التاسع

1.5K 50 2
                                    

بعد خروج شعيب الغاضب دارت مناقشات طويلة بين الجد وحفيدة وسط ترقب من الجميع إلا أن الجد لم يرفض طلب حفيدة فهذا ما كان يتمناة منذ البداية .. فهو مقتنع أن الإبنة لـ إبن عمها فـ يحميها بروحة فهى أمانة في عنقة ولكنة لم يستطع تكرار خطأ الماضى .. لا يستطيع إجبارهم على الزواج يكفى ذنب "شعيب"، يكفية كسر قلب حفيدة الأقرب إلى قلبة.
تنهد "مهران" بثقل وعاد بذاكرتة ليوم مضى علية أكثر من سبع سنوات يوم حطم قلب وقتل أحلام ولكنة كان الحل الوحيد إما أن يؤلم "شعيب" أو يؤلم عائلته بأكملها .. كان هناك "زهرة" وهناك "لتين"وحتى "عماد" ولو وافق لفرق بين أبنائة وأحفادة وتفككت عائلتة.
♡♤♡♤♡♤♡
♡♤♡♤♡♤♡
وقفت تحت رزاز الماء الدافئ بذهن شارد .. الوقت تخطى منتصف الليل وشعيب لم يأتى بعد، زفرت بقلق وهى تجفف جسدها .. وقعت أنظارها لتلك الندبة بجانبها الأيسر فشهقت بألم وإنهمرت دموعها وهي تتلمسها.
كان أول جرح جسدى تحصل علية من "عماد" حاولت طرد الذكرى السيئة ولكنها طفرت وبقوة داخل ذهنها...
كانت فى المطبخ تحضر الطعام حتى عودة "عماد"
إنتفضت بذعر وهى تشعر بمن يقبض على شعرها بقوة يكاد يقتلعة لا تدرى بما حدث بعدها حقا لا تتذكر فقد إنهارت الأرض تحت قدميها وسقطت فاقدة الوعى وعندما إستيقظت وجدت نفسها داخل المستشفى تعانى من رتوش وكدمات شنيعة مع جرح عميق فى جانبها .. جرح إلتئم في جسدها ولكن مازال يئن بوجع في روحها.
تطلعت لعدة ندوب متفرقة فى أنحاء جسدها، ندوب ستظل تلازمها حتى أخر العمر .. هزت رأسها بقوة لا تريد أن تتذكر فقط لا تريد.
إرتدت ملابسها المكونة من رداء ناعم طويل من الحرير باللون الأسود الفاحم عكس بشرتها ناصعة البياض بفتحة صدر عميقة يلتف على قدها الرشيق وتركت شعرها حرًا طليق .. اليوم ستخلد للنوم وحدها فتستطيع الحصول على حريتها دون قيود.
إرتمت على فراشها بإرهاق وعقلها يدور فيما مضى لقد أصبحت إنسانة غير طبيعية تعلم هذا جيدًا .. بعد ما عانتة مع "عماد" أصبحت تنفر من كل رجل أى كان، تكرة لمسات "شعيب" تكرهها ليس لشخصة ولكن بداخلها إشمئزاز ونفور تجاة أى رجل ولا تستطيع التغلب على هذا النفور لا تستطيع أن تحيا حياة طبيعية هناك عدة أسباب تمنعها هناك الكثير والكثير.
دفنت رأسها فى وسادتها تهرب من أفكارها ولكن تلك الرائحة الرجولية تغلغلت إلى حواسها .. رائحة قوية رغم هدوئها مثل صاحبها رائحة عطر رجولى ممزوج برائحتة هو، رائحة "شعيب" .. حاولت أن تقاوم تأثيرها ولكن بدون وعى منها إستنشقت أكبر قدر منها تملئ بة رأتيها ثم راحت فى ثبات عميق.
♡♤♡♤♡♤♡
♡♤♡♤♡♤♡
بعد مرور عدة ساعات...
عاد "شعيب" إلى شقتة بإرهاق نابع من وجدانة وبخطوات متهالكة إتجة إلى جناح "زهرة" ولكن عند مرورة بغرفة "لتين" إستمع لأصوات مكتومة وهمهمات غير مفهومةوكأنها تعانى فبدون تردد فتح باب الغرفة ووقف متسمرًا غير مستوعب لما يراة...
كانت "لتين" تتقلب فى فراشها كمن يصارع حيوان مفترس، يتصبب العرق من جبينها بكثرة وشعرها متناثر حولها بجنون .. أما ردائها الطويل فإنحصر بين ساقيها يظهر أكثر مما يخفى .. أقترب منها بفزع وهو يسمع صرخاتها التى جرحت سكون الليل.
"شعيب" برعب وهو يحتضنها يحاول إفاقتها/ "لتين .. لتين" ياحبيبتي فوقى .. "لتين" فتحى عيونك أنا معاكى.
إنتفض جسدها تلكمة بشراسة غير واعية فصرخ بقلب يحترق لرؤيتها هكذا/ "لتيـــــــــن".
سكن جسدها فجأة ثم فتحت جفونها تنظر للفراغ بعيون جاحظة فتأكد أنها بعالم أخر يحاصره فأحاط وجهها بين كفية قائلا بفزع/ "لتين" بصيلى ياحبيبتى أنا جانبك فوقى أنا "شعيب" .. أنتِ فى أمان معايا.
ألقت بجسدها داخل صدرة تتشبث بة شاهقة ببكاء مرير/ هيموتنى يا"شعيب" هيموتنى هو هنا أنا شوفتة والله شوفتة كان هنا .. ومش هو لوحدة كان معاة تعبان كبير أوى شكلة شكلة مرعب أوى.
إحضتنها بقوة جعلتها تتأوة بألم ولكنة لم يهتم يريد زرعها داخل ضلوعة قائلا بصوت أجش متألمًا عاليا/ هحميكى ومحدش هيقدر يأذيكى طول ما أنتِ معايا فى بيتى وجوة حضنى.
إنهمرت دموعها قائلة بإعتراض/ أنت مش فاهم هما هيأذوك ،كنت غرقان دم ومهما أصرخ بإسمك عشان تنقذنى مكونتش بتفوق مكونتش بتفوق يا "شعيب"
ثم إنهارت باكية و"شعيب" يعتصرها داخل صدرة قائلا بغصة/ لحد أخر نفس فيا هحميكِ بعمرى يا "لتين" صدقينى .. هـ أفديكى بروح.
وأكمل بوعيد/ وأى حد يفكر بس إنة يلمس شعرة منك همحية من على وش الأرض ودة وعد من "شعيب سالم مهران" وأنا عمري ما بخلف بوعدى ولو على رقبتى إطمنى ياحبيبتى إطمنى طول ما أنا جانبك أمانك وحمايتك إللى لا يمكن يتخلى عنك.
تغلغل شعور الأمان بأوردتها تثق به!! نعم تثق بة أكثر من أى شخص على وجة الأرض تثق بة وكفى دون أسباب أو مبررات .. تعلم علم اليقين أن "شعيب سالم مهران" لا يخلف وعدة أبدًا.
ظلت متشبثة بصدرة المنيع ترتشف منة الأمان والحماية .. الأمان أقوى أنواع المشاعر إن شعرتِ مع شخص ما بالأمان لهو شيء نادر، بإستطاعتنا حب شخص ما، أن نكرة أن نثق ولكن أن تستكن روحكٍ وتتلذذ بالأمان دون شروط أو مقابل فتأكدى أن هذا الشخص لن يخذلكِ أبدًا.
غفت "لتين" وهى تحتضن "شعيب" بقوة أما الأخير فكان فى جنتة الخاصة يسبح في عالم أخر .. عالم تمنى أن يراة ولو من بعيد ولن اليوم وفى هذه اللحظة يقبع هذا الحلم بين ذراعية .. ربااااه كم تخيل شعورة عندما تكون بين أحضانة بـإرادتها ولكن كل ما تخيلة لا يساوى ذرة من شعورة الأن .. كـ لاجئ عاد لوطنة بعد غياب دام لسنوات أو أم رأت طفلها للمرة الأولى.
إلتمعت عيناة بدموع يحمد الله كثيرًا فـقد إستجاب المولى لدعواتة بعد حرمان دام لسنوات.
قربها لقلبة أكثر يدفن وجهة بعنقها الطرى يستنشق عبيرها بعمق ثم طبع قبلة عميقة على عنقها وراح فى ثبات عميق براحة وسلاسة دون إزعاج من نيران أشواقة فـ مالكة القلب والوجدان تقبع جوارة بل فى أحضانة.
♡♤♡♤♡♤♡
♡♤♡♤♡♤♡
في صباح اليوم التالى ~الجمعة~
تفاجئت "حنان"بزيارة "نورا" فى الصباح الباكر ومعها "مالك".
"نورا" بإبتسامة/ صباح الخير يامرات عمى وحشانى.
"حنان" بترحيب/ صباح النور ياحبيبتى تعالى يا "نورا" إتفضلى.
أشارت لها للدخول ثم جلسوا في الصالون فقالت "حنان"/ وأنتى كمان وحشتيني يا "نورا" أنتِ و"مالك" حبيب قلبى دة.
ثم إحتضنت "مالك" بحنان تلاعبة.
"نورا" ببرائة مصطنعة/ عقبال ما تشيلى ولاد "شعيب" بإذن الله طبعًا "عائشة وملك" ربنا يخليهم بس بردوا الولد فرحتة مختلف.
أرتسم الألم والحزن على ملامح "حنان" فقالت "نورا" بإرتباك أجادت صنعة/ حقك عليا يامرات عمى أنا مقصدش حاجة والله أنا نسيت إن دى حاجة مستحيل تحصل.
"حنان"بحزن/ ولا يهمك يا "نورا" أكيد متقصديش.
"نورا"/ والله "شعيب" دبس نفسة فى الجوازة بس كان هيعمل إية؟؟ ما بردو "لتين" لعبتها صح.
صاحت "حنان" بإستنكار/ "لتين"!! لتيـن هى كانت في إية ولا فى إية؟؟ بصراحة يا"نورا" أخوكِ أفترى عليها دى مهما كان بنت عمة.
أردفت "نورا" بأسف/ أخويا!! يعينى علية أصلك مش عارفة كانت بتعمل فية إية، يلا ربنا أمر بالستر وأهو خسر كل حاجة بسببها شغلة وعيلتة حتى لحد دلوقتى معندهوش عيل يفرح بية قلبة.
هتفت "حنان" بفضول وتسرب القلق إلى قلبها/ هى كانت بتعمل فية إية بالظبط؟؟
إلتمعت عين "نورا" بالإنتصار/ مهما يجيب ويعمل مبيرضيهاش، تتكلم على الرايح وإللى جاى بالعاطل والقريب قبل الغريب .. أكيد لاحظتى قلة وجود "عماد" معانا كل دة بسببها كانت عايزة تسيطر علية وتخلية زي الخاتم فى صباعها وكلة كوم وغيريتها من "زهرة" الله يرحمها و"شعيب" كوم تانى خالص.
"حنان"بصدمة/ معقولة!! تغير من أختها ومن إبنة!! ياساتر يارب لية كدة؟؟
أكملت "نورا" بحقد/ طبعًا كانت بتغير من "زهرة" مع إنها أختها والمفروض تتمنى ليها الخير بس تقولى إية الطمع ملى عينها وعمى عنيها عن أقرب الناس "زهرة" كانت الله أكبر عليها جمال وأدب ومكملة تعليمها ولكن "لتين" لا "زهرة" خلفت بدل المرة ما شاء الله إتنين وهى لا .. أما "شعيب" فكانت دايما تقارنة بأخويا وأنتِ يامرات عمى عارفة "عماد" عصبى ومبيسكتش وهى أخر مرة زودتها على الأخر فضربها العلقة التمام.
"حنان" بقلق/ عملت إية؟؟
هتفت "نورا" بفرحة تكاد تقفز من عينيها وهى ترى نجاح خطتها/ عملت إللى مفيش راجل يستحملة قالتة بكل بجاحة أنت مش مكفينى يارتنى كنت أتجوزت "شعيب" هو إللى في إيدة كل حاجة فلوسة وفلوس جدى وأنت يادوب شغال عندة إنما هو الكل فى الكل بكلمة منة يشردك فى الشارع وأنا لا يمكن أعيش مع واحد زيك .. كنتوا مستنين إية من أخويا؟؟ يطاطي ويسكت ودلوقتى تقوليلى إنها مش مخططه لجوازها من "شعيب"؟؟ أقطع دراعى إن ماكانت عملت تمثلية إنتحارها دى عشان تستولى على "شعيب" وأنتِ عارفة هو بيحبها قد إية.
طالعتها "حنان" بصدمة فأكملت "نورا"/ أيوة يامرات عمى أنا عارفة قد إية "شعيب" بيحبها ومش من دلوقتى دة من زمان أوىودة إللى قلقنى على "شعيب لتين" للأسف هتخلية زى الخاتم فى صباعها وهى شاطرة فى الموضوع دة.
إنقبض قلب "حنان" بقلق على فلزة كبدها، يجب أن تحمية من طمع "لتين" يجب أن ينتهى هذا الزواج بأسرع مايكون وتحافظ على إبنها الوحيد وأحفادها.

شعيب (نبضات بين الوجدان)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن