chapter 39

429 20 5
                                    


خيم غروب الشمس على كامل تراب ال دورادو الخالية من السكان تقرييا ...
بسبب ما حصل صبيحة ذاك اليوم
فقد خاب امل الشعب بملكهم و ملكتهم
و بما ان العرش خال
قرر بعضهم الرحيل عن تلك الأرض فيما تمسك بعضهم بموطنه بمن فيهم اولئك الجنود الذين اقسموا على حماية ديانا و الإعتناء بجثمان قائدهم

خضم ذلك كانت آن تسير حافية القدمين تجاه البوابة  أمامها بما ان ذلك الحاجز قد أُلغي

سارت و ملامحها جامدة ، عيونها الوردية شبه مغمضة تحدق بالفراغ و ارجلها جرحت من الأرض الشائكة بعد تجاوزها البوابة و الدموع تأبى النزول من عينيها

مشت مسافة طويلة لتتجاوز تلك المنطقة الغابية و تدخل الى المدينة شيئا فشيئا
حالما لمحها أحد المارة هناك حتى اتجه إليها يسألها عن حالها فهي بدت مثيرة للشفقة و في حالة مزرية

حدقت بوجهه بملامح باهتة لتفقد الوعي أمامه....

-

كان البلد الذي تتواجد فيه آن داخل ذلك المستشفى بعيدا جدا عن موطنها و بما انها لا تملك أي اوراق أو سندات تثبت هويتها بقيت محتجزة هناك لاسبوع من قبل ادارة المكان بأمر من الشرطة

الى ان يتم ابلاغ عائلتها و انهاء اجراءات قضيتها التي باتت معروفة في كل مكان
خاصة بعد ظهورها المفاجئ بتلك الحالة المزرية و اختفاءها ثانية

-

في ذلك الوقت كانت مستلقية على ذلك السرير في تلك الغرفة التي تعمّها الفوضى ؛ الكنبة مقلوبة رأسا على عقب ، الستائر منزوعة و ملقية على الأرض باهمال ، الثلاجة الصغيرة ملقاة و كذلك الحال مع الطاولة التي كانت تسندها ، الاغطية بنفس الوضع و قوارير المياه الفارغة ملقاة على تلك الارضية المبللة
أما الباب فقد تم ايصاده من الخارج مع النوافذ

تلك كانت النوبة المعتادة التي كان يمر بها الطاقم الطبي على مدى سبعة ايام فآن طوال تلك الايام كانت تناشدهم كي يفتحوا لها الباب و حينما يستجيبون لها و يطرحون عليها اسئلة
من قبيل " ماذا حصل لك ، أين كنتي ، كيف حالك "

يسمعون منها ما لا يتماهى مع المنطق و لا يمكن لعقولهم استيعابه بل انهم غير متقبلين له

و اليوم هو الأخير حيث سيتم نقلها لبلدها بأمر من الجهات المختصة و موافقة اهلها
دخل الطبيب رفقة ممرضة تحمل بيدها لوحا عليه بعض الورقات و قلم بين اصابعها
أخذ هو مكانه على الكرسي بجانب سريرها و الممرضة تقف خلفه

الطبيب بينما يقوم باستبدال المحلول : كيف حالك الآن يا انسة
آن ببرود و هي لا تزال مستلقية تنظر الى السقف : افضل منك حالا
الطبيب بابتسامة : هذا جيد ..كوني دائما بخير
آن بحدة : هو فقط مسموح له بقولها ...لا اكررها مجددا
الطبيب : من ...من هو
آن : زوجي
الطبيب بتنهد : لكنك لست متزوجة يا انسة
آن بغضب : بلى ...انتم لا تريدون تصديقي لكنني حقا كنت هناك ..فالتذهبو الى تلك الجبال و تبحثوا عنها

الطبيب : لقد ذهبت قوات الشرطة بالفعل كي نقطع الشك ..لكنهم لم يجدوا أي شيء يدل على وجود ال دورادو ...فالتتماسكي و تعودي لرشدك ارجوك


آن  : ماذا عن عيناي..الا ترى ان لونهما غريب ؟
الطبيب : لا ..أنهما بنيّتان ..و عاديتان ..لما قد تكونان غريبتان ؟
آن بانفعال : بل ورديتان ..ورديتان ..هل أصبت بعمى ألوان أم ماذا
الطبيب : اهدئي من فضلك

آن : لما لا تصدقون ..لقد عشت تلك الأحداث بالفعل ..لما لا يصدقني أحد هنا ..أنا أقول الحقيقة !

بدأ صوتها يعلو شيئا فشيئا ليتنهد الطبيب بيأس و يحقنها بابرة منوم تفاديا للنوبة التي كانت على وشك بدئها

هي قد اخبرتهم بالقصة من. الألف الى الياء لكنهم و كأي شخص لم تتمكن عقولهم من استعاب ما حصل
بل انهم متيقنين من كونها قد جُنّت من هول ما تعرضت له اثناء اختطافها الذين يزعمونه


__________________

صلوا على النبي 💗🌸

لا تنسو تعملوا فوت و كومنت تقولولي رايكم في البارت و دمتم سالمين 🤍🤎🤎

El Dorado || التورمالينWhere stories live. Discover now