8 - تمّ الاعتداء!

1K 90 9
                                    

.
«متنسوش الڤوت قبل القراءة، وأتمنى لكم قراءة ممتعة».
.
.

صلّـوا على رسول الله...

...

«مأساة روز»
«أروى سُليمان»

8 - تمّ الاعتداء!

...

غسلت وجهها بقوة عدة مراتٍ، ثم رفعت عينيها تنظر لانعكاسها في المرآة، عينيها الحمراء من كثرة كبحها للدموع، وقد فرّت دمعة خائنة حارقة من عينيها لترفع يدها سريعًا وقامت بمسحها بعنفٍ وهي ما زالت تنظر لانعكاسها، ترى أشياءً، تسمع أصواتًا، أشياء بداخلها تصرخ وتحترق، ولكن جمودها الظاهريّ لا يجعلها تبالي لصراخها الباطنيّ، النيران التي بقلبها تزداد وإن خرجت لن تكن خيرًا.

تذكرها لليوم وما فعله ذلك الحقير في چيهان، جعلها تتذكر كيف كان الحقير الآخر يتمتع بتعذيبها ورؤية ضعفها وتوسلها له، وبكل قوتها لكمت المرآة بعنفٍ شديد لتتهشّم محدثة صوتًا عاليًا، والزجاج أحدث جرحًا بيدها، ولكن ألمها الداخليّ أقوى بكثير من ألم يدها المجروحة، طالت يدها تلك المزهرية التي توضع على الطاولة الصغير لتمسكها ترميها بقوة لتتهشم بقوة تريد شيئًا يجعلها لا تسمع صرخاتها الداخلية، تريد شيئًا يمحي كل ذلك ولكن كيف!

بعد وقتٍ كانت انتهت من تضميد جرحها، وانتهت من لملمة الزجاج المهشّم لقطعٍ صغيرة كقلبها تمامًا.

وضعت وجهها بين كفيّها ثم استمعت لرنين الجرس لتمرر يدها على وجهها وخصلاتها ثم نهضت متوجهة نحو الباب، وقامت بفتحه لتجد أمامها غيْث بابتسامته المعتادة وبيده طبق يحتوي على مكرونة بالبشاميل وقطع فراخ "بانيه" ليصدح صوته بابتسامة يمده بالطبق قائلًا:

"عارف إنك متغدتيش ومتعادنيش، دي حاجات مش مسكرة وأكل طبيعي زي البني آدمين" 

ارتسمت بسمة صغيرة جانبية على ثغرها، وهي ترفع يدها لتلتقط الطبق ليظهر الضمادة البيضاء التي بيدها اليمنى ليردف غيْث متسائلًا:

"مال إيدك؟"

تناولت من الطبق قائلةً بهدوء:
"اتعورت عادي، شكرًا على الأكل"

نطق غيْث بغموضٍ قائلًا:
"خلي بالك عشان باللي بتعمليه ده هيجيلك كتمان مزمن وده بيأدي لأمراض تانية، أنا ما زلت موجود"

زفرت رزان ثم هدرت بجمودٍ:
"خليك موجود ، كدا كدا مش جاية"

انتهى اليوم على تلك الأحداث، ليمر وتتسلل أشعة الشمس من جديد على المدينة معلنة بداية يومٍ جديد.

في مستشفى الهلالي.

وصل أدهم يسير بخطى ثابتة حتى دخل لموقف الاستقبال ليسأل الموظفة بكل هدوء:
"فين الدكتورة إيناس أحمد شوقي؟"

مأساة روز -مُكتمِلة-Where stories live. Discover now