١٢ | خطوة الرابعة

2.5K 196 85
                                    

«بسم ﷲ الرحمن الرحيم»

عنوان جانبي:
الخطوة الرابعة | الهدف والغاية.
____________________

ضربتُ كأسي بخاصة مارك وجورجيا في المقهى المُفصل لي، مقهى آمور-آيس 'حُب المثلجات' مقهى يصنع أفضل أنواع المثلجات رغم دفئه ورائحة المخبزات المنعشة به، وذاته المقهى الذي قابلني رالف خارجه، وها نحن به نحتفل بأنني كسرتُ قاعدة 'نعم لأي شيء ولأي شخص' وأخيرًا قلتُ 'لا، ولا أهتم' لطالما اشتكيتُ لهم عن عدم مقدرتي على رفض أي طلب، وها أنا اتنازل عن هذه المتلازمة المقيتة.

رفض الطلب لن يظهر كـ تقليل الاحترام، أو سوف يحطم مشاعر الذي أمامك، أنه طلب في النهاية قابل للموافقة عليه أو رفضه.

أجل مِن الجيد الا ترفض مَن طلب مُساعدك في شيء، أو طلبك لشيء ما، طالما في مقدورك تقديم له الطلب لا بأس بذلك أفعلها بصدرٍ رحب، لكن إذا كان فوق مقدرتك وطاقتك، سوف ينهك مساحتك الشخصية وسوف يؤثر عليك بالسلب.. وهُنا رجاءً أرفض ذلك بطريقة لبقة.

لا تكن مِثلي تنفجر كـ إناء ماء تُرك يغلي فوق النار حتى انفجر، أرفض بأدب وحدودك، ولا تظن السوء في الطَالب ولا تسيئه لمُجرد أنه طلب مِنك شيء.

البشر في حاجة للمساعدة والتكاتف دومًا، نحن بحاجة لبعضنا البعض، لن نستطيع فعل شيء بمفردنا وهذا شيء مفروغ مِنه، لكن لا تدع شيء يؤثر عليك بالسلب.

"فخورة بكِ." صاحت جورجيا تعانقي مِن الجانب ويفعل مارك من الجانب الآخر يضم كلانا معًا وينبس بتأثر. "أجل فخور، لأنكِ صرختي في رئيس عملي الذي توسطته لأجلك!"

حمحمتُ ادفع كلاهما، ويضيق الثنائي عينيهم تجاهي بشكٍ، لا يفترض أن أخبرهم، لكن بدى رالف وكأنه لا بأس معه بأن يعلم الجميع، نظفت حلقي مُجددًا وأشير بتحذير إلى مارك. "لسانك الذي يصبح أطول مِن جورجيا أحيانًا حاول أن تبتلعه ولا تخبر أحد قط.."

قاطعني يتمتم بلا اهتمام يرمقني بأعين زرقاء متململة. "رالف يريد مواعدتك."

اتسعت عيناي وأعين جورجيا ترمق كلانا بعدم تصديق.. لحظة أنا أيضًا احاول الاستيعاب، "ماذا؟" نبستُ بسهوٍ ويبتسم بجانبية يجيب. "لقد أخبرني بذلك أيضًا حتى لا أضايقك، لكن أخيرًا قررتي التحدث، لذا سوف أضايقك بحرية."

سقط فكي، أقسم أن قلبي أكاد اسمع نبضه في اذناي ولا أعلم كيف يحدث هذا حتى بينما في عالم موازي حتمًا صاحت جورجيا فرحًا. "أنه التعويض الإلهي يا هيفين."

ابتسمتُ وترتفع الحرارة إلى وجنتاي لاتمتم بخفوتٍ. "لقد رفضتهُ."

رمشتُ ببطءٍ انظر إلى الثنائي الذي اختفت تعابيرهم يطالعوني كأنني كائن غريب، رمشت جورجيا بعينيها البنية الداكنة وملامحها اللاتينية تتحول لأخرى شرسة تتساءل. "ماذا فعلتِ؟"

ست خطوات للنعيمWhere stories live. Discover now