××× إبتلعت السبة القذرة التى كادت تنفلت من بين شفتيها وأسرعت تخرج من الغرفة وشياطين الإنس والجن تلاحقها.
♡♤♡♤♡♤♡
♡♤♡♤♡♤♡
كانت تركض بسرعة مهولة وصوت لهاثها يصم أذنيها وصلت لسيارتها فـجلست فى المقعد الخلفي ثم أمرت السائق بالإنطلاق والعودة إلى المنزل.
جسدها بالكامل كان يرتجف برعشة خفيفة فإحتضنت نفسها بحماية كيف إنكشف سرّها بتلك الطريقة؟؟ ومن كشفة؟؟ "عماد" زوجها الأول!!!
أرادت وبشدة التنفيس عما يعتمل بصدرها .. إبتلعت غصة مسننة تكاد تخنقها وبصعوبة بالغة منعت نفسها من الإنهيار والبكاء فـأكيد لا تريد أن تبدو كالمجانين أمام السائق الذى يرمقها بقلق وإرتباك.
تنفست بعمق وأخرجت هاتفها تطلب طبيبتها النفسية "غادة" قائلة/ إزيك يادكتورة "غادة"؟؟ أنا أسفة إنى بكلمك فى وقت متأخر زى دة.
أجابتها الأخيرة بصوت ودود/ أهلاً بيكى فى أى وقت يا "لتين" أنا موجودة فى أى وقت تحتاجينى فية.
هتفت "لتين" بصوت خرج رتعشاً رغماً عنها/ أنا عارفة إن الجلسة بتاعتى فاضل عليها كام يوم بس أنا محتجاكى ضرورى ينفع تحدديلى ميعاد قريب؟؟
أجابتها بتأييد/ تمام ياحبيبتى هشوف مواعيدى و أبلغك بأقرب وقت.
هتفت "لتين" بإمتنان/ متشكرة جداً يادكتورة.
أغلقت هاتفها وزفرت بإرتياح وإنتبهت لصوت السائق/ وصلنا ياهانم.
همست تشكرة وترجلّت خارج السيارة ودلفت داخل البناء كان الصمت يحيط المكان فـتنفست بخوف ثم توجهت لـشقة حِمويها لتأخذ الفتاتين .. دقّت على الباب بهدوء فأتاها صوت "تقى" تطالبها بالإنتظار قبل أن تفتح الباب على مصرعية قائلة بترحيب صادق/ أهلاً يا "لتين" إتفضلى.
شكرتها "لتين" بإبتسامة باهتة/ شكراً يا "تقى" بس الوقت إتأخر ومحتاجة أنام ممكن تندهيلى البنات؟؟ معلش هتعبك معايا.
أجابتها "تقى" بإبتسامة مشفقة/ تعبك راحة ياحبيبتى ثواني وأجبلك البنات.
أومأت "لتين" موافقة فـإنسحبت "تقى" للداخل تأتى بـ "ملك" و "عائشة" إلا أن "حنان"حنـان بإصرار قائلة بصوت عالى وصل لمسامع "لتين"/ حفيداتى هيباتوا معايا إطلعى قولى لمرات أبوهم الكلام دة.
عقدت "لتين" حاجبيها بألم وكأن "حنان" قد صفعتها للتو ولكنها لم تستطع الرد فقط من أجل "شعيب" ثم خالها "سالم"
وبالداخل...
هدر "سالم" بغضب/ "حنان" ميصحش الكلام دة خلّى البنات تطلع مع "لتين" وبلاش تعملى مشاكل.
ناطحتة بعند/ لا البنات هتفضل معايا الله أعلم هى ممكن تعمل فيهم إية؟؟
هتف "سالم" بحنق/ يا الله ياولى الصابرين "تقى" خدى ولاد أخوكى وطلعيهم لبنت عمتك وإعتذرى ليها بالنيابة عنى.
أومأت "تقى" موافقة وأسرعت بإخراج الفتاتين اللتين أسرعتا بإتجاة "لتين" التى إحتضنتهم بحنان قبل أن تشكر "تقى" التى رمقتها بنظرات مليئة بالإعتذار.
♡♤♡♤♡♤♡
♡♤♡♤♡♤♡
كان يدور بغرفة الحجز كأسد حبيس، نظراتة تنذر بالخطر وخصلاتة مبعثرة بعشوائية .. كيف أتتها الجرأة وذهبت إلية؟؟ كيف تذهب إلى "عماد" بكامل إرادتها؟؟
زمجر بغضب عاصف وكلام "نورا" يتردد بذهنة دون توقف، لم ولن يصدق تلك الأفعى .. ولكن الصور بتاريخ اليوم وزوجتة كانت ترتدى نفس الملابس التى تركها بها صباح اليوم؟؟
أغمض جفونة بعنفوان وهو يتخيل نظرات "عماد" إليها .. كلامة معها .. شعورة بوجودها.
اللعنة يريد رؤية زوجتة فى التو والحال لن يسامحها على ذهابها لهذا الحقير لن يسامحها أبداً.
همس بقسوة تشعلها نار غيرتة/ مش هسامحك يا "لتين" مش هسامحك أبداً على مرواحك لحد عندة، على خروجك من دون إذنى، على ثقتى إللى كسرتيها  أبداً مش هسامحك.
♡♤♡♤♡♤♡
♡♤♡♤♡♤♡
عودة لشقة "سالم مهران"...
صرخ "سالم" بتعنيف/ "حنان" لمى الدور أنتِ زودتيها أوى وأنا ساكتلك من بدرى فـإتقي الله عشان كما تدين تدان وأنا مش عايز بنتى تدفع تمن أغلاطك.
همست "حنان" بشحوب/ أنا عملت إية أنا بس خايفة على البنات دة جزائى؟؟
هدر بسخط/ أنتِ مش خايفة عليهم أنتِ عايزة تحرقى دم مرات إبنك مش أكتر .. أنتِ معملتيش إحترام ليا ومعملتيش حساب إنها بنت أختى وهزعل على زعلها .. معملتيش حساب لغيبة إبنك وحرمة بيتة إللى المفروض تصونيها مش تهينيها، شغل الحموات إللى بتعملية دة مش من مقامك يا "حنان"، عيب فين عقلك إللى كان يوزن بلد؟؟ غيرتك على إبنك نستك كل حاجة ولا إية؟؟
هتفت بإعتراض/ أنا مش غيرانة علية ماهو كان متجوز قبل كدة و "زهرة" كانت أكتر من بنتى كل الحكاية إن "لتين".
قاطعها بكمد/ لا غيرانة يا "حنان" عشان عارفة ومتأكدة إن "شعيب" بيعشق "لتين" ودة إللى قالقك خايفة تخطفة منك وتبعدة عننا بس دة لا يمكن يحصل لأن إبنك عاقل يا "حنان" عاقل وعارف ربنا ولو فضلتى بتعاملى "لتين" بالطريقة دى قلبة هيشيل منك حتى لو ما إتكلمش بس تلقائى هتلاقية بيبعد عنك فـيا "حنان" خليكى زى إسمك وحنى على البت الغلبانة إللى الدنيا مبهدلاها وبدل ماتبقى معاها أنتِ كمان ضدها .. من لا يرحم لا يُرحم.
ثم أندفع خارج الغرفة تاركًا "حنان" وحدها تفكر فيما قالة شاعرة ببعض الندم.
♡♤♡♤♡♤♡
♡♤♡♤♡♤♡
فى شقة "شعيب"؟؟
هتفت "عائشة" بتساؤل حزين/ ماما هو بابا مش هيجى؟؟ هو خلاص هيفضل مع البوليس ويدخل السجن؟؟
شهقت "لتين" بألم قائلة/ بعيد الشر عنة بابا بإذن الله هيطلع بالسلامة فى سوء تفاهم بسيط هيتحل ويجى على طول.
هتفت "ملك" بيأس/ بس عمو الظابط قال إن بابا كان عايز يقتل عمو "عماد" وفى الـ TV لما حد بيقتل حد بيعلقوة من رقباتة (رقبتة)
همست "لتين" بوجل/ دة لما يكون الشخص دة فعلاً قتل حد لكن بابا بريء ومستحيل يعمل كدة صح ولا إية؟؟
أومأت الفتاتان بتأكيد فقالت "لتين" بهدوء تحاول بث الطمأنينة بقلوبهم/ وبما إن بابا معملش حاجة فإن شاء الله هيخرج قريب جداً.
صمتت قليلاً ثم أكملت بحماس/ إية رأيكم نقوم نتوضى ونصلى وندعى لـبابا يخرج بالسلامة فى أقرب وقت؟؟
هتفت "عائشة" دون ممانعة/ خلينا نصلى ياماما وربنا هيستجيب لدعانا عشان إحنا بنحبة أوى.
خلال دقائق كانوا قد إنتهوا من الوضوء ويقفون بخشوع يؤدون [صلاة الحاجة] و "لتين" تدعى بتضرع للمولى عز وجل.
[ اللَّهمَّ إنِّي أسألُكَ وأتوجَّهُ إليكَ بنبيِّكَ محمدٍ صَلَّى اللَّهُ عليْهِ وعلى آلهِ وسلَّمَ نبيِّ الرحمةِ، يا محمدُ إنِّي أتوجَّهُ بكَ إلى ربِّي في حاجَتي هذه فتَقضى، وتُشفعُني فيه وتشفعُهُ فيَ اللهم إني أسألك أن تفرّج كرب زوجي، وتيسر لي أموره، وتوسع له رزقه يا كريم فإنك قادر على كل شيء .. اللهم سخر لزوجي رزقه، واعصمه من الحرص والتعب في طلبه، ومن شغل الهم ومن الذل للخلق، اللهم يسّر له وفرّج همّه وعجّل له به يا نعم المجيب]
وكان الله عز وجل سميع الدعاء .. سريع الإستجابة
فـفى صباح اليوم التالى بعد سماع النيابة لأقوال المجنى علية "عماد توفيق مهران" بعدما أعترف بإنزلاق قدمية بسبب عدم إنتباهة وعدم تدخل إبن  عمة "شعيب سالم مهران" فى إصابتة سواء من قريب أو من بعيد .. أصدرت النيابة العامة خروج المتهم "شعيب سالم توفيق" من سرايا النيابة بضمان محل إقامتة، ورغم إستغراب الأخير من أقوال "عماد" فقد كان على يقين بأنة سيتهمة لا محالة ولكنة لم يهتم .. فقط أسرع بالعودة إلى منزلة ولكن عاد بمشاعر متضاربة وغضب مكبوت وغيرة حارقة.
أول من رآة كانت والدتة التى صرخت بإبتهاج وإرتمت بين ذراعية تبكى لوعتها وقلقها الذى نهشها دون رحمة .. تجمهر الجميع حولة بحبور وسعادة جمّة عدا زوجتة وبناتة وبين مباركات وأسئلة كثيرة لم تنتة، هتف "الجد مهران"/ بس كفاية "شعيب" أكيد تعبان وحابب يرتاح وكمان يطمن على مراتة وبناتة.
أومئ الجميع موافقاً فقال الجد/ إطلع إرتاح يا إبنى وطمّن أهل بيتك.
إستقام واقفاً مودعاً الجميع وبخطوات واثقة إتجة إلى شقتة وزفر بضيق وهو لا يجد مفتاح شقتة
قرع الباب بقوة فأجفلت تلك النائمة تتوسط "ملك" و "عائشة" ثم إنسحبت بقلق تجاة الباب وقلبها ينبض بإضطراب قائلة بهمس/ مين؟؟
هذا الضعف الذى تسلل إلى قلبة كمرض خبيث وهو يسمع صوتها بعد غياب يوم مرّ علية كالدهر جعل غضبة يزداد أضعافاً فأجابها بصوت خشن قاسى/ "شعيب".
ومن لهفتها لم تنتبة لـقسوة صوتة .. فقط فتحت الباب على مصراعية وألقت جسدها على صدرة تحتضنة بجنون تهمس إسمة بٍوَلة ولكن على غير العادة لم يبادلها العناق، لم يشدّ ذراعية حول خصرها يكاد يكسرها وكأنة يريد زرعها بين ضلوعة فقط أبعدها عنة بجمود ودلف للداخل فإستقبلتة "ملك" و "عائشة" بسعادة بالغة تاركًا "لتين" تشعر بالبرودة وكأنها تقف بين سيول ثلجية.
أغلقت الباب ووقفت خلفة تراقب إحتضانة لبناتة بدفئ إفتقدتة ولوهلة شعرت بالغيرة من الصغيرتين ولكنها نفضت هذا الشعور وأقتربت منة تضع يديها على كتفة قائلة برّقة/ أحضرلك الحمام؟؟
نفض يديها بقسوة فرمقتة بذهول قائلة/ "شعيب"!!
ولكنة ببساطة تجاهلها معتذراً من الفتاتين وإنسحب بهدوء بإتجاة جناح "زهرة" .. أغمضت جفونها بألم وإبتلعت دموعها ثم رمقت البنات قائلة/ "عائشة" خدى "ملك" وأدخلوا كملوا نوم لسة بدرى.
هزت "عائشة" رأسها وإنسحبت ب "ملك" لداخل غرفتهم أما "لتين" فإتجهت بغضب تجاة غرفة "زهرة" ثم دلفت دون إستئذان.
إلتفت إليها "شعيب" هادراً بغضب/ أنتِ إزاى تدخلى من غير إستئذان؟؟ إزاى أصلاً تدخلى أوضة "زهرة".
أجابتة ببرود/ والله حضرتك بتتجاهلنى من غير سبب وجاية أعرف إية السبب.
هتف "شعيب" بسخرية/ مش عارفة السبب؟؟ غريبة!!
صاحت بغيظ/ "شعيب" لو سمحت جاوبنى من غير تريقة أنا عملت حاجة تزعلك؟؟
إقترب منها ثم قبض على رسغها بقوة آلمتها/ إية إللى وداكى عند "عماد".
إبتلعت ريقها بصعوبة قائلة بإرتباك/ أنا كنت .. كنت.
هدر بوحشية/ كنتى إية؟؟ إزاى تخرجى من غير إذنى؟؟ إزاى تروحيلة برجليكى؟؟؟ إزاااى تخونى ثقتى فيكى؟؟ إية وحشك فـحبيتى تطمنى علية؟؟
إلتمعت عيناها بالدموع قائلة/ "شعيب" أنت فاهم غلط أنا والله رحت عشان أطلب منة يخرجك من المصيبة إللى كنت واقع فيها "عماد" أنا بكر...
قاطعها بعيون تلتمع بشراسة قاسية وغيرة مجنونة/ إسمة ميجيش على لسانك قولتلك 100 مرة ماتجيبيش سيرتة.
رفعت عيناها إلية قائلة بشجاعة/ هجيب إسمة بدل المرة ألف مرة دة كان جوزى زى ما "زهرة" كانت مراتك ومن حقى أقول إسمة زى ما أنت بتقول إسمها  وموجود فى أوضتها وبتنام على سريرها فـمش من حقك تمنعنى من حاجة أنت بتعملها.
إزداد ضغط أصابعة حول رسغها حتى كاد ينكسر فـصرخت بألم ودموعها تنهمر على وجنتيها/ "شعيب" أنت بتوجعنى.
تلقائياً ترك رسغها وزفر بضيق لا يريدها أن تتألم ولكنو يتألم يحترق، يشتعل بنيران كلما حاول إخمادها تزداد وبقوة.
إرتفع صوت بكائها فأغمض جفونة بعنف صوت بكائها يكوية .. قبض على يدية بقوة حتى إبيضّت مفاصلة كى لا يضعف ويعانقها حتى تتكسر عظامها فصرخ بغضب من ذاتة/ بطلى عياط.
إنتفضت برعب تطالعة بعيون متسعة فإرتبكت نظراتة من مظهرها وإرتعش قلبة تعاطفاً معها وبدون إرادة منة إندفع يحتضنها بتملك وحماية يهمس فى أذنيها/ بغير ونار بتكوينى لما شفايفك تنطق إسمة .. بموت لما عينة تقع عليكى، بتعذب لما بحس إنة شاغل بالك، وجعتين يا "لتين" وجعتينى وخذلتينى لما روحتيلة .. طول الليل والنوم مخاصمنى وعقلى مش بيبطّل تفكير ياترى قالّك إية؟؟ جرحك بكلامة؟؟ طب بصلك؟؟ شاف عيونك إللى بيحيونى؟؟ إزاي يشوفهم وأنا إتحرمت منهم يوم بحالة؟؟ دة عدل؟؟ إزاى يسمع صوتك وأنا بين أربع حيطان عايز أهدهم وأجيلك وأشبع من صوتك إللى بيشفينى؟؟ إزاى تكونى قصادة وأنا بعيد عنك؟؟ إزاى تسيبينى هنا وتروحيلة هو؟؟؟ إزاى توجعينى كدة؟؟ إزاى يامالكة القلب والوجدان؟؟
إنفجرت باكية وإحتضنتة بشدّة قائلة بإعتذار/ أنا أسفة .. أسفة والله أنا كنت خايفة عليك أنا بكرهة يا "شعيب" بكرهة أكتر من أى حاجة فى الدنيا .. إنى أشوفة دة عذاب بالنسبالى بس عشانك أى عذاب يهون.
تأوه بإنتشاء ودفن وجهة فى عنقها الطرى يستنشق رائحتها المميزة بإفتتان.

شعيب (نبضات بين الوجدان)Where stories live. Discover now