الثامن عشر

1.6K 51 0
                                    

كانت "نورا" تشعر بالتية ولم تجد ما تفعلة فكيف تتخلص من تلك المصيبة التى داهمتها دون إنذار؟؟
أسرعت تخطو على الدرج حتى وقفت أمام جسد "عماد" ولم تمر ثوانى وكانت تصرخ بعلو صوتها تطلب من ينجدها فى التو والحال.
ساد الهرج والمرج بعد صراخ "نورا" العنيف .. صراخها الذى طغى على صوت الموسيقى العالية فهرع الجميع نحو مصدر الصوت وإرتسم الهلع والفزع على قسمات وجوههم بوضوح وهم يروا "عماد" ملقى كالجثة الهامدة!!
إنتفضت "وفاء" تصرخ بجنون وهستريا أما "توفيق" فـشحبت ملامحة حتى حاكت شحوب الموتى وأقترب من "عماد" يحاول حملة أو تعديل جسدة فقد كانت رقبتة ملتوية ببشاعة أخذة وضعية غريبة إلا أن صرخة "مازن" منعتة والأخير يقول بصعوبة يقاوم رغبة شديدة فى البكاء/ محدش يلمسة وأطلبوا الإسعاف بسرعة بس محدش يحركة.
أمتثل الجميع لأمرة وأسرعت "تقى" تطلب الإسعاف
أقترب "شعيب" من "لتين" الواجمة يحيطها بين ذراعية يحاول بث الأمان بداخلها فأخذت ترتجف بعنف فزاد من ضمها إلى صدرة.
بعد مرور دقائق مرت بطيئة كالساعات وصلت سيارة الإسعاف ونقلت "عماد" إلى مستشفى حكومية كانت الأقرب إليهم .. كان الجميع يشعر بالقلق الأقرب للرعب فـ مظهر "عماد" لم يكُ مبشرًا على الإطلاق .. الجدة تبكى بإنهيار على حفيدها والجد يتظاهر بالصلابة أما "وفاء" فحدث ولا حرج كانت تولول وتبكى بكاء يمزق نياط القلب و "توفيق" يدعي ويتضّرع بلا توقف و "سالم" و "حنان" يطمئنونهم بالكلمات التى لم تعنى لهم شيئاً فى وقت كهذا.
أقترب "شعيب" من "مازن" المنهار حرفياً قائلًا بثبات/ إجمد يا "مازن" أنت دلوقتى سند أبوك وأمك إجمد وكون سندهم بدل ما تشيلهم حملك وهما مش ناقصين، بإذن الله هيكون كويس.
أبتلع "مازن" غصة مسننة تخنقه قائلًا بخفوت/ مش هيطلع منها سليم يا "شعيب"، "عماد" وقع ومش هيقوم تانى.
"شعيب"/ إستغفر ربك يا "مازن" هو قادر على كل شيء بس أنت قول يارب.
هتف "مازن" بتضرع/ يااااارب.
♡♤♡♤♡♤♡
♡♤♡♤♡♤♡
تضاربت مشاعرها فى تلك اللحظة فهى تشفق على عمها وزوجتة وحتى "مازن" الذي إنتهى يومة السعيد بكارثة قد يعانوا منها طويلاً ولكنها أبدًا لم تشعر بالأسف على "عماد" ولا حتى ذرة من الشفقة ولو مات لن تحزن علية ولا ثانية كفاها حزن بسببة فلم ترَ منة القليل .. لقد عاشت مالم يتخيلة أحد ضرب وإهانة وتعذيب بالقول والفعل، كان يحرمها كل شيء وسلبها الكثير .. معة حُرمت من الأمان والإستقرار من السكينة والإطمئنان، حُرمت من ذاتها ومن الجميع.
أجفلت وهي تشعر بمن يضع ذراعة حول عنقها بحنو ولم يكُ سوى.
"شعيب"/ أنتِ كويسة يا "لتين"؟؟
أجابتة بشرود أقلقة/ كويسة أنا بس قلقانة على البنات سبناهم لوحدهم فى البيت.
أجابها بهدوء/ إطمنى"نورا"معاهم وأكيد هتخلى بالها عليهم.
سخرت بداخلها قائلة/ أنا قلقانة من الحية دى أصلا.
هتف "شعيب" دون تعبير/ قلقانة علية؟؟
رمقتة بإستنكار قائلة/ هو مين دة؟؟
رد بقسوة أجفلتها/ "عماد"
رمقتة بإمعان تحاول الغوص داخل عينية لعلَّ وعسى تستطيع فهم نظراتة ولكنها لم تستطع فقالت/ ربنا معاة.
وشردت من جديد .. أما الأخير فكان يغلى على صفيح ساخن والنار تشتعل بة .. نار أطلقوا عليها وحش الغيرة تلك التى تزعزع أعتى الرجال وتقلب موازينهم رأساً على عقب.
××××××
××××××
بعد مرور وقت ليس بالقصير...
خرج الطبيب من غرفة العمليات فـأسرع الجميع نحوة .. هتفت "وفاء" ببكاء/ إبنى يادكتور طمنى علية الله يخليك؟؟
أجابها الطبيب بعملية/ للأسف الوقعة كانت سيئة جداً ومش هنعرف نحدد الإصابة إلا لما المريض يفوق بس لازم تتوقعوا أى شيء عن إذنكم.
إنسحب الطبيب يباشر عملة فرن صمت كئيب بعد رحيلة.
هتفت "وفاء" بعدم فهم/ يعنى إية نتوقع أى شيء؟؟ إبنى هيجرالة إية؟؟
ثم رمقت "مازن" بعينين غرقتا بالدموع/ يعني إية الكلام دة يا "مازن"؟؟
إحتضنها "مازن" بقوة فأجهشت بالبكاء وتماسك الأول بصعوبة حتى لا يشاركها النواح.
♡♤♡♤♡♤♡
♡♤♡♤♡♤♡
كانت مرتعبة وتمنت من أعماقها موت "عماد" ففى نجاتة هلاكها.
أخذت تتحرك فى الصالون وقد بدأت تفقد صبرها ولم يطمئنها أحد للآن.
نفخت بضيق قبل أن تقول بهسيس/ أكيد "عماد" لسة مفاقش، الوقعة كانت جامدة ودماغة أتخبطت جامد .. فى فرصة أخلص من البلوة دى أكيد فى حل.
♡♤♡♤♡♤♡
♡♤♡♤♡♤♡
هتف "مازن" بقلق/ طمنى يادكتور أخويا حالتة إية بالظبط؟؟
أجابة الطبيب بأسف/ للأسف يا "مازن" أخوك حالتة مطمنش .. أخوك أصيب بنزيف فى الدماغ وكمان الحبل الشوكى تضرر وأنت دكتور وعارف إية نتيجة إصابة زى دى.
شحبت ملامح "مازن" وهو يستمع لكلمات الطبيب القاتلة فإبتلع ريقة الجاف قائلاً/ تقصد إية يادكتور؟؟ عماد أخويا جرالة إية؟؟
الطبيب بتعاطف/ مش هنقدر نعرف إلا لما يفوق وقتها هنعرف كل حاجة لكن من الأشعة المقطعية والفحوصات إللى عملناها شاكك فى حدوث شلل.
شهق "مازن" بألم دون صوت وترقرقت دموع عاصية بعينية أرادت وبشدة أن تتحرر ولكنّة أبى ذلك.
تنفس بعمق عدة مرات قبل أن يستقيم بفزع وهو يستمع لصراخ عائلتة تطالب بحضور طبيب فى التو والحال.
××××××
××××××
قبل دقائق...
فتح جفونة بصعوبة شديدة شاعراً بصداع يكاد يحطم رأسة.
بوهن شديد إنتشل قناع الأكسجين من على وجهة يحاول أن يتنفس بصورة طبيعية ولكنة فشل حاول أن يستقيم جالسا ولكن ذلك الألم اللاذع الذى يشعر بة جعلة يصرخ كأسد جريح ولكن ما أوقف الدماء بعروقة قدمية اللتان لم يشعر بهما من الأساس فأخذ يصرخ بصورة هستيرية تجمع على أثرها الجميع يرمقونة بذهول وعدم تصديق.
إقتربت "وفاء" تقول ببكاء ورعب/ إهدى يا "عماد" إهدى يا إبنى أنت كويس مفيش فيك حاجة.
صرخ بهياج/ رجلى .. رجلى مش حاسس بيها ااااااه.
صرخ بعنف وهو يضغط على رأسة بقوة يهدأ الوجع النابض بداخلها ولكن دون جدوى.
أقترب الطبيب قائلًا بصرامة/ لو سمحتوا ياجماعة كلة يطلع برة بعد إذنكم عايز أكشف على المريض.
أومئ الجميع بالموافقة قبل أن ينسحبوا خارج الغرفة .. لم يمكث الطبيب بالداخل لفترة طويلة وخلالها قد أمر الممرضة بإعطاء "عماد" إبرة مهدئة فقد كان فاقد السيطرة بشكل مروع.
خرج الطبيب صرّح للجميع بشكل عملى عن حالة "عماد" وعدم إستطاعتة إستخدام قدمية لمدة قد تطول لتكون أبدية وأنة سيستيقظ فى صباح اليوم التالى.
همس "توفيق" بألم/ لله الأمر من قبل ومن بعد قدر الله وما شاء فعل.
صرخت "وفاء" بقهر/ عينى عليك يابنى بقى عاجز بدري وقبل أوانة دة لسة فى عز شبابة .. آاااه ياحسرة قلبى عليك يانور عينى.
أقترب منها "مازن" قائلاً بتأثّر/ وحدّي الله يا أمى إن شاء الله "عماد" هيبقى كويس وفى علاج لحالتة وإن شاء الله بكرة يقف على رجلية من تانى.
بكت بحسرة/ أخوك بقى مشلول يا "مازن" "عماد" إللى مكانش بيقعد فى مكان ساعة على بعض هيقعد بالشهور ويمكن سنين.
ثمّ إنهارت باكية فهتفت "صباح" بصرامة/ ما توحدى الله يا "وفاء" إبنك عايش وفى حضنك إحمدى ربنا و"مازن" قالك بعضمة لسانة إن فى علاج يعنى ممكن يتعالج .. إدعيلة أنتِ بس وتوكلى على الحى الذى لا يغفل ولا ينام وهو قادر يشفية ويعافية.
همست "وفاء" بوهن وقد إستنزفت كامل قوتها/ اللهم إشفِ إبنى شفاء لا يغادر بأساً ولا سقماً وقرّ عينى بة يارب العالمين.
أمّن الجميع خلفها بآبتهال شديد.
♡♤♡♤♡♤♡
♡♤♡♤♡♤♡
أسدل الليل سُدُولة معلناً نهاية يوم حدث به الكثير
عاد الجميع إلى المنزل ماعدا "مازن" الذى أصرّ على بقائة وحدة ومغادرة الجميع وبعد شد وجذب أستمر  طويلاً بين مؤيد ومعارض أعلنوا قبولهم تحت إصرار "مازن" العقيم.
كانت "تقى" تشعر بالحزن علية كم تمنّت لو كانت زوجتة لضمتة بين ذراعيها تبثة القوة التى يحتاجها تعلم كم يحب "عماد" رغم مساوئة ولكنة فى النهايةً يبقى أخوة .. أرتمت على فراشها بوجوم قبل أن تقبض على هاتفها تطلب رقماً تحفظة عن ظهر قلب.
هتفت "تقى" بعطف/ "مازن".
رن صمت طويل حتى قطعة الأخير قائلًا بصوت متحشرج/ "تقى".
إنفرجت شفتاها عن آه متألمة دون صوت قبل أن تقول بتأثر/ "مازن" أنت بتبكى؟؟
لم يجبها ولكن صوت شهقاتة أكدت لها ظنونها فإنسكبت دموعها دون إرادتها تشاركة وجيعتة قبل أن تقول بحنان/ متتكسفش تسمعنى صوت بكائك دة لا ضعف منك ولا عيب تخجل منة أنا مرايتك ونصك التانى أنا أنتَ يا "مازن" ومحدش بيخجل من نفسة.
قضم شفتاة بقسوة فى محاولة بائسة لإيقاف دموعة ثم تنفس بعمق قائلًا/ محتاج أبقى لوحدى مش عايز أوجعك معايا.
أسرعت تقول بلهفة/ مهما كان حجم الوجع كبير لما يتقسم على إتنين بيكون أقل وأخف .. إتكلم وأنا هسمعك وكأنك بتحكى لنفسك بس متكتمش جواك.
هز رأسة موافقاً وكأنها تراة قبل أن يترك العنان لكلمات ظلت حبيسة بداخلة حتى كادت أن تقتلة.
♡♤♡♤♡♤♡
♡♤♡♤♡♤♡
كان واجم الملامح بعكس عادتة فإقتربت تسألة بخفوت/ "شعيب" أنت كويس؟؟
أومئ موافقاً ولم يجبها فعقدت حاجبيها بغيظ قائلة/ أومال مالك زعلان من حاجة؟؟ زعلان منى؟؟
هدر بغضب/ وأنتِ عملتى حاجة ممكن تزعلنى؟؟
كان سؤالاً أكثر منة إجابة فهتفت بعدم فهم/ أنا مش فاهمة حاجة!!
إستقام واقفًا ثم إتجة إلى جناح "زهرة" قائلًا بيأس/ ولا عمرك هتفهمى.
همست "لتين" بتعجب/ مالة دة؟؟ هو أنا عملت إية بس يا ربى؟؟ يعني لازم ينكد عليا؟؟
أما "شعيب" فكان يحارب هواجسة يعلم أن القلب ليس علية سلطان فمن الممكن أن تعشقة دون إرادتها رغم كرهها لـعنفة معها ورغبتها بالموت كى تتخلص منة ولكنة حبها الأول بالتأكيد لة مكانة خاصة بين طيات قلبها مهما فعل .. ربااااه ما هذا العذاب الذى يحياة؟؟ شرودها يجعلة يغلى وخيالاتة لم ترحمة.
هل تشعر بالخوف على "عماد"؟؟ هل تريد الإطمئنان علية؟؟ هل كُسر قلبها بسبب ماحدث لة؟؟ هل تريد أن تعود لة من جديد؟؟
كفى .. صرخ بعنف قبل أن يندفع خارج جناحة يخطو بإتجاة غرفتها بحق الله إنها زوجتة هو.
شهقت "لتين" بعنف من دخولة المفاجئ ولكنة إبتلع شهقتها في عناق قاسى غيور متملك.
وكانت تلك البداية لعتاب صامت طويل على طريقة "شعيب سالم مهران"
♡♤♡♤♡♤♡
♡♤♡♤♡♤♡
فى صباح اليوم التالى .. فى قسم الشرطة...
تسائلت تلك السيدة عن الظابط المسؤول فدلها أمين الشرطة على مكتبة
جلست بتوتر أمام الظابط الذى هتف بصوت غليظ/ خير ياست؟؟ بلغنى إنك عايزانى؟!!
أجابتة بإرتباك/ أنا جاية أعمل محضر فى واحد زق واحد وكان قاصد يقتلة.

شعيب (نبضات بين الوجدان)Where stories live. Discover now