١ | انفصالُ.

5.2K 322 542
                                    

«بسم اللّٰه الرحمن الرحيم»
____________________

الشغف!

الشغف هو فنّ مِن نوعٍ فَريد، نوعٌ اخر لا يمكنكِ استشعارهُ بِسهولة، يحتاج الكثير مِن الحُب لينتج الكثير مِن الإبداع.

لا يفترض لِلشغف أن يتعلق بالأشياء، أحيانًا شغف البشر يجمُح ويظهر بسبب أشخاصٌ لطفاء في حياتنّا.

وقد كان هو مصدر شَغفي في هذه الحياة؛ آدم.

"انظر!" نبستُ أجذب نظرهُ تّجاه الأوراق والخطة التي وضعتها لمشروعي، أشعرُ بالحماس والطاقة وأن هذه المرة سوف استطيع فعلها، وسوف افتتحهُ عن قريب.

تنهد آدم بثقل، وقطبتُ حاجباي على هذا وقبل أن اتساءل عن حاله سبقني هو بتساؤل. "ألم تَملي مِن هذا؟"

"ماذا؟" خرجت الحروف مِن فمي صدمةً مِن سؤالهُ وملامحهُ الجامدة التي يرمقني بِها، ما به؟

طرقت أصابعه بار المطبخ يهز رأسهُ وكأنهُ يفكر ويؤكد الحديث لنفسه، وفقط رمقته بعدم فهم فـلا استطيع فهمه بحق في هذه اللحظة، رمقني بحسمٍ ناطقً ما في جعبته دون أدني اهتمامٌ بي. "يجب أن ننفصل."

تبًا لهُ.

أجل تبًا لهُ، وأنا التي كدت اتغزل به اللعين.

"حسنًا." نبستُ وكأنهُ لا شيء كذلك، أدفع أوراقي بعيدًا عنهُ، وأرمقهُ ببسمةً بسيطة وكأنه ليس لدي أي مانع في الانفصال عنهُ؛ لأنه لم يكن شيء بالنسبة لي.

أنا كاذبة كبيرة.

لقد كان كُل شيء في أيامي، حياتي، لقد كان أملي ودافعي.

هز رأسه بضحكةً ساخرة، ويتساءل باستنكار. "هل هذا كُل شيء؟"

غرزت الملعقة في عُلبة المثلجات متمنية غرزها في عينيهِ البُنية تِلك، ملئت الملعقة بالمثلجات أتناولها واستمتع بمزيج التوت والحليب غير مهتمة باستنكارهُ مِن هدوئي وعدم اهتمامي بالانفصال عن حبيبي. "الباب مفتوح سلفًا، لِذا لا تنسى غلقهُ بعد ذهابك وترك مفاتيح شقتي."

رمقني بحدة يضرب براحة يده البار تاركًا المفاتيح بالفعل ويأخذ خطواتهُ لِلخارج، لكنهُ توقف على بُعد ست خطواتٍ، ست خطواتٌ تفصلني عنهُ، لكن لم تكن المسافة عائقٌ لوصول كلماتهُ الفذة إلى مسمعي.

"أنتِ مُملة، لم تتغيري مُنذ عامان، مُنذ سنتين تزعمين على انشاء مشروع لعين. لا تظني يومًا أنكِ ستنجحين في شيء، لأنكِ فاشلة وستوقفين حياة مَن يقربكِ، انظري إلى نفسك قليلًا للعلكِ تدركين سبب أنفصالنا.
هيڨين، أنتِ لا تستحقين موهبتك، ولا تستحقين شخصٌ مِثلي، فالتتعفني في شقتكِ."

ست خطوات للنعيمWhere stories live. Discover now