الفصل السادس : حب الطفولة

389 3 3
                                    

تعرف وعد أن عبير كانت تمزح كعادتها ، فهذه لم تكن أول مرة ، و تعرف أيضا و دون أدنى شك أن وليد لن يتغير عليها البتة ، تعرف وليد كما تعرف نفسها أو أكثر ، فهو يخاف عليها من نسمات الرياح إذا هبت ، و لا يمكن أن يرفض لها طلبا إذا طلبت ، أما إن سمع بحزنها و زعلها أقام الدنيا حتى ترضى ...هذا هو وليد و أكثر ، لكنها رغم ذلك حزنت عند سماعها لكلمات عبير و هذا ما لم تعرف سببه

عبير : وعد سرحتي فين يا بنتي شوفي هاي الزهرات ما أحلاهم يا الله

وعد بٱبتسامة هادئة : هاي أزهار التوليب

عبير : اه عن جد ، وليد بيحبهم قوي، إي رأيك نقطف لو وحدة

وعد ضاحكة : انتي جاهلة يا بنتي ممنوع،دي حديقة عامة مش حديقة بيتكم يلا امشي قدامي

عبير : بمزح بمزح هههه أصلا بيكفيه الوردة يلي ماسك ايديها هنيك

في الجانب الاخر ، كانت لارا تمشي بجانب وليد ممسكة يده ، أو بالأحرى ممسكا هو يدها ، لا تنكر سعادتها ، فوليد ناذرا ما يمسك يدها،فعل ذاك مرات معدودة من قبل و أغلبها كان في أوقات المناسبات ، هو شاب مختلف عن باقي عائلته ،حياته الشخصية صندوق مغلق لا يطلع عليه أحد حتى عائلته الصغيرة ما عدا شخص واحد و هو وعد، حتى أنه استشارها قبل خطبته للارا، وليد لا يتقن الغزل و الشعر الرومانسي الذي يتفننه بعض الرجال ، قد يمر يوما أو ثلاثة أو حتى أسبوعا دون أن يتحدثا أو يتقابلا، فكلاهما مشغول كثيرا ، فتجدهما يلتقيان داخل أجتماعات العمل أكثر من خارجه، و كل هذا و أكثر لا يؤثر على علاقتهما البتة بل زادها متانة ،فوجد كل منهما ضالته في الأخر ، لقد مرت ثلاث سنوات على خطبتهم ، و بائت لارا تعرف شخصية وليد جيدا ، رجل يحب لكن لا يظهر مشاعره أبدا ، أو قد يضهرها أحيانا لكن عندما يحين الوقت المناسب كما هو الحال الان...

تتذكر لارا أول مرة إعترف لها وليد ، كان ذلك قبل ثلاث سنوات بالضبط ، كانت لارا قد عادت لتوها من إنجلترا بعد أن أنهت دراستها الجامعية و أصبحت مهندسة كما خططت دائما ، كانت تلتقي بأبناء عمها و ترتاد عليهم كثيرا كما أعتادت منذ الصغر ، كانو عائلة واحد ، و كانت تكن لهم كل الحب و الإمتنان ، لكن وليد لطالما كانت مكانته خاصة لدى لارا ، منذ أن كانت صغيرة و هي تشعر بشيء مختلف تجاهه، شيء مختلف تماما ، في البداية لم تعرف ماهية ذاك الشعور الغريب الذي كان يجتاح قلبها فور رؤية أبن عمها، كبرت لارا و كبر معها الشعور ، و فهمت لاحقا أنها تحبه، منذ أن ضربها بالكرة على رأسها عن طريق الخطأ و هي في سن الرابعة إلى يومها هذا ، لكن لطالما كتمت الأمر داخلها و لم تفصح عنه لأحد ، ودت لو تخبره و تزيح التقل عن قلبها، لكنها كانت تخاف و هي الفتاة التي لم تكن تخاف من أي شيء ، تخاف من ردة وليد ، مذا لو كان لا يكن لها مثلما تكن له ، مذا لو كان يعتبرها أختا له، وليد لا يضهر مشاعره البتة ، منذ أن كان صغيرا و حتى في كبره ، ما جعلها دون أمل وجعل قصة حبها مدفونة في قلبها وحدها للأبد ، أو هذا ماضنته ،ألى أن أتى يومها ذلك 

صغيرتي أناWhere stories live. Discover now