صغيرتي أنا

الفصل الحادى عشر

أنفصلت كل من وعد و عبير ، و ذهبت كل واحدة إلى محاضرتها ، و اتفقتا أن تلتقيا في الفسحة، كانت أولى محاضرات عبير ، حصة الأناتومي (علم التشريح )، دلفت و اتجهت إلى المدرج الأول جلست في مكانها ، ثم سرعان ما أنضم إليها زميلاتها ، بدأن يتحدثن فيما بينهن و يُزِلن أشواق الغياب ، كانت أصوات الطلاب عالية فلا يُسمع سوى ضجيجهم ...بعد ربع ساعة دخل أستاذ حصة الأناتومي ، يرتدي بدلة رسمية ، و يحمل حاسوبا و موسوعة من الكتب بين يديه ، عم الصمت في كل أرجاء القاعة دفعة واحدة ، و تهامسو بينهم ، الدكتور باسل وصل ....تجمدت أوصالها عندما رأته يدخل القاعة ، ضلت تراقبه حتى جلس على مكتبه ، نبذت حظها العاثر في داخلها، فهي تجلس قبالته تحديدا ، استدارت تبحث إن كان هناك مكان شاغر في المدرجات الخلفية ، لوت شفتيها بحسرة عنما وجدت كل المدرجات مليئة ، عادت تنضر إليه ، إنه مشغول بحاسوبه يبحث عن شيء ما ثم سرعان ما قام يحمل الميكرفون، ضرب بأصابعه على الميكرفون ليلفت أنتباه الجميع ثم ردد بصوت جمهوري باللغة الإنجليزية موجها أنضاره نحو الجميع : أهلا بالجميع ، يشرفني أن أبدأ معكم أولى حصص هذه السنة ، أنا الدكتور باسل العواد ، متخصص في جراحة المخ و الأعصاب ، لقد درستكم فعلا بعضا من الحصص خلال السنة الماضية ، أما هذه السنة سندرس سوية حصص الأناتومي ، يتكون البرنامج من 15 حصة ، كل حصة مدتها الزمنية لا تتجاوز ساعتين ، قبل البدأ سأذكركم بثلات نقاط مهمة ... أولا هذه الحصص ليست إجبارية بتاتا ...لذلك كل من يأتي إلى هنا قصد الإستمتاع أو التحدث مع الاخرين في أشياء خارج نطاق الدرس سأكون مسرورا بمغادرته حالا ، ثانيا ، لديكم كل الحق أن تطرحو جميع الأسئلة التي تراودكم، في أي وقت و تذكرو لا يوجد سؤال غبي لكن هناك أجوبة غبية

ثالثا و أخيرا ،ممنوع أن أرى هاتفا أثناء الحصة، مسموح لكم فقط باستخدام حواسبكم لتدوين الملاحضات ... أتمنى أن أكون واضحا ، نستطيع أن نبدأ الآن

كان هذا الدكتور باسل العواد ، في عقده الثالت ، من أشهر الأطباء في مصر، مختص في جراحة المخ و الأعصاب ، إحدى التخصصات الطبية الأكثر تعقيدا ، درس سنواته الجامعية في لندن ، و تخصص بعدها في سويسرا ، يعيش الان في القاهرة ، و يدرس السنتين الأولى و الثانية في كلية الطب القصر العين بالقاهرة، يعد كذلك صاحب أكبر مصحة خاصة بمصر "مصحة الشفاء