Moon story"Tk"

~44~

Enjoy

_____

أجهل ذلك الشعور الذي علي هزمه، وكل ما أعلم عنه بأنه يكبر كل يوم عمّا كان عليه.

وتساؤل لماذا قطعنا معًا هذا الطريق الطويل إذا كانت نتيجة كل هذا أن نفترق في النهاية؟.

‏أجابته أنني لا استطيع أن يكون سبب بقائي التعود، لذلك غادرت حتى لا تتبدل الألفة إلى وحشة وتعب أكثر.

لقد اختلط كل شيء في داخلي لدرجة أنني لا أميّز فعلاً ما الذي أشعر به الآن، أصبح الأمر أشبه بعلبة ألوان، امتزجت كل ألوانها في لون واحد غريب، هذا هو قلبي.

عندما استيقظت بحثت عنه بالطريقة نفسها التي تعلمت بها ‏أن أنظر في الاتجاهين ‏عندما أعبر الطريق، ‏بتوتر وحذر، مهيئة نفسي لشيء أعلم أنه ‏قد يكسرني.

لحظات الليلة الماضية عادت إلى ذاكرتي بتروي عندما
لم اسمح له بلمسي كثيرًا، حيث أزحت ذاتي عنه للعودة والجلوس على الاريكة، وغفيت فورًا بين شهقات ثغري العديدة دون شعور.

أما الان أدرت رأسي ناحية الباب الرئيسي الذي اصدر
صريرة انغلاقه وخُطاه المقتربه تجاه المدخنه بكمًا من الحطب.

راقبت بهدوء ملامحه المنهكة وذراعه الظاهره كونه يرفع
قميصه ليدفع بها في المدخنة حتى تزداد شعلة النار ويدفئ المكان أكثر.

" صباحُك "

انصت إلى نبرته الهادئة دون ايجابه وعيناي سُلطت على تلك
المدخنة ذات الاحتراق المتوسط، رائحته اصبحت تعجّ من جسده الذي سار من جانبي للتوجه في ممر المطبخ ربما.

وذراعي خرجت من العدم لجذب اللحاف الذي كان ساقط
لتسحبه حول جسدي، حينها عادت خُطاه مجددًا إلى غرفة المعيشة واضطررت لرفع عيناي إليه وكفي لألتقاط قطعة الرغيف.

بهدوء شديد عاد يتحرك قبل وضع كوب الحليب الساخن على المائدة
أمامي والجلوس على ذات الاريكة منذ قدومه، التي توازي المدخنة تمامًا.

بدأت في تناولها ببطئ شديد جراء الخمول دون رفع نظري نحوه،
انشغلت وهو كذلك في ما يتحمله كفينا دون التطرق للحديث.

وحتى بعد انهاءه وجدت صعوبة في التحاور معه، الحواجز بيننا تتسع دون أن ندرك، وبعد أحاديث لا تنقطع لم يعد في حوزتنا كلمات نقولها لبعضنا البعض.

شيء ما حدث و سرق كل ما كان رائعًا بيننا،
إننا نتداعى بصمتٍ مخيف.

لا نملك طريقة أو حل لكسر ذلك الجبل من الآلم، نجهل
الطريق لبعضنا، وطريقي نحوه ملغمًا بالفعل بأحداث سابقة مطبوعة.