5 - مسافة الطريق

1.2K 86 30
                                    

.
«متنسوش الڤوت قبل القراءة، وأتمنى لكم قراءة ممتعة».
.
.

صلّوا على رسول الله...

...

«مأساة روز»
«أروى سُليمان»

«الفصل الخامس "مسافة الطريق"»

...

تأوه بخفةٍ ضاحكًا من يدها الثقيلة التي تضرب كتفه، ثم سارت رزان تاركة إياه، ليهز كتفيه يراقصهما باستمتاعٍ لا يعلم ما الذي يفعله، ولكن هو بالفعل يعشق التسلية والمرح، سار بخطواتٍ مرحة يدندن مقطوعات موسيقية شهيرة بصوتٍ خفيض وباستمتاعٍ يسير نحو منزله، قابل منعم فصافحه بيدهِ بحرارةٍ هاتفًا:

"هلا يا منعم يا غالي، عامل إيه النهاردة؟" 

ابتسم منعم يربت على فؤاده بيده الأخرى بلطفٍ وبيده الأخرى يصافح غيْث قائلًا:
"الحمدلله يا دكترة، أنت أخبارك إيه؟ الدكتور والدكتورة لسة مرجعوش من السفر؟"

هزّ غيْث رأسه نافيًا يهتف بابتسامةٍ مرِحة وهو يسحب مقعد يجلس عليه مشيرًا لـ منعم بالجلوس أيضًا ناطقًا:
"لا مجوش، قولي يا منعم.. الناس اللي جهم هوشوا بالرصاص امبارح، حد عملك حاجة؟"

جلس منعم يقول:
"لا يا دكتور، أنا دخلت على جوا علطول وقلبي وقع في رجلية من الرصاص والصوت حسيت أنهم هيقتلونا والله، بس متعرفش جايين لمين؟"

"للبومة اللي ساكنة جديد، الحظابط"

نظر منعم له متشدقًا بخوفٍ بعض الشيء:
"اهدى يا دكتور، أنت بتشتم ظابط دي فيها حبس"

همهم غيْث ضاحكًا بعدم اهتمامٍ هاتفًا:
"يا منعم أنت هتخاف من دي؟ وبعدين أنا مغلطتش، هي بالفعل بومة، دي بتخاف تبتسم يا عم منعم"

ضحك منعم بشدةٍ ثم ربت على فخذه قائلًا بلطفٍ:
"ساعات الحياة بتكون أكبر مننا يا غيْث يبني، لدرجة أننا مش قادرين نبتسم حتى، أنت متعرفش لا حياتها ولا حكايتها، دي باين عليها شايلة هموم وحمل تقيل وهي لسة بنت في عز شبابها مستينة اللي يراعيها وبس، بس جايز تكون الحياة جت عليها بزيادة شوية خلتها كدا، أنت متعرفش الناس جواها إيه يبني!"

ابتسم غيْث ابتسامةٍ شاردة بعض الشيء ثم أومأ ينهض قائلًا:
"أنا طالع بقى، عايز حاجة يا عم منعم؟"

ابتسم منعم بلطفٍ:
"الله يخليك يا دكترة، أنت مش عايز حاجة؟"

كاد أن يردّ ولكن استمع الاثنين لصوت رجولي يقول:
"صباح الخير"

ردوا عليه بتعجبٍ، لينهض منعم قائلًا:
"خير يا باشا، أنت طالع لمين؟"

نطق الواقف أمامهم بهدوءٍ وهو يهم بخلع نظارته الشمسية هاتفًا:
"رزان مدبولي"

مأساة روز -مُكتمِلة-Where stories live. Discover now