الفصل الأول: إسمها وعد

1K 10 1
                                    



في عام الالفين ، في التاسع من شهر دسمبر في احدى اليالي الباردة ، دخلت الفرحة قصر ال الجيادي كبيرهم و صغيرهم ، تلك اللأمنية التي طال انتظارها تحققت اليوم ، لطالما دعت امينة في كل سجدة سجدتها ان يرزقها الله بمولود ، و هاهي الان تمسك ابنتها ، اقل ما يقال عنها ملاك صغير ، رمقتها أمينة بعيون تتلألأ بالدموع ، تأملتها  بحب و نظرت لمن في الغرفة بابتسامة عريظة ، زوجها كمال و نعم الزوج ،وجدت فيه الاخ و الاب و الصديق ،قرة عينها ، عيناه أيظا تغرق بالدموع و أخيرا سيصبح أبا بعد انتظار دام 6 سنوات ، توجه لزوجته طبع قبلة على جبينها ثم نظر لابنته الملاك الصغير ،ربط سلسلة من الذهب الرقيق على معصمها ،حملها بين يديه بحب ممزوج بخوف من ان تبكي ،اومأت له امينة تُطمئِنه ،بدأ يقرأ الفاتحة في اذنها ثم قال : اسمك... قاطعه وليد فجأة و أردف بحماس : اسمها وعد يا عمي ،وعد

انفجر كل من في الغرفة ظاحكا قالت له أمينة بحب : اسمها رح اكون زي ما بدك يا حبيبي

أكمل كمال مبتسما : طبعا زي ما بدو ،ما هو اختر اسمها قبل ما تولد حتي

سألت نور ( أم وليد ) إبنها مبتسمة له : هو انت حبيت البيبي الجديد يا وليد ؟

رد عليها ببرائة : انا بحبها أوى ، أصلو خالتو أمينة قالتي انو انا رح ربيها و أعتني فيها لغاية مخالتو تصير كويسة و تتعافى

في هذه اللحضة بانت نظرات الحزن على الجميع ، فأمينة تعاني من سرطان الثدي منذ 6 سنوات ، عالجته جراحيا في البداية لاكن

سرعان ما انتشر في جسدها ، اخبرها الأطباء ان فرص النجاة أصبحت شبه منعدمة ، فهي في المرحلة الرابعة ، و هي اخر مراحل

 هذا المرض الخبيث ، أصبحت بعدها تتعالج كيماويا ، تعرف ان هذا لن يعالجها ،لكنه يبطئ من وتيرة انتشار السرطان في جسمها ، و هي كان كل همها ان يرحمها هذا المرض حتي ترى ابنتها و تطمأن عليها

ابتسمت أمينة لوليد بحزن قائلة: انا صعب اتعافى يا حبيبي يا وليد، بس انا مطمنة اوي على و عد تعرف ليش ؟ لأني عارفه انو رح

 يبقى وراها بطل شهم زيك مبيسبش إديها شو ما صار اكملت أمينة و عيونها تسيل بالدموع فجأة : توعدني يا وليد انو بنتي تبقى امانة عندك ، توعدني انو انا لو مبيقتش معاكو تبقا دايما جنب وعد و متخليهاش تزعل ابدا 

أنهت كلماتها و هي تشهق ببكاء ،لا تخاف على نفسها من الموت ، تعلم ان هذا قضاء الله و قدره ، و نعم بالله ، فمن هي لتقف أمام أمر كتبه الله لها ؟  لكنها تخاف على ابنتها التي لم ترى الدنيا بعد ، تعلم ان زوجها كمال سيكون نعم الأب و الأم لها ، لكنها تبقى أم ، و كل أم تخاف على فلدة كبدها من شرور هذه الدنيا

صغيرتي أناحيث تعيش القصص. اكتشف الآن