~40~

4.2K 235 137
                                    




Enjoy

_____





كان يخطر لي أن أنفض ما بقيّ عني وأصرخ وأتحدث
‏لكن صوتي، ‏صوتي الذي أصبحت تلونه ريح الغيابات والأسى
‏يختفي أحيانًا ‏ولا يعود.

مرور ثلاثة أشهر دون حديث أو استيعاب الفكرة منهك،
ارفض وضع تلك الكلمات والليلة بأكملها ضمن ذكرياتي.

‏لا أشعر بشيء، ولا أُجبر نفسي على الشعور، كل مطلبي أن تتنازل الأيام عن الضبابية، وأن أعرف أين تكمن الأريحية لأستطيع لمسها، أن لا يكون كل هذا البحث المضني في سبيل اللاشيء.

‏منذ اختفاءه
وأنا أستشعر مامعنى الموت
موت الأماكن
وموت الأشياء
وكيف تموت الحياة ونحن على قيدها.

لأُدرك أنني ‏لم أحبه لأنني يائس، ولا لأنه الشخص الأفضل،
بل لأن نظرتي الباهته للعالم تتغير جذريًا ويبدو عالمي معه مدهشًا،
مليئًا بالحياة، أحببته لأنه وحده من لمس حقيقتي خلف كل هذا الصمت والهدوء القاتل .

‏ويبقى يؤذيني أنه كان بوسعه أن يغلق الباب بهدوءٍ حين غادر، لكنّه أصر على خدش طمأنينتي.

غادر في لحظة لم تمرّ على سلسلة توقعاتي في تلك الليلة،
غادر في الحالة التي كانت يؤرقني فيها وعيي، يُرعبي الاستيقاظ.

لتبقى مشكلتي الأزلية بأني لا أجيد تجزيء الأشياء، لا أعلم كيف أمنحه محبةً ناقصة، ولا ودادًا غير مكتمل، لا أعلم كيف أتي بشطر حنانٍ وشطر قسوة، إذ التفتُ ألتفت بكياني، واذا أنسكبت أنسكب كليًا، ولو صددت مرةً لن تكون آخر المشوار، وإن افلت يدي فلن تكون النهاية.

أحتاج قُربه، مازلت ارتجع مرارة حقيقة تلك الليلة
بصعوبة عظيمة، اتفصّل آلمًا يوميًا كلما ازداد مرور الايام دون نتيجه.

أكرر عمليات البحث عنه رغم نطق والدتي المتواصل
أنني لن أجده، ليس في البلاد حتى، ولم استسلم.

لا أعلم ما الذي سأفعله أن وجدته لكن لا يمكنه
الذهاب هكذا، دون أن يسمع أو يُدرك شيء!، هو يعلم بأنه الأول في حياتي ولا أملك احدًا عدى أطفالي منه!.

لا استطيع استيعاب طريقة تفكيرة بعد الان،
أو لماذا غادر؟ لماذا ترك كل شيء خلفه حتى أطفالنا؟.

كنت أواصل مقابلة أليكس اللعين يوميًا حتى ينطق
بما الذي أخبره به، لكنه يكرر بملل أنه أنّبه وحذره كذلك عن الاقتراب من الاطفال إذن لماذا أختفى؟.

الايام تجري وانا في ذات البقعة أتساءل،
لماذا تركني؟ ولماذا لم يأخذ الاطفال كما ظننت؟.

Moon story"Tk"Wo Geschichten leben. Entdecke jetzt