chapter 40

481 19 5
                                    


هبطت الطائرة في احد مطارات اسبانيا لينزل الركاب متجهين نحو المخرج من بينهم تلك الفتاة ذات الوجه الشاحب و الشعر البني الطويل المنسدل على وجهها مخفيا ملامحها و على كلا جانبيها رجلان مغلفان بالاسود يمنعان عنها زحمة الصحافة

فقد امتلأ ذلك المطار بالكثير منهم الى درجة ان الامن تدخل مع الرجلين لحماية تلك الفتاة
فمن يراهم يخمن انها لربما مغنية مشهورة أو ممثلة
نعم ، هي مشهورة ، لكن ليس لأنها فنانة بل بسبب قضيتها التي ادخلت الحيرة الى عقولهم و لم يتم ازاحة الغموض عنها الى الآن رغم انها وُجدت للمرة الثانية

صعدت الى جانبهما في السيارة التي كانت تنتظرهما امام المكان لتنطلق في طريقها الى منزلها
تم منع عائلتها من القدوم احتسابا للموقف الصعب الذي تعرضوا له في المطار لذلك فإن تلك العائلة في  المنزل متوترين و ينتظرون على احر من الجمر وقت وصول ابنتهم المفقودة

توقفت العجلات عن الدوران أخيرا
نزل الركاب متجهين نحو الباب
و قبل ان يطرقوا تم فتحه لتظهر الأم بأعين باكية و من خلفها الاب و الأخت بنفس الحال

تقدمت بسرعة تحتضن ابنتها التي كادت تموت لفقدانها ليتبعها الاب و الابنة الصغرى في الحضن و الدموع تهطل من اعينهم بسعادة لرؤيتها حية ترزق امامهم

لكن تلك الفتاة  الغارقة و المطوقة بعائلتها السعيدة للعثور عليها كانت في حالة صعبة تعجز عن البكاء ..
تريد ان تبتسم و تبكي لسعادتها برؤيتهم لكنها لا تستطيع..
لا تستطيع فعل شيء عدا مبادلتهم العناق....

-

الأم (لورينيا) : كيف حالك ابنتي ..هل بخير ؟
هزت آن راسها ايجابا لتمسح لورينيا على شعرها بابتسامة هادئة و توجه انتباهها الى أحد الرجلين الذان رافقا آن الرحلة

الرجل : اذن قد قمنا بواجبنا و ها هي بين ايديكم الآن سليمة..علينا الذهاب الآن
الاب : لا يزال الوقت مبكرا فالتبقيا على الغداء على الاقل
الرجل : شكرا لك حقا لكن علينا اتباع الاوامر ..كما تعلم نحن لسنا من هذا البلد
الاب : حسنا اذا رافقتكما السلامة

الرجل 2 : تفضل هذا الظرف..طُلب مني تسليمه كلما
الاب (بول)  باستغراب : ماذا يوجد به
الرجل 2 : لا معلومات لدي سوى ما اعلمتك به
الرجل 1 : و الآن عن اذنك

غادر الرجلان ليعود بول حيث تجلس لورينيا و آن و روز (الابنة الصغرى)
فتح الظرف تحت مرآهم ليأخذ تلك الرسالة يقرأ محتواها

كانت ملامحه منكمشة و ضائعة بين الحروف المتجمعة في كلمات تلك الرسالة
اكمل قراءتها ليوجه نظره بحزن الى زوجته ثم يخفض بصره الى آن التي تنهدت و كأنها تعلم ما سينبس

El Dorado || التورمالينWhere stories live. Discover now