28 - على أي نحوٍ!

1.1K 84 20
                                    

.

متنسوش الڤوت
أتمنى لكم قراءة ممتعة ♡

28 - علىٰ أي نحوٍ!

♡♡

قد التمّ الحشد بسبب رؤيتهم للحريق الذي نهب منزل جارتهم، ولكن قد وصل إياد الذي ركل الباب بكل قوةٍ وتمّ فتحه، ليرى في وجهه الدخان الكثيف فوضع يده على وجهه وهو يبحث بعينيه عنها حتى وجدها في ركنٍ فاقدة للوعي لم تصل لها النيران بعد، ليتحرك بخطى حذرةٍ نحوها وقام بالانحناء وحملها بين يديه وهو يخرج من الشقة التي بدأت النيران بالتهام كل شيءٍ بها، قد جاءت المطافئ والإسعاف ونزل على درجات السُلم حاملًا إياها ثم وضعها على الفراش المتنقل ودخلت سيارة الإسعاف، سعل بقوةٍ وهو يتوجه نحو سيارته وقادها بسرعةٍ أمام سيارة الإسعاف مفسحًا لهم الطريق بإشاراته للسيارات المجاورة، يتذكر كيف رزان أيقظته من نومه تخبره بأنه سيحدث حريقًا الآن ويجب أن يصل في الوقت المناسب، قد تأخر بعض الوقت ولكن لو تأخر دقائق أخرى كانت ستطولها النيران وسينتهي الأمر، ضرب على المقود بغضبٍ دفين شعر به من ذلك المدعو أنيس وجمال أكثر بكثير، ما جنس هؤلاء!

وصلوا للمستشفى ونزل من السيارة وتوجه نحو سيارة الإسعاف يراهم يسحبوها على الفراش ويركضون بها نحو الداخل واضعين لها قناع الأكسجين لكي تُعاد لها أنفاسها بشكلٍ طبيعي، توقف أمام غرفة الفحص مشددًا على خصلاته بقوةٍ ليصدح رنين هاتفه فوضعه على أذنه مجيبًا:
"ألو"

"حصل حاجة؟"

قالتها رزان بتساؤلٍ فور سماع صوته، ليردّ:
"هي جوة بيكشفوا عليها… النار مكانتش وصلت لها، هو لو اتأخرت دقيقة كان زمانها ولعت"

ارتاح قلبها بعض الشيء، ثم نطقت بنبرةٍ هادئة:
"لما الدكتور يخرج طمني وأنا ساعة وجاية!"

أنهى المكالمة معها ووضع هاتفه في جيبه ينتظر خروج الطبيب، الذي خرج بعد ربع ساعةٍ فتقدم منه يسأله بتلهفٍ لم ينتبه له، فردّ الطبيب بنبرةٍ هادئة:
"هي كويسة الحمدلله.. اغمى عليها بسبب استنشاقها للدخان اللي في الحريقة، لكن الحمدلله مطالتهاش النار من أي منطقة.. هتفوق كمان نص ساعة" 

زفر بارتياحٍ وكأن أنفاسه كانت محبوسة وعند ذلك القول تمّ إطلاقها، رحل الطبيب وتبقى هو يفكر بعض الشيء ثم اتجه نحو الاستقبال ليدفع حساب المستشفى ثم يعود للغرفة، بعد نصفِ ساعةٍ بدأت هي بالاستيقاظ تنظر حولها بتشوشٍ وتيهٍ استمعت لطرقاتٍ خفيفة على الباب يعقبها فتح الباب ودخول إياد الذي هتف:
"حمدلله على السلامة"

نزعت جهاز الأكسجين عن وجهه بتعبٍ وإرهاقٍ يتضح على تعابير وجهها، ثم نطقت بتيهٍ:
"هو حصل إيه؟ آه البيت ولع!"

قالت جملتها الأخيرة بعدما تذكرت، حاولت الاعتدال وقد ساعدها في ذلك يضع وسادة خلف ظهرها قائلًا:
"آه البيت ولع وكنتِ أنتِ كمان هتولعي بس لحقتك"

مأساة روز -مُكتمِلة-Where stories live. Discover now