السابع عشر

1.6K 49 0
                                    

بعدما أدلت بموافقتها على إرتداء الحجاب أسرع "شعيب" يأتى بأحد الأوشحة الذى يتطابق مع لون ثوبها وكأنة كان يثق بموافقتها الفورية!!
وقفت أمام المرآة ترتدية كيفما إتفق ة "شعيب" يراقبها بعينين لامعتين كنجومٍ مضيئة وسط سماء معتمة .. وأخيراً إنتهت ولم يزيدها الحجاب سوى جمال فوق جمالها كانت تشّع بهاءً.
أقترب منها كالمسحور يحيط خصرها بتملّك قائلاً بخشونة/سبحان من خلقك .. إزاى قادرة تكونى دايما جميلة وكأنك محتكرة الجمال وبقى ملكية خاصة ليكِ؟؟ ليكِ وبس يا لوليتا.
إنتفض قلبها بين ضلوعها كأرنب مذعور ولكن ذعر محبب يسرى فى أوردتها .. هذا الرجل الرائع زوجها!! هذا الرجل يحييها من جديد، تمنّت وبشدة أن تغلغل أناملها بين طيات شعرة الناعم الكثيف ولكن هناك ما يمنعها .. هناك حاجز غير مرئى تخشى أن تتخطاة.
أفاقت من شرودها عندما دنى منها بوجهة وعانقها برقة كادت أن تذيب عظامها.
كان يعانقها بنهم وشوق أوجعة يريد أن يتغلغل داخل أوردتها، أن تعشقة أكثر مما يفعل .. كانت لمساتة تزداد جرأة فترتجف كورقة فى مهب الريح.
همست بخجل/ "شعيب" كفاية إتأخرنا على الحفلة.
إبتعد عنها أخيراً يرمقها بهدوء قبل أن يقول بصوت عميق أوضح مشاعرة الجياشة/ لازم ننزل حالًا بس بعد الحفلة لينا كلام تانى.
إرتجفت من نظراتة العميقة التى تثير مشاعر عدة بداخلها، نظراتة المفعمة بالحنان والثقة وثوران مشاعرة.
أسبلت جفونها بخجل ورهبة من القادم، ترى ما ستكون النهاية؟؟
♡♤♡♤♡♤♡
♡♤♡♤♡♤♡
فى شقة "سالم مهران"...
كانت حفلة بأجواء عائلية رائعة ورغم السعادة الطاغية إلا أن هناك شحنة كبيرة من التحفز والتوتر
شهقت "فوزية" بسعادة مما لفت إنتباة الجميع قبل أن تندفع نحو "لتين" تحتضنها بحنان قائلة/ ألف مبروك الحجاب ياحبيبتى، طالعة زى القمر ربنا يزيدك ويثبتك ياقلب أمك.
ابتسمت "لتين" بخجل قائلة/ الله يبارك فيكىِ ياماما.
هنئها الجميع بسعادة والبعض بإستنكار .. كانت "لتين" تشعر بالسعادة وهى تتعلق بذراع "شعيب" كالطفلة الصغيرة حتى رأت من دمر حياتها سابقًا بهتت ملامحها وإرتجفت بإشمئزاز ونفور .. تقابلت عيناهم بنظرات نادمة مستعطفة منة وكارهة نافرة منها.
إنتبة لها "شعيب" وقد خمن سبب تبدل حالها فرمقها بدفء يبث الطمأنينة فى طيّات قلبها المذعور قائلاً بثقة/ تجاهلية ولا كأنة موجود وأنا جانبك  ركزى معايا وبس أنا وبس يا "لتين".
نبرتة ونظراتة وآة من نظراتة تلك النظرات التى تشع دفء وينبثق منها الأمان.
أبتسمت بإهتزاز فبادلها الإبتسام بتشجيع.
×××××
×××××
مر الوقت بسعادة ومرح حتى هتف "مازن" بغضب مصطنع/ إية ياجماعة هو إحنا مش هنلبس الدبل ولا إية؟؟ ولا أنتوا جايين تاكلوا؟؟
إنفجروا الجميع ضاحكين قبل أن يقول "شعيب" بخبث/ ومالة نلبس الدبل يلا ياماما لبسى "تقى" دبلتها وأنتِ يامرات عمى لبسى "مازن" دبلتة.
شهق "مازن" بإستنكار قائلًا بحنق/ إية دة إية دة مين إللى قال كدة؟؟ هو حد قالك إنى معنديش إيد ومش هعرف ألبسهالها؟؟
إبتسمت "تقى" بخجل قبل أن يقترب "شعيب" من "مازن" يهمس بغرور/ شوف يا "مازن" يا إبنى بعون الله مش هتلمس ظافر أيديها إلا بعد كتب الكتاب والفرح كمان.
أجابة "مازن" بهمس مماثل/ بس دة ظلم.
"شعيب" ببرود/ ظلم دة يبقى خالك ها موافق ولا نلغى الليلة دى؟؟
رمقة "مازن" بغيظ قبل أن يصيح بقهر/ ما يلا يامرات عمى مستنية إية لبسيها الدبلة.
أنفجرت تقى ضاحكة بتشفى فهتف "مازن" بتوعد/ مسيرك ياملوخية تيجى تحت المخرطة وساعتها مش هرحمك.
في نفس الوقت...
أقتربت "ملك" من "لتين" قائلة/ "تين"عاوزة أدخل الحمام.
"لتين"/ طب تعالى جوة عند تيتة حنان.
هزت رأسها برفض قائلة بعند/ لا يلا نطلع فوق عندنا.
"لتين"/ بس يالوكا مفيش حد فوق خلينا هنا أحسن.
زمت "ملك" شفتيها قائلة بنبرة أوشكت على البكاء/ "تين" يلا نطلع.
"لتين"/ طب خلاص تعالى نطلع وأمرى لله بس خلينا نشوف بابا الأول.
أدارت رأسها تبحث عن "شعيب" فرأتة يقف بالقرب من "مازن" يشاكسة فإبتسمت برقة وقررت ألا تزعجة وإنسحبت بهدوء غافلة عن من كان يتابعها كظلها.
♡♤♡♤♡♤♡
♡♤♡♤♡♤♡
فى شقة "شعيب"...
خرجت "ملك" من المرحاض فـ سألتها "لتين" بحنان/ خلصتى يا "لوكا" ننزل بقى؟؟
أومأت "ملك" موافقة فحملتها "لتين" بين ذراعيها وإتجهت إلى الأسفل قاصدة شقة "سالم مهران" ولكن تسمرت قدميها وهى ترى "عماد" يقف أمامها بجسدة الضخم يمنعها من النزول.
هتفت "لتين" بثبات زائف/ لو سمحت خلينى أنزل.
هز رأسة رافضًا قائلًا برجاء/ "لتين" إسمعيني من فضلك أنا والله مش هأذيكى.
رغم شعورها بالإستنكار من رجائة الصادق إلا إنها أجابتة بحدة/ أنت أصلًا متعرفش تإذينى .. جوزى مش هيسمحلك لا أنت ولا غيرك ودلوقتى إبعد من وشى وإلا إستحمل إللى هيجرالك.
إقترب منها "عماد" صارخاً بيأس/ أنتِ لازم تسمعينى فى حاجات كتير أوى لازم تفهميها.
إرتجفت "لتين" برعب من صراخة المفاجئ وهمست ل "ملك" بخفوت لم يصل ل "عماد"/ إنزلى بسرعة عند جدو "سالم" وقولى لبابا إلحق ماما.
أومأت الصغيرة موافقة برعب وفرت هاربة تنادى والدها .. أما "عماد" فتابع حديثة بندم/ "لتين" أرجوكى سامحينى أنا كنت مخدوع ظلمتك من غير ما أتأكد بس والله غصب عنى أى حد كان شاف إللى أنا شوفتة كان عمل إللى أنا عملتة وأزيد شوية.
صرخت "لتين" بكرة/ مخدوع!! أنا إللى إنخدعت فيك يوم ماسلمتلك روحى ووافقت أتجوزك مهما كانت مبرراتك فهى متلزمنيش ولا هتفرق معايا وإن كان على السماح فأنا لا يمكن أسامحك ولو لقيتك بتموت قدامي گدة مش هسامحك وحقى إللى عندك مش هتنازل عنة ولا هغفر فية وكل إللى عملتة فيا قادر ربنا يردة ليك فى أعز ما تملك ودلوقتى غور فى ستين داهية مش عايزة أشوف وشك الـ××× دة تانى.
ثم بصقت على وجهة وتركتة غارق في الندم .. أما هى فكانت سعيدة بل شديدة السعادة .. ‏سعيدة بتلك القوة التى إكتسبتها مؤخراً .. سعيدة بشجاعتها وعدم فرارها منة.
شهقت بعنف وهي تصتدم بحائط بشرى ولم يكُ سوى "شعيب" الذى هتف بقسوة/ عملك إية؟؟
لم ترتعب ولم تجفل بل إتسعت إبتسامتها وألقت نفسها داخل صدرة تحتضنة بقوة أجفل الأخير للحظات قبل أن يبادلها العناق قائلًا بخشونة/ أذاكى؟؟
هزت رأسها بالنفي داخل عنقة هامسة بسعادة/ ميقدرش طول ما أنت موجود.
أبتسم بإنتشاء وسعادة أستوطنت قلبة قائلًا/ حتى ولو مش موجود أنتِ قوية وقادرة تواجهية لوحدك ولا إية؟
أجابتة دون تفكير/ قوية بيك يا "شعيب" أول ما شوفتة وأنا لوحدى إترعبت إفتكرت كل مرة كان يمد إيدة عليا فيها بس بعديها أفتكرت كلامك أفتكرتك يا "شعيب" فقويت وقدرت أواجهة من غير خوف من غير قلق كنت حساك معايا وشايفة عينيك بـتبتسم ليا بتشجيع وصوتك وأنت بتقولى هو إللى المفروض يخاف مش أنا .. أنا قوية بيك يا "شعيب" متسبنيش
الأن أدرك معنى أن يتضخم قلبة وهو يرتشف كلماتها العذبة الصادقة ويوشمها داخل صدرة فوق قلبة مباشرة كوسام شرف يفتخر بة .. كلماتها لن يَنسَها مهما حيا .. شدد من إحتضانها حتى كادت أن تتحطم ضلوعها ولكنها لم تهتم، لم تهتم بأى شيء غيرة .. هتف "شعيب" بنبرة أوضحت قوة مشاعرة/ عمرى ماهسيبك يا "لتين" حتى لما أموت روحى هتفضل مرافقة روحك.
إنتفضا معًا على صوت "حنان"/ يلا يا "شعيب" هنلبس الدبل.
"شعيب" بحنق/ أبو الدبل على إللى عاملها هو دة وقتة؟؟ الناس دى بتيجى فى وقت غير مناسب.
ضحكت "لتين" قائلة/ معلش زى عيلتك بردو. "شعيب"/ يلا كلة بثوابة.
♡♤♡♤♡♤♡
♡♤♡♤♡♤♡
كان يتابعهم من بعيد كيف إرتمت داخل صدر "شعيب" وإستمع لحديثها وفى الحقيقة لم يحزن كما توقع على العكس فقد شعر بالسعادة لمعاملة "شعيب للتين"
‏إنتبة لوجود "نورا" فهتف بغضب/ أنتِ بتعملى إية هنا؟؟ أنا مش قولتلك مش عايز أشوف وشك طول ما أنا موجود؟؟
أقتربت تقول برجاء رغم إرتعاش صوتها/ أنا كنت بغير لمالك وسمعت كلامكم بالصدفة "عماد" عشان خاطرى سامحنى .. أنا عارفة إنى غلطت بس مهما يحصل أنا أختك من لحمك ودمك مهونش عليك قصادهم كلهم دول مش بعيد يقتلونى يرضيك إبنى يتيتم؟؟
قاطعها "عماد" صارخًا بحقد/ أنتِ تستاهلى الموت ألف مرةوهفضحك .. هفضحك عشان أنتِ تستاهلى الفضيحة، هفضحك عشان من قتل يُقتل وأنت قاتلة.
صرخت "نورا" بجنون وأخذت تسدد لة عدة لكمات عنيفة على صدرة/ مش هسمحلك تكشفنى قدامهم حتى لو هقتلك مش هسمحلك تفضحنى.
أزاحها بعنف فسقطت بقوة على الأرض ولكنها لم تستسلم فقد إستقامت تندفع نحوة قبل أن تدفعة بغل بكلتا يداها.
وحدث مالم تتوقعة فقد إختل توازن "عماد" أثر هجومها المفاجئ مما تسبب فى سقوطة من أعلى الدرج.
تسمرت مكانها وجحظت عينيها بشدة، لم تكُ تريد إصابتة ولم تتخيل للحظة أن تقتل شقيقها.

شعيب (نبضات بين الوجدان)Where stories live. Discover now