20 - هل ستكون النهاية؟

1.2K 87 13
                                    

.

متنسوش الڤوت
قراءة ممتعة ♡

20 - هل ستكون النهاية؟

...

دوى الانفجار والحريق الهائل أمام أعينِ الجميع رغم سكونِ الليل وتواجد الشركة في منطقةٍ منعزلة بعض الشيء إلا أن هناك كثيرٌ شاهد، كان غيْث يقف مستندًا بظهره على مقدمة السيارة ويعقد يده أمام صدره وبجانبه رزان التي تتقدم خطوة عنه وتضع يدها في جيبها، تنعكس النيران على مقلتيها تشعر أنها ترى إخماد بضعًا من نيرانها ولكن الذكريات هي الشيء المؤلم في حياتها وتعلم أنه بعد أن تنتقم منهم جميعًا سينتهي ذلك الكابوس، كانت تشاهد بأعينٍ تملؤها السعادة والتشفي ولكن بضعٌ من الألم بعد تذكرها لذكرى تجمعها بذلك الحقير الآخر.

كانت معقودة الأيدِ والأقدام في مقعدٍ خشبي، وعلى وجهها جروح كثيرة أثر الضرب الذي تلقته، جسدها هزيل، صغيرة هي على كل ما يحدث لها، فتاة عمرها السادسة عشر يحدث بها كل ذلك، لا يفت يومًا هادئًا في حياتها، أين الطفولة اللطيفة البسيطة؟ أين المراهقة المليئة بالعشوائية؟ ولكن تلقت طفولةٍ مأساويةٍ ومراهقة شنيعة، صرخت من جديد بقوةٍ بهم دون خوفٍ رغم ارتجاف قلبها ورهبته، ليدخل حارس ذلك الخاطف وهدر بغلظةٍ:
"عايزة إيه يا بت؟"

"عايزة أمشي من هنا!"

قالتها بغضبٍ، لتستمع لصوت كم تكرهه بشدةٍ وخطاه تجعلها تتمنى الموت قبل أن يصل لها، ولكن قد وصل للمقعد التي تجلس فوقه ناطقًا بخبثٍ شديد:
"ليه يا رُوز؟ عايزة تمشي ليه؟ مش عاجبك القعدة مع عمو جمال، ولا عمو أنيس بس هو اللي حلو"

كانت عبراتها تملأ وجهها ولكن بصقت في وجهه بقرفٍ واشمئزاز، يتلوها تأوه عالٍ مع صرخةٍ قوية بعد أن هوى على وجهها بصفعةٍ قوية، تشعر أن وجهها قد شلّ من ضربته، نزلت دموعها أكثر وبكت بشدة تبصق الدماء في الأرضية، لينظر لها جمال بشفقةٍ مصطنعة:

"ليه؟ ليه تخليني أعمل حاجات مش عايز أعملها يا رُوز!! بقالك كتير مجربتيش الصاعق، تجربيه مرة!"

وقبل رفضها أو توسلها الشديد كان الصاعق يلمس جسدها مما جعلها تنتفض بقوةٍ تمتم بكلماتٍ غير مفهومة وجسدها بأكمله يرتعش، أبعده عنها ليخمد جسدها وما زالت تبكي، ناول الصاعق للحارس وهو ينظر لها مردفًا:
"حبيتيه!"

لم ترد ولم تقو على الردّ، ليتلمس وجنتها وخصلاتها بطريقةٍ غير جيّدة تجعلها تشمئز وتنكمش رغم انهيار قواها بسبب تلك الصدمة الكهربائية التي تلقتها، ابتعد عنها مبتسمًا بجانبيةٍ:
"أسيبك شوية وهرجعلك تاني بحاجة أقوى، هو شكلك مطولة معايا يا روز"

توجه للرحيل من المكان وكذلك الحارس الذي ناظرها بتشفٍ ليرحل هو أيضًا من المكان، لتظل رزان في ذلك المكانِ المظلم وحيدةً، لا تقدر حتى على ضمّ جسدها بسبب البرودةِ من ذلك المقعد التي تستقر عليه ويديها معقودة بحكمةٍ وكذلك قدمها، بكت بشدةٍ وبصوتٍ مكتوم، لا تقدر على الصراخ، تشعر بالألم الشديد يسري بجميع أنحاء جسدها، تتمنى الموت ولكن لا تطوله.

مأساة روز -مُكتمِلة-Where stories live. Discover now