٥ | عشاء عمل.

2.7K 210 179
                                    

«بسم اللّٰه الرحمن الرحيم»
_____________________

"مُبارك لكِ، هيڨين." هنئتني أمي عبر الهاتف بينما احاول انتقاء فستانٌ يليق بعشاء اليوم، حيث تجتمع الفرق لتهنئة المتدربين الذي حصلوا على الوظيفة بنجاح.

"اخبرتك أنني استطيع فعلها." نبستُ بنرجسية مُمازحة، ألتقط فُستانٌ بلون الدم القاني، وتتجعد ملامحي بعدم إعجاب، يليق بملهى أكثر! ألقيت به واستمع إلى قهقه أمي. "لقد طال الانتظار كثيرًا، لكن فعلتيها في النهاية!"

"ما الذي تقصدينهُ؟" تساءلتُ بعداء كوني أدرك مقصدها، أدرك حديثها الذي ينهال علي في كُل مرة اشتكي لها عن حالي، ولا أريدُ سماع هذا في الحَال، لا أريد تكرار هذا الحديث الهادم مُجددًا على مسامعي بينما أنا قد حققتُ نجاح.

"هيڨين، عزيزتي، أنا لا أقصد شيء فقط إذا كنتِ تستطيعين الوصول، لِمَ لم تفعلي مُنذ البداية، فقط أنتِ كسولة وسلبية بينما أنتِ تستطيع فعل أي شيء تريدينهُ." مُجددًا مُجددًا تنبس بكلماتها ظنًا أنها تشجعني وتعطيني هذا الشعور بأنني استطيع فعل كُل شيء، لكنها فقط تريني مخاوفي التي احاول تجنبها، هي لا تدرك هذا، لا تدرك أن هذه الكلمات ليست هينة عليّ، رغم أنني اخبرتها مئات المرات الا تفعل.

لِهذا فضلتُ السَفر، فضلتُ الابتعاد الا أواجههم، فضلتُ البقاء في دولة أخرى، في مدينة تبعد كيلومترات عن مدينتي الأم لكي احصل على شهادتي الجامعية وحُجةً للبحث عن عملٍ.

لا استطيع تمالك عصابي، ولستُ بهادئة لفعل هذا. "هل يُمكنكِ التوقف يومًا عن لومي؟ لقد حققتُ نجاحًا لا فارق إذا كان مُبكرًا أو مُتأخرًا فقدت فعلتها في النهاية. لِمَ لا يمكنكِ فقط أن تُشاركيني بحديثٍ يعزز مِن عزيمتي؟ توقفِ يا أمي هذا يهلكني." صَحتُ في المُقابل مع كُل كلمةٍ أنطقها يزداد غضبي وسخطي، يزداد حُزني تّجاه أمي فـ هي لم تتفهمني وتحتوى مشاعِري الغريبة على الجميع يومًا.

"أنا__" كادت تُبرر، لكنني قاطعتها مُجددًا، استشعر غضبي وغصتي، احاول كبح دموع عيناي وكبح سم كلماتي. "أنتِ مَاذا؟ أنتِ تجرحيني في كُل مرةٍ تُحاولين فيها تعزيز طاقتي فينتهي بكِ المطاف تُحطميها، لا تخبريني أنك لم تقصدي؛ لأن إذا عدم القصد يضاهي كسرة خاطري، فأنا أيضًا لا اقصد الصراخ عليكِ."

ستخبرني بعدها أنني عصبية، لدي الكثير مِن المشاكل مع الغضب، ستخبرني أن اتحكم في نفسي ومشاعِري حتى لا أخسر كُل شيء حولي، ستخبرني أن آدم تركني لأنني هذه المنفعلة، لكنها لا تدرك أنني مُجرد ردّ فعل عليهم، على استفزازهم، هذا يحزنني ويزيد غضبي، لكنه خارج ارادتي.

"حسنًا، استمتعي." نطقت ببساطة تغلق المُكالمة، وتتركني اتخبط في خواطري التي مَا زالت مُشتعلة تستنذف طاقتي ورغبتي في التفكير. تنهدتُ أجلس أرضًا أمام خزانتي ورغبة كبيرة في عدم الذهاب إلى عشاء العمل تتملكني بعدما كنت اشتعل حماسًا لهُ.

ست خطوات للنعيمWhere stories live. Discover now